قطرات أدبية

قطرات أدبية (https://qtrat.com/vb/index.php)
-   القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين (https://qtrat.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   وأتحدث عن نفسي ~~~نـشـر أول (https://qtrat.com/vb/showthread.php?t=1349)

متاهة الأحزان 22-10-10 08:28 AM

وأتحدث عن نفسي ~~~نـشـر أول
 
و أتحدث عن نفسي
هي المرة الأولى التي أفكر بها بهذه الطريقة ...
ترى هل هي بداية لكتابة ما يسمى بالسيرة الذاتية ...؟!؟؟
وأضع علامات استفهامٍ وتعجب تجتاحني دون مقدمات كما اضحك بملء القلب من نفسي أضحك بإفراط وصمت معاً.

أطرق متذكرة ...
أنا لم أقرأ سيرة ذاتية من قبل كما وأجهل السبيل لكتابتها
لكن سؤال يرف في نفسي يسكبه القلم طرأ بالخاطر للتو ...
ترى من أكون حتى أكتب سيرة ذاتية أقدمها لكي يقرأها الناس ...؟؟!
لست إلا مجرد عابرة لأروقة هذه الدنيا ...
أنا لست كاتبة رسامة أو حتى عالمة ...لست حتى معلمة أو طالبة للعلم
إذن أي حقٍ أملك لأكتب شيءً أكبر حتى من وجودي ...؟!؟
هنا اجتاحني سؤالٌ آخر كما الإعصار ودون تردد مثيرا بي الأرق
" ترى ألا يحق لشخصٍ عادي أن يكتب سيرة ذاتية ...؟
أن يترك ما يدل عليه ...؟!
ما يجعلك تقرأ شخصه وتفاصيله بعد رحيله حتى وإن لم تعرفه ...؟!
\
سأعود لنفسي...
ربما لست ممن يتكلمون عن أنفسهم بالتمجيد والتعظيم كما هو حال الآخرين
ذاك أني إنسانةُ بسيطة ـ هكذا كنت وهكذا سأبقى .
أيضاً ,لست ممن يكتبون ذكرياتهم وما مر بحياتهم من أحداث
أقف على هذه النقطة ...
فهذا أمر لم أسأل نفسي عنه سابقاً , رغم امتيازي ومن طفولتي برفقة القلم والأوراق
ـ ليس دفتراً وإنما أوراق أقتصها من دفاتري القديمة أجمعها معا وأحملها حيث أكون ,حتى أكتب كلما داهمني إحساسٌ يسجنني عن الآخرين ويحجبهم وأصواتهم المرتفعة عني رغم غرقي بينهم .
حين أكتب أبعثر أوراقي بفوضوية غريبة كما أكتب بعفوية مفرطة
أكتب دون تنميق تنسيق أو حتى تفكير دون التدقيق بالإملاء وقواعد النحو وما شابه مما يخرج نصي عاجزا فيه الكثير من الثغرات ـ
مع هذا كله ...
لا أذكر تدويني لحدثٍ ما كي أحفظه بمذكرةٍ صغيرة خاصة .
ترى ما هو السبب ...؟!
أيكون ذاك لأن ذاكرتي تحفظ كل ما مر دون الحاجة إلى تدوينه ...؟
ربما هي نزعة الخصوصية والرغبة بعدم لمس الآخرين لماضي يخصني أو تعرفهم إليه بأي حال وتحت أي ظرفٍ كان ...
بل ربما يكون الدافع لعدم تدوين ذكرياتي الــهــروبــ مــنــهــا
نعم قد تكون الرغبة بنسيان الأفراح كما الأحزان , نسيان الأحلام كما الوقائع والأحداث هي الدافع الحقيقي لصمت قلمي عما تراه عيني.
\
رغم عجزي عن تفسير هروبي من كتابة الذكريات بدفترٍ صغير يقبع في درج مكتبي
يغط بالصمت والظلام معا كما يفعل الآخرون
إلا أني أتعجب من ذاكرتي فهي أيضا تغط بالصمت بالهجر والظلام تقبع في زاوية غريبة لم ارتادها برغبة من قبل
مع هذا لا زالت تعثر خطاي بأحداثٍ قديمة قدم النسيان
أحداثٍ لا زالت قابعة بكل ما فيها فرحٌ وأحزان في هذه الذاكرة البغيضة التي تتخفف مما أحب وتثّقُل بما أهرب منه
تلك الذاكرة لازالت ترسل في حياتي أشباح الماضي لأجد نفسي أضج بذات المشاعر التي عشتها مع من أضحوا أشباحا تزورني على حين غفلة من الآخرين
أجدني أضج بالحزن بالدموع والحنين أثور شوقا وأتعطش لقطرات فرحٍ تبلل ما جف من الروح وجعا تحت هطول الذكرى .
\
هنا ربما أتحدث بطريقة مغايرة لي ...
بطريقةٍ تختلف عني ...هنا فقط ...سأخرج عن صمتي وأثرثر بالأشياء وكل تفاصيلها .
سخيفة كانت أم قيمة
هنا ربما أتحدث عن خيالي جدبا كان أم خصب ....
سأتحدث عن أحلامي التي لم تخرج للنور كما أنها لن تفعل ,فهي أحلام وستبقى كذلك.
تتميز أحلامنا بعشقها للظلام فهي تتنفس الحياة بموتنا وتلفظها حين ننفض عنا موتا قصيرا لم يشأ رب العزة له أن يمتد حتى تأتي النهاية بفصلها الأخير.
هنا ربما أتحدث عن فتى الأحلام القابع بالصدر منذ فجر عمري
ذاك الفتى الذي لم ولن تنجب مثله الأرض يوماً

متاهة الأحزان 22-10-10 08:32 AM

عذرا أحبتي

قد تسعفني أبجديتي فاعود بالتتمه

أتحدث عن الأنا وذكرياتها

وقد لا تفعل فألوذ بالصمت مكتفيه بمانثرت لأعينكم هنا

\
/

إلى حين عودتي

كونوا بخير

لقلوبكم ودٌ على ود
:kn7[1]:

حسين الشمري 22-10-10 05:30 PM

سننتظر لحين عودتك لتعودي أو لتهربي ما نوده
هو عودتك لتخبرينا سواء بعودتك أو بهروبك
وإن كنت أتمنى الخيار الأول ولكن الأمر متروك لك
ليس شرطاً أن نكون منهم لنكتب عن أنفسنا فربما نحمل
من التجارب يستفاد منها أو بالأحرى تجارب ربما من نعتقدهم
من الأعلام لم يمروا بها ، فلكل تجربته التي لا تشبه الآخرين
متاهة بودي التكلم كثيراً ولكني مثلك سأنتظر فإما أن أهرب معك
أو أعود هنا لأستمتع على الأقل لهذا الأسلوب الرائع والذي أجمل
ما فيه البساطة وعدم التنسيق والتنميق والتدقيق ، أحب أن أقرأ
البساطة بأخطائها التي تشبهها ببساطتها كالإملاء وما شابه مما
لا تشوه الفكرة أبداً .

سأتوقف رغماً عن الحرف لأني لا أعرف ما الذي إعتراني هنا
وجعلني أسهب هكذا .

هيــام 22-10-10 06:13 PM

.
.
متاهة الأحزان
بربك الحديث هُنا يحتاج لوقت طويـل
فمرور واحد لا يفي و لا يسد رمق عطشي
أستمري أستمري
لم ينتهي تصفيقي لكِ بعـد
سأعود كثيراً فأنا أخشى أن يفوتني الجمال ...

بشرى 22-10-10 11:55 PM

تسجيل حضور ولي عودة ..

متاهة الأحزان 24-10-10 07:55 PM

حسين الشمري

\
/
ليس سهلاً أن تتحدث عن نفسك ...

أن تعلم ما قد يفيد الآخرين من تجاربك وما لا يفعل ...

خصوصا إن كنت تراها عادية وبل تجارب صغيرة أيضا

قد يصعب الحديث إن كان عن الذكريات فقط فأنا هنا أتنفس الماضي قبل أي شي

\
/

سأعود

وأنتظر هطولك من جديد

بمثل حروفك تسعد الصفحات

لقلبك الياسمين

متاهة الأحزان 24-10-10 08:01 PM

الــهــيـــامــ

\
/

لمثل هطولك تتفتح زهرات الحرف

ينبعث عبق الفرح من بين السطور

شكرا لخطوات جمالك هنا

لقلبك جنائن الياسمين

متاهة الأحزان 24-10-10 08:04 PM

بـشـرى

\
/

سعيدةٌ بحضورك

كما سأنتظر عودتك

مثل حرفك ياخذنا للبعيد

يلقينا في متاهات الروعة

حريٌّ بنا أن ننتظره

لقلبك الياسمين

متاهة الأحزان 24-10-10 08:11 PM

أتحدث عن نفسي
\
هي عودة للحديث عن الأنا وذكرياتها لكن بعد أن أتجرد منها وأبتعد عنها~
حتى أبدو كقلمٍ يبحر في عالمٍ آخر أرتاده للمرة الأولى,أطرق أبوابه أخطو على ضفافه وأقطف شيئاً من ثماره.
سأبدأ ربما من حيث لا يجب لكنه حديثٌ عبر الذات بغير رغبة مني أو تفكير
أطرقت أتذكر...
تلك المرحلة...إنها الطفولة بكل ما فيها من عذوبة مشاغبة نكسات عثرات وانتصارات.
لن أقول لازلت أذكر كل التفاصيل,بل أضعت شيئا منها على أن أكثرها يرقد في ركن من أركان الذاكرة رغما عني .
حقا لست أذكر ما بث في نفسي السرور والرضا بقدر تذكري لما أجج قلبي بنار الغضب السخط الحزن والدموع في تلك الأيام.
الطفولة وتلك البعيدة عني رغم أنها شخصي ...
مضت طفولتي في قريةٍ صغيرة {عتيل}بحي {القف}تربط أفراده محبه غير معهودة في أيامنا هذه ...يربطهم ببعض حب الأرض ورائحة الطين المبتل بشقائهم كما حب شجر الزيتون المتناثر على أطراف القرية .
كما تربط أبناء الحي نفس البدايات وذات الطريق إلى النهاية بكل ما فيها من تعب وشقاء اقتسموه بغية العيش الكريم واللقمة الحلال,لن أفرط بالحديث عن أجواء تلك القرية عن بساطة أناسها وجمال قلوبهم فهذا يثير بالقلب حسراتٌ كثر.
فالزمان تنكر للزمان ما عاد المكان كما كان ...خلع عن نفسه ثوب الحب كما الطهر والعطاء.
خلعت قريتي عن ذاتها ثوب الفجر الندي المليء بعبق الريحان والجوري لتلبس ظلام النفوس بعد أن داهمها حب الذات والبحث عما يرضيها
خطر لي أن أقطف لكم من ذاكرة الطفلة حادثٌ أدمع له حسرةً رغم بسمة شقت طريقها لوجهي.
قطةٌ على الحبل ...؟!

متاهة الأحزان 24-10-10 08:13 PM

قطةٌ على الحبل ...؟!
عُرفت بطفولتي {مخلصة صديقة الحيوان} ذاك أني عشقت الحيوانات الأليفة حتى الضاري منها كلنا نفوسٌ خلقها الله ومنحها حق العيش والدفاع عن النفس
ذات مرة عدت مع عائلتي من زيارة في وقت متأخر حيث لبست الشمس ثوب الظلام ولوحت بالغياب ليغرق الكون بالسكون.
إلا أني بحثت عنها كانت قطة شرسة ضخمه مع هذا أشفق عليها فقد كسرت يدها وباتت عاجزة عن ممارسة حياتها بصورة طبيعية ,منذ فترة اعتدت عليها تموء بألم تلك الليلة علمت أنه مواء مودع...
بحثت عنها دون قلق فهي شرسة ولن يتمكن منها أحد توجهت صوب شجرة الليمون فهي تعشق النوم في ظل تلك الشجرة.
من بعيد لفت انتباهي شكلها الفظيع ...ماذا حدث ؟!
اقتربت أكثر لأراها معلقة على الحبل كطفلة جاهلة هتفت هل قتلت نفسها دون قصد ...؟!
وقفت أمامها متأمله ضحكة بسخرية ثم بكيت بحسرة وغيظ ...لقد شُنقت ترى من الفاعل ...؟
إنها شرسة لم تسمح لنا باللعب معها أو مع صغارها تحت الدرج بالأمس تمكنت منها فعاقبتها عقوبة تردع اللبيب من بني جنسها عن عصياني
كلمات الفتى أيمن حلت كصاعقة بحجم السماء على ذاتي ...بكيت بإفراط وأنا أقدم الحليب لصغارها الذين ماتوا جوعا فهم يحتاجون لأمٍ ترضعهم الحياة.
\
اليوم أدرك ما هو ذنب القطة ...
ذنبها كسر يدها الذي أعاقها عن الدفاع عن ذاتها وذنب صغارها الذين ماتوا جوعا أن أمهم أحبتهم حتى النفس الأخير.
أتوقف هنا لألتقط الأنفاس وأسمح لنفسي بطرح سؤال يجول في خاطري...
ترى هل من فرق بين مستعمرٍ يقتل الرجال العزل لأنهم هبوا للدفاع عن أرضهم عرضهم وحقهم بالحياة
وبين طفلٍ متسلط يقتل قطة لأنها دافعت عن نفسها وصغارها
؟؟؟
لماذا نلوم الأسرة الدولية بما فيها من فسادٍ واضح للعيان لأنها تغض النظر عن المستعمر الطاغي...
وننسى تلك الأسرة التي شدت على يد الفتى وقبلتها لأنه لم يخضع لتمرد قطة أرادت أن تعيش وصغارها حرة بعيدا عن ظلم البشر ....
؟؟؟!!
تلك الحادثة لم تبرح ذاكرتي يوما رغم صغرها وتقزمها أما عصر ينكل فيه بالأطفال والعجز بالنساء والرجال وقتلهم بأبشع صورة ممكنه مما يهون على قلوبنا أن
ـ قُتلت قطة ـ
لكني أرى قتلها وصمتنا عنه بل والتصفيق له سببا يجعل الظلم يتكأ على صدورنا ينتزع منها القلوب ليعيدها مشوهةٌ بالجراح والحسرات التي لا تذوب
قتلها ظلم والظلم ظلمات ومن زرع حصد هم نحن وربما الجيل القادم ذاك أنا زرعنا صدور صغارنا بالقسوة وعلمناهم أن الحياة من حقهم هم فقط
لذا سنقابل ككل بالحصاد شئنا أم أبينا
قد تتغير المشاهد بعض الشيء ويخف وقعها الموجع بالروح والذاكرة معاً إن زرعنا في صدور أبنائنا الرحمة وحب الآخرين وإتاحة الفرصة لهم ليمارسوا حياتهم التي منحهم إياها الله.
سأحدثكم أيضا عن شقراء لأطوي صفحة من صفحات الذاكرة

مــنــــــآل 25-10-10 02:45 PM

/
\


متاهة الأحزان
كل ماسطرتيه ونثرتيه كان هنا رائعا ً وأكثر
وكثيرا ً أعجبتني حكاية القطة وضياع صغارها من بعد رحيلهـآ
ولكن .. هناك سؤالا ً يطرح نفسه على قارعة سطورك .. وهو :-
مالذي جعلك ترجعين للوراء وتعانقين أحـدآث رحلت من الـسـنيـن وماعادت لك بيوم ؟

/
\

أبـدعتـــي :kn7[1]: !

متاهة الأحزان 25-10-10 05:16 PM

رونـــق

\
/

هو ضربٌ من جنون أعاد لي تلك الذكريات على أجنحة الشوق ترف

وما أكثر إشتياقي لتلك الأيام

قيل الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى

كذلك هي الطفولة

كذلك هي أيامنا الماضية

هي دربٌ محفوفٌ بالزهو والنور نمر فيه إلى الغد

قد لا نستمتع بيومنا لأننا ننتظر الغد

وهكذا تمضي الحياة لننتبه أننا فقدنا اليوم بالإنتظار لغدٍ ما علمنا به حين حلّ

ويرحل بنا قطار العمر

ربما إجتاحني إحساسٌ بأنني ضائعة في دوامة إنتظارٍ لا ينتهي

لذا تضيع مني أكثر دروب السعادة

لذا رغبت بأن أحدث نفسي عن نفسي

ولأنكم جزءٌ من هذه النفس

أردت أن أحدث من رغب بالإصغاء فقط

لذا حضرت همساً ورحلت سراً

\
/

لمرورك العبق

جنائن الحب والاحترام

متاهة الأحزان 25-10-10 05:18 PM

سأحدثكم أيضا عن شقراء لأطوي صفحة من صفحات الذاكرة
بصدق سألت نفسي قبل أن أكتب ...هل هو حبي وشغفي بالحيوانات التي رغم شراستها تبقى كائنات وفيه هو سبب تواجدها بأزقة ذكريات الطفولة على اختلاف مسالكها ...؟!
بل ...ربما لأن القرى قديما عجت بذاك العنصر الذي فقدناه في ظل المدينة أو حتى في ظل تصحر الحياة برمتها,فالحيوانات تبقى جزءً من الطبيعة الحية رمزا من رموز جمالها رغم ما تثيره بالقلوب من قلق رعب أو حتى اشمئزاز
شقراء هي ...
أم جراء صغار في منزل مجاور مهجور ...ضخمة قوية وبرأي أيمن مصابة بداء السعار قلت له مرة أنني سأكون صديقة الجراء يوما من باب التحدي
بدأت أعود المنزل المجاور في وقت تغيب فيه الأم .
لكن لأي شيء تغيب لم أكن أعلم ...اعتدت أن أترك لها طبق خبزٍ ولبن جوار الباب واعتادت هي تناول الطبق
ذات مرة عادت لتجد الوجبة المعتادة لكنها وجدت زائرا لا ترغب بوجوده نبحت علي بقوة وتهيأت للهجوم الخوف فتك بي وألزمني مكاني إلا أن أحد جرائها بدأ بالنباح بعد فترة هدأت عادت تتناول وجبتها متجاهلة وجودي ثم استلقت في مكانٍ قريب
هي لم تحرك ساكن وهذا يعني أنها لا تعترض على وجودي في اليوم التالي عادت هي مبكرة أم أنا تأخرت بالذهاب لصغارها لا أعي
وجدتني ألهو مع الصغار لم تبدي أي اهتمام تناولت طعامها واقتربت مني حد الالتصاق وخلدت للنوم تشجعت ومددت يدي على عنقها لم تعترض أعتقد أننا صديقتين
بعد أيام رحلت وجرائها عن الحي كاملا تركتني وقد كسبت تحدٍ صعب حد المستحيل.
لن أنكر لقد نسيتها مع الأيام بعد عام أثناء اللعب على الشارع هاجمنا كلبٌ ضخمٌ مخيف ففررنا كعصافير مذعورة ركضت لمنزلي القريب جدا ومع هذا تعثرت مرتين كيف لا والكلب يتبعني دون الآخرين.
دخلت باكيه أحمل في جسدي الخدوش وشيئا من الدماء على أن أمي ضحكت مني متسائل ...هل يعقل أنني لم أتعرف إليها ...؟
صدمت أيعقل أن تكون شقراء خرجت أعانقها وألهو معها رغم توبيخ أمي لي أمضت ذاك النهار بفناء منزلنا ثم رحلت غابت عام أقل أكثر دون عودة بتلك الفترة رحلنا عن القرية رحيلاً نهائي .
شغلتنا الظروف وقسوة الحياة الجديدة عن زيارة القرية مدة سنه ونصف حين عدنا بزيارة
حدثتني الخالة أم ياسين عن زائر قضى الشتاء الماضي أمام منزلي ينتظر عودتي بشوق.
كانت شقراء هي الزائر الذي عاد به الشوق لي الخالة أم ياسين أشفقت عليها فأعدت لها منزل يقيها برد الشتاء واهتمت بطعامها حتى آخر ساعة من ساعات انتظارها الطويل.
في تلك الساعة بكيت بحرقة فأنا نسيت شقراء وأبى الوفاء فيها إلا أن تذكرني حتى الموت بينما تذكرت صديقاتي ومزقني الشوق لهن أذكر أنني قابلت إحداهن حين عدنا للحي فنظرت لي باستنكار ومضت كأنها لم تعرفني يوما.
يومها سألت الخالة ...أما آن لنا أن نتعلم الوفاء من شقراء ...؟!
\
حسناً سأطوي هذه الصفحة لن أعود للحديث عما تحمله ذاكرتي من تجارب مع تلك المخلوقات التي فقدنا في نفوسنا قدرتها على الحب والعطاء
سأعود ربما
لأتحدث عن البستان ...المدرسة حين تحتضن من يرفضها
هذا إن أسعفني قلمي ولم يجف فيه المداد

لقلوبكم حبٌ على حب


متاهة الأحزان 25-10-10 05:21 PM

أحبتي ...عذراً

لأنني لا أتكلم عن الماضي مجرداً

إنما أربطه ما إستطعت بالحاضر

فاليوم القادم نحصد فيه ما زرعنا في يوم سابقٍ له

وما سنين العمر

إلا غرسٌ وحصاد

رجائي من الله

ان يكون زرعكم طيبا

ليغدو الحصاد سهلا ممتعا مريحا للقلب والنفس

يغمر الروح بالرضا

عبدالرحمن منصور 29-10-10 03:50 PM

متاهة أحسنتِ الحديث فأحسنا الإصغاء
وكل ما قرأته هنا بغض النظر عن المحتوى بشكل مفصل
فطريقة السرد تدل على موهبة كبيرة ومقدرة على نسخ شريط ذكرياتك إلى ذهن قارئك
فيرى ما ترين ويسمع ما تسمعين ويمتزج الإحساس والشعور بطريقة فنية


حقيقة لم اقرأ موضوعك على انه سيرة ذاتية
وكيف لي إن اقرأه على هذا الوجه وهو ليس إلا رحلة روحية مفعمة بالكثير من الألوان والأضواء والصور
فقد أخذت بأيدينا وسمحت لنا بان نحلق معك في فضائك الخاص المليء بالكثير من الروعة و الدهشة
وهذا ما أتوقعه لهذه الصفحة


فقد ابدعتِ في الربط مابين قصة تلك القطة والقضية الفلسطينية
وكيف كان الذنب واحد والعقاب واحد
حتى أصبح الدفاع عن النفس حقا غير مشروع
بل جريمة لا يمكن أن تغتفر


وحين نلج معك إلى حيث تسكن تلكم الشقراء في دهاليز ذاكرتك
ونعرف حجم ما فيها من وفاء
فنجد الربط المتقن و الرهيب
ما بين وفاء الإنسان و الحيوان
ولسانك حالك يقول : كل ما ازددت معرفة بالحيوان ازددت كرها للإنسان


متاهة أنت رائعة بحق
ولديك قدرة كبيرة في سرد ما ترغبين قوله بطريقه سلسة ويسيرة
كما أن لديك قدرة في إيجاد رابط رهيب لذكرياتك القديمة وحاضرك
أو مع شخوص مختلفة ومتباينة لإنتاج مغزى حقيقاً جديرا بأن يكون مفيد


متاهة لأول مره أجدني في حالة انتظار وتشوق لجديد هو في الحقيقة قديم
فواصلي التحليق بنا إلى الخلف إلى حيث عوالمك الجميلة إلى حيث يسكن قوس قزح
إلى شلال الذكريات القديمة إلى فراشات من النور تحوم حول الخميلة
إلى تلك البساتين والورود والأزهار والأنهار والعصافير الجميلة
لنعود إلى حاضرنا وقد اكتست أرواحنا بحلة النقاء والصفاء ونحمل بين شفانا ابتسامه خفيفة
فنحن على أمل دوماً أن يكون الماضي جميل والحاضر أجمل


دعواتي لك يا رائعة
بحاضر كله نور وسناء
ومستقبل ملؤه السعادة و الهناء



لك كل تحيتي وخالص التقدير
الوجيه




شادي الثريا 03-11-10 06:39 PM

ر ائعه بكل تفاصيلك
سأظل متابعا لمسالك هذا الجمال
..
.
(( .. متاهة الأحزان ..))
او بالأحرى
(( .. شهرزاد القصة .. ))
.
.
لطالما كانت لنا وقفات مع الذات
ولطالما اسرتنا ايام مضت كانت هي الأجمل
وصدقا ستظل اجراس الذاكره تقرع ابوابنا كل ما طاولنا الشجن
لاشيء يوازي لذة استرجاع كل تلك الأيام بأدق تفاصيلها
وسنبقي هكذا نستعذب استعادة مامضي من اعمارنا بحلاوته ومرارته
ولكن الفرق هو استكانة الأبتسامة على شفاهنا كلما طاولنا الحنين

دمت للأبداع مناره .. ياراقيه

تحياتي
.
.
شادي الثريا

متاهة الأحزان 05-11-10 01:34 PM


الــوجــيــه

\

قلتها سابقا وها أنا أكرر

مجرد حضورك لمتصفحي الصغير

هو شرفٌ كبير لي ولحروفي

\

لبهاء حضورك

لعذب حديثك

لكل حرفٍ سطرته يمينك

ممتنة وأكثر

\

أجدك قرأتني هنا بالطريقة التي أتمنى

شاكرة لك دخولك لعالمي وتجوالك في سراديب ذاكرتي

دمت بهذا البهاء

لقلبك الياسمين


متاهة الأحزان 05-11-10 01:43 PM

شــادي الـثــريــا

\
/

لكم تهللت النفس فرحا بعبورك بوابة هذا الحرف

\

هو الجمال يكتمل بكم

ويزدان ببهاء حضوركم

\
/

صدقت أيها الجميل

وقفات نخرج منها ببسمة

ربما بكلمة ...لو

بدمعة شوق

ويبقى الماضي بكل تفاصيلة

عالمٌ جميل

نستعذب الإبحار فيه

تنحني الحروف شكرا لحضورك

لقلبك الياسمين

كاريزما 05-11-10 08:42 PM

سوف اعود يا شهرزاد .... لهذا الصرح ..
وقراءة متأنية .. حتى ذاك الحين
لك اغصان الزيتون والحمائم

لحضات حزينه 05-11-10 09:39 PM

مبدعه دائما شهرزاد

مستمتعه جدا لدخولي هنا

ومتشوقه للقادم

تقبلي مروري

لي عوده

متاهة الأحزان 05-11-10 10:46 PM

نـمــط ســهــل

\
/

إلى حين عودتك

سأغرس الريحان

وأنثر الفل والياسمين

لعل المكان يروق لك

فتمطره بجمال لا يعرف الحدود

لقلبك باقات النرجس

متاهة الأحزان 05-11-10 10:48 PM

لحضات حزينة

\
/

والمكان بك أكثر سعادة

لخطوك هنا

لهطولك هنا

تنحني حروفي شكرا

لقلبك النابض جمالا وروعة

جنائن الياسمين

متاهة الأحزان 05-11-10 10:58 PM

أتحدث عن نفسي
حديثي اليوم مختلف ...فأنا أتكلم عن طفلة طرقت أبواب العلم مكرهة .
أمي ككل الأمهات أرادت لي دخول البستان حتى أتهيئ للأجواء الدراسية
كطفلة بقيت لها سنة واحدة وتدخل عالم لا مكان للجهل فيه أُجبرت على قبول الفكرة.
لكني رفضتها بكل تصرفاتي وكرهت البستان على ما فيه من ألعاب مسلية بل وممتعة وأطفالٌ كثر ودراسة تناسبني كصغيرة لا زالت تجهل حتى كيفية إمساكها بالقلم .
هنا خرجت عن ذاكرتي قليلا مبتسمة ...أينقلب العداء إلى صحبة حتى الموت بيننا والأشياء التي لا روح فيها
أذكر أنني كرهت الأقلام والدفاتر وما رغبت يوما بكتابة حتى مجرد الحروف على أني ومع الأيام بدأت بالرسم رسومات صغيرة كأنا وما لبثت رسوماتي شيئا كثير قبل النطق ...
لتتحول مع الأيام من رسومات وألوان تحكي قصص تجيش بمخيلتي لحروفٍ تتحدث عما أريده بطلاقة الطفولة.
كانت تلك بداياتي مع قلمي الذي لم أدرك أنني سأعشقه حد الضياع دونه
قلمي الذي يسكب على الأوراق ما يجيش بالقلب ويؤرقه.

وأعود مع نفسي لتلك الصغيرة الحمقاء...
بالحقيقة رفضت دخول البستان لأنه ينتزعني من صدر أمي فأنا طفلة لا تجيد التنفس بعيدا عن شذا ملاكي العظيمة بعطائها ...
أضحك من نفسي
ربما ...أبحث لجهلي عن مبرر حين أقف أمامه لأراه ونفسي كيف كنا
أذكر أنني وفي كل صباح أبكي بحرقة وبل أصرخ بالرفض وأتمنى أي سببٍ يقعدني عن ركوب الحافلة التي تجمعنا وتمضي إلى حيث مقاعد الدراسة
رغم بكائي الشديد وتمسكي بثوب أمي لا أجد مفرا من ركوب الحافلة والمضي معها.
حقيقةٌ أخرى لا مفر منها ...لم أكن طالبة مثالية فأنا لا أتجاوب مع معلمتي لا ألعب مع الآخرين وبل أشاكسهم ما استطعت
لا أتناول وجباتي مع بقية الصغار في مطبخ البستان رغم الضغط الذي ألقاه من أم فيصل
حاولت الهرب أثناء التنفس أكثر من مرة ...دائمة الصمت سريعة البكاء
لأجل هذا كله ولأجل شرودي الغير معهود عند الأطفال تم عرضي على الطبيب المختص .
لقد كان رجلاً طيبا ولطيف هو يدرك أن الطبيب بالنسبة للطفل ــ بعبع ,غول ــ لذا تعامل معي بهدوء ,ذاك اليوم خضعت لفحصٍ شامل
وكانت النتيجة أنني لا أعاني من المرض رغم ملازمته لي فترة الطفولة كاملةً
سألني يومها عن سر صمتي بكائي وانزوائي عن البقية
أجبت باكية : هموم الدنيا يا دكتور .
لا زلت أذكر ملامح وجهه كما وأذكر تفاصيل وجه معلمتي بتلك اللحظة
ذهولٌ وضحك حد الدمع ...
عاد يسألني :ترى ما هي الهموم التي تحملها طفلةٌ مثلي...؟!
ربما لم أجد ما أجيب به ... وربما كنت أصغر من شرح همومي له ...

كاريزما 06-11-10 01:31 AM

عودة بعد قراءة جيده للحرف هنا .. للعفوية الجميلة للتواضع ..
سوف اتكلم معك بنفس نفسك الطيبة التي شعرت بها هنا ..حديثك البعيد عن
تملق واقعك واحداث واقع جديد تظهرين به امام الجميع .. جميلة تلك الواقعية في الحديث .. لماذا لا اكتب عن نفسي أو لما لم يكن لي كتاب ذكريات هل انا اقل شأن
لست عالم لست قائد .. لكن انا انسان بسيط سوف اكتب عن تلك البساطة
شهرزاد القصة ... هنا قرأتك بين تجاربك الطفوليه
من شراسة القطة الى تبرير القاتل .. الى شقراءالوفاء والصديقة والنكران
الى هموم الطفلة التي ادهشت المعلمة والطبيب
ها انا بسيط مثلك اهتم للمحات من ذاكرتك فقضى معها وقت يتأملها يستفيد منها
من التجارب فيها من عبرها .. من تواضع واقعها .. احببت تلك القرية
تمنيت اني صديق لشقراء ولو للمحة . اردت ان ابكي على القطة احببت ان اسمع
موء الالم حتى اشعر بالرحمة ...

هذه ومضه من ذكرياتك ..
صدقيني اخذتني معها لا اعلم هل لاني احب القصص فوجدت في الذكريات المسرده هنا قصص قصيرة .. ثقي ان الذكريات جمالها في بقائها في المخيلة واخراج ما يسعدنا منه فقط
وما يبكي نخرجه في عبرة بعيد عن الناس .. ثم نبتسم انا تذكرناها

أختي الكريمة .. ارجوا ان بلغت مقدار ...
ما بلغته من جمال التعبير في الرد
تحياتي .. سوف اكون بالقرب أن شاء الله

متاهة الأحزان 08-11-10 04:17 AM

نـمـط ســهـل

\
/

عودة تفيض جمالا وصدق

هطولٌ من أعماق الحرف

هذا يعني أنك غصت هنا واجدت السفر

وهل أنتظر من جمالك

مجرد وقوف بالقرب

سررت بحضورك

بحضور الريحان وعبق الجوري

\

على أطرف نثرك

بالجوار من حرفك

سأقيم مراسم الحفل بعودة الذكريات

ووميضها الجميل مهما حوى

من القلب سلام

لقلبك جنائن الياسمين

متاهة الأحزان 08-11-10 04:46 AM

أقف على هذا الحدث
وأتذكر إحساسا بغيضا سحق طفولتي أجهل مصدره وسبب تسلله لأعماقي وسيطرته على مجموع أفكاري
في تلك الفترة رضخت لصوتٍ باطني كثيرا ما قال لي أنني لست ابنة حقيقية لهذه العائلة
بل أنا طفلةٌ وجدت في مكانٍ ما تائهة لا تعرف إلا البكاء جوعا وخوف
ذاك الإحساس بالغ في تعذيبي وأنا بالغت بالصمت عنه رغم أنني لم أفكر ما هي العاقبة لو صرحت بما يؤرقني
نعم ...صمتي عن ذاك العذاب الذي تمكن مني جعل أيامي داكنة خانقة لا مجال للفرح والألوان فيها
مضى يعذبني حتى بلغت الثالثة عشرة تشاجرت مع أبي ففقدت السيطرة على وجعي ليتحدث بلساني رغما عن أنفي
ذاك الشجار كشف الستار عما يجرح بي وقد تعب والداي معي لانتزاع ذاك الإحساس ...
أأصدقكم القول ...؟
هم لم ينتزعوه إنما دفنوه في عمقٍ بعيد بعض الشيء عن يومياتي وأفكاري ذاك أنه لا زال يعود لي بين الحين والآخر
حتى أنني وفي بعض الأحيان تحت ضغط ظرفٍ ما أحدق بوجه أمي أو أبي منتظرة أن يصفعني أحدهما بالحقيقة التي أخافها حد الموت متسائلة أيعقل أن ذاك لم يكن مجرد إحساسٍ مليء بالخطأ ...؟
وأعود أدراجي لذكريات البستان حيث قضيت فيه ثلاثة أشهر ثم ولسببٍ أجهله عدلت أمي عن إرسالي مع الحافلة لصفٍ دون صفوف المدرسة.

لكم أن تقدروا حجم سعادتي بالنصر الذي حققته بغض النظر عن سببه الحقيقي
فأنا في ذاك الوقت لم أدرك سر بقائي بالمنزل
مع المدة بدأت صحتي بالتراجع بشكل ملحوظ رغم متابعة الأطباء ومثابرة أمي معي على تناول الدواء وبأوقاته الصحيحة
رقدت بالفراش ما بين الغفوة وفقدان الوعي لم يخبرني أحد بحقيقة مرضي لكنه مرضٌ ينتقل من شخصٍ لآخر فقد منعت أمي أخواتي من دخول الغرفة حيث أرقد
كثيرا ما نظرت لي بعين الحزن ورفعت أكف الدعاء لي والتضرع راجية من المولى عز وجل إعانتي لأعود للحياة من جديد
منذ مدة سألت أمي ما الذي أصابني آنذاك ...أخبرتني أنه مرضٌ عادي لكن ولضعف جسدي وعدم تجاوبه مع الأدوية التي لازمتني منذ الطفولة بلغت الموت وعدت للحياة بعد احتضارٍ طويل .
\
ذات فجر طلبت من أمي أن تخرج بي إلى الشارع فلبت طلبي دون سؤال
لا زلت أذكر أنني في ذاك النهار راقبت حافلة البستان تجمع أطفال الحي وتمضي بهم بحسرةٍ مفرطة ,كما بكيت بألم.
ربما أدركت في تلك اللحظة حجم خسارتي وتلك النعمة التي غرقت بها وما عرفتها إلا بعد حرماني إياها
ليت صحتي تعود لسابق عهدها فأعود للبستان ألهو ألعب أضحك أتعلم وأتناول طبق الحليب بالأرز الذي تعده لنا أم فيصل في المطبخ الخاص
لكم أن تلمسوا انكسار الطفولة وانطفاء بريقها تحت وقع الأمنيات والمرض معاً
للعلم ...
قالت أمي ...منذ ولادتي رزحت تحت وطأت المرض مررت بانتكاساتٍ صحية قضيت في ظلها أياما طويلة على الأسرة البيضاء قابعة ما بين شبح الموت وقليلاً من الأمل بالنجاة وقد استمر سوء حالتي حتى بلغت الثانية عشر ...
كما و أذكر أنني كنت ذو جلدٍ وصبر على ألمي قليلة التذمر كثيرة الصمت وقد عرف الطبيب {موفق عامر} كطبيب خاص بي دائما يعودني في منزلنا كما أذهب لعيادته وسط البلدة برفقة والدي كل مساء إلى أن أراد الله لي أن يستقر وضعي
\
تلك الفترة على صغر سني لا زلت أحفظ ما قمت به خلالها في ذاكرتي
من ذكريات صف البستان ...
تحفظ ذاكرتي بعض الملامح كما الأسماء فمعلمتي كان اسمها رحمة وهي رحمة حقيقية من المولى عز وجل .
صفوف البستان كانت فرعا من جمعية خيرية لذا فهي ليست كباقي المؤسسات التدريسية {الروضات كما تعرف اليوم}
هناك طبيبٌ مختص لا ينتهي دوامه إلا بانتهاء فترتنا الدراسية ومشغل تفصل فيه ثياب البستان الخاصة بالأطفال كما يوجد مطبخ نتناول فيه كل يوم وجبتين إفطار وغداء
مساحة المدرسة كبيرة جداً تتسع لمئات الأشخاص مليئة بكل ما يتمنى الطفل من ألعاب ممتعه ومفيدة للعقل والجسم معا يسمح لنا باللعب بالرمال الحمراء التي تملأ نصف الساحة الخارجية ...حيث عرف ذاك المكان بساحة الرمل
وهناك قاعةٌ داخلية لنوعٍ آخر من الألعاب كما نستمتع هناك بالاستماع للقصص الجميلة ـ كـ ليلى والذئب ـ
أذكر أيضا أن تلك المدرسة حوت ثلاثة صفوف وثلاثة معلمات
رحمة هي أفضلهن ...
نعيمه جيدة على أنها تتكاسل عن التدريس وتكتفي بالسماح لصغارها باللعب طوال الوقت
أما نجوى فلم تحظى بالحب منا أبدا لأنها عابسة الوجه سريعة الغضب تتخذ من الضرب لها أسلوبا للتخويف .
كما وأذكر حسن الفتى المشاغب هو دائما ما يسرق لي أشيائي ويثير غيظي وقد أغلقت عليه باب دورة المياه أثناء التنفس ونسيت أمره حتى أن أم فيصل من وجدته في حالٍ يرثى له من كثرة البكاء والصراخ
كيف لا وأنا فعلت ذلك بعد دخوله لدورة مياه في طرف الساحة نمنع من دخولها لأنها خصصت لعمال ترميم مباني الجمعية الأم .
حين أتذكر كم الأذى الذي ألحقته بذاك الفتى طول فترة انتسابي للبستان أضحك بملء قلبي كما أحاول تبرير تصرفاتي لنفسي حتى لا أبدو لها شرسة وبلا ضمير
نعم هو جهل الأطفال ...
لكم أتمنى لو تعود تلك الأيام كي أحمل مزيدا من الذكريات عن تلك المرحلة لكن بصورة تختلف.
ربما لو أعود صغيرة ...لن أكرر نفس الأخطاء لن أرفض الالتحاق بالبستان ولا تناول الحليب وإن كنت أكرهه .
الآن وبالذات الآن
أضع يدي على صدري أتحسس اضطراب قلبي , وماذا يجدي الندم بعد أن يمضي قطار العمر بلا توقف
وأتعجب من نفسي طالما أدركت أخطاء الماضي وبشاعتها ...لماذا أكرر الأخطاء إذن وأصر عليها ...
وأذكر أن الإنسان خطاء وأكثر ما يخطئ بحق نفسه دون أن يدرك هذا
\
/
عذرا ما أردت هنا الإسراف بالحديث لكنها الذكريات حين تعود أدراجها لا نستطيع قطف ثمره منها دون التطرق ولو بنظرة لبقية ثمارها
\
سأعود لكم بالحديث عن المدرسة
إلى ذاك الحين
أدام الله على قلوبكم نبض الرضا وألبسكم ثوب العافية
لكم ودٌ وتقدير

حسين الشمري 08-11-10 04:56 AM

سرد قصصي رائع لتلك الأحداث باسلوب شيق
تعرفين متاهة أو شهرزاد إلى جانب ما وجد هنا
من تجارب وذكريات وجد أيضاً روعة الأسلوب
والكتابة التي تجبرك على الإستمرار رغم الإرهاق
وخاصة وأنا بهذا الوقت إلاّ أني أستمريت بالقراءة
وأستمتعت ، وأنتي أيضاً إلى ذلك الحين وما بعده كوني بخير .

هيــام 08-11-10 03:49 PM

.
.
صديقتي الغالية
و ربكِ مازلتِ قريبة من هنا
اقرأ ذكرياتك و أسافر بها حيثُ اللاعودة صدقيني
بأختصار طاغي السحر سردكِ القصصي هُنا
لن أغيب عن كل حرف أعدكِ عزيزتي ..

متاهة الأحزان 10-11-10 11:21 PM

حـســين الـشــمـري

\
/

قلمٌ طلما نثر البسمة والعبق حيث يكون

شاكرة لك هذه العودة

وقرأتي رغم التعب

\

أتعلم ...كل ما غصنا بأعماق الماضي تأكدنا أن اإنسان مجموعة من الحكايات المترابطة المتداخلة

حياته عبارة عن قافلة من القصص منها الجميل المفيد

ومنها المؤلم المثري رغم انف الألم

ومع هذا من الصعب فصل أقاصيص العمر عن بعضها أو حتى سردها ككل

أتمن أن لا يصيبكم الملل

مني وهذا النص الساذج على ما فيه من محاولة جادة ليرتقي فيرضي ذائقتكم دون الخروج عن الحقيقة

التي تعود أدراجها للنفس والذاكرة

ودي

متاهة الأحزان 10-11-10 11:23 PM

الــهــيــامــ

\
/

لأن القلب لازال يجيد فن النبض

ولأن الأنفاس لازالت تجد الريحان

أدركت قربك من هنا

لا حرمتك غاليتي

متاهة الأحزان 10-11-10 11:32 PM

أتحدث عن نفسي
دخول المدرسة والانضباط في صفوف العلم .
لا زلت أذكر حسرتي على ما فرطت به من مرحلة البستان على أن تلك الحسرة أو تلك التجربة ...
لم تكن كفيلة لكبح جنون العناد في رأس طفلةٍ حمقاء
لم تكن كفيلة لجعل قلبها يهوى العلم ومقاعده
لم تكن كفيلة لجعلها تتنفس خارج حدود مملكة الأم العظيمة ...
\
كان دخول المدرسة بالنسبة لي طامةٌ كبرى ...فهذا مكان لم ولن أتخلص منه لسببٍ دون الموت ـ
وهل كانت قلوب الأطفال تعشق الموت يوماً...؟!
أذكر أنني قابلت فكرة المدرسة بنفس الرفض للبستان وبل بكمية إضافية من السخط والنقمة ,ذاك أن الأجواء المدرسية تختلف اختلافا كبير عما عهدته في البستان .
هنا لا ألعاب لا رمال ولا مطبخ ...هنا دراسةٌ جادة لا تعرف اللهو
مما زاد رفضي لمدرستي وكرهي لها هي
ابتسام تلك المعلمة الطيبة المبتسمة حين تنظر لها الشديدة الصارمة حين تعرض عن دروسك أو تتكاسل في أداء واجباتك
كانت ابتسام معلمة اللغة العربية للمرحلة الابتدائية حتى الصف الرابع وهي تفترض أن الطالبات قادرات على كتابة أسمائهن فطلبت منا أن نكتب أسمائنا على الصبورة .
أذكر أنني وقفت وقتا طويل دون أن أكتب ولو حرف واحد كنت أحدق بالصبورة إصبع الطبشور في يدي ثم بوجهها وبي شيئا من الحقد يتفجر وقد تجاهلتني إلى أن انتهت من بقية الطالبات
بعدها اقتربت متسائلة لماذا لم أكتب ...حين علمت بانتسابي للبستان فترة لم تتح لي المجال كي أتعلم أقبلت تعلمني بكل حب ورضا على أنها لحظت عدم رغبتي بالتجاوب فتحولت إلى الشدة والإصرار .
لقد اهتمت بي أكثر من البقية تركيزها الدائم علي وتشديدها على اهتمامي بدروسي زاد من نفوري من الكتب وقلة رغبتي بالدراسة على أن وقوعي مابين ابتسام في المدرسة من جهة وشدة أمي وقت الدراسة في المنزل من الأخرى جعلني ألتزم دروسي وإن لم أتفوق بها
بقيت على ذاك الحال حتى الصف الرابع ... وهي آخر مرحلة دراسية تشرف فيها ابتسام على تعليمنا
أذكر أنها أرسلت في طلبي لغرفة المعلمات ...
دخلت الغرفة قلقة متوترة متسائلة ..ماذا تريد معلمتي ...؟!
قابلتني ببسمتها وطيب قلبها ,أثنت على هدوئي احترامي للنظام والنظافة وكوني طالبة مثالية في أخلاقي إلا أن إعراضي عن دروسي أمرٌ لا ترضاه لي .
حدثتني يومها عن الإصرار والرغبة عن الأمل الطموح والحلم
ثم سألتني ...أي الأشياء أريد أن أكون حين أكبر
أجبت بصوتٍ متردد :أريد أن أصبح رسامة ـ فارسةٌ تعلو صهوة الجواد رحالة تنتقل من مدينة إلى قرية إلى زقاق في القاهرة عشق الطفولة.
انتظرت منها أن تضحك ساخرة كما يفعل الآخرون على أنها لم تفعل
حدقت بي ثم أتت بدفتر رسمي وبدأت تقلب صفحاته

متاهة الأحزان 10-11-10 11:35 PM

ثم ضحكت قائلة أظنك تجيدي الرسم بالكلمات أكثر من الصور
أشارت للتعليقات البسيطة التي أدونها على أطراف رسوماتي لتبدو أكثر قدرة على النطق عليك بكتب اللغة لا تتركيها تعلمي منها كيف تصوغي الكلمة طالعي قصص الأطفال أريدك بالغد كاتبة يشار لها بالبنان لأرفع رأسي عاليا وأفتخر لأنني من علمتك طفلة
وخزتني بقلمها ضاحكة أنت لن تتنكري لي عند إذن .
هنا أعود أدراجي لكلمات معلمتي فهي على ما أذكر التشجيع والتوجيه الوحيد الذي حظيت به وقلمي في مراحل العمر المبكرة
نعم هي من شاكستها وأهملت دروسها وتجاهلت نصائحها طويلا هي فقط من شجعتني وأشادت بقدرتي
هي من نبهتني لموهبةٍ مكنني منها الله وترك لي أمر صقلها وتنقيحها والسمو بها .
ذاك النهار خرجت من غرفة المعلمات أحمل في القلب فرحا لا يعرف الحدود
رغبة بالدراسة لتحقيق الحلم البريء ذاك النهار أخذت من مخزن المدرسة كتب العربية للمرحلة الابتدائية كاملة إذ أن تلك الكتب أحيلت للإتلاف بعد استعمال الطالبات لها لسنة كاملة فهي لا تصلح لدراسة جيلين متعاقبين فيها .
التزمت بتلك الكتب إلى أن عدنا للسنة الدراسية الجديدة للصف الخامس
\
تلك السنة حدثت لي انتكاسة جديدة بسبب مادة اللغة الانجليزية
هي مادة تحتاج للاهتمام والمتابعة لست أضع اللوم كاملا على معلمتي كما أنني لا أحمله وحدي
فمعلمة اللغة كانت متساهلة في المدرسة شديدة في حصصها الخصوصية
أذكر أنها اتبعت أسلوب ترجمت الدروس للعربية لم تطالبنا بحفظ الكلمات والمعاني لم تقدم لنا اختبارات حقيقية وأنا لم أتابع دروسي ظنا مني أنها مادة سهلة لا تحتاج للكثير من الاهتمام
كما أن أمي أعانها الله لم تتمكن من مساعدتي بدروسي كما يجب لكثرة الضغط الواقع عليها

مضى الفصل الأول وأ%u

هيــام 11-11-10 11:25 AM

حديثك الطفولي أثار أعجابي جداً
و بالأخص عن ما أدرجتيه عن بعض المعلمين المتكاسلين
في اتمام مهام التدريس على أكمل وجه
يُختلق الإعوجاج أحيانآ
في كل تصرفاتنا رغماً فنحن بشر غير معصومين عن الخطأ
لكن بما أن الله اولاً و البشر ثانياً منحوك أيها المعلم تلك الثقة
فـِ لتكن على قدر كافي لتحمل المسؤولية او لتتنحى جانباً !

لآزلنا نطوف داخل حلقة مغلقة تدور بنا على نفس
المنهج المتناقض .. دائماً نعلم ما لا تستوعبه
مداركنا أو نتجاهلهُ بيننا !!
لا فض فوكِ يا طفلة الألق
متابعة مازلت أستمري بشوق لجديد أحاديثكِ هنا ..

متاهة الأحزان 14-11-10 11:33 PM

نظراً لخللٍ ما كان الحديث المنصرم

ناقصا وغن لم يكن ذاك النقص الكبير

عذرا لكل عينٍ مرت على حديث لم يكتمل لقلة إنتباهي

\
/

مضى الفصل الأول وأنا أدرس بهمة ورغبة رغم ما ألاقيه من صعوبة بمادة الرياضيات فهي ثقيلة الدم على هذا القلب إلى أن بلغنا الامتحان النهائي للفصل الأول
حيث صدمت بامتحان اللغة وما يعتمد عليه مما خزنته الذاكرة من معلومات كتابية وغير كتابية .
بالحقيقة لست أذكر هل جمعت علامة تساعدني على النجاح الحقيقي بذاك الامتحان ربما على أن المادة هوت بمعدلي كاملاً لأسفل السافلين
لا زلت أذكر انتكاستي ومرارة الفشل الذي سرق مني تعب الأيام الطويلة الماضية .
عدت بالفصل التالي مليئة بالكسل والإهمال كلما حاولت التقدم أقعدني سؤالٌ يأتي من الأعماق
ما نفع التفوق بكل المواد واللغة تقف لك بالمرصاد بل وتكاد ترديك لتكوني من المتبقيات في صفوفهن ...؟!
هذا أمر أثر بي لفترة ثم عدت أجد وأجتهد في دروسي وإن كنت بمادة اللغة سيئة حد الزحف .

قبل الختام أتوقف مع نفسي قليلا ومع من أراد منكم
ترى ألم يكن المعلم صاحب رسالةٍ حامل أمانه ...لماذا نجد منه ذاك التقصير
أكل هذا طمعا ببضع قطع نقدية تأتيه إضافة لما يحصل عليه
لا زلت أذكر روضه كما أذكر نعيمة معلمة اللغة للصف الخامس الشعبة
ـ ب ـ تلك معلمة لم ترحم طالباتها يوما
الإملاء كل يوم حفظ الدروس وفهم المعاني أما روضه فمختلفة تماما
حين علمت أنها معلمتي فرحت كثيرا فهي عرفت بالتساهل والبساطه عكس نعيمة
لم أكن أدرك بأنني أتمنى هلاكي وهلاك أحلامي بتلك الفترة
أما الآن فقد أدركت حجم الخطأ الذي لم تصلحه أيامي التالية بل ربما زادته سوء وقبح
ربما أعود فأحدثكم عن مراحلي الدراسية بعد الصف السادس حيث انتقلت لمدرسة أخرى بأجواء وأحلام وأمنيات عثرات وانتصارات مختلفة
\
/
إلى ذاك الحين
كونوا بصفاء

اعتذار : أسفه لركاكة الأسلوب فقد كتبتها في محيط من الضجيج الصراخ والفوضى ذاك المحيط الذي لم أعشقه يوما

متاهة الأحزان 20-11-10 06:35 PM

الــهــيــامــ

\

تنحني الحروف شكرا لبهاء حضورك

لا حرمتك غاليتي

متاهة الأحزان 20-11-10 06:49 PM

أتحدث عن نفسي
حين أحدق بالماضي ...بتلك الطفلة التي غلبتها أحلام جاءت من فرط الخيال
أضحك من نفسي وطفولتي ـ هي أحلام لم تكن قد نضجت كما هي الطفولة تماما.
أحلام وردية جعلت مني طفلةٌ في مهب الضحك والسخرية من قبل الآخرين لم أكن أدرك وربما لا زلت أجهل ...
لماذا ضحكوا من أحلامي ...؟
لماذا نعتوها بالجنون ...؟
كطفلة يتراوح عمرها ما بين السادسة والثانية عشرة من الطبيعي أن تكون أحلامي بسيطة حد السذاجة أو الحمق كما رأى البعض وتتكور في رأسي لتكبر في صدر أمنياتي دون سبب حقيقي فهي أحلام كانت وكذلك تبقى
لا زلت أذكرها ...هي على كثرتها بسيطة ساذجة ورغم بساطتها مستحيلة
لقد حلمت ذات طفولة ــ
أن أكون فارسة تمتطي الجواد لتسابق على ظهره الريح فتكون لها الغلبة أن أمتلك مزرعة كبيرة فيها الكثير من الخيول العربية الأصيلة الشامخة
يــاااااه كم عشقت تلك المخلوقات طفلة وكم هو الحب الذي أكنه لها حتى اليوم كبيرا لا يخضع لسلطة التقلص والرحيل.
نعم يا سادة ...الفرس العربي الأصيل كان معشوقِ طفلة كما أنه لا زال ذاك المعشوق المتربع في أكبر مساحة لهذه النفس .
لن أبحث عن أسباب حبي للخيول كما حبي لوفاء الحيوانات بجميع فصائلها
هذا الحلم لم يكن عيبا أو سخف ربما ...لكنه واجه الكثير من الضحكات الساخرة والكلمات التي لا تحمل أي معنى إلا كسر النفس وعنفوان الحلم .
رغبت أيضا وبشدة أن أسافر إلى أم الدنيا ـ مصر ـ أتجول في شوارع القاهرة أطلع على معالم الإسكندرية وأزور الأهرامات
لقد عشقت مصر في طفولتي وحلمت بها كثيرا وهذا الحلم ضربٌ من جنون

كما هو حلمي بمدينة الحب تلك المدينة التي لم أرسم قلبا ينبض يوما إلا دونت اسمها فوقه إنها ــ باريس ــ
قد يضحك مني كل من مر من هنا ...وكيف لطفلة أن تنظر لباريس على أنها مدينة الحب بل أي الأشياء تعرفُ كطفلة عن تلك المدينة البعيدة القاطنة بالمخيلة والنبض معا.
كون الإنسان حفنة أحلام تمتزج لتنبض في ذاته وترشده أي الدروب يسلك سمحت لنفسي أن تطاول في حلمها
فقد أردت أن أكون رسامة أن يأتي يوما أفتتح به صالة كبيرة أعلق على جدرانها رسوماتي وأعرضها لمتذوقِ الجمال في هذا الفن الرفيع الراقي
\
هنا أتوقف قليلا لأشيح بوجهي صوب ذاك الحلم وتلك الأمنية ...
في طفولتي وقبل صحبة الحروف مارست الرسم لأعبر فيه عن أقاصيص تعتمل في رأسي كطفلة
رسمت موسم القطاف وحاولت تجسيد الحب في قلوب القرويين حول أشجار الزيتون
كما رسمت الطرقات والأزقة الحافلات والمارة كما رأتهم عين الطفولة في شوارع المدينة الصاخبة
رسمت حبات المطر تداعب حين وتأتي كالطوفان أحيان وتلك البيوت الحجرية التي قامت تعلو أنقاض بيوت الطين كما أفسحت للقرية ببساطتها وجمالها وهدوئها في صفحات دفاتري مساحاتٌ بحجم النبض
رسمت الطائرات والصواريخ والبيوت التي تسقط على رؤوس قاطنيها قوافل الحق تمضي للحرية وأعلام فلسطين
كما رسمت أعراس الشهداء حين تزفهم الجموع إلى الأرض أفراح النجاح وتراقص الزهور على ضفاف الأنهار .
بعد فترة بدأت أذيل الرسومات بالكلمات لتكون أكثر نطقا وإفصاح عما يدور في خلدي واستمر الحال إلى أن نبهتني تلك الفاتنة لقدرتي على صياغة القصة
\
من أحلام طفولتي الكثيرة قيادة السيارة ...وأضحك من نفسي وهل ذاك حلم طفلة أيتها الحمقاء ...من أين تسرب إلى ذاتي
بل أي مستحيلٍ كنت أعدو خلفه بلا تردد

\
/

إلى حين عــودة

كونوا بخير

كاريزما 20-11-10 07:49 PM

يا شهرزاد ... الرائعة ... متابع بصمت ..
جمال ذاك النبض ..
أنتِ .. لا حدود لك ..
لذالك لن اقف.. عند حد ..
يمنعني تذوق ذاك الجمال

توته 23-11-10 08:43 AM

وتحدثي فإني لك من المنصتين ..

وتحدثي .. ونحن معك نرتشف روائعك ..

أتيت فقط أصافحك بنداءات الصباح التي أشرقت بشمس مختلفة مع ماضي طفلة تخطتها السنين جسدا وما استطاعت أن تنتقص منها روحا ..

يا براءة ما رأيت مثلها أبدا .. لأول مرة أجدني أستمع لحديث عن النفس ..
لأجعل مني أنت .. أنسيتني نفسي لأكون تلك الفلسطينية التي .. لا أخفي أن حلمت كثيرا بما حلمت ومازال متيقظ فيني ..

فارسة تسابق الريح ... ورسامة تعلق لوحاتها على شوارع بااريس.. وطفلة أحبت اللغة لأن "ثــــمرى" أثمرت حبا لها .. حب للغة العربية .. وأسمت أسماء لتكتمل حلة العربية على الرغم لكرهي القواعد النحوية ..

حاولت يوما أن أتحدث كأنت عن نفسي وصغري لكن صدقيني سيكون مجرد ثوب صغر علي وأن بقيت الرائحة الزكية عالقة بذهني ..

شهرزاد أتمي لأتم جدوى الحديث عن رائعتك ..

متاهة الأحزان 27-11-10 02:18 AM

نــمــط ســهـل

\
/

لعودتك أزرع بساتين الفل والريحان

شكرا لعبق مدادك

لروعة حضورك

لقلبك الياسمين

متاهة الأحزان 27-11-10 02:21 AM

تـــوتـــه

\
/

وكم لهذا الحرف من عبق

كم تهوى نفسي هذا القلم

لكونك بالقرب ...ممتنة وأكثر

لك أن تدركي حجم سعادة الطفولة بمرورك على تفاصيلها

\

هو الحديث عن النفس وما أصعبه

على أنني إتخذت من الصدق ملاذا بالحديث عن الذكريات لا أكثر

كوني بالجوار

لتزهر حدائق الذاكره

لقلبك جنائن الياسمين


الساعة الآن 08:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009