![]() |
ملأت أرجاء رمسي بآهات الغثاء أطربتني ترانيم الصراصير والسحالي فطفقت أذرو السحب في الفضاء لونها الزفزفي، مخضب من دمي اعتبرتها صيدا ثمينا وحسبتها ضليعة في التآمر تجاري الغواية قصد نيل نصيب من الهباء كم درجا امتطيت من عمري ؟ وما همني سوى انقضاء السلم قبل موعد مولدي إذ لفت أضلعي ترانيم العويل والبكاء . |
استوقفني الأمل على شاطئ متموج
فاض النهر ، من طرب ، على جنباته . فصار الترب طينا والبراري جنات رشها الندى بعطر نافذ عبق . توسطها نخل الشوق . أثمر حبات بلور . صفا كدهشة اللون الخجول . هام كغربة ماء الغدير المتدفق . الأيكة في سموق صومعة الدجى ، وتجدر الأخشب الواجم الوقور. لون الظهيرة من سناها استقى توهجه ، ومن مداها تشكل الطيف الجسور . فاكهة الشمس أينعت بثمارها . وحولها تحلقت مدارات البكور. مكثت هنا هنيهة مشدوها أراقب في صمت وفتور . |
عدوت خلف أملي أجوب الفيافي حبوا وسعيا وراكبا أقتفي آثاره ، في السراب والهباء أتوق لأشباه العزائم أنتقي أساوير العواصف في زمهرير الشتاء أرنو إلى عز زائف خافت وأنسج من أزيز الهوان قميصا ورداء |
عدوت خلف أملي أجوب الفيافي حبوا وسعيا وراكبا أقتفي آثاره ، في السراب والهباء أتوق لأشباه العزائم أنتقي أساوير العواصف في زمهرير الشتاء أرنو إلى عز زائف خافت وأنسج من أزيز الهوان قميصا ورداء |
اختفى أملي اختفى أملي بغيمة الحرص عند نافورة الضباب . امتطى خمائل النجم . نخر جوف الحقول . نقل لها البشرى . فهوى النخل. وغاص بين دروب القيظ اللافح المتوهج ، المار بين سيقان الجسر وتحت أهذاب اللون الداكن . طال أمد الدجى ... ولما انبلج النور انبرى للبلاء المكين . طرد الغمام. نفض الغبار . نضح المنابع.. سقى العقول أمدها بفكر يافع منيع ركين. عمت البشرى . امتلأت كل المقل بشرارات الأمل الدفين . |
عدوت خلف آمالي ..
من فرط اهتمامي بآمالي والسهر على راحتها ، ألفت الاتكال والكسل ، وركنت إلى عيش الرفاه والدلال . ولما بلغت طور النضج ، أخذت أشعرها ببعض واجباتها ، حيث يجب أن تكون جنبا إلى جنب مع حقوقها . فضاقت بنصحي . وتاقت لتقيم في فضاء طليق ، لا تسيجه جدران ، ولا تظله سقوف . ولا تقيد الحياة فيه ضوابط . توهمت العثور على السعادة بين أحضان المرح . وعلى اليمن في وسائل جلب المتعة . وأن الحرية كامنة في رفع الحرج ونزع الأغلال. تغدو وتروح بلا مراعاة لقيم ، ولا اعتبار لمبادئ ، ولا وقوف عند حدود . اغتنمت أول غفوة ، فهرولت ، |
عدوت خلف أملي غفوت قليلا من تعب ملاحقة أملي . سمعي يختلس أزيزا مدويا تردده واجهات الشوارع الفسيحة . خبا الربيع بعد أن كان مورد الوجنتين . تمتح جذور براعمه من دماء زكية فتية . سيقان وروده جدوع سامقة . تستظل بغيم قلوب تخلت عن الوجل وارتدت اليقظة والصمود . أملي شق الطريق ليذهب إلى ما بعد هلاكه في لهفة هائجة . يطلب الموت ويمج هذه الحياة . ولى ربيعي بجحافله الذي دأب على رصد فلول الليل البهيم . وتحدي المكائد الموجعة المتسللة - تحت ستر متنوعة - عبر الأمواج المتلاطمة . أدركت أن لا مفر من وقف استدرار أي رحمة من وجوه عائمة في الخيال بلا اقنعة ولا ظلال . ولا مناص لهم من الدوس على رقاب الوعود الفخمة الصماء ، الملفوفة بأكفان رفات الموتى . ومن الكف عن مد اليد لمن يعرف مسبقا أنه سيدميها ويمعن في الجراح . |
عدوت خلف أملي أمل ، أضاء السبيل بقيظ وكسر وضع ليالي خمودي أحس به في غمام مقيم يدر رماد الخيال الخرود يجول بركب المطايا فريدا يبيد أزرار فكر الجحود تسلل حلما بوقت الهجير يعيد وقائع ماضي الشرود |
ألاحق أملي تتابعت أحلامي توهمت أني ... تضخم شأني طالت هامتي فأصبحت ذا قيمة ضمن نخبة الوجهاء. يجاملني بعضهم بابتسامة عديمة الطعم تزكم أنف الازدراء . وآخر يخطب ودي ومودتي يتزلف باسطا ذراعيه بحنين واشتياق . .... أعود اليوم من غفوتي على صراخ الموؤودات الصاعد . أطل من منحدر سحيق في أعماق أحشاء الكبرياء يجلجل في أفقي : مزعجا ومرددا .. لا مناص لا مناص .. من البقاء حيث أنت ما لم تمتط بعزم وإصرار قارب الفناء. |
عدوت خلف أمل
لا صوت له كي يبوح لحتفه بنهايات شوطه الحميم . استمرأ صهوة الصمت . انتظم ضمن قافلة النجوم . نأى عن سماع العويل الفاتك . رفرفت روحه حلقت . أمدت واحته بشريان الهباء . أدت هناك مناسك الأسى . دعت نيازك الحزن ، لتجوب أرجاء الفضاء . واست الثكلى واليتيم . أدت صلاة الموت على روح الفقيد . لا أرض تحتها تستضيفها . ولا القمر المطل تجاور ، أو تسير على مداره نحو الجوزاء . هوت من باذخ بعد جهد . عادت إلى دهشتها في البوح البريئ . ذلك الذي كانته قبل الدلع و الرحيل |
الساعة الآن 06:13 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009