عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-10, 09:18 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج10

هزت رأسها :كلا ولكنك تعلم ,لي أصدقاء وصديقات أحبهم هناك ولن أتركهم .
سالم :يزوروك ها هنا ...ثم أخبريني كيف تتخذي من تلك الفئة أصدقاء هم يختلفون عنا و...
احتدت وبدا التوتر عليها جلياً :بأي الأشياء يختلفون ...أليسوا بشر كمثلنا ؟ ألا مشاعر لهم ؟ وهل فقدان المال سببا يجردهم صفة الإنسانية ألا تكفيهم مرارة اليتم والحرمان
تبسم برضا :اهدئي يا ابنتي فأنا لم أقصد ذلك لو كنت أراهم كما تظنين لما مددت يد العون لهم
حسنا زوريهم كما ترغبين على أن تعديني بتنظيم وقتك من جديد وإعطاء كل ذي حقٍ حقه من عمرك واهتمامك لا تبذلي لهم ما يزيد عن حاجتهم فهناك الكثيرون ممن يحتاجون لمثل عطائك يا وردتي الرقيقة .
{أخذت نفساً عميق وغادرت إلى حجرتها بصمت معلنة نهاية الحوار }
كعادتك حين نتحدث بهذا الموضوع تثوري ثم تغادري ...إلى متى يا أسيل
إلى متى نستمر هكذا ؟أرهقني بعدك عني بحق بدأت أرتب أموري لنعود إلى لندن هناك قد أستطيع استعادتك من براثن الغياب .
نظرت له بتحدي وعناد :إلا هذه لن أتغرب من جديد سأعيش هنا وأموت هنا.
تركته راكضه إلى حجرتها لأنها لن تسمح له بالحديث أيا كان .
تنهد بألم :وكأني فقدتك وانتهى الأمر .
أخيرا بعد جهدٍ كبير ووقتٍ ليس بالقصير انتهى العمل بالميتم كليا ترميما وتجديد لذا انقطعت أسيل عن زيارته
مضى الأسبوع الأول عليها بعيدا عن ذاك المكان وكأنه دهرٌ لا تمضي أيامه
تحت وطأة الشوق والحنين استقلت سيارتها عائدةٌ إليه إلا أن أمواج البحر نادتها فغيرت وجهتها ,وصلت للشاطئ للمكان الذي يتنفس فيه قلبها وقفت على الصخرة طويلاً لكن...
عادت تلك الصور تعبث بذاكرتها هذه المرة ترافق تلك الصور أصواتٌ متداخلة في بعضها أصوات أطفالٍ كثر ربما رجال ونساء ترى من هم ؟؟؟
ضغطت على رأسها بيديها دامعة إلا أنه أخرجها من دوامة الألم .
أحمد :أسيل ...منذ متى تقفين هنا ؟
نظرت له باسمة :ما أجمل الصدفة ...{تلفتت من حولها }
أحمد :هل تبحثين عن شخصٍ ما ؟!
أسيل :أين هي لبنى ؟؟
أحمد :وهل وعدتك باللقاء هنا !؟
هزت رأسها :كلا أبدا ولكن اعتقدت أنها بصحبتك
ابتسم برضا :حضرت مع بعض الأصدقاء وقدر رحلوا منذ وقت قصير .
أسيل :هل أنت مشغول ,راغبٌ بمغادرة المكان ؟
أحمد :أبدا ,أصدقك القول ؟ بي شوقٌ للبحر وبل حاجة {استدار ناظرا لوجه البحر البعيد وهي تراقبه وتستمع} هذا المكان دائما ألقي فيه مواجعي أشكو له جراحي وهموم القلب الكثيرة البحر وحده من يفهمني حين أشتكي .
اقتربت منه :قلبي أيضا يستطيع أن يفهم بل ويشعر بك أيضاً.
نظر لها وجدها تحدق به بعفويه لم تخجل أو تتردد في نظراتها كما لم تفعل بكلماتها .
أحمد :أسيل هل لك أن تحدثيني عنك وحياتك قليلاً؟؟
ابتسمت وهزت رأسها بالقبول سارت بصمت وهو يتبعها غادرت المكان إلى الشاطئ حيث تنقل خطاها فوق الأمواج المتكسرة على الرمال :
عن أي شيءٍ أحدثك يا أحمد ؟
أحمد :هل ولدت بلندن ؟
ضحكت :ولدت هنا بمدينةٍ لا أعرفها في منزل جدي .
أحمد :وهل يعقل أن لا تعرفي اسم المدينة ؟
نظرت بعيداً :هذا لا يصدق لكنه الغموض الذي لفني به والداي منذ الطفولة هما لم يحدثاني عن الوطن البتة ولم يرغبا بالعودة أبداً توفيت أمي قبل ثلاث سنوات نظرا لأمورٍ كثيرة منها إلحاحي المتواصل بطلب العودة عدنا إلى هنا .
يقول أبي أنه من أصلٍ ريفي ولأن ثمة خلافا وقطيعة بينه وعائلته لن يعود إلى منطقة الريف أبدا أما أمي فقد توفي والدها ولا نعرف عن بقية أفراد الأسرة أي شيء ...هل هذا كل ما تصبو لمعرفته ؟! نظرت له بتأمل .
ابتسم وسار مبتعداً :بالطبع كلا .
لحقت به :أنا على يقين ...ما تريد الحديث عنه قريبا من سؤالك هذا.
نظر لها نظرةً عطوفة :أريد معرفة سر ألمك ,لماذا عدت إلى المقبرة بطرف المدينة ,أي حنينٍ يكوي قلبك للمطعم الشعبي ـ ألا تري أن هذه أمورٌ غريبة محالٌ أن تأتي هكذا
نظر للصخرة ثم أشار لها ,وكأنك تعرفيها من أول زيارة للشاطئ بحثت عنها بإلحاح ,حدثيني عن هذه الأمور يا أسيل .
دمعت بسخاء :يقولن أن ذاكرتي حية أمتاز بحدتها لكن تلك الذاكرة سببت لي الشقاء والهم ,فقد أظلم ركنٌ منها على أنه لم يموت بل دائما ما يبعث لي بصورٍ ناقصةٍ مشوهة غير مكتملة وأصوات متداخلة أحاول معرفة حقيقتها منذ سنوات دون جدوى .
أقنعني والدي أني مريضةٌ بالوهم وبدأت رحلة علاجٍ لم تنتهي حتى اللحظة كما أنها لم تأتي بأي ثمر فالصور لا زالت كما هي وجوهٌ بلا ملامح أطفالٌ بلا أسماء أصواتٌ تتعالى متداخلة وكأن حناجرها لم تتقن يوما إلا فن الصراخ .
الميتم المقبرة المطعم وتلك الصخرة يا أحمد كلها مفرداتٌ تشقيني وتزيد من عنائي ,فهي أماكن تستفز تلك الصور الواهية في ذاكرتي على أنها عاجزةٌ عن إحيائها من جديد .
أتعلم ...على بوابة المقبرة شعرت بأن المكان معهود بل أنا على يقين ,زرته مرارا وتكراراً كيف لماذا ومتى ـ لست أجد إجابة
قضيت عمري كله في لندن ,كيف لي أن أعرفها ,قال أبي أنني في طفولتي زرت معه مقبرة دفن فيها أحد أصدقائه الوهم وحده من يجعلني أخلط الصور هنا وهناك لتغدو هذه قريبة مني .
لكن في آخر زيارةٍ لها رأيت حشداً من الرجال يغادرون بعد أن دفنوا أحدهم صوت البكاء والنحيب ذاك المشهد شق صدري وكأني شهدت مثله يوماً .
عدت أقنع نفسي أن الوهم من جعلني أحس بهم وكأني طفلةٌ تدور بينهم ترتشف كأس الحسرة باكية بمرارة دون أن أفقه هل هو الإحساس بالفقد من يحرقني؟
\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس