رسالتي الثانية .
و هذه المرة إليك أنت يا من سكنت الروح , و شغلت الفكر , و أدبت القلب .
مابالك أيها الحبيب لا تعرف للرحمة عنوان , تمر علينا دون أي سلام , تعاتبني على كلام وجهته لغيري حتى لا يقربن على مملكتي .
ما بالك تعاتبني على أمور جبلها الله بي كوني أنثى لا تحسن القيل و القال , و إذا ما مسها الضر و أوشكت على البكاء , صاحت في وجه النساء و قالت كفوا عن هذه الفعال .
مالك تحاول أن تثنيني على عزمي , و تقلل من شأني , غيرتي ليست مرضا أو شكا , فأنا أعرف قيمتي في سوق النساء .
لكن كوني عاقلة , و أن تراني أحيانا صامتة مطئطأة الرأس لا يعني أني أرضى الهوان و أسكت حينما أراك على غيري تسلم و تشد حين السلام .
حبيبي , تحملني قليلا , فأنا قد تحملتك سنينا , و جعلت منك علي حارس أمينا , لا تعاتبني بالسكوت عني و هجري فأنا مـنْ مَنْ الهجر أضناهم .