أتوق إلى اللقيا
أتُوقُ إلى اللُقْيَا وَيَنْهَرُنِى  البُعْدُ  ***  وَأهْرُبُ  مِنْ  وَعْدٍ  ويُـمْهِــلُنى وَعْدُ 
وَأُعْرِضُ عَنْهَا  وَهْىَ  مِنى قَرِيبَـةٌ  ***  مَخَافَـــــــةَ  إعْرَاضٍ   يَزِيدُ  بِهِ  الوَجْدُ 
هَوَاكِ هَــوَىً  لا القَلْبُ فِيهِ مُعَلَّلٌ  ***  بِوَصْلٍ وَلا  فِيهِ الفِرَاقُ وَلا الصَّـدُّ     
وَلا  فِيهِ مِنْ شَكْوَى الـمُحِبِّينَ آهَةٌ  *** يَرِقُّ لَهَا مِنْ وَقْعِهَا الحَجَرُ الصَّـلْدُ      
وَلَكِنَّ قَلْبًا شَاقَهُ الحُسْنُ  فَارْتَقَى *** سَحَائِبَ وَهْمٍ  فى سَـمَائِكِ  تَـمْتَدُّ
أيَا قَلْبُ خمْسُونَ انْقَضَتْ فى تَوَهُّمٍ ***  وَأنْتَ لَهُ تَشْـــدُو فَحَتَّى مَتَى تَشْدُو               
تَوَهَّمْتَ  حُبًّا وَاخْتَلَقْتَ  صَـــبَابَةً  ***  وَهِمْتَ اشْتِيَاقًا أىُّ شَىْءٍ تُرَى بَعْــدُ
عَلَى أنَّ لِى مِنْ حُبِّكَ  الوَهْمَ غَايَةً  ***  وَعَالَـمَ  صَــفْوٍ بِتُّ أدْخُـلُهُ أعْدُو                  
فِرَارًا إلَيْــهِ مِنْ  زِحَامٍ  تَآلَفَتْ   ***  بِهِ  زَائِفَاتُ العَيْشِ وَاخْتُزِلَ الوُدُّ
                 
فَيُشْـرِقَ لِى مِنْ صَادِقِ الحُبِّ بَارِقٌ  ***  بِغَــيْرِ  سَــــنَاهُ  لا  أرُوحُ  وَلا  أغْدُو
أرَاهُ     بِعَيْنَيْهَا    يَزِيدُ      تَألُّقًــا   *** إذَا ابْتَسَــمَتْ  وَالثَّغْرُ  نَافَسَهُ  الخَدُّ                    
هِىَ  الحُسْــنُ  لَولا أنَّهَا  فى  تَدَلُّلٍ  ***  تُذِيبُ  فُــؤادًا   لَيْسَ  لِلَهْفَتِهِ  حَدُّ
يَهِيمُ  بِهَا   نَشْــوَانَ  يَطْوِى  بِخَفْقِهِ  *** سِـنِينَ تَوَلَّتْ  لَيْسَ يَحْصُــــرُهَا  العَدُّ                  
إذَا أُفْعِمَتْ بِالحُبِّ مَرَّتْ كَنَسْــــمَةٍ   ****  وَإنْ غَابَ عَنْهَـا هَزَّهَا البَرْقُ والرَّعْدُ
د/محمود السيد الفخراني