طيـور الجنـــة
وتنظر من حولك، فترى طيور الجنة، كأمثال البخت، ترعى في شجر الجنة، أعناقها كأعناق الجزر،
وإنها لناعمة، وأنت أنعم منها، تنظر إلى أحدها فيخر بين يديك مشويا، ويقول لك: يا ولي الله،
أمّا أنا فقد رعيتُ في واد كذا وكذا، وأكلتُ من ثمار كذا وكذا، وشربتُ من ماء عين كذا وكذا،
وسني كذا، وريحي كذا، فكل مني، فإذا اشتهيتَ حسن الطير واشتهيتَ صفته،
ووقع في نفسك، وقع الطائر على ما تريد، قبل أن تتكلم، نصفه قديدا ونصفه شواء، متفلقا نضجا.
وتشتهي طيرا آخر، فيجيء مثل البختي، حتى يقع على خوانه، لم يصبه دخان، ولم تمسه نار،
فتأكل منه حتى تشبع، ثم يطير. فيقع على صحفتك طير غيره، له سبعون ألف ريشة،
فينتفض، فيقع من كل ريشة لون أبيض من الثلج، وألين من الزبد، وألذ من الشهد،
ليس منها لون يشبه صاحبه، فتأكل منه حتى تشبع، ثم يطير. وكلما شبعتَ ألقى الله عليك ألف باب
من الشهوة في الأكل. ثم تؤتى بالشراب، على برد الكافور، وطعم الزنجبيل، وريح المسك، فتشرب،
فإذا شربتَ هضمتَ ما أكلت من الطعام، وإنك لتأكل مقدار أربعين عاما.