غُيومٌ بلا مطَر               
سَأصْرِفُ مُرْغَمًا عَنْكِ الفُـــؤادَا  ****  وَأوثِـــــرُ  في غَرَامِــكِ الابْتِعَــــادَا                           
مَتى  نَالَ الـمُتَيَّــمُ  مَا  تـَمَنى   ****  وَأدْرَكَ فــــــي  هَـــــوَاهُ  مَا أرَادَا                           
لَقَدْ خَلُصَتْ حَيَـــاتِي مِنْ خِدَاعٍ  ****  وَأكْرَهُ  بَعْـدَ  إيـمَـــاني  ارْتِدَادَا                      
فَلَيْسَ  الحُبُّ  وَهْمًـــــا  نَسْتَقِيهِ  ****   وَلَيْسَ  الوَهْمُ  يُسْـعِدُني مُعَـادَا
                        
سَأهْتِفُ قَدْ سَـلــَوْتُكِ مَا بَقِيتُ **** كَفَــاني  في  غَرَامِـكِ مَا  لَقِيتُ                      
سَئِمْتُ  الحبَّ أصْدَقُهُ  سَرَابٌ ****  سَــئِمْتُ  وَمَلَّني الوَهْمُ  الـمَقِيتُ                         
إذَا  سَـعِدَ  الـمُحِبُّونَ  ابْتِذَالاً  ****  فَلَسْــتُ بِـمَنْ  يَهُونُ وإنْ  شَقِيتُ                       
سُـقِيتُ  بِكَأْسِ  هِجْـــرَانٍ وَلَكِنْ ****  بِكَأْسِ الضَّيْمِ  مَا  عُمْـرِي  سُقِيتُ
                        
عَرَفْتُ  الحُبَّ  مَعْنىً  لارْتِقَــــائي ****  أهِيمُ   بِهِ   طَلِيقًــا  في  الفَضَاءِ                       
بِعَيْنَيْـكِ  الْتَقَيْتُ   بِصَفْوِ  حُبٍّ  **** تَوَارَى  خَلْفَ أطْيَـــافِ  الرَّجَاءِ                    
سَمَوْتُ  بِهِ  زَمَـانًـــــــا  كُنْتُ  فِيهِ  ****  أُغَنِّى     لِلصَّفَــــــاءِ   وَالانْتِشَـاءِ                           
فَمَا  ذَنْـــــبي  إذَا  جَاءَتْ  غُيُـومِي ****   بِلا   مَطَرٍ  وَقُلْتُ  بـِهَـا  ارْتِـــــوَائِي  
                   
وَمَا  ذَنْـــــبى  إذَا  ألْفَيْتُ  قَلْـبي ****  بِحُبِّكِ  خَافِقًــا  قَدْ  رًقَّ   نَبْضَا                       
يُعِيــــدُ   إلىَّ  مَا  سَــــلَبَتْهُ  مِنِّي  ****   سُنُونَ  تَعَاقَبَتْ  طُولاً  وَعَرْضَــا                     
عَرَفْتُ مَعَ  ابْتِسَامِكِ كَيْفُ يُفْضِى  ****  فُــــؤادِى بِالَّذِى مِنْ  قَبْلُ  أفْضَى                   
فَعِشْـتُ  كَأنَّ  أعْوَامًا  تَلاشَـتْ  ****   وًعُدْتُ إلى صِـبَايَ  وَعَادَ  غَضَّا
د/محمود السيد الفخراني