قطرات أدبية

قطرات أدبية (https://qtrat.com/vb/index.php)
-   القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين (https://qtrat.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   سلسلة (رجال من مفاصل التاريخ) (https://qtrat.com/vb/showthread.php?t=2047)

الصوت المسموع 17-02-11 02:53 PM

سلسلة (رجال من مفاصل التاريخ)
 
عندما تقرأ في كتب التاريخ , وتستعرض مسيرة الأمم والدول والممالك , تجد ان هناك شخصيات

محورية ومهمة ــ حتى وأن لم تكن مشهورة ــ هذه الشخصيات لها دور كبير في مسيرة هذه الأمم

أو الدول , سواء كان هذا الدور تأسيسي أو تطويري .

في هذه السلسلة , سألقي الضوء على بعض هذه الشخصيات وما قاموا به بشكل مختصر .

وأدعوكم لمشاركتي في أدراج من ترون أنه من هذه الفئة من خلال قرأتكم في التاريخ مع نبذة بسيطة

عن ماقام به وحقيقة دوره المفصلي في التاريخ .

وأتمنى لكم المتعة والفائدة فيما سيعرض هنا .

الصوت المسموع 17-02-11 03:22 PM

في صدر الاسلام . وفي بداية تكوين الدولة الأسلامية الناشئة في المدينة , كان لهذا الرجل دور أساسي ومحوري

في بناء هذه الدولة الأسلامية الحديثة , أنه (سعد بن معاذ ) رضي الله عنه ,

ويتبين هذا الدور من خلال موقفين رئيسيين أعرضهما هنا .

الموقف الأول / عند أسلامه على يد مصعب بن عمير ــ موفد الرسول صلى الله عليه وسلم الى يثرب ــ اقسم سعد

وكان امير الأوس حينها أن لا يكلم الأوس رجالا ونساء حتى يسلموا (وكان محبوبا ومعظما فيهم ) فما بقي بيت من بيوت الأوس الا ودخل في الأسلام , أنظر الى أثر هذا الرجل العظيم في نشر الأسلام في المدينة


الموقف الثاني / عندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينةالى غزوة بدر ــ وكان بين الرسول والانصار معاهدة بالدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة فقط , فاستشار الرسول اصحابه ــ وكان يقصد بهذه الأستشارة الانصار بسبب المعاهدة ــ فتكلم المهاجرون فأعاد الرسول المشورة مرة ثانية , ففهم سعد مراد الرسول وقال : كانك تقصدنا يارسول الله , والله لو سرت بنا الى برك الغماد (موضع في اليمن ) ما تخلف منّا رجل واحد , ولو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك وأنك لتعلم اننا صبر عند اللقاء , لا نقول لك كما قالت اليهود لموسى : أذهبا أنت وربك فقاتلا اننا هنا قاعدون . فاستبشر رسول الله بكلمات سعد بن معاذ واطمأن لموقف الأنصار .

هذا الموقف من سعد موقف محوري وقوي جدا في تدعيم الدولة الأسلامية الناشئة حينها .وله مواقف أخرى رائعه أكتفي بهذين الموقفين فقط لأهميتهما.

هذا الرجل هوالذي اهتز عرش الرحمن لموته , (أن الله لا يضيع اجر من احسن عملا ) رضي الله عنه وأرضاه

الــمُــنـــى 17-02-11 04:32 PM

[align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;border:4px inset skyblue;"][cell="filter:;"][align=center]


/
\

متصفح حتما سيكون غنيا ..
بالدررالعظيمة والفوائد الكبيرة ..
ولأن حظي من القراءات التاريخية جدا قليل ..
فسأكون متابعة وبشغف لكل ما سيكتب هنا ..

أخي القدير .. الصوت المسموع
جزاكم رب عنا خير الجزاء
بعدد الحروف التي ستكتب هنا
وليوم الدين ..
ونفعنا والعابرين بما ستثرون به
هذا المتصفح من إضاءات كانت
فارقة في تاريخ الأمم
دمت والخير حليفان لا يفترقان

منى

[/align][/cell][/tabletext][/align]

سالم 17-02-11 10:43 PM

الحسن البصري

يروى أن رجلاً اغتابه، فما كان منه إلا أنه أرسل له بطبق من الحلوى قائلاً له: بلغني أنك نقلت حسناتك إلى ديواني وهذه مكافأتك!!
إنه (الحسن البصري بن أبي الحسن يسار) وكنيته (أبو سعيد) ولد في المدينة
عام واحد وعشرين من الهجرة، كان أبوه من سبي (ميسان) من بلاد فارس، سكن المدينة وبها أعتق، وتزوج بمولاة أم سلمة -رضي الله عنها- (خيرة) فكانت أم سلمة -رضي الله عنها- تبعث أم الحسن البصري لتقضي لها الحاجة، وتترك (الحسن) فيبكي وهو طفل فترضعه أم سلمة، وتخرجه إلى أصحاب رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وهو صغير فكانوا يدعون له، فأخرجته إلى عمر -رضي الله عنه- فدعا له وقال: (اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس).
تعلم في مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحفظ القرآن في العاشرة من
عمره، وتتلمذ على أيدي كبار الصحابة في مسجد الرسول -صلى الله عليه
وسلم- روى الحديث عن علي وعثمان وعبد الله بن عمرو وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم، ثم رحل إلى البصرة، فكان فقيهها وعالمها، وشيخ القراء فيها، أقبل الناس عليه يتلقون عنه العلم، ويأخذون منه الحكمة، فقد كان موضع إعجاب العلماء والتلاميذ، فقد قال أنس بن مالك: سلوا الحسن، فإنه حفظ ونسينا، وقال عنه أحد تلاميذه: ترددت على مجلس الحسن عشر سنين، فليس من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك.
وكانت حلقته في المسجد يدرس فيها الحديث والفقه وعلوم القرآن واللغة، وكان من تلاميذه من يصحبه للحديث، ومنهم من يصحبه للقرآن، ومنهم من يصحبه للبلاغة واللغة، وكان دائمًا ينصح تلاميذه قائلاً: إذا طلب الرجل العلم فينبغي أن يرى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره.
لقد نذر الحسن البصري حياته لله تبارك وتعالى، فكان همُّه الأول النصح
والإرشاد، فأقبل عليه طلاب العلم إقبالاً عظيمًا، فذاع صيته، واتسعت حلقاته بالمسجد حتى لقِّب بـ(إمام البصرة)..لازمته ظاهرة البكاء والخشية من الله، وعندما سئل عن ذلك قال: (نضحك ولا ندري، لعل الله قد اطلع على أعمالنا، فقال لا أقبل منكم شيئًا) وسجَّل له التاريخ على صفحاته البيضاء موقفه من الحجاج بن
يوسف، وقد كـان الحسـن البصــري من أشد الناس وأشجعهم، وكان (المهلب بن أبي صفرة) إذا قاتـل عدوًّا يجعله في مقدمة الجيش.
وكان الحسن البصري يعتبر أن حياة القلب وسلامته طريق الإيمان الحق، وفي ذلك كان يراسل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز في هذا الشأن فيقول له: (سلام
عليك، أما بعد فكأنك بآخر من كتب عليه الموت قد مات، فأجابه عمر: (سلام عليك كأنك بالدنيا ولم تكن، وكأنك بالآخرة لم تزل).
وجلس الحسن ذات يوم في مسجد البصرة الكبير يفسر قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16] ثم وعظ الناس وعظًا بليغًا حتى أبكاهم، وكان من بينهم شاب يقال له (عتبة) فقام وقال أيها الشيخ: أيقبل الله تعالى الفاسق الفاجر مثلي إذا تاب؟ فقال الحسن: نعم، يقبل توبتك عن فسقك
وفجورك، فلما سمع الشاب ذلك صاح صيحة وخرَّ مغشيًّا عليه، فلما أفاق دنا الحسن البصري منه وقال له:
أيا شاب لرب العرش عاصـــــي
أتدري ما جزاء ذوي المعاصـــي
سعير للعصاة لها زفيـــــــــر
وغيظ يوم يؤخذ بالنواصــــــي
فإن تصبر على النيران فاعصــــه
وإلا كن عن العصيان قاصـــــي
وفيم قد كسبت من الخطايــــا
رهنت النفس فاجـهر في الخـــلاصِ
فخرَّ الشاب مغشيًّا عليه، ثم أفاق، فسأل الحسن: هل يقبل الرب الرحيم توبة لئيم مثلي؟ فقال الحسن: هل يقبل توبة العبد الجافي إلا الرب المعافي؟! ثم رفع رأسه، ودعا له؛ فأصلح الله حال الشاب.
ومن أقواله لتلاميذه: لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا إلا بحسرات ثلاثة: أنه لم يشبع بما جمع، ولم يدرك ما أمل، ولم يحسن الزاد لما قدم عليه، يابن آدم إنما أنت
أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك، الفقيه هو الزاهد في الدنيا، البصير بدينه المداوم على عبادة ربه، تفكر في الله ساعة خير من قيام ليلة، يا عجبًا من ضاحك ومن ورائه النار، ومن مسرور ومن ورائه الموت.
وقال ناصحًا تلميذًا له:
إذا جالستَ العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثه وإن طال حتى يمسك.
وفارق الحسن دنيا الناس سنة 110 هـ عن نحو ثمان وثمانين سنة، وكانت جنازته مشهودة، صلوا عليه عقيب الجمعة، وشيعه خَلْق كثير.


الصوت المسموع

الف شكر لك استاذي على هذا الموضوع الهادف البناء ..

مشاعر انثى 18-02-11 01:06 AM

فعلاً موضوع يستحق التمييييز

سلمت اخي الصوت المسموع على هذا الموضوع الأكثر من رائع

الصوت المسموع 18-02-11 02:24 AM

بالرغم من أني لا أنتسب الى أي طائفة أو حزب ديني أو سياسي ألا أنني أجد نفسي منقادة للكتابة عن هذا الرجل .

ومع أن هذه الشخصية ليست من القرون الأولى بل هي شخصية تعتبر معاصرة ألا انها جديرة بالتأمل . لتأثيرها البالغ في خريطة التيار الأسلامي الحديث .

يكفيك أن تعلم أن هذا الحزب الذي غرس جذوره هذا الرجل , أصبح منتشرا في (72)دولة في مايقارب الخمسين سنة فقط.

أنه حسن البنا (مؤسس حزب الأخوان المسلمين في مصر )

شخصية قيادية ساحرة , وعقلية فذة تخطط وترسم , ونظرة الى ما وراء الأفق , الى البعيد مع عدم التعجل في تحصيل النتائج .

حاولت السلطات في عصره التضييق عليه , فأعطوه صلاحيات ضيقه جدا لا تتعدى السماح بحلقات تحفيظ القران فقط

فعرف هذا الرجل كيف يتحرك بامكانياته البسيطه ولم يقف مكتوف الأيدي , فأنجز الكثير بما لديه من القليل.

أدرك خصومه خطورة هذا الرجل عليهم فقتلوه ومنعوا عنه الرعاية الطبية حتى مات بنزيف الدم مع ان أصابته ليست بالخطيرة .

ملاحظة (لا يعني عرضي لسيرة هذا الرجل انني اتفق معه في كل ما يذهب اليه ولكنه يعتبر من العلامات الفارقة في التاريخ , ورجل مؤثر لذا عرضت سيرته هنا )

ماااريا 19-02-11 09:51 PM

موضوع يستحق الوقوف عنده

لي عودة تليق بقدره

ان شا الله

احترامي

الصوت المسموع 20-02-11 02:10 PM

أحد الزعماء المعاصرين , أستطاع أن ينتقل ببلاده من بلد ِ زراعي فقير الى بلد ٍ صناعي منتج ذو أقتصاد متين جدا ً

وذلك في فترة قصيره لا تتجاوز العشرين سنة ,انه (مهاتير محمد) الرئيس الماليزي السابق,

من أصول هندية , وصل الى الحكم مع أنه ليس من الطبقات الثرية أو الملكية في بلاده ,وضع نصب عينيه تطوير بلاده , فنجح نجاحا باهرا ,فلا مستحيل مع النية الصادقة والعمل الجاد بعد توفيق الله .

تطورت ماليزيا في قطاعات التعليم والسياحة والصناعة والتعليم , وكانما بعثت بعثا بجهود هذا الرجل .

عرف بعدائه لليهود , ولا يلام في ذلك ,

ماليزيا الأن مركز صناعي ومالي ضخم في جنوب شرق اسيا , وبعد هذه المسيرة الرائعة لهذا الرجل : يخرج على شعبة ليقول لهم : اني قد بلغت الستين سنة وهذا سن التقاعد , فانتخبوا لكم رئيسا , لم يتشبث بكرسي الحكم.

وهو الأن مستشار في احد الشركات الماليزية , فعلا حياة هذا الرجل تستحق التأمل والدراسة خاصة في هذا الوقت

الــمُــنـــى 20-02-11 03:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصوت المسموع (المشاركة 54721)
أحد الزعماء المعاصرين , أستطاع أن ينتقل ببلاده من بلد ِ زراعي فقير الى بلد ٍ صناعي منتج ذو أقتصاد متين جدا ً

وذلك في فترة قصيره لا تتجاوز العشرين سنة ,انه (مهاتير محمد) الرئيس الماليزي السابق,

من أصول هندية , وصل الى الحكم مع أنه ليس من الطبقات الثرية أو الملكية في بلاده ,وضع نصب عينيه تطوير بلاده , فنجح نجاحا باهرا ,فلا مستحيل مع النية الصادقة والعمل الجاد بعد توفيق الله .

تطورت ماليزيا في قطاعات التعليم والسياحة والصناعة والتعليم , وكانما بعثت بعثا بجهود هذا الرجل .

عرف بعدائه لليهود , ولا يلام في ذلك ,

ماليزيا الأن مركز صناعي ومالي ضخم في جنوب شرق اسيا , وبعد هذه المسيرة الرائعة لهذا الرجل : يخرج على شعبة ليقول لهم : اني قد بلغت الستين سنة وهذا سن التقاعد , فانتخبوا لكم رئيسا , لم يتشبث بكرسي الحكم.

وهو الأن مستشار في احد الشركات الماليزية , فعلا حياة هذا الرجل تستحق التأمل والدراسة خاصة في هذا الوقت

[align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;border:4px inset teal;"][cell="filter:;"][align=center]
/
\



راق لي كثيرا بل وجدا ما قرأت عن هذا الشخص ..
الللآفت للنظر أنه طبق قانون التقاعد على شخصه
وهذا دليل قاطع على أنه لم يتأثر بالكرسي ومغرياته
ولم يكن هدفه جني المال والثروات على حساب شعبه
بل الهدف لديه كان جدا واضح وسامي وهذا أصل العمل
ومتى ما علت الهمم وصدقت النيات كانت ثمرته توفيق
من الله .. وأرض ماليزيا وكل منجزاتها دليل على ما حققه
هذا القائد ..
بعكس وللأسف الكثير من قادة الدول العربية هدفهم الأسمى
مضاعفة ثرواتهم على حساب شعوبهم وتطويرها ..
فرق والله بين الهمتين والنيتين ...

القدير .. الصوت المسموع
لا زلنا متعطشين لهكذا مواضيع وهكذا قادة
فالفائدة هنا عظيمة ولا يمكن لعاقل المرور
عليها دونما متابعة أو قراءة ..
دمت بخير
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

إحساس صادق 20-02-11 03:47 PM

سيطول بي المكوث هنا

الصوت المسموع مبدع وراائع ومتفرد

تقبل مروري

دمت بألف ألف خير


الساعة الآن 07:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009