عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-10, 03:47 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج11

حدقت به :ليتني أجد تفسيراً لبكائي في تلك الساعة الأضرحة قرب البوابة كلما دخلت المكان شعرت بندائها لي وكأنها تقول لي أمراً لست أفهمه ,ليتهم ينطقون يا أحمد لأعرف ما تقوله لي قبورهم .
دمع وهو يستمع إلى ضياعها :حسناً والمطعم يا أسيل...كيف عرفت بأن اللافتة قد تغيرت ؟حقاً هو مجرد تخمين أم أن هناك شيئاً آخر ؟
ابتسمت متعالية على الغصة في حلقها محاولة كتم دمعةٍ لاح بريقها :هذا أيضاً يثير بقلبي الألم أتعلم ...هو ليس مكاناً أصم به شيئا يثير الحنين في ذاتي .
لو أنه مجرد مكان ما خفق قلبي على أبوابه بجنون أما اللافتة لم يكن سؤالي عنها ضرباً من التخمين بل هو إحساسٌ أخبرني أنها استبدلت ,منذ زيارتنا الأولى حتى اللحظة عدت له ما يزيد على مئة مرة ليس جوعاً وإنما حنين ,حنينٌ يكويني للرائحة المنبعثة من جدرانه حنينٌ للوقوف على بابه ومراقبة زبائنه وكأنها عادةٌ قديمة مارستها في طفولتي...{أطرقت مفكرة ثم ضحكت }
يقول أبي أني كنت أتقمص شخصية الحارس حيث أحمل بندقية بلاستيكية وأقف على بوابة الحديقة العامة أو أي مكان عام وأراقب المارة كما وأدعوهم للدخول والاستمتاع بوقتهم
شقاوة الأطفال يا أحمد أليس كذلك ؟ نظرت له لتلمع تلك الدمعة الحارقة على خديها .
مسح دموعها باسماً :إذن هو الوهم من جديد يا ملاكي ؟
أسيل :هذا ما يقوله الطبيب ...{ طأطأت رأسها تخفي جيش الدموع الزاحف فوق الوجنتين }
أحمد :حسناً هيا بنا نشرب العصير ...ما رأيك ؟
حدقت بوجهه :ألا ترغب بمعرفة المزيد ؟!
أحمد :أحس وكأني نكئت جروحك وأثقلت على قلبك .
أسيل :على العكس تماماً ...منذ أمدٍ بعيد أتمنى لو أجد من يستمع لي ويفهمني شخصا لا يسخر من وجعي المشوه
أتمنى لو أجد قلبا أشكو له دون تردد حاولت أن أتحدث للآخرين عن مواجعي لكني فشلت...كانت تضيع مني الكلمات وأبدو كمن يهذي على وقع الوجع
حتى لبنى لم أتمكن من الحديث معها بهذه الطريقة ,أنت وحدك من فككت عقدت لساني وأطلقت العنان لقلبي كي يبوح بمواجعه لديك ما يكفيك أو يزيد عن طاقتك من الهم والألم وها أنا أزيد العبء وألقي بثقل همومي على صدرك.
تنهد بألم :ليتني أغسل قلبك ونفسك من الهم والكدر من الألم والجروح يا أسيل ليتني أفعل .
ببسمة رضا ردت عليه :مجرد وجودك إلى جانبي يكفي لتغسل قلبي ونفسي من الألم صحيح لقد تذكرت أمرا مهم {نظر لها بفضول}كم عمر اللوحة الخشبية في حجرة الأطفال ؟
ابتسم :يقال ثلاثة عقود أحب تلك اللوحة كثيرا ولولا أنها لعبت الأطفال الوحيدة لكنت أخرجتها إلى حجرتي منذ زمن.
أسيل :ما سر حبك لها ؟
أحمد :تلك اللوحة على قدمها وتشوه ملامحها من يدقق بطرفها الأيسر يجد عليه نحتا أحدث بقطعةٍ معدنية مدببه كالقلم
أسيل :عرفته ,يوم رأيته داهمت مخيلتي صورة ليد طفلٍ عابث قد اقدم على خدش اللوح الخشبي .
أحمد :لم يكن عبث أطفالٍ فقط ,بل هو وعدٌ قطعته ملاك على نفسها بالبقاء معي أبد العمر على أن الموت خطفها مني باكراً.
نظرت له :وكيف تعدك بنحتٍ لا يحمل أي حرف .
أحمد :كانت على أبواب السادسة لا تجيد الكتابة لكنها قالت لي ونحن نلهو أنت أروع صديق أعدك لن أصادق غيرك أو أبتعد عنك حتى أموت وقد نحتت كلامها بخطوطٍ عشوائية على يسار اللوحة كذلك فعلت أنا .
أسيل :كم كان عمرها حين ماتت ؟؟
أحمد :هي لم تموت بل غادرت إلى السماء في سن السادسة .
أسيل : متى حدث هذا يا أحمد ؟
اطرق متذكراً :منذ عشرين سنة .
صرخت مصدومة : عشرون ولازلت تبكِ على ضريحها حتى اليوم أي حبٍ تحمل لتلك الصغيرة ؟
دمع بسخاء :أتمنى لو أعرف أي حبٍ زرعته في قلبي طفلا ...تعلمين منذ مدة بدأت أحس وكأن جسدها غادر التراب ,نعم ربما عادت له الحياة من جديد .
تركته محدقا بماء البحر والأمواج القادمة من البعيد ومضت :منذ متى يعود الأموات يا أحمد ملاك ميتة لن تبعث من جديد قبل يوم البعث .
تبعها باسما: أعلم هذا علم اليقين ...لكن ماذا لو لم تكن ملاك ميتة أصلاً؟!
ضحكت بعفوية :بدأت تهذي يا عزيزي .
أحمد :لا لست أهذي .
نظرت له باستغراب :وهل دفنت حية ؟!
أحمد :قضت بحادث سيرٍ مروع احترقت دميتها كما وجهها لكن ومنذ أن زفوا لي الخبر وحتى اليوم شيئا ما في نفسي يرفض قبول هذه الحقيقة أو تصديقها {أطرق مفكراً} قد يكون للوهم دورا بحياتي أنا أيضاً.
\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس