...
وتحولنا نحن مع الوقت الي مقابر متحركة
نحمل في داخلنا مجموعة من الاموات
حكايات ميتة ..
احلام ميتة ..
مشاعر ميتة ..
تفاصيل ميتة ..
وجوه ميتة ؟
لكن الاموات فينا لايتعذبون في قبورهم
ونحن من يتعذب بالقبور المكشوفة في اعماقنا
ونصبح أثقل حملاً وأصعب حركة
وأقل شهية للحياة
ففي الوقت الذي ننظف فيه ألاماكن حولنا
كانت المساحات فينا تتسخ
لاننا كنا من النقاء ما يجعلنا نحرص علي الاحتفاظ بالبقايا
ونطلق علي البقايا المؤلمة لقب .. ذكرى
ونستهلك الكثير من الصحة والوقت
لاستيعاب مفهوم النهايات
وطقوس الفقد والغياب وتَفرع الطريق الواحد
فقلوبنا ترفض التخلص السريع من بقايا الحكايات
التي قرع الزمن جرسها الاخير
فتتراكم فينا مخلفات القصص
وتتراكم فينا اشلاء الأحلام
وتتحول البقايا مع الوقت الي جثث ملقاة علي قارعة العمر
وحتي الذين يحتفظون في داخلهم بصناديق قمامة لالقاء
مخلفات أمواتهم
فإنهم غالباً مايكررون فتح الصناديق
بين فترة من العمر واخرى
وكأنهم يبحثون في الصناديق عن اشياء ثمينة
فشلت الايام في تعويضهم عنها
علي الرغم من مرارة شعورهم بتشريح جسد حكاية ماتت
فوجوه كثيرة حين تعرضها عليك ذاكرتك
تغمض عينيك بقوة الالم
ويُداخلك شعور المطعون
وتتمنى لو ان في الذاكرة صندوق قمامة
لتقذف في الصندوق
بالوجوه بكل تفاصيله ومواقفه المخزية معك
وتحكم اغلاق الصندوق عن قناعة تامة
وتتوقف عن عادة .. إعادة فتحه ..