هُم حَمَّلوني في الهَوى فَوقَ طاقَتي ** فَمِن أَجلِهِم قامَت عَلَيَّ قِيامَتي
وَما كُنتُ لَولا هَجرِهِم وَصدُودِهم ** حَليفَ ضَنىً مَلَّ الطَبيبُ إعادَتي
بِحَقِّكُم يا جائِرينَ تَعَطَّفوا ** فَقَد رَقَّ لي مِن جَورِكُم كُلُّ شامِتِ
وَلا تَبخَلوا أَن تَسمَحوا لي بِنَظرَةٍ ** تُخَفِّفُ أَشجاني وَفَرطِ صَبابَتي
سَأَلتُ فُؤادي الصَبرَ عَنكُم فَقالَ لي ** إِلَيكَ فَإِنَّ الصَبرَ مِن غيرِ عادَتي
أَضُمُّ عَلى الداءِ الدَفينِ جَوانِحي ** وَأُظهِرُ مِن خَوفِ الرَقيبِ بَشاشَتي
وَلَيسَ تَلافي مُذ رُميتُ بِهَجرِكُم ** عَجيبٌ وَلَكِنَّ العَجيبَ سَلامَتي
وَكَيفَ اِشتِغالي عَنكُم لا عَدِمتكُم ** وَنارُ الأَسى وَالشَوقِ مِلءُ حَشاشَتي
فَوا حَسرَتي طالَ الأَسى وتَصَرَّمَت ** دُهوري وَلا قَضَّيتُ مِنكُم لُبانَتي
* - ابن عبد ربه الاندلسى