بعد قبلة ربيعيه
لقد مضت وتركته كل يوم يكتوي وقلبه بنيران غيابها ... ليس بمقدوره اتهامها بالخيانة لحبه الكبير.
فكلماتها لازالت تحفر بذاكرته
نعم تلك الأمسية الرائعة كما لحظات الغروب التي شهدت بدايتها ...
لقد سارا على الشارع القديم طويلا راقبا زهور البنفسج قرب الجدول ترتوي لتتفتح جمالا وروعه , نقلا الخطى على حشائش الربيع المحيط بهما
نسجا أحلاما كثيرة ولكن ــ
أخذته الرغبة العمياء فطلب منها قبله حريريه كما الربيع المتجلي في المكان
تمنعت فهي لازالت رغم الحب المجنون تحتفظ بعذرية شفتاها وطهرهما لأجله ولكنه أصر على طلبه .
رددت : { تريد قبلة بطعم الربيع وروعة الغروب ...هي لك ولكنك لن تراني بعدها سأمضي للمجهول ...لن أعود مهما كان ذاك المتدفق في القلب قويٌ وكبير }
لم يستمع لها أخذه غرور الرجال وأعمته الرغبة
أخذها بين ذراعيه باحثا في عتمة السماء عن جدول شفتيها المتدفق لذة وعذوبة
بللته دموعها ولم يتراجع ... ربما فقد وعيه حتى أنه لم يراها دموع وداع هو من صنعه... على انه دفع الثمن غاليا.
لقد منحته القبلة وسلبت منه العمر ... تركته ومضت ليتعلم
أن الحب أسمى من نزوة أكثر من حاجة تمر وتنقضي أبقى من كلمة تقال فتموت
نعم رحلت وتركته
يرتشف كأس الحسرة على ما ضيع في لحظة ضعف وإستسلام لشيطان النزوات القابع في الصدور