قطرات أدبية - مسك رمضان 4 المعروف

المعروف

تلك الكلمة العظيمة ذات المدلول العظيم نحن اذا اردنا ان نطلق كلمة تعبر عن الجميل و الخير و الاحسان الذي قدم لنا لن نجد اروع من كلمة المعروف

فلان صنع بي معروف

وفلان قدم لفلان معروف كلمة كبيرة شاملة و نجد ايضا القلوب تميل لها و تحب ان تعيد كل افعال الخير الى المعروف و صانعه

لذا حرص حبيبنا سيدنا محمد ان لا نحقر المعروف حتى وان كان صغيرا لا يذكر يكفي الوقت و الجهد الذي بذله الانسان في سبيل رضى اخية الانسان

فقال: ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق )) و قال

كل معروف صدقة

و قال من دل على خير فله مثل اجر فاعله

فالابواب مشرعة

و الميادين مفتوحة و للمعروف و صناعته اثر جميل وطيب في علاقات الناس بعضها ببعض و في بناء جسور المحبة و التعارف و العمران

واليكم قصة حدثت في عهد المامون عن المعروف

يقول الراوي وهو الواقدي انه كان عنده صديقان احدهما هاشمي فاصابته ضائقة شديده و الوقت قد اقترب من موسم العيد

فقالت زوجته نحن نصبر على البؤس ولكن الاولاد لن يتحملوا وهم يشاهدون عيال الجيران

وقد تزينوا للعيد وهم بثيابهم الرثة المقطعة لو انك تدبرت امرك و دبرت بعضا من المال لنشتري لهم ثيابا

فرق قلبه وكتب الى صديقة الهاشمي يساله بعضا من المال فارسل اليه كيس مختوم و به الف دينار

واذا بصديقه الثاني يساله و يشكو له الحال فارسل اليه الكيس الذي اتاه بكامله

و دخلت عى زوجتي و اخبرتها و لم تعنفه هي الاخرى بل سكتت و رضت بتصرف زوجها وبينما هو كذلك واذا بصديقه الهاشمي قادما ومعه الكيس المختوم و ساله

فقال اصدقني القول يا واقدي كنت ارسلت تطلبني المال ووكان كل ما املك في الدنيا فارسلت اطلب من صديقنا و اذا بالكيس نفسه يرجع الي

نفسه فتقاسما المال بينهم هم الثلاثة وصل الخبر للمامون و اعطى كل واحد منهم الفين دينا ر و للزوجه الف

هذه احدى قصص المعروف التي قلما نجدها بزمانا الغارق بلجج الالماده و مصالح الدنيا و الانانية المفطره