السلام عليكم
اليوم اخذت كتاب واعجبني عنوانه جدا وقد تصفحته وكان محتوى هذا الكتاب الاتي :
المؤلف : د / فاروق مواسي
عنوان الكتاب : تمرة وجمرة
مقالات في النقد والثقافه .
شد اعجابي الفصل هذا :
هل نحن شعب قارئ ؟
كثيرة هي الأسباب في عدم الإقبال على الكتاب . بيئتنا أصلاً وغالبًا انحدرت من بيئة زراعية لم تكن تولي القراءة أدنى اهتمام ، فلا بدع إذا بقي أثر ذلك قائمًا ، وظل العزوف سُنة في عصرنا المادي هذا ، وكأن الانهماك في المطالعة هدر للوقت ، وأخشى أن أقول إن هناك من يسخر بصاحبها .
ثم ماذا تتوقعون من مجتمع امتنعت عنه أسباب القراءة ، فليس لدى الأغلبية فيه كتب أو مكتبات ، بل ليست هناك وظائف إشرافية مسؤولة – سواء من الحكومة أو السلطة المحلية - تدأب وتجد حتى تجد الوسائل المحفزة للدراسة ولمصاحبة خير جليس ... ( ورحم الله عمنا أبا الطيب ).
وإذا أضفنا انغمار أبنائنا في التسلية وبرامج المسلسلات التلفزيونية والمغامرات والكراتية( وتوم وجيري ) وهلمجرًا جرّا ، فإننا سنعلم علم اليقين أين نحن من القراءة ؟ او أين القراءة منا ؟!
ولرب سائل يسأل : وما جدوى القراءة في هذا العصر ؟ فنجيب على سبيل التذكير – إن نفعت الذكرى- أن القراءة مصدر للمعلومات ، ومفتاح للمعرفة ، تزيدنا حكمة وتعمقًا في الحياة ، وتدبرًا في أمورنا ... تقدم لنا خبرات الآخرين ، نتلقى الحروف فنستمتع ، وقد نعبر بعدها عما قرأنا ، نحقق شخصياتنا فتزداد ثراء وبهجة . من واجبنا – إذن – أن نقرأ حتى نتعلم بعد أن كنا نتعلم حتى نقرأ ، نتعرف على النص، على المعاني ، نربط ، نركز، نتذكر، نستوعب، ننقد، بل أحيانًا نتعلم حتى نحل مشكلة ، أو نعرض حلاً، أو نترك أثرًا.
وهذا – بالطبع- لا يغير من حاجتنا لقراءة التسلية أو المتعة ، وكما ذهب إلى ذلك توماس بيكون ( 1561-1626) الناقد الإنجليزي الذي رأى في القراءة أنواعًا ثلاثة – للتعلم ( Learning) . ب- للمتعة (Pleasure) ج- للزينة ( Ornament ) .
دعيت إلى بيت الكرمة مؤخرًا لالقاء محاضرة على أمناء المكتبات في الوسط العربي عنوانها تحفيز المطالعة ، فقدمت بعض الاقتراحات أو الاجتهادات ، وقلت :
ما أحوجنا إلى مكتبة في كل أسرة ... يتعرف الطفل على أهمية الكتاب ، وأهمية الحفاظ عليه ، نشجعة على أن أفضل هدية لحفلة عيد الميلاد له ولأصدقائه هي الكتاب، وبالتدريج سيقتنع أو – على الأقل - يتقبل ذلك.
ما أحوجنا إلى مكتبة في كل مدرسة ومؤسسة ، بل إن هناك مدارس كثيرة فيها مكتبات صفية، ومدارس فيها حصة مطالعة ضمن البرنامج، وتتم مراقبة المطالعة عن طريق إعطاء أسئلة ميسرة ، أو عن طريق التسجيل في بطاقة خاصة .
ما أحوجنا إلى إثارة روح التنافس ، فلا يقوى التعليم بدون الغيرة البناءة ،. تصوروا لو كانت هناك مكتبة متنقلة في سيارة البلدية، ووقفت السيارة عند الجيران ؟ وخرجت الجارة مع بعض أبنائها لاختيار مادة للقراءة؟ وسأدع لكم بقية الحكاية