متاهة الأحزان
07-11-09, 05:33 PM
حادث سير
نظرت لوجهها بالمرآة وتحسسته بيدٍ ترتجف ,دمعت بسخاء...حيث عادت لذاكرتها المتعبة تلك الحادثة , هي مازالت تتذكر وتتألم منها وكأنها وقعت اللحظة .
مازالت تسمع رنين تلك الأصوات المتعالية صراخاً وألم طلباً للنجاة
ورغم ضعف بصرها إلا أنها لازالت ترى بقع الدماء هنا وهناك ...
تلك اللحظةالتي إنقلبت فيها السيارة لتستقر في أسفل الوادي .
هي وحتى الآن تجهل كيف خرجت منها ...أي قوة دفعتها خارج السيارة قبل أن تتفجر وتندلع
فيها ألسنة النار لتأكل تلك الأجساد الغضة .
كانت سرعة السائق خياليه وضع والدها يده على المقود ...تمهل يارجل تكاد ترسلنا إلى الجحيم ألح في طلبة دون طائل ... مدة قصيرة وأمطرهم القدر بألسنة لهبٍ تتعالى حتى عنان السماء .
ما أثقل على قلب جنان هما زمرد ومنى ذوات السنوات الثلاثة
كانت منى تتعلق بعنقها عندما خرجتا من السيارة وزمرد نصفها داخل المركبة المشتعلة والنصف الأخر خارجها
تمد يدها الصغيره ترجو من جنان النجاة
...{ دنان سان ألله النال تحلقني } ...والدم ينزف من مقدمة رأسها .
عجزت جنان عن مساعدة زمرد نظرا لبعدها عنها ولصعوبة الوصول لها وإحترقت أمام عيناها وهي تستغيث .
أما هي فساقها مبتورة يدها اليسرى ممزقه وجسدها ينزف بشدة
ومنى تأن بضعفٍ مفرط ــ شلال دم من المقلتين يتدفق صدرٌ مفتوح وجسدٌ شبة ممزق
وما خُفيَ خلف ألسنة النار أعظم .
سقطت مغشيٌ عليها من هول المشهد وبعد أن رأت زمرد تموت محترقة ليس نزفا أو غيرة .
أفاقت بعد أيامٍ طويلة لتجد منى بسرير مجاور في حالةٍ حرجه ...
كانت تنظر لها بإشفاق تدعو لها بالرحمة وهي تكاد تجزم ... رحمتها هو الموت .
ترى أي عمرٍ ينتظرك يا منى دون عينين دون قدمين بقلب ضعيف وجسد مشوه آآآآه يا أختي
رجت الطبيب أن يضع منى إلى جانبها في نفس السري ,,, أجاب رجائها لأن الصغيرة دخلت في مرحلة النهاية ولاشك .
في ذات نهار أفاقت جنان على منى تهذي وما أكثر هذيانها رغم الغياب عن الوعي ...
ماما ضو ...ماما ضو
بعد تلك الحروف لم تعد للنطق وبل لم تعد تتنفس ,
رغم أن هذه رحمة من الله لمنى فالجنة أوسع وأبقى لا تعب فيها ولا نصب
إلا أن جنان صرخت دون وعي
{ عودي فأنت أخر من تبقى لي عودي أو إنتظري لنرحل معاً
لقد خرجتا كلٌ إلى قبر ... منى لضريحٍ صغير في تربةٍ ضمت والديها إخوتها وزمرد
وجنان إلى قبر موحش لاشيء فيه إلا الذكريات والوحدة
التشوهات الفظيعة التي تركها الحادث في جسدها ونفسها دفعتها لتلتزم بوحدتها الموحشة فالناس حتما ستخاف هذا الوجه وربما تشمئز منه دون أن تنظر لمأساته الحقيقية .
في ذاك النهار فتحت جنان نافذة المنزل تنظر للبعيد حيث ترقد أرواح الأحبة وتبك بمرارة
متسائلة... هل تستحق بضع قطعٍ نقدية أن أعاني كل هذا الألم ...؟؟
هل تستحق تلك القطع أن نتناثر فتاتٌ هنا وهناك تأكلها النار ...؟؟؟؟
أسرع السائق سيره عله يقلُّ زبونا أخر فيتقاضى منه ما تقاضى منا
أين هو الآن ...؟؟ ماذا جنى ...؟؟
نعم جنى على قلبي المثقل بالحزن على منى الصغيرة التي لفظت الأنفاس وهي
ترتجي أن ترى النور بعينين مطفأتين
جنى على زمرد التي أحست بالنار تأكلها جزءٌ تلو آخر تمد يدها طالبه للعون والنجاة دون طائل
النهايه
بقلمي
نظرت لوجهها بالمرآة وتحسسته بيدٍ ترتجف ,دمعت بسخاء...حيث عادت لذاكرتها المتعبة تلك الحادثة , هي مازالت تتذكر وتتألم منها وكأنها وقعت اللحظة .
مازالت تسمع رنين تلك الأصوات المتعالية صراخاً وألم طلباً للنجاة
ورغم ضعف بصرها إلا أنها لازالت ترى بقع الدماء هنا وهناك ...
تلك اللحظةالتي إنقلبت فيها السيارة لتستقر في أسفل الوادي .
هي وحتى الآن تجهل كيف خرجت منها ...أي قوة دفعتها خارج السيارة قبل أن تتفجر وتندلع
فيها ألسنة النار لتأكل تلك الأجساد الغضة .
كانت سرعة السائق خياليه وضع والدها يده على المقود ...تمهل يارجل تكاد ترسلنا إلى الجحيم ألح في طلبة دون طائل ... مدة قصيرة وأمطرهم القدر بألسنة لهبٍ تتعالى حتى عنان السماء .
ما أثقل على قلب جنان هما زمرد ومنى ذوات السنوات الثلاثة
كانت منى تتعلق بعنقها عندما خرجتا من السيارة وزمرد نصفها داخل المركبة المشتعلة والنصف الأخر خارجها
تمد يدها الصغيره ترجو من جنان النجاة
...{ دنان سان ألله النال تحلقني } ...والدم ينزف من مقدمة رأسها .
عجزت جنان عن مساعدة زمرد نظرا لبعدها عنها ولصعوبة الوصول لها وإحترقت أمام عيناها وهي تستغيث .
أما هي فساقها مبتورة يدها اليسرى ممزقه وجسدها ينزف بشدة
ومنى تأن بضعفٍ مفرط ــ شلال دم من المقلتين يتدفق صدرٌ مفتوح وجسدٌ شبة ممزق
وما خُفيَ خلف ألسنة النار أعظم .
سقطت مغشيٌ عليها من هول المشهد وبعد أن رأت زمرد تموت محترقة ليس نزفا أو غيرة .
أفاقت بعد أيامٍ طويلة لتجد منى بسرير مجاور في حالةٍ حرجه ...
كانت تنظر لها بإشفاق تدعو لها بالرحمة وهي تكاد تجزم ... رحمتها هو الموت .
ترى أي عمرٍ ينتظرك يا منى دون عينين دون قدمين بقلب ضعيف وجسد مشوه آآآآه يا أختي
رجت الطبيب أن يضع منى إلى جانبها في نفس السري ,,, أجاب رجائها لأن الصغيرة دخلت في مرحلة النهاية ولاشك .
في ذات نهار أفاقت جنان على منى تهذي وما أكثر هذيانها رغم الغياب عن الوعي ...
ماما ضو ...ماما ضو
بعد تلك الحروف لم تعد للنطق وبل لم تعد تتنفس ,
رغم أن هذه رحمة من الله لمنى فالجنة أوسع وأبقى لا تعب فيها ولا نصب
إلا أن جنان صرخت دون وعي
{ عودي فأنت أخر من تبقى لي عودي أو إنتظري لنرحل معاً
لقد خرجتا كلٌ إلى قبر ... منى لضريحٍ صغير في تربةٍ ضمت والديها إخوتها وزمرد
وجنان إلى قبر موحش لاشيء فيه إلا الذكريات والوحدة
التشوهات الفظيعة التي تركها الحادث في جسدها ونفسها دفعتها لتلتزم بوحدتها الموحشة فالناس حتما ستخاف هذا الوجه وربما تشمئز منه دون أن تنظر لمأساته الحقيقية .
في ذاك النهار فتحت جنان نافذة المنزل تنظر للبعيد حيث ترقد أرواح الأحبة وتبك بمرارة
متسائلة... هل تستحق بضع قطعٍ نقدية أن أعاني كل هذا الألم ...؟؟
هل تستحق تلك القطع أن نتناثر فتاتٌ هنا وهناك تأكلها النار ...؟؟؟؟
أسرع السائق سيره عله يقلُّ زبونا أخر فيتقاضى منه ما تقاضى منا
أين هو الآن ...؟؟ ماذا جنى ...؟؟
نعم جنى على قلبي المثقل بالحزن على منى الصغيرة التي لفظت الأنفاس وهي
ترتجي أن ترى النور بعينين مطفأتين
جنى على زمرد التي أحست بالنار تأكلها جزءٌ تلو آخر تمد يدها طالبه للعون والنجاة دون طائل
النهايه
بقلمي