![]() |
كُلما طرقتُ باب ذاكرتي شدني إليك حنين مؤلم.. وانا إمرأه! استقبل الحنين ببكاء تُرى! لماذا جاءت بك الأقدار الى عالمي مادمت لن تمنحني فرصة الحياة معك؟ |
مائدة الفكر عامرة بالمشاعر المزدحمة سببت لي سوء هضم وحتى لا تصل الأمور لسوء فهم أجدني بحاجة للهذيان |
حين زارني طيفك لأول مرة كتبت على ورقة صغيرة بيضاء (أين أنت يا أميري) ووضعتها بمحفظتي وذات يوم وأنا أقف بإحدى المحال التجارية أخرجت محفظتي وما إن فتحتها حتى طارت الورقة دون إن يكون هناك تيار هواء |
تبعتها حتى رايتها تلتصق بقميصه وهو منشغل بتفقد الإغراض التي إمامه وكأن الورقة فهمت السؤال الذي تحمله في بطنها وها هي تجيب عنه وتدلني علي أميري وكأنها تقول لي ( ها هو الذي تبحثين عنه ) |
وحين اقتربت منه وأردت إن استأذنه كي استرجع ورقتي التفت نحوى بحركة هي اقرب لدورة الكرة الأرضية اقرب لدوخة العشاق حين وقوع الحب وقت المعجزة |
اقرب لوقوف عازفي الفرقة لتحية الجمهور قبل انطلاق الموسيقى اقرب للتصفيق الحاد عند فتح الستارة اقرب لسماع نتيجة الامتحان والنجاح في المركز الأول اقرب للقاء العزيز العائد من سفر الطويل اقرب لعودة المنفي إلي وطنه |
التفت وكأن ربيعا جديدا حل بالمكان كأن الزمان تحول إلي قنينة عسل يتقاطر من كلماته وكأن الكون تجمع بأحداقه كأن عصورا تتوالى وقوافل تمر وحضارات تنهض من السحيق |
كأن الحزن أطلق رصاصة الرحيل في رأسه وانتحر عند أول لقاء بين عيوننا لم أشأ إن أتكلم تسمرت الحروف على شفتي لم أشأ إن اسلم ونسيت ما الذي ينبغي إن أقول أو إن افعل في موقف كهذا |
رجعت طفلة حابيه لا تفقه شيء ولا تجيد سوى إطلاق أصوات مبهمة وبكاء مستمر عند الجوع إنا طفلة جائعة ولا تفقه شيء يا سيدي لا استطيع إن أقول هذه الجملة |
شعرت بان هذه الجملة تحتاج مني أربعين عاما علي كراسي الدراسة كي انطق بها واحتاج إلي موقف أهون من هذا كي تتضح حروفها واحتاج إلي جرأة غير اعتيادية كي يتحرك لساني بها واحتاج إلي دولة أو قارة من المشجعين كي اشعر بثبات قلبي وقدمي ويدي وانأ أتلفظ بها |
الساعة الآن 09:06 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009