المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المبدع الشاب


سلمى
07-03-10, 04:53 PM
إن المبدع في بداية مشواره الإبداعي يخوض الغمار بقلق وحيرة ويتحسس إزاء النقد وتلاطم التوجيهات من قبل الجيل الذي يسبقه وهو يزاحم لإثبات ذاته ووجوده ونيل هويته الإبداعية الخاصة ويلوح مستعجلا، تتسم خطواته بالتوتر والارتباك ويبدي حساسية مفرطة وخجلا إزاء عرض أعماله وهو يستعجل النشر ويكتب أكثر من القراءة وتلوح مداميكه فطرية وعوده أخضر ويتخوف من مقابلة الكبار في مجاله الإبداعي ويصطدم بعد أن يرسم هالة كبيرة على المؤسسات والروابط والاتحادات بأنها ليست سوى مطبات كبيرة بل لا علاقة لبعضها بمناشط الإبداع فتراه يدير ظهره ويشق طريقه وحيدا لا يأبه لنقد الناقدين ولا لملاحظات وانطباعات الملاحظين.
ثمة ضرورة من أن ينزع المبدع الشاب نزوعاً إنسانياً في رؤاه وتوجهاته وأن يخرج عن دوائر الانتماء الضيق وأن يعانق الفكر الإنساني الذي يصطف إلى جانب الإنسان أينما يكون وثمة ضرورة أيضا على المبدع أن يقتنص لحظة الخلود للسمو على لحظة الزمان والمكان المؤقتة والمحدودة وأن تكون نظرته رحبة ذات عمق فني مستلهما انجازات الجهد البشري في مضمار إبداعه لذا عليه أن يتبنى منذ البدء برنامجا قرائيا دقيقا ليعرف أين يضع إضافته التي تحتوي هويته وسماته وقسمات تميزه وفرادته، وعليه منذ البدء أن يحدد مجاله الإبداعي استناداً على ادراكه لقدراته حتى لا يخطئ الدروب وتواجهه المعيقات وكي يتقن أين يتموضع إسهامه الإبداعي في ظل التراكم المعرفي والإبداعي وعليه أن يضع لبنته بدقة في مدماك الجهد الإبداعي الإنساني النبيل والرفيع.
إن تطوير الأدوات وصقلها وتوسيع وتطوير الرؤية وتعميقها يتطلب منذ البدء صبراً وجهدًا ومثابرة ومراساً وتفاعلاً مع المحيط المتزامن ومع إرث التراث والاستفادة من إشارات ذوي الخبرة والنقد في المجال الإبداعي وعيه ألا يخاف في الإبداع لومة لائم وعليه أن يخلق غيومه في لحظات جفاف المشهد المحيط وعليه اقتناص الفرص لإبراز ذاته بكل ترو وحكمة وصمود وليكن التواضع مقوده كي لا يفسد مركبته وقود الغرور.

الــمُــنـــى
07-03-10, 05:29 PM
الفاضلة / سلمى ..
مقال يحتاج منا إلي وقفة صادقة
مع الذات أولا ومع المحيطين بنا ثانيا ..
لذا ..سأعود لاحقاً ...
تقديري وأحترامي

الــمُــنـــى
07-03-10, 09:29 PM
::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله مساءك أختي / سلمى ..
بداية .. لكِ كل الشكر على هذا الطرح الطيب ..
وهذا التواجد الأول والكريم بقسم المقال
راجين من المولى أن ينفعنا وإياك والجميع
بما تخطه أقلامنا وما تجود به قريحتنا ..
أما بعد ..
ثقي أختي الفاضلة أن هناك الكثير من البديهيات والمُسلماتْ
التي لو عملنا بها وأمنا بها لكن واقعنا بغير ما نرآه دوما
سواء من الطرف الأول ( الناقد ) أو من الطرف الثاني وكما أسميته ( المبدع الشاب )


ما كان الرفق في شي إلا زانه .. ( خاصة من طرف الناقد )
إن الكبر صفة مذمومه سواء كان صاحبها مبدع أو غير مبدع ( فهذه الصفة كفيلة لأن تجعل المرء لا يتقبل النصح والتوجيه ، ويُكابر وإن كان على خطأ )
أن المرء لا يُولد عالما ( من هنا فصفة المثابرة والمتابعة والحرص على تطوير الذات بكل ما أتيح لها من فرص مطلب أساسي وللجميع للوصول للهدف المنشود ) .
أن الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تُؤتي أُكلها كل حين .. ويستحقها ( المبدع وغير المبدع ) في كل زمان ومكان .
أن النقد بوجه عام سبب من أسباب تقدم العلوم بمجملها والأشخاص والمجتمعات عموما .
أن الأنسان بفطرته لا يقبل الأسلوب الجاف والصلف والهجومي ولا يستسيغه ولكن حين يوجد الأسلوب الراقي حتما سيستقبل النقد والتوجيه بصدر رحب . ( سواء أكان مبدعا أم لا ) .
أن في شريعتنا الإسلامية الكثير من الشواهد التي تقبل فيها الصحابة رضوان الله عليهم النقد بل وطالبوا الغير بتوجيهم والأخذ بيدهم من ذلك ..
قول أبو بكر الصديق للصحابة في بداية توليه للخلافة ( إن أحسنت فأعينوني وإن أسات فقوموني ) ..

كما ورد في الحديث : « أحبّ إخواني مَنْ أهدى إليَّ عيوبي » فلقد اعتبر الإسلام النقد والمؤاخذة على الخطأ (هدية) وترحّم على مهديها .
كما دعا القرآن المسلمين إلى احترام إيجابيات الناس في قوله تعالى : ( ولا تبخسواالناس أشياءهم )

من هنا أختي الفاضلة / أرى أن دور الناقد كبير جدا وعلى عاتقه تقع مسؤلية التطوير من عدمه
والمشكلة الحقيقية قد لا تكمن في الشاب المبدع وكما أسلفتي من عدم تقبله للنقد ( فامثال هولاء قلة )
وإنما تكمن في الناقد بالدرجة الكبرى ..
فهو من بيده أن يملك زمام الأمور من عدمها وهذا بالدرجة الأولى يعتمد على عدة ثوابت :

* على الناقد أن يذكر إيجابيات المنقود ثم يعرج إلى السلبيات وهذا من الأنصاف .
* احترام الناقد إيجابيات الشخص المنقود وحفظها له ، كفيل بأن يفتح أبواب الاستماع إلى ما يقول على مصراعيها ، وبذلك يكون قد حقق الناقد أهداف النقد ، وهو الأرتقاء بالمنقود وكتاباته وهذا ما دعا القرآن إليه الناس في قوله تعالى : ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم )
إلي جوار أدبيات المهنة والعلم الذي يجب أن يكون ملما به على الناقد أن يمتلك الأسلوب الراقي وإلا فقد
بار علمه وما وجد أذنا صاغية لم يقول وحينها لا ألوم الشاب المبدع بقدر ما ألوم الناقد الذي أمتهن عمله بسبب قساوة وفضاضة منطقه ..
وإن كان لينا رفيقا في ما يقول فصدقا يا أخيه سنجد الشاب المبدع هو من يطالب بالنقد لانه سيجد فيه نفعا قيما
يستفيد منه وكما يجب ..وبالشكل الذي يجب

تقديري وأحترامي

حسين الشمري
14-03-10, 01:59 AM
الأخت سلمى النقد مطلب أساسي وخصوصاً للمبتدئين من المبدعين

الشباب ، ولا يوجد أحد فوق النقد الكل تحت النقد فما بالك بالمبتدأ

وكلما كان المبدع واثق من إبداعه ومن نفسه كان أكثر تقبلاً للنقد ، بل

ويسعد بذلك لأنه حتماً سيستفيد مما سيوجه له من نقد ليطور من ذاته

وأدواته والعكس صحيح ، ولكن كل ذلك يعتمد على النقد بهل هو نقد

بناء وأن هدفه سامي من أجل التطوير ومن أجل مصلحة ما ينقد أم أنه

للهدم والتحطيم ومن أجل أهداف أبعد ما تكون إلى البناء وجعل المبدع

يسير في الإتجاه الصحيح .

أما بخصوص التواضع هذه الصفة يجب أن تلازم المبدع سواء في بداياته

أو حتى مع زيادة الحالة الإبداعية ، ومتى ما وجد الغرور طريقه إلى المبدع

فحتماً سيتحول الإبداع إلى فشل لأنه حينها لن يرى أحد بمستواه وأنه وصل

للقمة وبالتالي لن يطور من نفسه .

الأخت سلمى أشكرك على هذه المقالة القيمة وبإنتظار تحفة جديدة لك .