وما الذي يمنع أن أجعل بعثرتي على الأقل ترتقي . لما تفتتح ببسملة
على الرغم من تصلب شرايين البوح لكن في داخلي رغبة جامحة لأن أتحدث وخاصة في أجواء السكون التي تحيطني بعد أن كانت عامرة بهم .. وكانوا حولي .. ومسامرات . تناوب عليها ضيف غليظ المعشر أحيانا هو الملل ومع ذلك ما كان قادر على أن ينال من قلوبهم البريئة ومغامراتهم التي أعلم أنهم سيروونها لما تكون في مقتبل العمر ( ذكرياتهم ) .. عندما يبذؤون يثمنون جمال تلك اللحظات .. وسأكون معهم حتى لو لفظت النفس روحها سيذكرونني من بينها ..
سيتذكرون
صاحبة الصوت المدوي التي لا تتجاوز الدقائق حتى تنتفض بضحكات ليزيحوا رهبة صرامة أمام مشاغبتهم العفوية والتمثيلية
......
مازالت بطين أذناي تتألم من ثقب وشوشتهم التي توقظني مع كل صباح باكر .. والفجر المتدثر بغيوم تنعش الأنفس .. وبرودة تجعلهم ثلاثتهم أكثر التحاما ليهبوا لأنفسهم الدفء
ولا يعلمون أنهم منحوني إياه ..
وآتي لتلك التي تعشق صقيع البرودة في أجواء قرية لطالما أدعت أنها لا تطيقها .. لتنكرها ملامح الانشراح الفجري الأغر على محياها بعد أن أوقظها لتعترف بكلمة ( الله الجو يجننن .. ) لنتقاسم مسلسل صباحي هم أبطاله .. لكن أحداثه واقعية مكررة أحيانا لكنها لا يمل منها .. وخاصة أن متابعيه .. نحن وفقط .. لآتي هذه الليلة لأرويها .. بعد أن أنهوا رحلتهم ومصافحتهم وقبلاتهم التي ألهبت الفقد فيني .. والشوق قبل أن يغادروني .. وذاك المدلل الذي يصر رغم كثرة عتبي دون أن يأبه ليلجمني باحتضان بسمة عجيبة ترسمها كل قسماته ...
ليست المرة الأولى التي يتركون خلفهم أرث يجعل حنيني غينا . بهم ..
وليست سوى أيام خمس لألتقي بهم .. لكن أنانية متطلبات الحياة .. تصرفني إلا عن .. سلام وداعهم .. مساء كل جمعة !!
وليس أرثي إلا بقايا من أرث البشرية ..
في أراض معمورة بأحبة تلتقي .. ثم يأتي الفراق ليباغتهم بسنته الحياتية ..
ولكني أعتدت على أن تكون للحظات -على اختلاف صنوفها -.برواز..
دق مسماره بجدران الحنين
..
اللهم أحفظهم .. ووإياهم بما تحفظ به عبادك الصالحين
((نشر أولي ومتفرد لقطرات ))