[شادي الثريا]

(( .. أزمة كراتين .. ))
\
/

هرطقة بلون

(( .. الأعتماد على الذات لشراء الملذات.. ))

(( .. الفصل الثالث والأخير .. ))

\
/

ساكمل اليوم باقي الحكاية لني بصراحه احس اني مصختها

بعد أن ضاقت بي كل السبل واكل مني الطفر ما أكل كان لابد لي من ايجاد طريقة اجني بها المال
بعيداً عن اعين والدي ومراقبة اخوتي لي .. اخذت اقود سيارة جدي القديمة
(( دتسن غمارتين مديل 78 ))
اخذت اجوب شوارع قريتنا وانا افكر كيف سأجني المال لكي اشتري به التتن
اذكر تماماً ذاك اليوم الذي كان يصادف يوم ثلاثاء وهو يوم السوق الشعبي لمنطقتنا
كان المزارعين وتجار الماشية يتجمعون في هذا اليوم لعرض منتجاتهم وبيعها على اهل القرية
وكان الناس يتهافتون الي هذا السوق من جميع القري المجاورة لقريتنا
كان موسم الفواكه قد بداء مثل التفاح البلدي والرمان والعنب والتين
وكانو اصحاب تلك المنتجات يبعونها بالكراتين دون ميزان (( يعني مثل ماتجي تجي .. ))

عندما بدأت اتجول في السوق وجدت ان هناك الكثير من الباعه
الذين يبحثون عن الكراتين لتفريغ منتجاتهم بها ولا يجدون ذالك
نظراً لبعد السوق عن المحلات التجارية ..

هنا دبت في راسي الفكرة الجهنمية

وذهبت وتقاولت مع احد التجار على ان اقوم بتوفير الكراتين له
مقابل ريال عن كل كرتون فوافق على الفور
وهنا تراقصت امامي الدنيا وفتحت امامي كل بوابات الأمل ..؟؟

بدون ادراك انظلقت اجوب شوارع القرية (( تقول حجة ))
وبدات الف على البقالات والسوبرماركتات اجمع الكراتين من كل حدبٍ وصوب
(( .. ماخليت قمامة الا ونبشتها .. )) بحثاً عن الكراتين

اذكر حينها انني قمت بتجميع عدد 50 كرتون متفاوتة الأحجام \
وعندها وقبل صلاة العصر توجهت مسرعاً الي السوق
وقمت ببيع الكراتين الصغيرة بريال والكراتين الكبيرة بريالين
واذكر ان اكثر من تاجر اشتري مني تلك الحمولة المجنونه

ياألله جمعت في ذاك اليوم مبلغ 62 ريال (( .. مصروف ثلاث شهور .. ))

وكم كنت اشعر بالزهو من نفسي
ذهبت الي بقاله خارج منطقتنا تبعد حوالي 14 كم
عن منطقتنا لأشتري علبة السجائر لكي لا يشي بي احد عند والدي

(( .. مشخص مااحد قدي عبيت الموتر فل ب15 ريال..))
والسقارة في البرطم على جنب
والأبتسامه على وجهي تقل صدام شاص مديل 79 ..))

مرت الأيام ومرت الشهور وانا امارس هذه العملية في الخفاء
(( .. داري على شمعتك تقيد .. ))

وكنت اجني المبالغ المالية التي كانت في وقتها تعيشني ملك ..؟؟
كل هذا وانا في نظر والدي واخوتي محروم من المصروف خخخخخخخخخخخخ

وفي يوم من الأيام وانا في السوق ابيع كراتين التقيت بمدير مدرستي هناك وقال لي
تعال تعال (( وش تسوي في السوق )) ماعندك مذاكرة .. قلت له ابيع كراتين واكسب رزقي
اذكر حينها ابتسامة مدير المدرسة عندما ثنا على مجهودي ودعى لي بالتوفيق
واشترط الا يكون هذا العمل يؤثر على دراستي (( لأني كنت دافور ))

عندما عدت الي المنزل كي الحق صلاة المغرب في المسجد
مع ابوي عادي ماكن فية شي انتهينا من الصلاة واذا بوالدي ينادي على مبتسماً
(( .. وانا اقول في خاطري ياساااااتر .. ))
فقال لي انه التقي بمدير المدرسة واخبرة عن ماحدث
اذكر انه امسك بيدي ونظر في عيني وقال لي
(( .. كم انا فخور بك ياولدي ..))
وقد ملئت عيناه دمعة رضي ودمعة سخط ..؟؟
قال لي (( .. تبيع كراتين علشان تشتري التتن .. )) ..؟؟

وجاني ذاك المخمس اللي يشفي قلب (( .. رونق .. ))

ثم قال لي حسن تصرفك ياولدي طغى على خطأك
لذالك انا اسامحك على شرط ان تترك هذه ألأفة القاتله

\
/

حقيقة انني اذكر من يومها انه تركني وشأني
واعاد لي مصروفي كاملاً ودعى لي بالهداية والتوفيق

وقال لي (( أنك لن تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء .. ))
رحمة الله عليك ياوالدي وتغمد الله روحك الطاهرة في جنات النعيم

::

كان هذا المنعطف الخطير في حياتي هو بوابة النجاح الذي وصلت الية في كل فترات عمري فقد زرع في داخلى حب الأعتماد على النفس ومواجهة الحياة بكل ظروفها وتقلباتها والتغلب على مصاعبها بالفكر والحكمة فمن يومها احببت التجارة والوقوف في الأسواق والبع والشراء مع الناس وهاانا ذا ولله الحمد والمنة والفضل والثناء احد التجار الناجحين في حياتهم العملية

تمت الحكاية

\

/

وحتى هرطقة جديدة اقول لكم

دمتم بكل هرطقات الذاكرة السعيده