قطرات أدبية - __ملاكي الصغير _

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرهقني عملي المضني فقررت _بعد يوم شاق _الأستمتاع ببعض السويعات على جنابات الطبيعة , وصلت لغايتي المنشودة فترجلت من سيارتي ,التفت يمنة ويسرة بحثا عن مكان مناسب فاستقر نظري على بساط أخضر ممتد تحت ظل شجرة باسقة . جلست في محاولة للاختلاء بنفسي للحظات حسبت أن عقارب الساعة توقفت عن الدوران فالمنظر أخاذ يسلب الألباب.

جالت عيناي تتطلع حولي من البشر فاذا ببصري يتعلق بها

فاتنة بفستانها الأحمر القاني وزاد من روعتها تلك الخيوط السوداء المنسدلة على كتفيها بنعومة ; أية هي من أيات الجمال يعجز اللسان عن وصفها ببشرتها البيضاء كانه نور القمر .

نظرت الي بعينيها اللامعتين بكل براءة وتقدمت نحوي تختال بمشيتها كلما خطت اهتز قلبي لخطاها وعلى ثغرها تزهو أعذب ابتسامة,

أمسكت كفيها بلطف فذابت بين يدي من شدة رقتها, انتابني شعور جارف وهي بين أحضاني بلغت أوج سعادتي عندما لمست بأناملها الماسية شفتيفقبلتها بحب ; بقيت تائها في ملامحها الملائكية فخدها كأنه زهرة رمان ينضح توردا , أسكنتها بداخلي تملكا لها وخوفا عليها فهي جسدت بصدق صورة ملاك بهيئة بشر.

استفقت من سباتي على ظل طويل فرفعت عيني له, فاذا به يبتسم لها بحنان مادا ذراعيه , فهرعت اليه بشوق كبير ;نظرت اليها وكلي أسى حملت الي احساسا دافئا ومالبث أن تبدد فور مغادرتها وقتها تمنيت لو كنت مكانه لكنت ملكت الكون كله بوجودها .

أعترف أنني لم أتذوق هكذا شوق ولهفة وعناق وبهجة وفرح الا معها ;

ولم أرى هكذا حسن ورقة وحلاوة وبراءة الا مع تلك الصغيرة الشقية, التي استبدت بفؤادي وبعثرت مشاعري كأنها أوراق يابسة على مرمى من نسمة ربيع خافتة .