فخر الدم الأبيض
استرسلت الشمس تشق بنورها ودفئها عتمت الليل لتحوك فجرا طالما اشتهته النفوس
ومع إشراقة الشمس تلك التي تشقق البرد القاسي لتذيب جليده في دروبٍ لم تعرف غير المجاهدين رواد
فتح باب السجن المتعفن المظلم البارد ليهرب إلى داخله شيئاً من وهج النور ...
يهرب يداعب قسمات وجهٍ يغرق بدموع الحزن والقهر
صرخ فيها السجان لتخرج ...قامت بخطى ثقيلة بطيئة تخطو نحو نور الحرية المرجوة على باب غرفة السجن وقفت تجيل النظر
تبحث عنه تنتظر أن تراه أو تشتم رائحة عطره تهرب إلى روحها المشتاقة
ضحك سجانها ساخرا....عمن تبحثين...؟؟؟
ردت عليه بنظراتها الحادة ...أعرفتم الآن أنه أعلى وأسمى مما قد تصل إليه أيديكم القذرة يا أقزام الغرب...؟؟؟
صفعها على وجهها بقوة قهره وغضبه فهوت على الأرض.
أيتها الخرقاء المجنونة لقد قتل ليلة أمس هو وصحبه كالكلاب في إحدى الأماكن الجبلية في منطقة القدس
أعلمت الآن بأنا لم نهزم...؟؟؟
رفض الحياة هاهنا بين جدران سجوننا أو العيش الرغيد في ظل رضانا فقتلناه هناك حيث كان يدعي السيادة والحرية
قطعت شريط كلماته بدوي ضحكاتٍ هزت أركان السجن كاملا للوهلة الأولى ظنها أصيبت بضربٍ من جنون
ورويدا رويدا أدرك بأنها ضحكات المنتصر
إنها تسخر منه
ركلها برجله بغية إسكاتها ولكنها عادت له بذات النظرة
طاردتموه كما كلاب الصيد تطارد صقراً يجوب عنان السماء تنتظر رصاصةً ترديه قتيلاً لتحمله بين أسنانها مزهوةً بنصرٍ لم ولن يتحقق لها
وتقول لي بأنكم انتصرتم لقد روى ثرى الجبال العطشى بدمه
راقب ذات الجبل ولترى كم شبلاً سينطلق من تلك البقعة التي رواها دم الشهيد
راقب وكن حذراً لأن شبلا منهم سينال منك ويرديك قتيلاً ويتركك جيفه حتى كلاب فلسطين الشاردة تترفع عنها
وعادت تضحك وصوتها يثير جنونه حاول إسكاتها ليهدأ في صدره إحساسٌ مر بهزيمةٍ نكراء
فلم يجد سوى قتلها وسيله لذلك
نعم شقت الشمس ثوب الليل بنور فجرها وشق عباب الصمت في أرجاء السجن صوت رصاصه انطلقت إلى صدرها
لقد ذهل....أصابها في مقتل ومع هذا وقفت وأخذت تخطو نحو النور
عندما غادرت بوابة السجن تهاوت على الأرض
الآن استطيع الموت لأني أدرك يقيناً بأن دمي يتدفق ليروي أرضا تنجب ملايين الأبطال
تبعثهم سرايا من حق ليفكوا قيد الحرية وينشروا وشاح النور على أبواب الليل المظلم ويطهروا أرض الأقصى
بمسك دمائهم الحرة
الـــنــهـــايـــــة