رغم أن البدر بات بالحب مضنى وبالشوق تلف
غير أن فجر اليوم كان فعلا مختلف
فالسماء بثياب من الغيم تدثر و تلتحف
والشمس تغط في نوم عميق
كأنها نسيت أن تشرق
أو كان ضوءها من عينها خطف
و البرق يصفع وجه الأرض
بسياط من نور ونار لا يكف
والرعد زمجر غضباناً عنف
كمارد من الجن جباراً صلف
فيكفهر وجه السماء ثم ترتجف
فينهال دمعها كلؤلؤ بلا صدف
يسيل فوق صدر الأرض لا يجف
حتى إذا استقر في قاعها وجوفها وقف
كأنه في بطنها حشد كبير من النطف
صباح الغيم والأمطار والثرى
صباح الندى حين يعبق بالشذى