في البدء ابتسم أنت بحضني .
أني بين يديك الآن أو أنتِ بين يدي لا تفرق كثيرا ً , ارفعي رأسك إليّ ياحبيبتي , عيناكِ بعيناي " بالضبط " ولا تجعلي عيناكِ تلمظ حتى أنتهي من ما أريد قوله لك ِ الآن :
من عيناكِ السوداوين أريد أن أرى بياض هذه الحياة , أريد أن أزرع الورد وأنا واثق أنه غدا ً سينبت ,
لا أريد أن أرى عيناكِ لأني أريد الفتن التي بمقلتها , لا يهمني كثيرا ً أن تكون عيناكِ خجلا ومكتظة بظلالها ,
لا يهمني كثيرا ً أن تأتي وكأنما فرنسا بأضوائها و ببهرجتها وعطورها تحوم حولك ِ , قدر أن تأتيني بهدوئك ِ وضجيجك ِ ورزانتك وغجريتك وخجلكِ وجرأتكِ وتراب خلقتِ منه , لا يهمني كثيرا ً أن تتجملي وتتغنجي من أجلي , قدر ما أريدكِ تكوني أنتِ , الأنثى الجميلة جدا ً التي تقشر البرتقال بحضني , وتسألني : طِعمْ ؟
لا تتنفسي عطرا ً من أجل رائحة أنفاسكِ , ولكن تلكِ الوردة التي برئتكِ أريد قطفها , وشعرك ! لا تعرجيه ولا تنسابي به , دعي الخصل تتمندل لعبث اصابعي , كمن يهمس لغريق " تمسك " .
ياسيدتي لا أطلب منكِ أمرا عسيرا , أريدكِ فقط أن تمحي تلك " التكشيرة " التي بدأت تخط بجبيني , أريدكِ أن تحيّيْ فيني ماكنت أظنه قد مات , أريدك أن تجعليني " أشعر " .
لأني ماعدت أشعر بشيء , لا شيء ! كيف هو شعور الإبتسامة مثلاً ؟ تقلبات هذه الحياة كيف الشعور بها ؟ كيف تصبح هذه الحياة أمرا ً مهما ؟ ولم ؟ .
في النهاية :
أريد حضنك ينقيني من الدنس و كأنما روحي قد غسلها المطر ورائحة ترابها بي يعلو والنبضة تقفز من صدرك لصدري .