ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر ، وهذا يدل على تفاؤله ، وصحته النفسية العالية ، وصفت السيدة عائشة ضحكه صلى الله عليه وسلم فقالت : " كان جُل ضحكه التبسم بل كله التبسم". ابن القيم : زاد المعاد ج1 ص 46 .
ولقد ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه على ذلك . ســـئل النخعي - رحمه الله – هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال نعم ، و الإيمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي .
وأما ورد في النهى عن كثرة المزاج فذلك لم يكن مخالفاً لدعوة الإسلام إلى التبسم والتفاؤل ، إنما نهى عن المزاح الذي يذهب الهيبة ، ولا يكون له داعٍ أو سبب .
إذ إن كثرة المزاح والمداومة عليه تقسي القلب ، و تذهب الهيبة ، وتحط من قيمة الإنسان ، وتجعله مجالاً للسخرية والاستخفاف من قبل الآخرين ، كما أنه يوقعه في الزلل والخطأ وكثرة الهفوات .
فالوسيطة والاعتدال في كل شئ أمر حث عليه الإسلام ويبقى الأمل رائدا للنفس المسلمة الصحيحة .
أعـلل النفس بالآمـــــال أرقبها * * * مـا أضيق العيش لولا فسحة الأمل
فإذا ما ضاقت بك الحياة أو عضك اليأس فقل : غدا تغرد العصافير , وإذا لم تغرد فقل :بعد غد تغرد العصافير .
بقلم : دكتور / بدر عبد الحميد هميسه