الحلقة الأولى :
مساءٌ بــارد .. المطر وعد الجميع بالإنتقام ، و قد يسقط المنازل على رؤوس البؤساء ، و غدا قد تغلق المدارس أبوابها .. و يعود الفلاح قافلا ..لأن الأرض إستسلمت لأمر آخر!
،
و بين كل حبات المطر ، أعجبتها واحدة فقط .. تبعتها بعينيها الملبّدتين ..طول تلك المسافة ، من السماء إلى الأرض .. و في غمرة النشوة .. تذكّرت لعبة الحبل و الأيام الخوالي .. وكيف كانت تدخل في شجار مع بنات الحي ...تذكرت كيف توسّدت وسام البنت ذات الكبرياء و قهرت به أنوثة بنات جيلها من المراهقات ..
تذكرت كيف كانت تكسر في لحظات ... عزّة الرّجال .
و الآن .... عطشها لا ترويه كتابات نزار قبّاني .. ليلها يسهر و لا ينام على أنغام العندليب .. رأت فيه بأم عينها ، كيف تخضع الأرض للظلام ! عندئذ .. إعترفت : "ليلي لا يشبه ليل الآخرين ... حتى أحلامي أعلنت تفسيرها قبل المجيئ "
ثمّ استنطقها سؤال داخلي جريئ : من سيأخذ آخر رسائل الشوق و يهمس لأصحابها أن الموت أرحم بكثير.... من النوم.. في ثوب الشوق العقيم .
الإمضاء : أنيس