غسق:
تتسلل خيوط الظلام مُحاربة ما تبقى بالنهار
تمحو بقدومها كل ما قد يبدو من " أمل"
تفترش نافذة أعتادت الأنين من كثرة اللاءات الساكنة فوق ستائرها
لا أحد ... لا مكان .. لا هوية .. لا شئ يُقرأ .. لا شئ يُكتب
لا حياة... و لا حتى موت!
عتمة:
إنهزم النهار .. و طغت العتمة
و حان وقت الإحتفال .. تتراص الذكريات على مقربة من نبضي
و تتراقص أطيافهم داخل بؤبؤ عيني .. و تستعد فيروز بحنجرتها الذهبية لتحتل ما تبقى بي
و لتستكمل معي ما هو آتٍ .. الحدث جلل .. و الليلة طويلة .. و الأمنيات عذبة .. و صعبة
سدفـة :
هنا كتب حرفاً
هنا قرأ نصاً
هنا أشعل إبتسامة
هنا أطفأ دمعة
هنا لامس قلباً
هنا أحيا روحاً
هنا هجر " أنا"
و هنا ... وأد عُمراً
هنا كان .. و هنا لم يعد
بحثت عن الـ هنا فلم أجد سوى هناك .. هو أيضاً يقطنه
يكتب و يقرأ
يشعل و يطفئ
يلامس.. فيحيي
يهجر .. و يوأد
لكن تلك المرة إناساً أخرى .. بالقطع ليست أنا
فحمة
جمر يشتعل بين الضلوع .. إشتياق عابث لـ نبرة صوت
إرتجافة أنامل تحاول أن تكتبني .. فتكتبه
الثواني أكثر بُطئاً ... كم أخبرتها أن تمر مسرعة لكن لا تستمع حين يلوح لها.. و للذكرى
تتباطأ كانها تُبرز مفاتن ثِقلها أمامه ، كأنها تدعوه لأن يمارس معها حق " موتي"
زلة
" من يركب البحر لا يخشى من الغرق"
ترددها فيروز و لا تعلم ما تفعلها بي
تعطيني قدرة هائلة على جلد نفسي به .. و أوهم نفسي المغموسة فيه أنه البحر
و أني لا أخشى من الغرق فيه ... و أتناسى أني غرقت بالفعل .. و لم أنجُ.
تذكرت الآن
ألم تقل فيروز قبلها " جاوبتني و دمع العين يسبقها "
أدركت الآن معنى الدمع .. و لما كان يسبق جوابها.....
و تيقنت أن سببه " خشية أكبر " من الخشية من الغرق ،
هي الخشية من أن تقع فيه .. لكنها وقعت .. و وقعت أنا .
زلفة
رضا بالأمر الواقع .. و ممارسة الوحدة بألوان مختلفة .. كي لا نمل
بهر
محاولة لتمرير الأمل عبر الوريد من جديد
رسم صورة على الحائط .. و تغير فيروز نبرتها " راجعين يا هوى "
فأنظر إلى صوتها و أبتسم بـ حسرة ... من تعمد الذهاب .. لا يرجع " أبداً"
سحر
صمت يطول .. مساحة أكبر للتدبر.. إنسلاخ نور من ظلام .
.و محاولة للإقتناع " أفضل الأيام لم تأت بعد"
أخشى أن استكمل الجملة و أقول " و لن تأتِ " .. فألوذ للصمت من الحديث
و كأن طُهر صمتي يقيني عُهر وجعي .
فجر
حيّ على الغياب !
صُبح
بين تنفسه و إختناقي .. حالة من التخبط .. حد الدهشة
الطاولة إمتلأت بأشياء لم أعِ متى أتت .. و متى ستذهب
لم أملك إلا أن أرحب بها .. على مسافة نبض من يوم جديد .. يأتي مُحملاً به
و إنحنيت لحضورها إجلالاً .. و قبلتها لأنها تحمل عِطره .. تبركاً بها .. و تقرباً إليه
صباح
دمعة غاصت في جُب الوجع ..
كتبت إليه رسالة سأتعمد إرسالها كعادتي لرقمه الذي منذ عرفته و هو " لا يمكن الوصول إليه " ...
" ما كان هناك ما يستدعي الكذب من أجله .. حتى قلبي "
لملمت كل الأشياء ربما تحتاج قسطاً من الراحة
لتستطيع المُضي معي من جديد في أمسية تبحث عنه
" بين عشيةٍ و ضحاها "
* * * * *
مخرج
" عاد لي ذات حلم .. حصد ما زرعه بي من دهشة .. و عاود الرحيل "
لميـاء
القاهرة 26 مايو 2010
الثامنة مساءاَ