في مساحات البرد التي تمتد بعمق أكثر من عمق البياض المتناثر على خطى الغيم .. تباغتنا هناك مساحة للدفء
و في غمرة الضيق الذي تعتصر فيه أنفسنا .. تفاجئنا هناك رحابة كتلك التي تتابعها اعيننا حين تلتقي بأفق ممتد لا قرار له
هناك .. طرف آخر من تلك المجرة التي تستعذب ان نستكين فوقها .. هناك مساحة للتأمل في الكون المترامي أسفل خُطى لم نمض صوبها بعد
و هنا .. على تلك السطور المتوسمة بياض .. ترتع قطرات حبر لولاها ما كان للحلم مجال لأن يحلم بأن يقرأه غيرنا
احياناً ... نكتب بعمق يتعسر على غيرنا الوصول إليه .. إلا اولئك الذين يجوبون في ارجاء نفس فيسكنوا منا مسكن الجنين من الرحم
هؤلاء ... من يخلقون مساحة الدفء من جُب البرد .. و هم أيضاً تلك الرحابة التي نلجأ إليها في ذات الضيق
هم هؤلاء ... الذين يرسمون بألوان حضورهم و ريشة حبهم البسمة فوق شفاه عانت العبوس دونهم
اليهم ... كان الحرف هنا
حرفُ كانوا عم سببا في هطوله البكر في صباحات تغازل فيها قطرات المطر قلب مُندى بحبهم