قطرات أدبية

قطرات أدبية (https://qtrat.com/vb/index.php)
-   قــطــرات الـقـصـة والروايــة (https://qtrat.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   رحــيــل مـلاكــ~~~ نـشـر أول (https://qtrat.com/vb/showthread.php?t=901)

متاهة الأحزان 18-06-10 02:01 PM

ج12

جلسا إلى طاولةٍ صغيرة في الكوفي وطلبا عصير الفاكهة الطازج خيم الصمت لمدة لكنها لم تطول أخذت رشفة من كأس العصير :مذاقه طيب .
أحمد :صديقي بارعٌ بإعداده .
أسيل :صديقك يعمل هنا؟
أحمد :كان طفلا معنا بالميتم لكنه غادرنا منذ أربع سنوات لقد فتح الله له أبواب الرزق تزوج وأصبح رباً لعائلة .
أسيل :وهل تزوره ؟
أحمد : وكثيراً ما أستذكر معه أيام الطفولة مع أني كنت شديد الكرة له في طفولتنا لم أتغير تجاهه إلا بعد سن المراهقة .
أسيل :ولماذا تكرهه ؟؟!
أحمد :لأنه تعامل بعداءٍ شديد مع ملاك منذ حضورها وإلى أن رحلت ربما الغيرة من أشيائها البسيطة من دفعته لمشاكستها دائما حتى أنه مزق لها دميتها الحبيبة .
أسيل :ألازلت تحتفظ بأشياء ملاك بين حاجياتك ؟
هز رأسه بأسف :فقدت كل أشيائها وبعضاً من ألعاب طفولتي ـ بعد رحيلها باغتتني مشرفة الميتم بسرقة الصندوق الصغير قالت أنها دفنته في مكانٍ بعيد .
ردت أسيل بغضب وتوتر :ولماذا فعلت ذلك ؟
أحمد :حرصاً علي أرادتني أن أنسى ملاك قبل أن أصاب بالجنون لرحيلها باعتقادها غياب الصندوق عن عيني أول خطوه على طريق النسيان
ساد الصمت ثانيةً بضع دقائق حدقت ببقايا العصير في كأسها .
أسيل :أتعلم يا أحمد كثيرا ما ذهبت برفقة والدي لجسرٍ معلق فوق نهر التايمز كما أني سافرت في عرض المحيط على متن الباخرة أكثر من مرة ,ذاكرتي دائما وأبداً حملت صوت الموج المتكسر على وجه البحر وصورة المتكررة قادما من البعيد .
أكد لي أبي أني شاهدت هذه الأشياء في أسفارنا الكثيرة ربما اقتنعت لكن اليقين يسكنني بأن صوت الموج الذي يثور في ذاكرتي مختلفا عما يشير له أبي ,صورة الباخرة الميتة في عرض البحر والأمواج تنهش جسدها تتأرجح ما بين الوضوح والغموض .
أكد لي الطبيب أنه كوني طفلة حتما لن أدرك حركة الباخرة في عرض البحر لذا حفظتها ذاكرتي كصورة لميتٍ لا يتحرك .
على تلك الصخرة وجدت ضالتي فهي الأقرب للصور المتقلبة في ذاكرتي حيث تغط في ظلامٍ مميت ,صوت الموج هنا يختلف فهو اخترق عظام الصدر ليحاكي قلبي ويخرجه عن صمتٍ طويل .
أنا على يقين سافرت على متن الباخرة أكثر من مرة ربما الوهم من جعلني أمزج صورة الباخرة بتلك الصخرة لكن وما أستغربه أني وقلبي نصغي للبحر بشوقٍ ولهفه وكأنا اعتدنا الحديث معه{رفعت رأسها تنظر في عينيه }رائحة عطرك كجدران ذاك البيت أشياء مألوفة ومع هذا لا أعرفها ربما ليست مألوفة لكني أحببتها بصدق وعمق .
هز رأسه مبتسماً :هو الوهم إذن !؟
أسيل :لأي شيءٍ تريد الوصول ؟
أحمد :للحقيقة يا أسيل ما ذكرته من مشاعر وصور لم ولن تأتي عبثاً أو حتى من فراغ ,الوهم ربما طريقا سلكه والدك ليخفي حقيقة ما .
ابتسمت :هذا ما ألح عليه به ,منذ فترة التزمت جانب الصمت فهو مريض ولا أريد أن أكون السبب في انهياره .
غادرا الكوفي إلى الشاطئ من جديد حيث غرق أحمد ببحر الماضي تنبه على سؤالها .
أسيل :أحمد من أنت من تكون حدثني عنك قليلاً .
أطرق مفكراً حدق بالأمواج القادمة :صدقاً لم أخفي عنك حقيقتي خداعا أو مكر أردت أن أخبرك إياها منذ البداية لكنك رفضت الاستماع لي أما الآن فأنا أخشى أن أفقدك .
اقتربت أكثر :تحدث عن نفسك ...من أنت كيف وصلت لمنزل الأيتام ؟؟
أحمد :أنا مجرد لقيط لا أم لا أب ولا عائلة ,أنا ثمرة لجناية رزحت بثقلها على كاهلي {تسمرت عيناه على وجه البحر يكتم دمعةً حارة رغم البسمة العذبة أحس باقترابها أكثر هي لم ترحل ,ترى هل لجمتها الحقيقة ؟}
نظر لها بذات البسمة :ألن ترحلي كالآخرين ؟؟!
ذهل بعينيها المسمرتان على وجهه اقتربت وقبضت على يده بحبٍ وحنان لا ينضب :لم تكن جنايتك ,حسناً لستُ ملاكاً هابطا من السماء ولست معصومة عن أي تصرفٍ أحمق تجاهك ولكن ثق أنني أحبك بكل تفاصيلك مهما بلغت قسوتها .
أمسك يدها وأطلق دمعه السجين :أتعلمين ,لقيط كلمة طالما جلدت بسوطها طالما عذبت بها ولأجلها حتى أصدقائي في الميتم في بعض المواقف أحس بتهميشهم لي ...لماذا ؟ فقط لأني لقيط .
عشقت لبنى لسنواتٍ طويلة كتمت الحب ولوعته فهي يتيمة لها عائلة وإن رحلت عن الوجود ,أما أنا حضرت للوجود دون عائلة جئت من الفراغ من اللاشيء .
طلبها شبانٌ كثر لهم من الأصل والفصل والحسب والمال ما لهم لكنها رفضت لأجلي أنا ,جلُّ ما أخشاه أن تفيق بعد الزواج من سكرت الحب لتندم على هذا الارتباط لتعيد هي كرة عذابي بكوني مجرد لقيط .
أطلقت ضحكةً عذبة : إن فعلت فهي لم تكن تحبك يوماً لا تكن متشائما يا عزيزي ولتنتظر الغد بشيء من الأمل الذي لا يخبو بريقه .
هكذا قضيا النهار إلى منتصف الليل كلٌ يحدث الأخر من القلب عن مواجعه ألامه وأماله إلى أن رن هاتف أسيل .
أهلاً أبي ...كيف أنت ؟؟
رد عليها :قلقُ عليك وحثها على العودة للمنزل فقد تأخر الوقت .
ضحكت بعفويتها الجميلة :أنا على الشاطئ بعد ساعة ونصف سأكون في المنزل بإذن الله .
هكذا عاد كلٌ إلى مكانه وقد طال غياب أسيل عن أصدقائها لأن سالم سقط أخيرا فريسة للمرض حيث رقد بفراشة طويلاً

\
\

يتبع

متاهة الأحزان 19-06-10 03:21 PM

رونــق

\
/

لك لروحك

لقلبك

باقات من الزهر

وأريج حبٍ لا ينضب

{ اللقيط أحمد وأسيل }

سيرحلان بنا إلى حيث قادتني خطى حرف قاصر لولا وجودكم الى جانبه

محبتي

متاهة الأحزان 19-06-10 03:24 PM

ج13

بتلك الفترة كاد أن يفشي لها سراً ما ...لكنه دائماً في اللحظة الأخيرة يتذكر عهده لزوجته الراحلة فيصمت .
حين طال غياب أسيل قرر الأصدقاء زيارتها حيث تقيم .
اليوم هو الخميس وقد عاد أحمد من عمله باكراً على غير عادته استقبلته سميه بلهفتها وخوفها المعهود عليه.
سميه :خيراً يا ولدي أراك وقد عدت باكراً هل ألم بك مكروه ؟؟!
ضحك بملء قلبه وهي تجس حرارته بيديها وتتفقده كطفلٍ صغير
أحمد :أنا بخير يا خالة مدير المصنع أعطانا بقية هذا النهار كإجازة من العمل وقد منحنا امتيازاً مادي صرفه لنا قبل مغادرة أبواب المعمل .
ردت عليه بغضب :وتسخر مني ...؟؟؟ لماذا يفعل ذلك ؟؟
ازداد ضحكه :أقسم على ذلك يا خالة لقد رزق بمولودٍ ذكر بعد سبع سنوات من العلاج والحرمان من الأطفال ومن فرط سعادته أكرمنا بالمال والإعفاء من أربع ساعات من العمل الشاق .
بالمناسبة أين هي لبنى ؟؟؟
سميه :في حجرة الصغار تعلمهم بعض الدروس .
توجه حيث لبنى تلهو وتلعب :يالك من معلمة فاشلة تلعبي أثناء الحصص
ضحك الأطفال عليها فرمته بالوسائد غضباً دخل معها في عراكٍ جميل وقد انقسم الأطفال لفريقين متخاصمين كلٌ يجمع الأسلحة {الوسائد}لرئيس فريقه .
هكذا مضى الوقت سريعاً قبيل الغروب خرج أحمد برفقة لبنى وأربعةٌ من الرفاق بقصد زيارة أسيل والاطمئنان على والدها.
عرجوا على أحد المتاجر وقد اشتركوا بهدية قيمة تقدم لأسيل ووالدها على أن أحمد لم يكتفي بمشاركتهم بل اشترى دمية قطن بحجم الطفل الصغير كهدية خاصة بأسيل
ضحك الرفاق من هديته فهذه فتاةٌ ثرية بالتأكيد تعشق القطع الصغيرة القيمة كالذهب والأحجار الكريمة .
لبنى وهي تضحك :أتخيلها طفلةٌ صغيرة تلهو بهذه الدمية.
أحلام :ربما ضربتك بها أو ربما شاجرتك عليها...
وهكذا استمع لتعليقاتهم بصمت إلى أن اكتفوا .
أحمد : هل اكتفيتم أم أنه لازال في جعبتكم الكثير من السخرية والتجريح؟ لتعلموا ,حدسي يخبرني أنها تعشق الدمى رغم أننا لم نلحظ عليها ذلك ثم إن هذه الدمية محض هدية من رجلٍ يملك القليل القليل من المال ويحمل في قلبه الكثير من الحب .
صعقت لبنى وقد آلمها تجاهل أحمد لها وعدم اكتراثه بمشاعرها بعد اعترافه بحبه لأسيل أمام الجميع .
بعد مدة سمحت لدمعةٍ مقهورة أن تسافر على وجنتيها بصمت .
في المنزل الكبير استقبل الأصدقاء استقبال الملوك من قبل الخدم كذلك سالم استقبلهم ببهجة وسرور عظيم أما أسيل فقد كانت زيارتهم لها كمطرٍ من السماء يغسل مساحات القلب من جحيم الأشواق .
قدم لها أحمد الدمية متردداً ـ تراه أحسن الاختيار أم أن تهكمات الرفاق كانت صائبة ؟ ـ
أمسكتها بلطف وحدقت بتفاصيلها الرائعة أطياف بسمةٍ بدت على شفتيها وأشباح دمعه تلوح في المقلتين ,ساد الصمت لحظاتٍ طويلة رغم قصرها .
سالم :أتعلم يا ولدي ...هذه أروع هديةٍ تتلقاها أسيل منذ سنين فهي تعشق الدمى كما تعشق السماء والمطر .
ابتهج أحمد لأن إحساسه صدق باختيار ما تحبه هذه الجميلة الرقيقة ,بينما ذهل البقية ...كيف له أن يخمن أي الأشياء تعشق ؟؟!
انتهت الزيارة ورحل الأصدقاء لتستعيض أسيل عنهم بالدمية الجديدة .
ضمها سالم بحنان الأب وحبه :أما آن لك أن تتنازلي عن تلك الدمية المشوهة يا ابنتي ؟!
انتفضت بفزع :إلا تلك الدمية يا والدي أقسم هي شطرٌ من قلبي إن فقدتها فقدت الحياة كاملة .
سالم :لا سمح الله يا حبيبتي ـ أتعلمين ...أصدقائك فيهم الكثير من النبل وجمال الروح .
ابتسمت :هذا يعني أن زيارتهم لم تزعجك ؟
سالم :كيف تفعل وقد أحببتهم ,خصوصا ذاك الرجل {حدقت به متسائلة أيهم يقصد ؟} .
ابتسم بحنان :أحمد إنه شخصٌ رائع ...رائع يا أسيل .
أسيل : وهل تعرفه يا والدي ؟
سالم :ليس كثيراً يا ابنتي ...
أسيل :حدثني كيف عرفته ومتى ؟؟!
أطرق مفكراً أي كلمة تقال الآن قد تفتح عليه أبواب الجحيم ,إذن هو لن يتحدث البتة .
سالم :فيما بعد يا أسيل فأنا لازلت أحس بالتعب وأحتاج لقسطٍ من الراحة
لا تطيلي السهر تصبحي على خير وأحلاماً سعيدة .
غادرها حائرة لكنها سرعان ما نسيت الحيرة والقلق عندما ضمت الدمية الجديدة بين ذراعيها .
مضى أسبوعا آخر ليأتي أسيل اتصالا من لبنى وقت الغداء .
سالم :من يتصل بك الآن يا ابنتي ؟
أسيل وهي تبتلع طعامها على عجل : هذه لبنى سأرد عليها.
سالم :تجاهليها إلى أن تنتهي من غدائك .
أسيل : لن أطيل الحديث معها .
تركت السفرة مبتعدة مع الهاتف بعد دقائق عادت لتكمل وجبتها والسرور بادٍ على محياها .
سالم :بثيني شيئا من سعادتك
أسيل :تقول لبنى أنها وأحمد حصلا على إجازة لمدة أسبوعين وسيتزوجان خلال الإجازة .
كتم سالم قلقة وألمه :وهل أنت سعيدة بهذا الخبر ؟؟!
هزت رأسها باسمة :كثيرا ربما بحجم سعادتهما معا .
سالم :أليس هو الرجل الذي ملك قلبك يا ابنتي ؟؟!{صعقت حد تجمد أطرافها لم تعد قادرة على مضغ طعامها }أسيل صمتي لا يعني جهلي لحقيقة مشاعرك ,أنت عشقتِ رجلاً مرتبط ,أعرف مدى حبك له كيف تسعدي لزواجه بأخرى ؟!
ابتلعت طعامها وشربت رشفة ماء :كيف أفسر لكم ؟أحبه حبا مجنون,لكني لا أعشقه يا أبي أقسم لا اعشقه عشق المرأة للرجل
أحبه أحبه بملء قلبي صدري روحي وكياني لكن لم ولن أعشقه يوماً,هو يدرك هذا أما أنت لبنى والآخرين جميعكم لا يدرك حجم حبي وصورته الحقيقية .
سالم : ما هي هديتك لصديقيك يوم زفافهما ؟؟

\
\
يتبع

متاهة الأحزان 20-06-10 06:03 PM

ج14

أسيل :رفضا أي هدية قيمة لكني سأقدم لهما عقدا للعمل بأحد شركاتك التجارية إن لم تمانع ,فهما بارعين بهذا المجال .
رد عليها ضاحكاً :هذه هديتي أنا فلتفكري بهديةٍ مختلفة.
{نظرت له باسمة يغمر الرضا قلبها ,فهذا الرجل طيب كثير العطاء دون مقابل وهي فخورةٌ به وسعيدة لكونها ابنته }
أسيل :صحيح لقد نظم الميتم رحلة إلى الشاطئ تجمع الصغار والكبار وقد دُعيّتُ لها ...هل ترافقني ؟
سالم :وفقك الله وجعلها من أجمل وأروع الرحلات ,لا تنسي يا حبيبتي غمر الصغار بالهدايا والحلوى اجعلي رحلتهم مختلفة تضرب بالذاكرةِ عميقاً وتزيل طعم الحرمان المر من قلوبهم .
أسيل :آآآآآآآآآآه من الذاكرة وما تحمل يا أبي أه ما أكثر الأشياء التي تحفر بها عميقا دون معالم أو ملامح .
حدق بوجهها صامتا فهو قلب عليها وعلى نفسه المواجع دون قصد ليختصر أي حديثٍ قد ينتهي بالخلاف ترك طعامه مدعيا انتهائه من وجبته وكثرة مشاغله .
في اليوم التالي كانت أسيل على موعدٍ مع إحساسٍ جديد ,لقد لعبت مع الأطفال وكأنها منهم ,لهت طويلاً غمرت الجميع بحبها عطفها وضحكاتها البريئة .
قبيل الغروب اجتمعت مع الأصدقاء المقربين في ذات المكان فوق الصخرة الميتة في عرض البحر المكان خطر والأمواج قويه ومرتفعه رائحة الشتاء تعصف هنا بقوة .
تكتل الأصدقاء كما الأطفال حول سميه التي أخذت تقص عليهم حكاية فتاة البحر إلا أسيل سارت بلهفة حتى بلغت نهاية الصخرة
بسرعة واندفاع ضربت موجه عاليه المكان حيث تقف .
دون وعيٍ منها هربت صارخة اجتازت سميه لبنى هشام ورائد وغيرهم الكثير لم تراهم جميعا فالخوف أعمى بصيرتها تجاوزتهم جميعاً إلى صدر أحمد حيث تعلقت بعنقه كطفلة وانكبت على صدره ترتجف باكية .
لم يملك بتلك اللحظة إلا أن يطوقها بذراعيه محاولا بث الطمأنينة في قلبها المخلوع رعباً.
مسح على رأسها وعاد بذاكرته للماضي :كملاكي تماما ,لم تلجأ يوما لصدرٍ آخر في خوفها فرحها وحزنها ياااااااه ما أقرب عفويتك إلى عفوية صغيرتي الراحلة .
أما أسيل فما أن وضعت رأسها على صدر أحمد حتى بدأت تهدأ هذا القلب نبضه قريبا منها
يا الله وكأنها غفت على هذا الصدر مرارا وتكرارا بعد فترة رفعت رأسها باكية :أهكذا ينبض قلبك ؟ ليتني ذقت مرارة اليتم والحرمان كمثلك .
ربتت سميه على كتفيها :أعوذ بالله ما هذه الأمنية يا ابنتي ؟!
نظرت لها :لو أني فقدت والدي صغيرة لعشت معكم ولكبرت على هذا الصدر لترعرعت على نبض هذا القلب يا خالة .
كلماتها كانت مطرا من جليد يجمد أوصال الحاضرين إلا لبنى وكأنها أمطرت على قلبها النار والجحيم .
هي لا تعرف كيف تتماسك أمام ما تراه ؟حين تشعر أنها بلا مكان ولا وجود بحضور هذه الأسيل ,هل تتمنى أن تتشقق الأرض لتبتلع أسيل أم لتبتلعها هي لا بل لتبتلعهما الاثنان معا وليذهبا إلى الجحيم أيضاً.
ما هذا كفي يا حمقاء إنه حبيبك وزوجك قريبا وأنت ملكة قلبه وسيدة بيته {ضحكت ساخرة }يبدو أن أسيل عازمة على هدم البيت قبل بنائه .
أفاقت على يد صديقتها تأخذ يدها بحنان وتقبلها بذلٍ وانكسار .
نظرت من حولها مذهولة :أين ذهبوا يا أسيل ؟متى رحلوا ؟
وبدأت تجفف دموعها بباطن يدها .
أسيل :قبل أن تفيقي من سكرة الوجع ومن هذيان أفكارك المرة السقيمة .
لبنى :لم أفهم ...ماذا تقصدين ؟؟!
أسيل :أقسم ما طلبت على صدره إلا الأمان فقط .
ضحكت لبنى من نفسها وسخافة أفكارها ضمت صديقتها بحنان :
بت أدرك هذا أتمنى لو أستطيع مد يد العون لك .
بكت كلٌ منهما على كتف الأخرى بحرقة ,كلٌ تبكي ألامها البعيدة كل البعد عن روح الصداقة تلك الروح التي أبت الرحيل لأجل حبٍ مجهول الوجه والطريق .
بكتا إلى أن جلت الدموع من صدريهما شيئا من الهم والكدر ثم عادتا للمجموعة ضاحكتين كما الأطفال ,أخيرا انتهى هذا النهار حيث استعد الجميع للعودة .
أسيل :صحيح لم تخبراني متى يكون الحفل ,وأي هدية تريدان مني ؟؟
أحمد :الحفل بعد أسبوع من الآن أما الهدية فيكفينا منك ووالدك شرف الحضور لحفلنا الصغير .
لبنى :نعم يكفينا شرف الحضور بمفتاح فيلا في قلب العاصمة .
ضربها أحمد على رأسها :ألا تريدين طائرة خاصة لنسافر بها سوية بعيدا عن هنا ؟.
ضحك الجميع بملء قلوبٍ عطشى لغيث السعادة ,مضى الأسبوع وأسيل لا تفارق العروسين فهي مشغولة تعد للحفل وتساعد على أكمال ما نقص وتقترح أشياء بسيطة ظريفة تعطي حفل الزفاف مذاقاً آخر وتجعل ذكراه خالدة في القلوب .
بدت وكأنها أم العريس وليست محبة هائمة في بحر هواه موقفها هذا أكد للبنى أنها لا تنوي انتزاع قلب أحمد والاحتفاظ به وصاحبه لها وحدها.
...ترى أي حبٍ هذا الذي تحمليه يا أسيل بين الضلوع وإلى أي حدٍ تستطيعي التفاني في سبيل من تحبين ؟!
أتتركيه لي طويلاً أم ستنشب نار الغيرة في روحك بعد زواجنا ؟...
بشيء من القلق نظرت لبنى للغد القريب البعيد .
تم حفل الزفاف ولله الحمد وها قد غادر العروسين الميتم إلى بيتهم الصغير حيث يكونا أسرةً رائعة ,رحيل أحمد عن المكان لم يثني أسيل عن زيارته
إذن هي لم تكن هناك لأجل حبيبها يوما وإنما لأجل المكان ذاته.
ذات نهار على حين غرة دخلت أسيل حجرة سميه الغارقة بين صور الأحبة ...جلست على السرير وبدأت تقلب الصور وتطرح الأسئلة .
من هذا يا خالة ؟
\
\

يــتــبــع

متاهة الأحزان 21-06-10 12:14 PM

ج15

سميه :ولدي الكبير رحمه الله
نظرت لها بأسف :جمعكما الله في الجنة .
سميه :اللهم آمين .
أسيل :وهؤلاء الصبية ؟!
سميه :هم في الجنة الآن ...وبكت بألم
أسيل :أعتذر قلبت المواجع دون قصد .
سميه :لا عليك احتاج للحديث عن الماضي أترين هذه إنها صورة ولدي الأصغر زوجته وابنتيه أما هذه فصورة أولاد سامي وزوجته رحلوا جميعا يا أسيل تركوني ورحلوا يا ابنتي {بأسف وألم أخذت تواسي الخالة } لم يتبقى لي أحد إلا وداد ابنتي الوحيدة وهي الآن في أمريكا تعاني من مرضٍ عضال وتشرف على الموت لم ترزق بالأطفال وقد تموت في أي لحظة حرمتها منذ أن تزوجت .
أسيل :هذا كثيرٌ على قلب الأم ألبسك الله ثوب الصبر والرضا يا خالة ـ هل هذه صورة وداد؟؟
هزت رأسها باكية :هذه صورة من أخذ بذنبها أولادي
صدمت أسيل :لم أفهم من تكون ؟؟؟
سميه :هذه دلال يا ابنتي حكايتي معها طويلة سأخبرك بها لاحقاً أترين هذا الصندوق لها فيه الكثير من الصور لولديها وزوجها رحمهم الله .
أسيل :ماتت وأسرتها ؟!
سميه :بل هي زوجها وابنتها
{همت بفتح الصندوق وإخراج الصور على أن رنين الهاتف شغلها عن ذلك لزمت أسيل مكانها تتأمل صور أولاد وأحفاد سميه الذين قضوا بحادثٍ مروع على الطريق السريع .
لقد دونت سميه على ظهر كل صورة تاريخ التقاطها وقد كتبت على إحداهن تاريخ رحيل الأحبة نعم فقدتهم تمام الثانية عشرة ظهرا في الرابع عشر من تموز قبل ثماني سنوات
يا الله ثماني سنوات وهي تعيش كل يومٍ وليلة مع مجرد صور وإحساسٍ قاتل بالذنب الكبير ...ترى أي ذنبٍ ذاك الذي دفعت ثمنه باهظاً ؟؟
أفاقت من غيبوبة الأفكار على صراخ الصغار :ماما سميه ماتت ماما سميه ماتت.

أسرعت لتجدها ملقاةٌ على الأرض تكاد تلفظ أنفاسها نقلتها للمشفى وقد أفاد الطبيب أنها تعرضت لجلطة على الدماغ وحالتها حرجة جداً
قد لا تموت ولكنها ستكون شبه حية مضت فترة طويلة وسميه قابعة في المشفى تتلقى العلاج بتلك الفترة تطوعت أسيل لإدارة الميتم إلى أن يتم تعين طاقم إشرافي كامل له.
سعادتها باستقطاب اهتمام المؤسسات الحكومية والخاصة للميتم وبل للزقاق كاملا خفف عن قلبها ألمه لسقوط سميه .
بعد مدة قُدّر للخالة أن تعود للميتم لكنها مشلولة القدمين ضعيفة البصر ثقيلة اللسان بلا ذاكرة .
هي أعطت المكان الكثير من الجهد والوقت وبذلت في سبيله الكثير وقد آن للميتم بقاطنيه أن يرد للخالة ولو جزء يسير من أتعابها عليه.
آخر عملٍ قررت أسيل القيام به كإدارية متطوعه اجتثاثُ شجرتين كبيرتين بطرف الساحة وزراعة المكان بأشجار الفاكهة المثمرة عوضاً عنهما.
وقد بدأت بتنفيذ الفكرة فور استحضارها ...وسط الضجيج والفوضى قرع الباب ودخل العروسين فقد حضرا لزيارة بيتهم الكبير والاطمئنان على الخالة العطوفة .
جلس أحمد بجوار سميه ونسي معها العالم بأسرة أما لبنى فقد انزوت مع أسيل تبكِ بشيء من المرارة.
أسيل :هل من مشكلة ...ألست سعيدة بزواجك يا صديقتي ؟؟!
لبنى :سعيدة رغم أن المرارة والحسرة تعتصر قلبي
أسيل :هل من مشاكل بينكما؟!!
لبنى :كلا أبداً ,احمد رجلٌ عطوف واسع القلب نير العقل بإمكانه إدارة حياتنا بسعادة في ظل أي ظرف.
أسيل :إن كان هذا رأيك به فما الذي ينغص على عروسنا فرحتها ؟!
لبنى :أنتِ يا أسيل {صعقت الأخرى حد الصمت بينما زادت لبنى ببكائها المقهور }قديما أحسست بفشلي لأني لم أنتزع ملاك من قلبه وذكرياته حتى أني لم أستطيع مواساته بفقدها لكني الآن أحس بمرارة الفشل ذاته وحرقت الفقد كلما أتى ذكرك على لسانه
لقد استوطنت قلبه وعقله لم تدعي لملاك إلا بقايا صدره الذي أغلق دوني فأنا أصغر من أن أطرد ملاك وضريحها الصغير من صدره أو حتى مشاركتها إياه .
ربتت أسيل على ظهرها بحنان :لا تعطي الأمر أكثر مما يستحق ...فهذا محض وهم صدقيني {وضحكت }يبدوا أن الوهم شرير يخطف منا السعادة ليجعلها باهتة الألوان واهية الحضور دائماً .
لبنى :إنه يحبك حباً يفوق مقدرتي على الحديث عنه
أسيل :وهل يجافيك بسبب هذا الحب ؟!
هزت رأسها نافيه :كلا أبدا لن أفتري عليه هو يغمرني ...
قطع عليهما الحديث صراخ طفل قادم نحوهما يحمل بين يديه صندوقا صغير :عثرت على كنز ...عثرت على كنز .
أخذت أسيل الصندوق المتآكل بفعل الرطوبة وطول الرقاد تحت التراب وبدأت تتأمل به وتقلبه كأنها تعرفه ربما ملكت صندوقا مشابها في لندن ..

حدقت لبنى بالصندوق مذهولة :يا الله هل يعقل هذا إنه صندوق ملاك وأحمد ,هل كان راقدا بالجوار كل السنوات الماضية بينما نحن نبحث عنه بعيداً!!؟{تجاهلت أسيل ما سمعته وبدأت تحاول فتح الصندوق } لا تفعلي قد يكسر قفله بين يديك فملاك لم تعطي سر مفتاحه لأي شخص إلا أحمد والصندوق بالي أي حركه ستتلف قفـ...{صمتت مذهولة فقد فُتح بيسرٍ وسهوله حدقت بأسيل } كيف فعلتِ ذلك ؟؟!
على أن الأخرى تستمر بتجاهلها لكلمات لبنى وتقلب ما في داخله استخرجت دمية صغيرة شبه باليه .
رفعتها متأمله :يااااه كم تشبه دميتي التعيسة {تقلبها فتلحظ التصاق بقايا يد للعبة أخرى عليها ,تدمع بمرارة } هل يعقل أن تكون الشطر الممزق من دميتي القديمة ...لكن كيف هذا ؟! بالله أخبريني
دون مقدمات يخطف أحمد اللعبة من يدها :دمية ملاكِ الصغيرة يا الله كم اشتقت لها .
عانقها بشوقٍ مرير بلوعة حبٍ وحنين وأسيل ذاهلةٌ مصدومة عادت للبنى
: أخبريني ما حكاية هذه الدمية ...؟
لبنى :لا أذكرها جيداً لكنها لعبة ملاك التي مزقها هشام بكت لأجلها طويلا ولسببٍ ما تنازلت عنها لأحمد بينما احتفظت هي باللعبة الأم التي احترقت معها بالحادث .
انتفضت أسيل ,كيف تصل لها التتمة وقد احترقت مع جسد صاحبتها بحادثٍ يلفه الكثير من الغموض ؟!
انزوت جانبا لتحدث الصديق القريب من القلب إنه مهند لقد رجته أن يحضر لها الدمية البالية من غرفتها الخاصة سرا عن والدها .
ففعل على أن سالم شك بأمر المستندات التي ادعى مهند حاجته لها لذلك بحث عنه وعن ابنته .
في الميتم وسط ضجيج الذكرى ودموعها بدأت ذاكرة سميه تعود للوجود من جديد
اقترب منها أحمد :أرأيت يا خالة دمية ملاك كانت بجواري طوال السنين الماضية دون أن أعلم .
أخذتها منه بيدٍ ترتجف تأملتها طويلاً ثم بدأت تبكِ تعالت على عجزها عن النطق وأخذت تسرد لهم أحداث القصة المدفونة في أعماق القلب .
ملاك,ملاك ,دلال محسن باشا ووائل الطيب آه يا قلبي كم أثقلت عليك بالصمت حتى أحمد جميعكم درتم في فلك العذاب والبؤس بسبب جشعي وطمعي اغفر لي يا رب سامحيني يا دلال سامحيني يا ملاك {اقتربت أسيل تحمل الصندوق الصغير أخذته سميه وقبلته باكيه }هو كل ما ملكته تلك الصغيرة كان طعماً لها انتزعتها به من أحضان قلبٍ يحتضر.
جثت أسيل باكية :سألتك بالله يا خالة أي سرٍ تطويه بين الضلوع ؟
\
\

يــتــبــع

هيــام 21-06-10 02:06 PM

...
خجلى كثيراً
أين كنتُ عن هذة الرائعة
تابعتها بالخفاء و راقتني كثيراً:)
تقبلي مروري البسيط
وددتُ أن أخبركِ بأنني قريبة يا عزيزتي
و متابعة لآخر المطاف لا تطيلي شوقتني كثيراً !
متاهة الأحزان
يا أعظم من تعلقتُ بها يوماً
كل آيات الشكر تسافر إليكِ
أروع فتاة و أطهر قلب
لا عدمتكِ يا صديقتي
حديث صغير
بطلي من متابعة يلي بالي بالك
و أقول عنك أحسن وحده :D
هلكتيني :p
بحبك وربي بحبك ..!!
...
محبتي تسبقها ورودي
هيـام

غاده 21-06-10 03:51 PM


للسرد هنا حس جذاب لأبعد حد
متاهة الإحزان
إلا سلمت أيامك من كل الإحزان
ننتظر المزيد


متاهة الأحزان 22-06-10 01:17 PM

الــهــيـام

\
/

متابعتك لقلمي الصغير

كانت عونه منذ البداية

حتما لي كل الشرف بوقوفك إلى جانبي

صدقيني يا صديقة

أنا أحسن واحدة لأني تعرفت إليك

ولأنك إتخذت من قلبي سكناً:rolleyes:

\

أما ذاك الذي أتابعه فلن أكف عنه:(

أتعلمين

هو يحكي رومنسية الإحساس

وليست رومنسية الرغبات والشهوات

مثل هذه القصص غذا قلبي يا أخيه:p

لك حبي واحترامي

جنائن الورد لقلبك الجميل

متاهة الأحزان 22-06-10 03:26 PM

غاده

\
/

للحرف هنا موجٌ لا يعلوا إلا بكم

شكرا لمتابعتك

سأنتظرك على رصيف النهاية

كوني بالقرب ليحلوالهطول

محبتي

متاهة الأحزان 22-06-10 03:33 PM

ج16

سميه :سر زواج دلال باشا من وائل الطيب حفيد الجد صاحب المطعم الشعبي {أخذت نفسا عميق وأطرقت تتذكر فالنطق ثقيل والذاكرة لم تشحن بعد بما يكفي عن الماضي البعيد ...وصل مهند بشطر الدمية الآخر
أخذته أسيل وأحمد يراقب مصعوقا بعد برهة مد يده طالبا اللعبة
أسيل :هل هذا هو شطر الدمية الممزقة ؟؟!
أمسك بها وقلبه يضرب بقوة :أنها هي ,تلك الدمية لم ولن أنساها يوما مهما غيرت الأيام من تفاصيلها .
قربها من الدمية الصغيرة فأمسكتها سميه
ألصقتهما ببعض وعادت تبكِ التصاق الدميتين أعاد لها شيئا مما فقدته ذاكرتها
أذكرها ,كانت لدلال أصلا وقد أهدتها لطفلتها فضيق ذات اليد حرمها من شراء الدمى الجديدة لملاكها الصغيرة
ركع أحمد أمامها :وكنت تعرفين دلال أم ملاك لماذا أنكرت ذلك لماذ قلتي أنك لا تعرفين عائلتها ؟
تنهدت بحزن :لأجل المال يا ولدي لأرضي الطاغية محسن ...
أسيل : ألم تتذكري شيئا آخر يا خالة ؟
سميه :أذكر أن دلال خرجت عن مشورة والدها وتزوجت وائل الطيب سكنت معه منزلا جعل نصفه مطعما شعبي يدر عليهم القليل من المال الذي يقتاتون منه .
وضعت في حملها الأول توأمين رائعين طفلٌ وطفله هما أحمد وملاك.
حدقت بوجه أحمد فرجاها بانكسار :تابعي يا خالة أرجوك تابعي .
سميه :بعد ستة أشهر خطف محسن أحمد الصغير أخذت مالاً كثير مقابل ضياعه حيث أضعه في مكان لا تصل له دلال
حضرت بأحمد لهذا الميتم مدعية أنه لقيط ومحسن لن يربي لقيط حرصت دلال على ملاكها بعد أن يئست من عودة أحمد أو معرفة المصير الذي آل إليه .
بعد ثلاث سنوات أقل أو أكثر حملت مرةً أخرى فطلبت الرحيل عن البلدة لتحافظ على حملها وطفلتها معاً على أن وائل قضى حتفه بحادثٍ ما إنه القضاء والقدر {ضحكت ساخرة }ملكت الدليل على تورط محسن بالجريمة البشعة لكن المال ألزمني جانب الصمت من جديد
مكثت دلال في منزل زوجها المغدور وقد زارته في مدفنه وطفلتها مراتٍ كثيرة إلى أن أعياها الفقر والمرض
لازلت أذكر وجه ملاك وهي تراقب والدها والتراب ينهال عليه من كل جانب لتكون نهاية حياةٍ كاملة هناك ربما هي لم تدرك أنه والدها وأنه لن يعود لكن نحيب الأم وبكائها المر أثر في قلب الصغيرة .
كانت سميه تتحدث وتلك الصور تعود لذاكرة أسيل أكثر وضوحا وقد بدأت تربط ما بين مشاعرها والصور المبهمة بالدمية الممزقة وبالحب الكبير الذي حملته للمكان برمته ولأحمد كشخص وبل كقلب ينبض في صدرها.
سميه :اضطرت دلال للعودة إلى الفيلا بعد أن أجهضت جنينها وقد رقدت قعيدة الحسرة والألم تعاني من قسوة العائلة عليها.
كانت ملاك تحتفظ بصندوق أمها حيث تحفظ فيه أشيائها البريئة كطفولتها البسيطة كحياتها في حي الفقراء ...هذا الصندوق وبكت بمرارة
أحمد :ما باله الصندوق يا خالة ؟
سميه :طلب مني محسن أن ألقي ملاك بأي مكانٍ بعيد قبل أن يفتك بها لازلت أذكر التصاقها بأمها والخوف منا جميعاً حاولت بكل الطرق إبعادها عن والدتها ليكون سهلاً علي إلقائها بعيداً دون لفت انتباه دلال الراقدة في فراش المرض وقد فشلت .
بعد فترة سرقت الصندوق وأخفيته خارج المنزل الكبير وحين طلبته مني قلت لها أن ترافقني لأعيده لها في البداية رفضت فهي ككل الأطفال يلتصقون بأمهاتهم إن أحيطوا بالغرباء على أن رغبتها بعودة صندوقها الثمين أخضعتها لطلبي .
بكت سميه بحرقه حتى كاد قلبها يتوقف :تعود الآن لذاكرتي صورة الصغيرة حين عانقت أمها مودعة ودمعة تتقلب في مقلتيها وبطلاقة الطفولة [تردد ,بوخد علبتي وبرجع ماما أنا بحبك كتير ]وعادت تعانق أمها وتذرف دموعا صامتة على صدرها قبلتها من جديد وقد أحست دلال بمكري حاولت إقناع الصغيرة بالبقاء إلى جانبها لكني المسيطرة فأنا أقف بالجوار ألح على ملاك بالمضي لاستعادة صندوقها الثمين فهو يحوي كل ما تملكه طفولتها العذبة البريئة .
أعدته لها فقد أشفقت عليها لأنها لن ترى أمها مجدداً وهذا ما كان ماتت دلال كمدا وحسرة وملاك قبعت بين جدران هذا الميتم كطفلة مجهولة النسب
على أنها تحفظ اسم أمها وأبيها ...قالت للجميع بابا وائل راح بعيد وماما دلال بس تشرب الدوى بترجع على البيت وبرجع عندها
هذا الحلم المستحيل راود الطفلة إلى أن وسكتت تكفكف الدمع وتستجمع ما بقي من ذكريات .
كان الميتم غارقاً بصمتٍ كصمت المقابر لا صوت فيه إلا بكاء سميه وكلماتها
أنفاس أسيل المتلاحقة وخفقات قلب أحمد
الذي ردد بقلق :إلى أن ماذا ...؟
بكت بيأس :ربما إلى أن ماتت .
سألتها أسيل باكية : وهل ماتت حقاً ...إذا كان هذا كيف وصلت دميتها إلى قلب لندن ؟
تعالا صوت سميه باكية :أقسم لا أعرف كل ما أعرفه أنها أحبت أحمد بجنون شارفت على الهلاك لفراق أمها أحمد وحده من عوضها الحنان الغائب وأسبغ على قلبها حباً ورضا
لقد تغيبت لسنواتٍ طويلة بعد موت محسن عدت لأجمعهما كأخوين على أن المشرفة السابقة أخبرتني بموت الصغيرة بحادثٍ أليم
أقسم كنت عازمة على كشف الحقيقة لكن متى ...! بعد فوات الأوان عندها وجدت أن إفشاء السر لن يعود إلا بالمزيد من الألم والجراح لقلب أحمد الفتى مرهف الحس كريم النفس .
بكى أحمد :إذن لم أكن لقيطا وملاك شقيقتي وتوأمي لقد فقدتها مرتين أي قسوةٍ هذه ...أي ألامٍ أعملت في صدري دون أي ذنب ؟!
انحنت بذلٍ وانكسار :سامني يا ولدي لقد اقتص الله لعذاباتكم الكثيرة مني فقد رحل أولادي بحادثٍ مجنون لم يتبقى لي منهم إلا ثيابا غارقة بالدم تفوح منها رائحة الموت والعذاب ...حتى وداد ماتت في أمريكا دون أن أراها دفنت دون أن أودع جسدها
أنا زوجتها في سن السادسة عشر هاجرت مع زوجها وحرمتها كانت عقيما لا تنجب الأطفال وهاهي بعد أربعة عشرة سنة من الغياب والغربة توارى الثرى وأنا أشتهي ضمها .
رفع أحمد رأس سميه بيديه :لن تذلي مرةً أخرى لقد حصدت زرعك عفا الله عنك وسامحك يا خالة ,لكن قلبي يتفطر حزناً ملاك لم تموت أليس كذلك ,ساجن إن لم أعرف هذا السر .
بتلك اللحظة أتى الصوت من الخلف مختنقاً بدموع قد سجنت طويلاً
التفت له الجميع إنه سالم منهارا يبكي بمرارة
\
\

يــتــبــع

الــمُــنـــى 22-06-10 06:11 PM

[align=center][tabletext="width:100%;"][cell="filter:;"][align=center]


/
\

سؤال يراودني كلما قرأت فصلاً جديدا من هذه الرائعة القصصية ..
ما الذي يجعل كاتبة متمكنة مثلكِ وبارعة في هذا المجال
من أن لا تنشر قصصها بأسمها الحقيقيى وتعرضها على أحد المجلات المتخصصة
أو أحدى دور النشر أو أحدى المجلات الأدبية التي تهتم بأبداعات الشباب ..
لمساندتها في تحقيق حلمها ..؟؟

متآهة الآحزان
حفظكِ الله لأهلك ومحبيك
وثقي سعيدة جدا برقي حرفك وسردكِ الأدبي
الأكثر من رائع ..
سأبقى هنا رابضة لحين وضع نقطة السطر الأخير
مودتي ومحبتي
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

متاهة الأحزان 23-06-10 10:50 AM

هي الأقدار ياعزيزتي

نعم

هي إرادة المولى أن ييبقى الحرف سجيناً بيني وبيني

\

صدقا حتى تسطير الحرف هنا كان ضربا من مستحيل

\

الـــمــنـــى

\
/

رغم تقدمنا وتطورنا وإتساع أفاقنا

لازالت هناك عقولٌ ترى

أن الحرف محض سخافة

وما يخطه القلم هنا بعثراتٌ بلهاء

\
/

أتعلمين أمراً يارفيقة

جل ما أتمناه

أن لا يأتي يوما أفقد فيه نفسي من بينكم

لتكون الحروف هنا ومن أعانوها ذكرياتٌ تقبع خلف جدران الممنوع

\
/

أثرت ألما لم يكن يوما ليصمت

على أني راضيه

قلمي بكم يرتقي

ومعكم يكبر

أنتم يا خير الصحبة

لك حبي وتقديري

فخورة بعودتك لنصٍ أصابه الألم منذ غيابك


متاهة الأحزان 23-06-10 10:53 AM

أعتذر

فقد يكون هذا الجزء طويلا حد الإرهاق

لأنه ـــ الجزء الأخير

ـ سامحك الله يا أم سامي لقد أفقدتني ابنتي انتزعتها من أحضان القلب بإفشائك هذا السر .
ركض له أحمد بدمعه ولهفته :أخبرني أرجوك أخبرني كيف ماتت ملاك وما علاقتها بأسيل كيف وصلت دمية شقيقتي ليد ابنتك ؟!
جثا على الأرض : أنا عقيمٌ يا ولدي طفت مدن الغرب بحثا عن علاج دون جدوى عدت وزوجتي نبحث عن طفلٍ أو طفلة يملأ بيتنا بالحركة والحياة فقد مللنا صمت المقابر وظلامها المخيف .
قادتنا إرادة الله إلى هنا ووقع اختيارنا على الرائعة ملاك حاولنا أخذها لكنك حرصت على حمايتها منا والحفاظ عليها فشلنا بانتزاعها منك بشتى الطرق ,طلبت من زوجتي أخذكما سوية لكنها رفضت فأنت لقيط وهي لن تربي لقيط لذا رسمت خطةً ماكرة لأنتزع الصغيرة من أحضان قلبك فقد أخرجناها إلى السوق بحجة شراء الهدايا لها ولكم أخذت معها الدمية البائسة فهي لم تفارقها طوال سنين عمرها .
في السوق أخذناها من المشرفة وقلنا أنها قضت بحادث سير
ردد أحمد مصعوقاً : الجثة والضريح أنا رأيتها في ثلاجة الموتى بأم عيني!
هز سالم رأسه :تلك أخرى كانت في التاسعة قوة الحادث الذي تعرضت له شوه ملامحها ومزقها لأشلاء لذا صعب عليك كطفل أن تميز أن الجثة لفتاةٍ مختلفة ,تلك الجثة دفنت في مقبرة شمال العاصمة حيث تقيم عائلتها ولأجلك أنت تم بناء ضريحٍ صغيرٍ فارغ سجل عليه اسم ملاك التي أضحت بين ليلةٍ وضحاها فتاةٌ لندنيه اسمها أسيل .
بالحقيقة يا ولدي هي لم تنساكم أبدا بكت لفراقكم سنين طويلة لكنها وككل الأطفال لابد من منافذ على قلبها وذاكرتها لغسلهما من الماضي وشوائبه العالقة .
جهدت وزوجتي بإقصائكم عن قلبها وعقلها ترددنا معها لأماكن كثيرة تحمل صفات الأماكن التي عرفتها معكم مع المدة وطول الأيام أقنعناها أن ما تذكره محض وهمٍ يختلط بالحقيقة ليشوه صورها الرائعة .
جثت أسيل باكية قرب والدها : إذن أنا تلك الطفلة لقد أعملتم في قلبي وذاكرتي خنجر الوهم البغيض .
بكى بمرارة :سامحيني يا صغيرتي فأنا لم أرغب بفقدانك والعودة وحيدا من جديد .
ضرب أحمد الأرض بقبضتيه حسرة :لقد أفنيت عمري باكيا على صدر ضريحٍ فارغ لا لم يكن كذلك فقد أودعت فيه قلبي وزرعت على جنبيه أزهار عمري رويت تربته بدماء عيني كيف فعلتم بي ذلك ؟؟
كيف خطفتم عن أغصان قلبي طيره الشادي
نظر لملاك بعين الحب ذاته لترمي بنفسها على جسده
أحبك يا أخي أقسم أحبك يا أحمد طالما قلت لهم أني أحبك بجنون لست أعشقك جميعهم لم يدركوا حقيقة حبي وصورته إلا أنت يا عوني وسندي
ضمها لقلبه المشتاق :كذلك أحببت يا توأم الروح ألم أخبرك ذات نهار أن ملاكي غادرت الضريح وعادت للحياة من جديد
آآه لكم أحبك وأشتاقك يا أريج الزهر وعطرة الفواح
أمام ذاك المشهد الرائع رغم قسوته وألمه اهتز الميتم على صوت البكاء جميعهم يذرف الدمع حسرةً ومرارة
ياه ...بعد عشرين سنه تعودين للحياة من جديد يا ملاك ...بعد هذا العمر تعودي لتقولي
أن أحمد هو أخاك الوحيد وأنه ليس لقيطا كما نعته الجميع !؟؟
أبعد كل هذه السنين تعودي بقلبٍ نابضٍ بالحب لا يتنكر للمكان وبنيه ,بعد هذا الغياب تعودي بذاكرةٍ طمستها الغربة بوجوهٍ دون معالم فتزيل الستار الثقيل عن قصةٍ من وجع تمزق القلوب حسرةً وكمد .
رحمة الله الواسعة لعبادة أتت بمطرٍ غزير هطل على القلوب ليغسلها من جحيم الغياب والأجساد ليذيب عنها معالم الشقاء والتعب وعلى الأرواح لتحلق كطيورٍ طاهرة في سماء الحب
هطل المطر ليغسل الصدور من أي ثمرٍ للحقد والضغينة أو النقمة ربما أوجدها الوجع ذات نهار.
بعد ليلٍ طويل مليء بالدموع خلد الميتم للهدوء والنوم
فجر اليوم التالي استيقظ المكان بطيوره وسكانه على صوت الخالة سميه بالساحة وكلماتها الثقيلة
يا خلية الحب أفيقي من سباتك ...يا خلية الحب هذا فجرٌ جديد هيا لتجمعوا رحيق العطاء معا هيا لتنعموا بعيشٍ رغيدٍ معاً
اجتمعوا حولها من جديد ترف على وجوههم أطياف السعادة تتراقص على شفاههم ضحكاتٌ بريئة تخرج من أعماق قلوب تشتاق البسمة .

لبنى :آآآآآآخ يا رأسي ,منذ اليوم ستنتقل ملاك للعيش معنا في بيتنا الصغير لننعم بالنوم فجر الجمعة حتى العاشرة صباحاً أليس كذلك ؟
رد سالم بسرعة :كلا لن تفعل .
ملاك :يا غبية إن فعلت سأكون عزولاً لن أسمح لك أن تبتعدي وأخي عني .
وضع أحمد يده على عينيه وردد بأسى :زوجتي الحبيبة لن يفرقونا مهما حاولوا
اهتزت جدران المنزل من دوي الضحكة التي انطلقت بعفوية أما سالم
فقد أمسك بيد أحمد بانكسار :يا ولدي أعدك لن أعترض على زواجك من هذه البغيضة الدميمة بعد اليوم على أن تعود لأحضان أبيك عد لمنزلي الذي سكنته الأشباح برحيلك .
غضبت لبنى وطرقت الأرض بقدمها :هل بت أنا بغيضة دميمة ألن تشكر الله فقد قبلت الزواج من ابنك المهوس هذا وهكذا مضى نهارٌ جميل
عندما حل الغروب وقبل أن يتفرقوا كلٌ لمكانه جلس سالم مع أحمد زوجته وأخته
ردد بشيء من الرجاء :اسمع يا ولدي أنا أعلم حجم الألم وعظم الجرح الذي شققنا به صدرك قديما لكني الآن رجلٌ مسن وحيد لا أهل لي ولا ولد إلا هذه الحبيبة
ليس عدلاً أن أمنعها عن الرحيل معك والسكن في بيتك كما أنه ليس عدلاً أن يخوي بيتي على عروش الموت من جديد
أقسم أني أحببتك طفلا ورغبت بتربيتك لكنها مشيئة الله من حالت دون ذلك أما اليوم فأنت تراني أخطو نحو النهاية لا أحد يعيش للأبد يا ولدي .أحمد :أمد الله في عمرك يا عم .
دمع بحرقه :ألن تناديني كأسيل عفوا أقصد كملاك {حدق أحمد بأخته متسائلً فابتسمت } ألن تناديني يا والدي ؟
هز أحمد رأسه باسماً :والد ملاك هو والدي
ابتسم سالم برضا :إذن منذ اليوم أنت وزوجتك ستنتقلان للحياة في منزلي لأن أسيل ثمة منزلٌ آخر يفتح لها أبوابه ويناديها بحبٍ وصدق {نظر لها فطأطأت رأسها خجلاً وقد تورد خديها}
أحمد :أي منزلٍ يا والدي؟!
سالم : يا ولدي مهند يحبها بصدق وقد طلب الزواج منها أجل الموضوع إلى أن تنتهي من إدارة الميتم وها قد انتهى الأمر وآن للعاشقين أن يلتقيا ويستريحا من عناء طريق الحب الطويل
أما هذه المرأة البائسة المسكينة لقد عانت كثيرا ودفعت ثمن أخطائها ما يفوق قدرتها على الاحتمال لذا سآخذها لمنزلي بمساعدة الخدم سأقوم أنا بنفسي على شئونها إلى أن يقضي الله أمرا كان مقضيا وفي هذه الحالة يتوجب عليك أن تدير الشركة الأم أما هاتين الشقيتين فدعهما يختاران ما يريدانه من مرافق العمل .
أطرق أحمد مفكرا :لا أستطيع الموافقة فأنا لن أخلع عني ثوب حياتي البسيطة لن أترك الكد والجهد لأعيش حياة الترف والثراء هذا فوق قدرتي النفسية .
سالم : لم أقول عش برغدٍ وثراء خذ قدر حاجتك من المال وما تبقى منه قم بتحويله لدور الأيتام والجمعيات الخيرية لترميم الطرق وعلاج الصغار من مرضى السرطان
اجعل ما يزيد عن حاجتك نفقه تعيل بها الفقراء وتنجز بها المشاريع لتجمع الأيدي العاملة والتي لا تجد بابا للرزق
تهللت الوجوه والقلوب بالبشر :أصدقا ما تقول ؟؟!!!
سالم :وأقسم عليه ملاك تعرفني حق المعرفة لم أعد يوما بشيء وأعود عن وعدي أو أنكثه لأجل الفقراء والمحتاجين يا ولدي اقبل هذا العرض ولا تنسى أن تمنح كل محتاجٍ حاجته فهذا هو سر التوفيق والنجاح كما أنه الطريق إلى رضا الله .
هكذا أضحى منزل سالم منزلاً لأحمد وزوجته وللخالة سميه التي قضت نحبها بعد فترةٍ قصيرة

أما ملاك فاقترانها بالعشيق الذي غاب عن ساحة العقل والقلب في خضم أحداث الميتم ورحلة العودة للحقيقة لم يمنعها عن فعل الخير ومد يد العون والحب للجميع كما أنه لم ينسيها أن تقف على ضريح والدها وائل الطيب وأمها دلال لتقرأ على روحيهما الفاتحة .


الـــنـــهــايـــــة



متاهة الأحزان 23-06-10 10:57 AM

بـعـد الـتـحـيـة

\
/

آل قطرات الكرام

أعضاءً وزوار

كنت هنا برفقتكم لأيامٍ طويله

أعتذر إن كنت أطلت عليكم

\
/

كنت هنا مع محاولةٍ أخرى لكتابة الرواية

يجتاحني الأرق أحياناً فأنا قد أسرفت هاهنا بالسرد

ربما وقعت على مواطن الملل

وربما أدركتني الأخطاء الكثيرة ولم أنتبه

\

لكل من مر

تقبلوا إعتذاري عن طول الرحلة وأمنياتي أن إستمتعتم معي بها

\

بقي أمرا آخر

متاهة الأحزان

قلمٌ جد صغير ...بكم يرتقي وتحت ظلكم يكبر

\

سأنتظر على رصيف النهاية

أي ملحوظة أو تقويما للخطأ بكل حب ورضى

ابنة هذا الصرح

أعتز وأفتخر بكم

الــمُــنـــى 23-06-10 01:30 PM

[align=center][tabletext="width:100%;"][cell="filter:;"][align=center]


/
\


سأعود للتعقيب .. يا رائعة ..
على ما وقعت عليه عيناي هنا وأنا أتابع
بكل شوق هذا السرد القصصى الأكثر من رائع ..
ولحين ذلك تقبلي مني خالص
الوداد وفائق التقدير
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

مشاعر انثى 23-06-10 03:31 PM

ياااااااااااااااااه
كم راقت لي هذه القصه التي ابحرت بنا في عالم اعتبره ربما واقعي

جمال روعة تلك {الاسيل التي ابحرت بنا مع ذاك اللقيط احمد}
ومع مرارة تلك السنين والتضحيات
يااااااااااااااااه

كم انتِ رائعه يامتاهه
كم انتِ رائعه ياحروف متاهه
وكم انتَ سخي ياقلم متاهه

القديره متاهة الاحزان
من قلب المشاعر احييكِ على روحك الطيبه
وروحك البهيه التي اخذت خيالاتنا الى خيال واسع وجميل مع تلك القصه ..

شكراً لوقتك الذي امضيتيه مع طرح القصه
وشكراً لكِ على إعطاءك لنا قصه استمتعنا بها حقيقةً
وشكراً لكِ ياسيدة القصه
مودتي.

متاهة الأحزان 23-06-10 08:22 PM

الــمــنـــى

\
/

سأنتظرك سأنتظرك سأنتظرك

دمت بروعتك ونقائك

الى حين عودتك

تلك التي يشتاقها القلب قبل القلم


جنائن الياسمين لقلبك

محبتي واحترامي

متاهة الأحزان 23-06-10 08:30 PM

مـشـاعـر أنـثـى

\
/

تلك الرحلة الشاقه

طريق العودة الذي قطعته أسيل لأحضان أخيها

لم تأتي من فراغ

هي فيها من مواجع الواقع الشيء الكثير

حمدا لله أني لم أقف على مثل هذا العذاب يوما

لكنه الخيال الذي صال وجال في مسارح الواقع الأليم

\
/

لك من القلب ارق التحايا

وجزيل الشكر على المتابعة


لكم أنت رائعه

لك حبي واحترامي

فهمي السيد 23-06-10 11:54 PM

أسيل :كم كان عمرها حين ماتت؟؟
أحمد :هي لم تموت بل غادرت إلى السماء في سن السادسة .
أسيل : متى حدث هذا يا أحمد ؟
اطرق متذكراً :منذ عشرين سنة .
صرخت مصدومة : عشرون ولازلت تبكِ على ضريحها حتى اليوم أي حبٍ تحمل لتلك الصغيرة؟
دمع بسخاء :أتمنى لو أعرف أي حبٍ زرعته في قلبي طفلا ...تعلمين منذ مدة بدأت أحس وكأن جسدها غادر التراب ,نعم ربما عادت له الحياة من جديد .
تركته محدقا بماء البحر والأمواج القادمة من البعيد ومضت :منذ متى يعود الأموات يا أحمدملاك ميتة لن تبعث من جديد قبل يوم البعث
كل يبكي ليلاه
وهنا بكيت , ما أدركت وما وعيت
كانت دموعي للعين بيت
الوارفة / متاهة الأحزان
من أنتِ أيتها القابضة على حروف اغتالت وقتي
4 ساعات قرأتها برغم شغفي لباب النهاية أمتعتني
إلا أنني لبست روح أحمد
عشته بروحي
يا لكِ من ساحرة
للحروف بين أناملك فتنة
أثملتني ومازلت أهذي
عذرا عن إسرافي سيدتي
لكل مقام مقال
دمتِ يا ذات النقاء
تحيتي وتقديري .

الــمُــنـــى 24-06-10 02:53 PM

[align=center][tabletext="width:100%;"][cell="filter:;"][align=center]


/
\


ولِجتُ إلي هنا سبع عشرة مرة ( عدد أجزاء القصة )
في كل مرة أُمني نفسي بنقطة السطر الأخير، إلي أن وصلتُ لها.
وفي كل مرة تزداد لهفتي لقراءة المزيد والمزيد من حرفك
بصدق والله ودونما مجاملة ..
رآقت لي كثيرا رغم طول الأجزاء، لكن مع ذلك لك أُصب بالملل والنفور
بالعكس كنت أتمنى مواصلة القراءة لمعرفة النهاية. وهذا برأئي إن دل
على شيء فهو يدل على مقدرة الكاتبة على شد أنتباه القاريء من خلال تميزه بالتالي :
* جمال اللغة والبيان المستخدمان في القصة.
* تسلل الأحداث والبراعة في التوقف عند نقطة تجعل القاريء متشوقا أكثر وأكثر على المتابعة.
* براعة القاصة في الحبكة اللغوية أو ما يُسمى بالعقدة.
* النهاية غير المتوقعة والتي برعتْ الكاتبة في حبكها.
* أستطاعت الكاتبة أن تشد القاريء لوضع عدة تصورات واحتمالات قد تكون عليها النهاية ( ومع ذلك لم نوفق لها ) .
* الحس العالي والمشاعر الأنسانية ، أستطاعت القاصة أن تجعلنا نعيشها وبحرفنة شديدة، وكأننا نشاهد مسلسل تلفزيوني رائع جدا.
* دفء المشاعر والتعايش مع القصة، في كل جزء من أجزاءها.
كل هذا وأكثر وجدته هنا .. يا شهرزاد القصة ( كما أسماكِ الأخ : متعب ).

الرائعة لحد الترف .. متآهة الأحزان
وجدتكِ هنا أروع وأجمل وأذكى
لكِ من قلب المنى كل الود والحب
جنائن من الفل والياسمين
لشخصكِ الكريم

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

غاده 26-06-10 07:54 PM

الكاتبة القديرة
متاهة الإحزان
\
لا أخفيك بقراءة آخر حرف
لهذه الـفاتـنة
صفقت بجدارة لك
فقد نجحتِ في استلاب
كل حواسي ولبُي و وجدانيِ
أنتِ نجمة في سماء
القصة والرواية
والسرد القصصي الماتع
مزيداً يا غيمة لا تكفي
عن إرواء الذائقة
رائعة بل أكثر
\
بتلات الإعجاب مهداة لأناملك

متاهة الأحزان 20-07-10 10:44 PM

فــهــمــي الـسـيـد

\

حرف ماطرٌ بالروعه

شكرا لوقفتك الكريمه

ودٌ واحترام

متاهة الأحزان 20-07-10 10:50 PM

الــمـــنـــى

\
/

وقفت على ردك مرارا وتكرار

كنت ولازلت أستقي من حرفك الرضا بما طرحت

والسعادة بالوصول لما أردت

فأنا بصدق

أردت أن أغرق من يمر من هنا

بأنبل وأطهر وأدفء المشاعر

ورغم هذا

قلقت كثيرا تجاه الوقوع على مواطن الملل

\
/

كنت ولازلت شمسا بين الحنايا

تمد قلمي الصغير بالكثير من العبق والثقة

لك حبي واحترامي

جنائن الياسمين لقلبك

ياغيمة العطاء

متاهة الأحزان 21-07-10 12:46 AM

غــاده

\
/

الإبداع المطلق

سعيدة بك هنا

وكلي على وتر السعادة يتهادا أن نال نصي إعجابك

وإرتقى ليرضي ذائقتك الجميله

كم أنت رائعة الهطول

لقلبك جنائن الحب وباقات الياسمين

الوردة الظامية 29-07-10 02:05 AM


متاهة الإبداع ..

سررت كثيراً بإكتمالها الذي أنتظرته طويلاً ..

راااااااائعة وأكثر راقت لي كثيراً قرأتها بشغف لم يتوقف إلا بالنهاية

وددت لو طالت أكثر ليطول استمتاعي أكثر ..

لاأعلم ماأقول ولكن شكراً من القلب لإبداعك الذي أشعرني كأني أعيش

بين أفراد تلك القصة ..

دمتي مبدعة ..

متاهة الأحزان 29-07-10 09:56 AM

الــوردة الـظـامـيــة

\
/

وسعيدٌ بك الحرف هنا

الشكر كل الشكر لكم ياخير الصحبة

صحبة في ظل مدادهم كبر هذا القلم

إمتناني لوقفتك الكريمة هنا

جنائن الياسمين لقلبك يارقيقة

:m36:


الساعة الآن 04:54 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009