اليوم الثامن عشر...
تمضي أيام الخير سريعا فاغتنموها يا عباد الله
من منا يعلم إن كان سيبلغ أيام هذا الشهر الفضيل في عامٍ مقبلٍ أم أن العمر قد انتهى ...
\
/
\
رأى شابا على كرسيه المتحرك يدفع عجلاته بيديه مردداً
يا رب يا رب ...
اقترب أبو عمر من الشاب وبدأ بدفع الكرسي :إلى أين تمضي يا ولدي ...؟
الشاب:إلى المسجد يا عم أتمنى أن أدرك صلاة العشاء والتراويح جماعة
أبو عمر: مثلك لا يلا ـ.....
الشاب:يا عم عجز القدمين لا يغني عن طلب الأجر والثواب الشلل يا عم لن يمنعني عن السعي بالدنيا من أجل الآخرة.
أبو عمر:إذن فلتحضر راكبا تبدو متعبا وكأن طريقك طويل.
الشاب: بقدر المشقة يكون الأجر ,أنا أعيل أرملة وأيتامها الأربعة وكما تراني مقعدٌ لا أقدر على الكثير فمن أين لي بمالٍ يكفي لآتي صلاتي راكباً.
دمع أبو عمر:سبحان الله مقعدٌ تفتك به الحاجة يطلب فضل صلاة الجماعة وأنا المرفه صاحب المال والصحة والعافية أتأخر عنها وآتيها حسب ظروفي اللهم اغفر لي سهوي ولهوي وتقصيري بحقك.
حدق الشاب بوجه أبو عمر :إن لم تمانع سأدق عليك باب بيتك وقت صلاة العشاء ووقت صلاة الفجر أيضا
ذهل أبو عمر: وتأتي قاطعا طريقك الطويل إلى المسجد لتشهد الفجر جماعة...؟؟!
ابتسم: والله يا عم ما وجدت ألذ ولا أطيب من جهدٍ أبذله في سبيل مرضاة الله
انحنى أبو عمر يقبل رأس الشاب :بإذن الله أنا من سيدق باب بيتك لنترافق إلى المسجد .
رد الشاب مبتسماً :لا يهم من يدق باب الآخر المهم أن نعين بعضنا البعض على الذكر والشكر فلسنا نعلم متى نقف بين يدي العزيز الغفار.
\
/
\
:kn7[1]: