[align=center][tabletext="width0%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكان : مدرسة ابتدائيه
الزمان : اليوم الثاني من الأمتحانات
من عادتنا في كل سنه أن يكون الأختبار في فناء المدرسة الواسع وليس في الفصول
للتسهيل على لجان المراقبه .
نحنُ في ساعات الصباح الأولى , الكل ُ متهئ , وأنسام الصباح تضفي على نفوسنا الطمأنينه
كنت ُ أسير ُ بين الطاولات المصطفه مسافة ً طويله ذهابا ً وأياباً,
وفجأة ً
أستوقفني بكاء ُ ذلك الطالب
ذهبت نحوه , أطرقت برأسي قريبا ً منه
ما الذي يبكيك ؟؟
جاوبني بصعوبه
أبي
أبي
قالها مختلطة بنشيج ٍ قوي
أبي مريض
ذهبوا به الى المستشفى هذا الصباح
تأخرت ُ عنه قليلا ً ومسحت ُ على رأسه
حسنا ً
كف عن البكاء وأكمل الكتابه
سوف يعودُ أبوك أن شاء الله من المستشفى لا تقلق
أكملت المراقبه , وأكمل هو َ بكاءه وكتابته
أنتهى زمن الأختبار
ولم ينتهي قلقي على هذا الطالب .
وفي اليوم التالي
قمنا بتوزيع الأوراق كالعاده
كنت ُ أتحين ُ الفرصه للمرور على مكانه وسؤاله عن أبيه
وهذا ما حصل
أقتربت ُ منه
فأذا هو هادئ
رابط ُ الجأش
سألته بصوت ٍ منخفض
كيف حال ُ أبيك اليوم؟؟
نظر أليَ بعين ٍ تحمل ُ بحرا ً من المعاني
أبي
أبي مات ياستاذ ..........!!
مات
تزلزل جسدي وأخذتني رعشه
بصراحه وقف شعر رأسي من هول الخبر
ليس هذا العجيب , ولكن الذي أتعجب ُ منه
نظرت ُ الى عينيه , لم أجد فيها قطرة دمعٍ واحده
بل أنه كان منشغلا ً بالكتابه وكأن شيئا ً لم يكن
استعجبت ُ من حاله
وكأنه يقول لي بلسان ِ حاله
(قد وقع ما كنت ُ أخشاه بالأمس , ليس لدي ما أخشاه اليوم )
لقد غرس هذا الطالب في نفسي له أكباراً وتقديرا ً
أنه يدرك ُ ما لا يدركه الكبار
كان فطينا ً قوي الحدس عندما بكا بالأمس ,
وكنت ُ قليل الفهم عندما ألومه على البكاء
وكان قويأًً صبورا عندما حبس دمعته اليوم,
وكنت ضعيفا ً عندما صعقني ذلك الخبر
[/align][/cell][/tabletext][/align]