اليوم السابع عشر من رمضان
الفراغ يطاردنا تهلك به النفوس متغافلة عن حقيقةٍ واحدة
أنا ما خلقنا إلا لعبادته من تخلف عن ركب العابدين قتله الهم والغم وضَيّقَ عليه الفراغ وأفسد عليه عيشه بالدنيا ومرده بالآخرة .
\
/
\
جلس بجوار ابنته صامتا ما يزيد عن ساعتين وهي تنظر للشاشة باهتمام وتقلب القنوات بلا ملل ولا كلل.
يزن: فاطمة يا ابنتي أخبريني كم ساعة تجلسين أمام الشاشة الملونة ...؟
فاطمة: لست أدري لكني أقضي أوقات فراغي أمامها بمتابعة كل جديد.
يزن: إذن كم مسلسلاً تابعتي حتى الآن ...؟
فاطمة :قنواتٌ مملة ومسلسلات سخيفة لكني عثرت على أشياء جميلة ترضي ذائقتي .
يزن:أخبريني كم جزءً من المصحف الشريف ختمت ...كم ركعة لله في جوف الليل قمتِ ...؟
حدقت بوالدها مصدومة عاجزةٌ عن الإجابة } سأخبرك أنا
لقد تابعتي ستة مسلسلات وثلاث برامج منوعة لو حسبنا ما صرفته من وقتٍ لمتعتك لوجدناه تسع ساعات على أقل تقدير
فروضك الخمسة مع نافلة التراويح وترتيل القرآن أحسبك جعلت لهم جميعا ساعة واحدة ...ترى هل تكفي الساعة زادٌ لسفر طويل وشاق
أرادت أن تبرر فوضع يده على فمها :يا فاطمة الطريق طويل والزاد مهما كثر فهو قليل الحساب عسير وموقف يوم الحق موقفٌ عظيم تزودي يا ابنتي فإن خير الزاد التقوى
لا تتقاعسي فلسنا نعلم متى يكون الرحيل إلى برزخٍ من ورائه جنة النعيم أو عذاب السعير .
\
/
\
:kn7[1]: