أغلبنا و نحن صغار
نرى الأشياء من زاوية واحدة
لا نقدر قيمة العمل
و لا نعي معنى أن يأكل الرجل من عمل يديه
أغلبنا و نحن صغار
كل ما نأبه له مظاهر خادعة
و حين يشتد عودنا تبدأ نظرتنا للأشياء و الأمور حولنا تتغير
و ندرك حماقتنا
لكن صدقني خالد
نعمةُ من الله أنك أدركت و تعلمت و عرفت قيمة التاكسي
و بارك الله في عُمر والدك الذي رباك فكبرت و علمت الغث من السمين
لأن هناك إناس تحيا و تموت و دون أن تعلم و دون أن تتعلم
و حقيقةً
لا أتذكر موقف أو شئ بعينه كنت أستحي منه بصغري و أدركت قيمته بكبري
لأني و أنا صغيرة و حتى إنهاء تعليمي الجامعي كنا نعيش حياة أقرب إلى الكفاف
فكل ما متاح لنا يكفينا بالكاد ، و في أغلب الأحيان لا يكفينا
لكن رزقنا الله بأم علمتنا كيف نقنع و نرضى بما بين أيدينا
و أن ما لم نحصل عليه ليس من نصيبنا
لكن بطموحنا بمقدرتنا أن نغير أقدارنا لما هي أفضل
أتذكر موقف ما حديث معي خالد و لا أستحي معه
بل أحكيه الآن لإخوتي الصغار لأنهم ربما لا يدركون بشكل كاف قيمة الشئ لأنهم لم يعانوا مثلي انا و اخوتي الذين يكبروهم
كان أول يوم في إمتحانات نصف العام للصف الثاني الإعدادي
و لم يكن لدي حذاء أذهب به للإمتحان لأن الحذاء الوحيد الذي أملكه كان ثمنه بخس و لم يحتمل الذهاب و الإياب للمدرسة كل يوم فتقطع و ذاب نعله
يومها لم يكن أمامي خيار إما أذهب للإمتحان بأي طريقة كانت أو يُحسب علي الإمتحان و ربما أعيد السنة بأكملها لأنه لا عذر للتغيب
فما كان مني إلا أن ذهبت إلى المدرسة مرتدية - أكرمكم الله - النعال الذي نستخدمه للوضوء
و كل من يشاهدني بالمدرسة ينظر إلى قدميّ و يقذفني بنظرة أقرب إلى التقزز منها إلا التعجب
حالياً و لله الحمد و الفضل و المِنة أتذكر تلك الأيام و أقسم بالله أني أسعد بها
فربما لو تربيت في عيشة رغدة لما كنت وصلت لما أنا عليه الآن
خالد
لا أعرف
هل أنا في ذات الدرب الذي رسمته في موضوعك
أم أن حبري إنسكب بعيداً عن المضمار
فقل تقبلني كما أنا
طلب :
ممكن تنشر لنا صورة التاكسي
و الله إن نفسي تواقة لرؤيته
" بلغ سلامي للشيخ سليمان العبدالله - سلام الله على قلبه - "
اللميـــاء!