هذه الرواية من أخر ما قرأت
وبرغم أن الكاتبة نبيلة محجوب أبانت في بداية روايتها
أنها محض خيال ،لا تنتمي إلى الواقع . فأخالفها الرأي تماما .
فهي تسرد أحداث حقبة تاريخيه محددة ،في أماكن محدد أشارات
إلى البعض منها تصريحاُ ،وإلى البعض الأخر بأسماء مستعارة غير حقيقة .
إضافة إلا أن أبطال روايتها شخصيات حقيقية معروفة اجتماعياً ،
حتى وإن رمزت إليها بأسماء وكُنى مستعارة .
وصورة الغلاف بالإضافة إلا عنوان الرواية خير دليل على ذلك .

" هروب الزعيم "
لم يكن راغبًا في مغادرة الوادي الذي اصطفى
الله أهله من كل بقاع الأرض . لم تراوده الغُربة
منذ حطت قدماه أرض مكة طائرا مهاجرا ، يعاني
فقرا وجهلاً يكمن في ثنايا ريشه ، ويلتصق بجناحيه
وعندما نفض فقره وجهله وحرر ريشه وأطلق جناحيه
في عالم المال ، هاهو يفكر في الطيران بعيداً عنها ،حاول
نسيان نبوءة الراعي والحلم الذي أرقه ، لكنهما يعودان إليه
كلما انهمر المال بين يديه ، تعلم أن لا يأمن للدنيا فهي تبتسم كثيراً
حتى إذا ركن إليها المرء واستكان في نعيمها كشرت عن أنيابها ، كالسماء
الغاضبة التي التهمت ثروته في ساعات قليلة . هذه رحلة البطل ونبوءة الراعي
والتي نسجت خيوطها الكاتبة / نبيلة محجوب
في رؤيتها التي واجهت العنف ، وأبانت في أسلوبها الجذاب وعرضها المدهش
أن نبل الهدف وسلامة المقصد لا تبرران المغامرة بمصائر أمم كي تساق إلى مصيرها.
هروب الزعيم
للكاتبة / نبيلة محجوب
سنة النشر 2006
عن دار قباء الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة