السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الغالي " جداً" / خالد العبدالله
اسعد الله كل أوقاتك و وفقك لما يحب و يرضى
أعلم أني قد تأخرت كثيراً ،
لكن صدقني
عاندني القلم كلما أتيت و هممت بالرد .. و كم من مرةٍ كتبت رد و محوته
و السبب .. صدقا لا أعرف
أتيت هنا و أنا أعرف أن أعترافي الكائن بـ جوف الإعترافات هو ما قاد لذلك الموضوع ، و لو كنت أعلم أن إعتراف كـ ذاك سيثري المنتدى بموضوعٍ كموضوعك هنا ، لقضيت ليلي و نهاري " أعترف ".
خالد
غض النظر عن المذهب، و غض النظر عن ربط فعلٍ ما بـ مُعتقد ما أو مذهب ما ،
فيجب أن نعترف أننا في مجمتعات أغلبها تحكمها العادة و الموروث أكثر من الدين و العلم ، على سبيل المثال لحكم العادة في مجتمعنا هو زواج الفتاة من إبن عمها ، عدم توريث الإناث - و هي عُرف سائد في صعيد مصر- .
اجل فإن تحدثنا من منظور شرعي وجدنا أننا نخالف الشرع في " أفعال " أضحت " أعراف و قوانين " يُسيّر بها القاصي و الداني في مجتمع ما أو جماعة ما.
هذا على مستوى الأفعال السائدة ، أما الأمور الأخرى ، و هي الموروثات فهي سيدي لا شك تتغلغل في حياتنا حتى نُطبّعها - اي نجعلها امر طبيعي - كـ سن الغزال ، كـ الحبة الزرقاء لتمنع الحسد ، كوضع رخصة القيادة داخل مصحف كي لا تُسجل مخالفة ، كـ إنتشار التابلوهات التي يوضع بها إسم الله موازٍ لإسم النبي الأكرم صلى الله عليه و على آله و سلم ، و قد قرأت حرمانيتها إستشهاداً بألاية الكريمة " أتجعلون لله أندادا " .
و نأتي للأقوال كاقوال كثيرة مثل " لا يرحم و لا يخلي رحمة ربنا تنزل " - وصف نبات دوار الشمس بأنه " عبّاد الشمس " - و ما إلى ذلك و أكثر ..
و قِس على ذلك العشرات بل المئات من الاقوال و التصرفات كمثل الذي أورده الإخوة الأعزاء و ما هو لم يورد هنا بعد .
كل هذه الأمور أخي تغلغلت في ثقافة و فكر و حياة مجتماعاتنا ، و العلم سيدي الفاضل لم و لن يستطع إقصاء تلك الأمور عنّا ، و السبب بسيط أن أغلب علومنا علوم دنيوية ، تنظر لجانب العلم و تُغفل جانب الدين - وإذا قام أحد المُتعلمين أو المثقفين بتبرئة نفسه من تلك الأفعال و أنتقد فعل أو قول مثل تلك فإنه لا ينتقده لأنه " حرام " شرعاً أو لأن به " شُبهة شِرك "، لكنه ينتقده لأنه يعتبره "جهلاً " ، و شتان الفرق . لأن من يريد أن يُقصي المُجتمع عن موروث يتغلغل فيه يجب أن لا يحاربه بوصفه جهل لأنه سيؤدي حتماً لوصف المتعلم بأنه " إنقلب " على ما يعتقد به مجتمعه ، لكن يجب عليه بوصفه الصحيح بأنه " مُحرّم " و كما نحن مجتمعات تحكمها العادة ، فنحن أيضاً مجتمعات تحكمها العاطفة ، و أرى أننا نستغل العاطفة في كل شئ - إلا فيما يتعلق بالدين.
خالد - الموروث الشعبي - بما يحمل من صواب و خطأ يُمثل ركيزة من ركائز اي مجتمع - و لتحويل دفة الخطأ في تلك الركيزة يجب أن نتعامل بحرص حتى نبلغ الهدف الأسمى و هي أن لا يُشرك بالله بـ حسن نية.
خالد العبد الله
كنت هنا .. أتوخى حِمام الحرف قدرما أستطيع
- لا تنس أنك وعدتني بـ هدية - فمنذ أمد لم يهاديني أحد.
اللميـــاء!