![]() |
السلام عليكم
طرح رائع لبعض مما جاء به الرائع الرحل الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب كتاب لا يمل القارئ منه ، من أكثر الكتب التي أعود إليها بين الحين و الآخر و كل مرة أشعر و كأني أقرأ فيه شئ جديد لم أنتبه له من قبل لكن دوماً ما أتوقف كثيرا عند : الموت يسترق الخطى كاللص تحت جنح الليل .. و يمشي على رؤوسنا فتبيض له شعراتنا شعرة شعرة دون أن نحس ، لأن دبيبه و هو يمشي هو دبيب الحياة نفسها الأستاذ / طلال شكراً لتلك المساحة مودتي اللميـــاء! |
و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
ما إنفك الموت يعالج أجسادنا ببط حتى ينزع تلك الروح من سجنها بأجل معلوم عند الله قال تعالى {والله خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ الله عَلِيمٌ قَدِيرٌ} {النحل} ومن لم يجتاوزه حينها يهلك غضا طريا {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} {آل عمران} من هنا لا بد لنا من الإعتبار والمسارعه لفعل الخيرات للننال حُسن الختام بتوفيق من الله ورحمه فسبحان الحي الذي لا يموت اللميــاء أهلاً بالهطول الندي الذي أسعدني دامت أنُعم الرحمن بك |
[frame="3 10"]الخيـط
القشة في البحر يحركها التيار والغصن على الشجرة تحركه الريح والإنسان وحده .. هو الذي تحركه إرادته أجمل ما في الدنيا أنها واضحة تغمرها الشمس كل شيء فيها يمكنك أن تراه و تسمعه و تزنه وتقيسه و تتذوقه و تحلله و تستنتجه.. كل ما يحدث فيها له سبب .. و إذا عرفت سببه استطعت إحداثه كل شيء يجري بنظام محكم من الأسباب و النتائج وإذا كان لديك ورقة و قلم فإنك تستطيع أن تحسب بالضبط متى تشرق الشمس و متى تغرب.. لأنها تتحرك حسب قانون.. و كل شيء في الدنيا يتحرك حسب قانون.. إلا الإنسان ..فإنه يشعر أنه يمشي على كيفه الإنسان وحده هو الحر المتمرد الثائر على طبيعته وظروفه ولهذا يصطدم بالعالم ويصارعه ويستحيل في أية لحظة أن تتنبأ بمصيره.. ولكن هذه الحرية البكر الطليقة في الداخل ما تلبث أن تصطدم بالعالم حينما تحتك به لأول مرة في لحظة الفعل. إن رغبتنا تظل حرة طالما هي في الضمير و النية نستطيع أن نرغب أي رغبة ونحلم أي حلم ونتمنى أي أمنية ولكن المأساة تبدأ في لحظة التنفيذ حينما تحاول رغباتنا أن تحقق نفسها في الواقع فتصطدم بالقيود وأول قيد نصطدم به هو الجسد جسدنا نفسه الذي يحيط بنا مثل الجاكتة الجبس ويحاصرنا بالضرورات والحاجات ويطالبنا بالطعام والشراب ليعيش و يستمر و لا نجد مهرباً من تلبية هذه المطالب فنجري خلف اللقمة ونلهث خلف الوظيفة ونضيع في صراع التكسب ونفقد بعض حريتنا وليس أمامنا وليس أمامنا حلٌّ غير هذا فرغباتنا لا تستطيع أن تعلن عن نفسها بدون جسد وجسدنا هو أداة حريتنا ..إن كان يقيد هذه الحرية في نفس الوقت.. [/frame] |
[frame="3 90"]إن الإنسان يعيش مضطرباً بين عاملين
عالم رغباته و نزواته و كلها حرة طائشة بلا حدود وعالم المادة حوله و هي جامدة محدودة مغلولة في القوانين و سبيله الوحيدة هي معرفة هذه القوانين. حريته لا تستطيع أن تشق طريقها بدون العلم إنها بدون العلم تكون مجرد رغبة مجنونة في داخله مجرد نية و حلم و أمل سجين مجرد حرية وجودية تصلح مادة لقصة أو قصيدة أو أغنية أو تمثال أو مغامرة أو جريمة قتل ولكنها لا تصلح لكسب حقيقي واقعي. إن الفرق بين العبودية و الحرية هو خيط رفيع . خيط رفيع يرقص عليه الإنسان .. و يتأرجح. إذا سقط في داخل نفسه ضاع في أحلام اليقظة و الرؤيا و الأماني. وإذا سقط في العالم ضاع في دوامة الزمن الآلي وجرفه الروتين و العرف و التقاليد .. و ابتلعه المجتمع في جوفه. وإذا فتح عينيه و نظر إلى العالم حوله فإنه يستطيع النجاة بحريته , و يستطيع أن يقفز على الحبل خطوات واسعة إلى الأمام.. [/frame] |
الساعة الآن 11:00 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009