
" 35 "
//
//
من السهل أن نجرح غيرنا
من السهل أن نعتذر لهم
عن جرح سببناه لهم
ولكن هل بمقدورنا أن نمحوا
اثر ذلك الجرح أو نزيل مرارته
إن من يغرس مسمارا في جذع شجرة
يمكنه أن ينزعه فورا أو بعد حين
لكن سيبقى له أثراً
وهذا الأثر هو حقيقة الجرح ومرارته
إن الجرح الذي نزرعه في قلوب الغير
يخلق له انعكاس وصورة حقيقة في قلوبنا
فنشعر نحن كما يشعرون بذلك الألم
فنحن أيضا خلقنا من لحم ودم
حينها سنحسـ بالندم
ونتمنى أن لم نقل ولم نفعل
ولكن هل سيجدي حينها الندم ..؟؟
عندما نعجز عن كبح جماح خنجرنا
فلنزرعه في قلوبنا أرحم ......
فمن أغرقه البحر لا يخشى أن يبلله المطر
فلماذا لا نضيف على جراح الغير فينا جراح خنجرنا
لكي نسلم على اقل تقدير من تأنيب الضمير المرهق
ولكي نحاول أن تبقى اكفنا بيضاء ناصعة
دون أن نلوثها أو نلطخها في جراح الغير
أن العلاقات الإنسانية كموج البحر
تهدأ حينا وتهيج وتموج حيانا آخر
فعلينا أن نطوي أشرعتنا ونرحل .....
كلما هاج البحر وأزبد
لكي لا نَغرق أو نُغرق غيرنا
فالإنسان خلق ويحيا وسيموت ضعيفا
أمام عواطفه ومشاعره واحتياجاته النفسية
وسيضل رهين سخطه ورضاه على الناس