المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الشعر للشاعر محمد محمود الزبيري رحمه الله


الخضيري
03-11-09, 05:17 AM
التعريف بالشاعر محمد محمود الزبيري
الشاعر محمد محمود الزبيري

حياته ولد ونشأ في صنعاء، العاصمة اليمنية العريقة ، وبها بدأ تعلمه وتأثر تأئرا شديدا بتعاليم الصوفية ونعم بها كما لم ينعم بشيء

حياته ولد ونشأ في صنعاء، العاصمة اليمنية العريقة ، وبها بدأ تعلمه وتأثر تأئرا شديدا بتعاليم الصوفية ونعم بها كما لم ينعم بشيء آخر ، ومال إلى الأدب عامة والشعر خاصة ، فدرسه حتى تمكن من نفسه ، فهام به أي هيام . وقبل نشوب الحرب الكونية الثانية انتقل إلى مصر ليتم دراسته ، فالتحق بدار العلوم حصن اللغة العربية ، وقبل أن يتم دراسته فيها عاد إلى اليمن عام 1941 م وكانت الأوضاع فيها متردية ، استشرى فيها الفقر والمرض ، ولم يقم الحكام بواجبهم نحو مكافحة هذين البلاءين ، وزاد الأمر سوءا انتشار الجهل وانتصار حكام اليمن له ، فأذهل هذا الوضع الزبيري فصرخ متألماً :

ماذا دهى قحطان ؟ في لحظاتهم
بؤس وفي كلماتهــــم آلام

جهـل وأمراض وظلـم فــاح
ومخافة ومجاعـة و " إمـام"

لقد اتسعت الشقة بين الشعب اليمني وحكامه ، وترصد كل منهما الآخر وكان لابد للزبيري أن يسعى لإنقاذ شعبه مما هو فيه ، فسعى إلى إقناع الحكام بالسماح لهذا الشعب المسكين أن ينطلق من قيوده ، وقد بذل كل ما في وسعه لتحقيق الخير لبني وطنه ، فمدح الأئمة وأبناءهم ، وصانعهم ولاينهم ، ولكن بلا جدوى، فقد تمكنت قي نفوسهم عقيدة راسخة بأن هذا الشعب لا يحكم إلا بالحديد والنار. ولما يئس من استجابة الحكام لدعوته للإصلاح ، ترك المصانعة وأعلها عليهم حربا ضروسا ، سلاحه فيها شعره المتفجر الملتهب ، فقد كان يعتقد بأن للقلم في مقاومة الطغيان فعل الحديد والنار، وقد عبر عن هذا الاعتقاد نثراً وشعرا فمن ذلك قوله :

" كنت أحس إحساسا أسطوريا بأني قادر بالأدب وحده على أن أقوض ألف عام من الفساد والظلم والطغيان " وفي نفس المعنى يقول شعرا :

كانت بأقطابها مشدودة الطنب
قوضت بالقلم الجبار مملكة

وفي نفس العام الذي عاد فيه من القاهرة استقبلته سجون صنعاء والأهنوم وتعز ولما استطاع محبوه أن يخرجوه من

السجن لم يطق البقاء في اليمن - السجن الكبير كما دعاه - فارتحل إلى عدن سنة 1944 م لعله يستطيع أن ينطلق منها لتحقيق الحرية لقومه ، فعمل على بث روح التضحية والثورة في الشعب اليمنى عن طريق صحيفته التي أصدرها في عدن سنة 1946 م باسم " صوت اليمن " واختاره اليمنيون المقيمون هناك رئيسا للاتحاد اليمني ، وأسلموا له راية الجهاد . . تابع جهاده في عدن رغم مضايقات الإنجليز إلى أن قامت الثورة الأولى بقيادة عبد الله بن أحمد الوزير سنة 1948 م ، قتل فيها الإمام يحي حميد الدين وعدد من أولاده ، فهرع إلى اليمن وعين وزيرا للمعارف ، ولكن هذه الثورة لم تدم أكثر من شهر ، وعادت أسرة حميد الدين للحكم فى شخص الإمام أحمد ابن الإمام المقتول . وفر الزبيري ثانية ، ولكنه وجد الأبواب أمامه موصدة إلا باب الدولة الإسلامية الناشئة في باكستان فالتجأ إليها ، ولقي من شعبها المسلم كل تكريم فقابل هذا التكريم بمثله فتغنى بهذا الشعب الأبي ، وأنشد أجمل قصائده فيه وأذاع روائع شعره من إذاعة الدولة الناشئة . وفي عام 1952 م هرع إلى مصر عندما علم بقيام الثورة فيها ، واستبشر الزبيري خيراً بهذه الثورة عندما لاحت على بداياتها السمات الإسلامية ، فأمل في مساعدة قادتها لليمن ، وما كان يعلم آنذاك ما خبأته الأقدار لليمن على أيدي رجالات هذه الثورة

قام أحمد يحيى الثلايا بثورته الإصلاحية قي سنة1955 م والزبيري بمصر ولكن الثورة فشلت قبل أن يسهم فيها بشيء ، وعاد حكام اليمن اكثر قسوة وأشد تصميما على منهجهم في الحكم ، واستمر الزبيري في مصر يدعو لإنصاف شعب اليمن عن طريق المقالات التي ينشرها في صحيفة " صوت اليمن " التي أعاد إصدارها في سنة1955 م وأخذ يشارك في جميع القضايا العربية والإسلامية بجهده وشعره .

ويئس بعض رفاقه قي الكفاح ، وظل الأمل يحدوه ، وقامت ثورة 1962 م بقيادة عبد الله السلال الذي استدعى الزبيري من القاهرة وسلمه وزارة التربية والتعليم ، ثم عين عضوا في أول مجلس لرئاسة الجمهورية ولكن الياح لم تجر كما شاء لها شاعرنا وقدَّر فانتكست الثورة بحرب أهلية مريرة لم يشهد تاريخ العرب لها مثيلا ، فترك الزبيري الوزارة وأفرغ جهده في إصلاح ما أفسده المفسدون فزار القبائل وعرض نفسه للقتل ، ودعا إلى الوفاق والصلح وحقن الدماء ، وحضر جميع المؤتمرات التي عقدت للصلح ، وكان رئيسا لمؤتمر عمران الذي أصدر قرارات الصلح والوفاق ولكن هذه القرارات جوبهت بالمماطلة في التطبيق . . . وتوالت المؤتمرات في أركويت قي السودان وفي خمر في اليمن . .. وكان الزبيري فيها جميعا داعية الوفاق والإصلاح .

لقد أدرك ـ رحمه الله ـ ، بعد كل ما بذل من جهد أن الدعوة الفردية لا تجدي ، وأنه لا بد من تنظيم يتبنى نظاما مقبولاً لدى الشعب اليمني بأسره يكون بديلا لكل هذه الدعوات التي أغرقته في بحار من الدماء ، ولم يكن الزبيري ليعدل بالإسلام نظاما ، فقد عاش حياته مؤمناً أن لا حياة للمسلمين إلا بالإسلام فسارع إلى إنشاء حزبه باسم " حزب الله " ، فالتف حوله خيرة الرجال في اليمن ، وانطلقت دعوته تجوب آفاق اليمن فتلقى المجيبين والملبين ، وبدأ حملة واسعة قي أرجاء اليمن يخطب الجماهير داعيا إلى ما آمن به ، وانتهى به المطاف إلى جبال " برط " وبينما كان يلقي خطابه انطلقت رصاصات غادرة تخترق قلبه المؤمن ، فسقط شهيدا على تراب اليمن التي وهبها حياته كلها ، وقي هذا اليوم أول نيسان 1965 م صمت الصوت الذي هز اليمن ، هز المخلصين فسارعوا إليه يلبون نداءه ، وهز الحاقدين والمنتفعين والمستعمرين فسارعوا إلى إفراغ حقدهم برصاصات استقرت في القلب الكبير .

من قتل الزبيري ؟ ولماذا لم يلق القبض على القتلة ؟ ولماذا أهمل التحقيق في الحادث ؟ إجابات هذه الأسئلة ستبقى مطوية إلى أن يأتى الزمن الذي يكشفها ويكشف مثيلات لها في أرجاء الوطن الإسلامي الكبير .

آثاره :

أصدر شاعرنا ديوانين : الأول : " ثورة الشعر " الثاني : " صلاة في الجحيم "

وما نشر في هذين الديوانين هو الجزء الأقل من شعره ، ولازالت هناك مجموعات كبيرة من شعره تنتظر من يقوم بطبعها .

صدر للشاعر الكتب السياسية التالية :

ا - دعوة الأحرار ووحدة الشعب 2 - الإمامة وخطرها على وحدة اليمن 3 - الخدعة الكبرى في السياسة العربية 4 - مأساة واق الواق ، تحدث فيه عن مصير جلادي اليمن وعن مصير الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن اليمن وشعبه متبعا أسلوب ، " رسالة الغفران " للمعري .

وله إلى جانب هذه المؤلفات مجموعات من مقالاته وبحوثه السياسية والأدبية تقع في عدة مجلدات . ولا يفوتنا هنا أن نسجل بأن جميع مؤلفات الزبيري والغالبية العظمى من شعره تدور حول مأساة الشعب اليمني الذي أفنى عمره في سبيل قضيته وسقط شهيدا وهو ينادي بحريته .
شعر5:

الزبيري شاعر مطبوع ، تعشق الأدب منذ يفاعته ، وقال الشعر منذ صباه يمتاز شعره بالجزالة والحيوية وهو في نسجه أقرب ما يكون للقدامى لولا المعاني الحديثة التي يتناولها ، وقف شعره تقريبا لقضيته ألكبرى ، حرية اليمن وسعادة شعبه ، فقد هاله ما يعانيه اليمنيون من ظلم الحكام وفتك الأمراض وانتشار الفقر واستيلاء الجهل على الناس ، فحاول محاربة كل هذه الأوبئة بالكلمة ، بالأدب ، بالشعر وكان مؤمناً إيمانا لا يتزعزع بأنه قادر بها أن يخلص شعبه ويسعده .

ولم يخل شعره من الالتفات إلى قضايا الإسلام والمسلمين ، فالتفت إلى قضايا فلسطين وباكستان وكشمير. . . ودافع عنها وبيّن وجه الحق فيها . .. . . ولم يستطع شاعر عربي قبل الزبيري أن يصور بشعره الظلم والظالمين . بمثل القوة التي صورهما بها ، وأن يرسم للطغاة صورا تكشف حقيقتهم وتسخر من جبروتهم بمثل ما رسمها ، وقارئ دواوينه لا ينفك يطالع هذه الصور المعبرة واللقطات الحية .... .. .

مختاراتنا من شعره :

راعينا في اختيارنا أن تكون هذه المختارات ممثلة لجوانب ثلاثة : حبه لليمن وسيطرة هذا الحب على نفسه ، واهتمامه بالقضايا الإسلامية ، وتصويره للطغيان .

ا - " الحنين إلى الوطن " : وهي قصيدة تعبر تعبيرا عميقا عن شدة حبه لوطنه وبني وطنه .

2 - " محنة الإسلام " " وهي قصيدة ألقاها ترحيبا بالدكتور عبد الوهاب عزام عند قدومه إلى الباكستان سفيرا لمصر، وفيها تصوير للحال الذي آل إليه المسلمون ، ولم يضع الشاعر عنوانا لهذه القصيدة ، فوضعنا لها هذا العنوان الذي يناسب موضوعها العام ، وقد اخترنا من القصيدة الجزء الذي تحدث فيه الشاعر عن محنة الإسلام .

3- " رثاء شعب " ، بدأ نظمها إثر مصرع الثورة اليمنية سنة 1948 م ، يقول الشاعر عن ظروف نظم القصيدة ، نظمتها وأنا مطارد في الهند ، هارب من البشر محظور علي أن أمشي عليك ظهر الأرض " اسمي مسجل في القائمة السوداء في مصر .

4 - " عالم الإسلام " ألقاها في مؤتمر إسلامي حاشد في باكستان .





ماذا دهى قحطان؟ في لحظاتهم

بؤس وفي كلماتهم آلام

جهل وأمراض وظلم فادح

ومخافة ومجاعة وإمام

والناس بين مكبل في رجله

قيد وفي فمه البليغ لجام

أو خائف لم يدر ما ينتابه

منهم أسجن الدهر أم إعدام

والاجتماع جريمة أزلية

والعلم إثم والكلام حرام

والمرء يهرب من أبيه وأمه

وكأن وصلهما له إجرام

والجيش يحتل البلاد وماله

في غير أكواخ الضعيف مقام

يسطو وينهب ما يشاء كأنما

هو للخليفة معول هدام

والشعب في ظل السيوف ممزق

الأوصال مضطهد الجناب يضام

وعليه إما أن يغادر أرضه

هرباً وإلا فالحياة حمام

نثروا بأنحاء البلاد ودمروا

عمرانها فكأنهم ألغام

أكلوا لباب الأرض واختصوا بها

وذوو الخصاصة واقفون صيام

إلى أن ينتهي الى التحريض على الثورة والنضال داعياً ومحمساً:

يا قوم هبوا للكفاح وناضلوا

إن المنام عن الذمام حرام

لن يبرح الطغيان ذئباً ضارياً

ما دام يعرف أنكم أغنام

فتكلموا كيما يصدق أنكم

بشر ويشعر أنه ظلام

وتحركوا كي لا يظن بأنكم

موتى ويحسب أنكم أصنام

الخضيري
03-11-09, 05:19 AM
شعر ال************يري
من قصيدة ثورة
سجل مكانك في التاريخ ياقلم
فهاهنا تبعث الأجيال والأمم

هنا القلوب الأبيات التي اتحدت
هناالحنان هنا القربى هنا الرحم

هنا الشريعة من مشكاتها لمعت
هنا العدالة والأخلاق والشيم

هنا البراكين هبت من مضاجعها
تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهم



من قصيدة "في سبيل فلسطين"

ما للدماء التي تجري بساحتها
هانت فما قام في إنصافنا حكم

ما للظلوم الذي اشتدت ضراوته
في ظلمنا نتلقاه فنبتسم

نرى مخالبه في جرح أمتنا
تدمى ونسعى إليه اليوم نختصم

يا قادة العرب والإسلام قاطبة
قوموا فقد طال بعد الصبح نومكم



أبيات من قصيدة "عالم الإسلام"

يا وفود الإسلام تاريخكم ضخم]
ولكن هل فيكم من يعيده

أنتم عالم من المغرب الأقصى
إلى الشرق خافقات بنوده

عالم واحد وإن زعمته
ألف شعب ثغوره وحدوده

عالم مسلم عنيد فلا
تنهيده ممكن ولا تهويده

سوف يبقى حقيقة تملأ
الأرض ويفنى عدوه وحسوده


ومذبذبين تلوّنا وتردداً
لعنتهم الحسنات والآثام
قلنا ارفعوا الأسواط عن أجسادكم
قالوا لنا لوم الإمام أثامُ
تالله مابهم الإمام وإنما
ولعوا بسوط المستبدّ وهاموا
باعوا الضمائر للمهانة مثلما
تبتاع للحمل الثقيل سوام
وإذا ثوت بين الضلوع بهائم
قويت على حمل العصا الأجسام

الخضيري
03-11-09, 05:50 AM
خرجنا من السجن شم الأنوف كما تخرج الأسد من غابها
نمر على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابها
ونأبى الحياة, إذا دنست بعسف الطغاة وارهابها
ونحتقر الحادثات الكبار إذا اعترضتنا بأتعابها
ونعلم أن القضا واقع وأن الأمور بأسبابها
ستعلم أمتنا أننا ركبنا الخطوب حناناً بها
فإن نحن فزنا فيا طالما تذل الصعاب لطلابها
وإن نلق حتفاً فيا حبذا المنايا... تجيء لخطابها
أنفنا الإقامة في أمة تداس بأقدام أربابها
وسرنا لنفلت من خزيها كراماً, ونخلص من عابها
وكم حية تنطوي حولنا فننسل من بين أنيابها

الخضيري
03-11-09, 06:07 AM
الحنين إلى الوطن



ذكـريات فاحــت بريــــا الجنـــــــــان ............فسبت خاطـري وهزت جنــــانــي


عمـــــر في دقيقـــة مستعــــــــــــــاد............ ودهـــور مطلــــة في ثوانـــــــــي


فكأن الماضي تأخــر في النفـــس................ .. أو استرجعـت صداه الأمانـــي


ما وجـدنا وراءهــــا غيـر غابــــــات............. . وحوش مـن الدمــاء قوانــــــي


لم تهوم للنوم عين ولـم تهـــــــدأ................ .. لنا مهجـــــــة مـن الخفقــــــــان


ما يهـب النسيــــم إلا وجدنــــــــا.................. طيــــهُ زفـــــرة مـن الأوطـــــــــان


تحمــل الطــل للريــاض و تذكـــي.................. في الحشا لفـحــــة من النيــــران


آه ويح الغريـب مــــاذا يقـــاســـي................. من عـذاب النـــوى وماذا يعانــــي


كُشفت لي في غربتي ســــــوءة..................... ... الدنيا ولاحت هِِناتها لعِِيانــــي


كلمــــا نلـــــت لـــذة أنـذرتنـــــي .....................فتلفـــت خيفـــــة مـن زمانــــــي


وإذا رمـــت بسمـــــة لاح مــــرآي.................. وطنــــي فاستفــــزني ونهانــــي


ليس في الأرض للغــريب ســـوى................. الدمع ولا في السماء غير الأماني


حطميني يا ريح ثم انثـــري أشـــلاء. .............. روحـــى في جو تلك الجنــــــــان


وزعينــي في كل حقل على الأزهار ............. . بيـــن القـــــــدود والأغصـــــــــان


زفراتي طـوفـــي سمـــــاء بــــلادي.............. وانهلي مــن شعاعهــــــا الريــــــان


أطفئي لوعتي بها واغمسي روحي . ............... فيها وبــــــــــردي ألحـــــانــــــي


وصِلي جيرتي وأهلـــــي وأحبابـــي . ............... وقصي عليهمــو مــا دهانـــــــي


وانثـــري فــــي ثراهمــــو قبلاتــــي ............... واملئي رحب أفقهـــــم من جنــاني


وسليهم ما تصنع الروضــــة الغَّنـــــا . ........... . وأدواحهـــا الطــــوال الدوانــــي


هل رثانـي هـــزارها هــل بكانـــــي ............... ورقهـــا هـل شجاه مـا قد شجانـي


ليت للروض مهجـــة فلعـــل الدهـــر................... يبكيــــــــه مثــــــــــــل مـــا أبكانـي


طاردتني البـلاد تستنبــط الخالـــص ..................... مـن منطقــي ومــن وجدانـــــــي


ورمت بي كي تستريح لآهـاتــــــي ...................... وألحاني العــــذاب الحســـــــــان


ليس تهوى منى سوى الصــــــــوت...................... يشجيها وإن كان فيه هـدم كيـافي


يُقتني العود غاليا ثم لا يرجـــــــــى . ...................... انتفـاع منــه بغيـــــر الدخــــــات


فلئن لم أعد إليها فقــد خلـــــدت ......................... . في سمعها شجـيَّ الأغانـــــــي


وطني أنت نفحـــة الله مـــا تبـــــرح.................... لا عــن قلـــبي ولا عـــن لسانــــــي


صنع الله منـــــــك طينـــــــة قلبــي .................... وبرى مــن شـــــــذاك روح بيانـــــي


هاك ما قـــد طهرتــه لك في دمعي ......................... ومـا قــــد صهرتــــــه في جَنانـــــي


شعلة القلب لو أُذيعـــت لقالــــــوا :........................ مــر عبـــر الأثيــــر نصــــل يمانــــي

الخضيري
03-11-09, 06:08 AM
من ديوان صلاة في الحجيم)

الشاعرية في روائع سحرها ********* أنت الذي سويتَّها وصنعتَها

مالي بها جهدٌ, فأنت سكبتَها ******** بدمي وأنت بمهجتي أودعتَها

أنت الذي بشذاكَ قد عطرتَها ******** ونشرتَها بين الورى وأذعتَها

وقَفَتْ لساني في هواك غناءَها ******* فإذاتغنت في سواكَ قطعتُها

يتَمتَ روحي في علاكَ, وصغتَها ****** بسناكَ , ثم طردتَها وفجعتَها

أبعدتني عن أمة أنا صوتها ********* العالي فلو ضيَعتَني ضيعتُها

حملتني آلامها ودموعها ********* ومنعتني عن وصلها , ومنعتها

ناديت أشتات الجراح بأمتي ******* وجمعتها في أضلعي وطبعتَها

ما قال قومي : آه ...إلا جئتني ****** فكويت أحشائي بها ولسعتها

عذبتني وصهرتني, ليقول ********* عنك الناس هذي آية ٌ أبدعتها


21-05-2008, 02:56 pm

الخضيري
03-11-09, 06:09 AM
قصيدة للزبيري يناضل بها سلوكاً وقولاً:


علت بروحي هموم الشعب ************ وارتفعت بها إلى فوق ما قد كنت أبغيه


وخولتني الملايين التي قتلت ************حق القصاص على الجلاد أمضيه


عندي لشر طغاة الأرض محكمة ************ شعري بها شر قاض في تقاضيه


ادعو لها كل جبار وأسحبه من عرشه ************تحت عبء من مآسيه


يحني لي الصنم المعبود هامته************إذا رفعت له صوتي أناديه


أقصى أمانيه مني أن أجنبه ************ حكمي وأدفنه في قبر ماضيه


وشر هول يلاقيه ويسمعه ************صوت الملايين في شعري تناجيه


وأن يرى في يدي التاريخ أنقله ************ بكل ما فيه للدنيا وأرويه


يرى الذي قد توفي حكم قافية مني ************ فيمعن رعبا في توفيه


وليس يعرف أني سوف ألحقه ************ في قبره ازداد موتاً أو مرائيه


أذيقه الموت من شعري وأزجره ************ أشد من موت عزرائيل قوافيه


موت تجمع من حقد الشعوب على ************ الطغيان فازداد موتا في معانيه


سأنبش الآن من تحت الثرى حمماً ************قد انضجته قرون من تلظيه


واجمع الدمع طوفاناً أزيل به ************ حكم الشرور من الدنيا وأنفيه


أحارب الظلم مهما كان طابعه ************البراق أو كيفما كانت أساميه


جبين جنكيز تحت السوط أجلده************ ولحم نيرون بالسفود أشويه


سيان من جاء باسم الشعب يظلمه ************ أو جاء من "لندن" بالبغي يبغيه


"حجاج حجة" باسم الشعب اطرده ************ وعنق "جنبول"

الخضيري
03-11-09, 06:10 AM
نهاية التجربة


(من ديوان ثورة الشعر)



خرجنا من السجن شم الأنوف *********** كما تخرج الأسد من غابها

نمر على شفرات السيوف *********** ونأتي المنية من بابها

ونأبى الحياة, إذا دنست *********** بعسف الطغاة وارهابها

ونحتقر الحادثات الكبار *********** إذا اعترضتنا بأتعابها

ونعلم أن القضا واقع *********** وأن الأمور بأسبابها

ستعلم أمتنا , أننا *********** ركبنا الخطوب حناناً بها

فإن نحن فزنا فيا طالما *********** تذل الصعاب لطلابها

وإن نلق حتفاً فيا حبذا *********** المنايا... تجيء لخطابها...!

أنفنا الإقامة في أمة *********** تداس بأقدام أربابها

وسرنا لنفلت من خزيها *********** كراماً, ونخلص من عابها

وكم حية تنطوي حولنا *********** فننسل من بين أنيابها

الخضيري
03-11-09, 06:11 AM
مساء في الحسيني

حبيبي ما أحيلاه مساءً
حوانا في فراديس الحسيني
تألق بدرُه الوضاء ثغراً
تقبله القلوبُ بمقلتين
وهب نسيمه الخفاق رخواً
له توقيع قبلة عاشقين
ووادٍ في «الحبيل» بدا أنيقاً
يكاد سناه يُلمس باليدين
جبال من رمال قائمات
وماء دافق في الضفتين
ونخل باسقات جنب بحرٍ
من الأعشاب قيد الناظرين
كأن الأرض غانية لعوب
تميس من الدلال ببُردتين
تجرد نصفها والنصف كاس
فلاحت روعة في الحالتين
رأيت مناظرا حسنتْ وطابت
ولكني رأيت بنصف عين

الخضيري
03-11-09, 06:12 AM
ربيع الجمال

نَمْ على صدري فأنتَ الأملُ
يا ضياءً عانقتْه الـمُقَلُ
يا حبيباً لم يدع في مهجتي
موضعاً فيه حبيبٌ أول
كلّما تبدو يُغنّي خاطري
لحنَ حبّي ويرقّ الغزل
ويرفّ القلبُ أشواقاً كما
رفّ في الروض الربيعُ الخضِل
كلُّ ما فيكَ جميل ساحرٌ
والذي تجهل منه الأجمل
مقلةٌ نعساءُ فيها كمنتْ
فتنةٌ تسبي وسِحرٌ يقتل
وقوامٌ جال في أعطافهِ
وحواشيه الصِّبا المقتبِل
ودلالٌ ساحرُ الفنِّ لهُ
عند مُضناكَ شفيعٌ يَقبل
الدجى وسنانُ والنجمُ على
فمه حار سؤالٌ مُعضِل
وأنا في معبد الحبِّ أرى
راهباً معتزِلاً يبتهل
أَتغنّاكَ حبيباً مُسْعِداً
عِقْدُ آمالي به مُتَّصل
إيهِ حَدّثْني عن الحبّ فما
مثلُه راق لظامٍ مَنْهل
وابتسمْ كالزهرة الوسنى التي
جادها صوبُ الغمامِ الـمُسْبِل
واهجرِ الماضي وذكراه فما
مات قد أحياه لي المستقبل

الخضيري
03-11-09, 06:14 AM
استقبال الدكتور عبدالوهاب عزام عند قدومه سفيرا لمصر في باكستان بفندق متروبول كراتشي

أهــلا بـعزام وسـهلا iiبـه مـن شـعبه جـاء إلـى iiشعبه
تـنال بـاكستان مـن iiروحـه مـا نـال وادي النيل من iiقلبه
كـلاهما يـكسب مـن iiعـطفه ومــن أيـاديه ومـن iiحـبه
كـل امـرئ يحسبه من iiهوى يـنمي الـى أهـليه ، أو سربه
وكــل قـطـر زاعـم أنـه مـن مـائه صـيغ ومن iiتربه
وكــل أفــق يـدعـيه لـه مـن زهـره الـغر ومن iiشهبه
الـديـن يـدعوه إلـى iiربـه والـعلم يـصبيه إلـى iiكـتبه
والـشـعر يـبـغيه iiلأحـلامه هـيمان في الروض وفي iiدربه
والـوطن الـمحتل يـشكو iiله خـطبا ويـدعوه إلـى iiطـبه
يـستنجد الـرحمة فـي قـلبه ويـسـتمد الـرأي مـن لـبه
والـقلم الـشاعر فـي أنـملي يـنـازع الـكل عـلى iiجـذبه
آخـذه رفـقا فـإن لـم iiأفـز بـالرفق صـممت على iiغصبه
فـهو الـمنى مـن حازها iiكفه فـالصيد كـل الصيد في كسبه
يـاكـرم الـنيل ويـا iiجـوده لـكل قـطر ضـج مـن iiجدبه
بـعثت أحـلى جـدول iiسلسل تـذيق بـاكستان مـن iiعـذبه
أنـهـار بـنجاب بـه iiتـلتقي لـقيا جـوى وافـى إلـى iiحبه
قـد طـالما هـام إلـى iiوردها وطـالما هـامت إلـى iiشـربه
هـش لـه تـيارها وازدهـى زهـوالثرى هـش إلـى iiسحبه
تـعـبه عـبـا ويـعـدو بـه خـضمها نـشوان فـي iiوثـبه
فـكـل مـوج طـامح iiشـامخ كـأنـه الأهـرام فـي عـجبه
وكـل نـبع واثـب صـاخب كـأن روح الـنيل تـجري به
عـزام ، يـا مـن روحه iiشعلة تـكشف لـلشرق دجـى iiخطبه
يـا هـبة الـنيل ، إلـى أمـة تـهيم فـي النيل ، وفي iiشعبه
انـظر إلـى الإسـلام ما iiباله أجـمعت الـدنيا عـلى iiحربة
قـاطـعه ، حـتـى iiحـواريُّه وأجـفلوا عـنه ، وعـن قربه
عـلام هـذا الـخوف من نوره وفـيم هـذا الـضيق من رحبه
وكـيـف نـخشاه عـلى iiأمـة من روحه صيغت ، و من iiكسبه
سـادت عـلى الـدنيا iiبسلطانه وراعـت الأعـداء من iiعضبه
وجـاء عـهد جاهل ما انطوى مـن مجده الماضي ، ومن غيبه
يـأخـذ مـن أعـدائه iiرأيـه فـي سعيه الأعمى ، وفي iiدربه
ويـقبل الـزعم بـأن الـدواء فـي كـفه يـفضي إلـى iiنحبه
يـخجل من روح ، به iiأعْرَقَت كـأنـما يـخجل مـن iiذنـبه
وانـظر إلـى الأوطان iiمنكوبة تـخبط فـي الـليل في iiرعبه
فـي كـل أرض وطـن iiموثق يـعيش فـي القيد ، وفي كربه
قـد عـقه الـخارج من iiصلبه وخـانـه الـنابت مـن تـربه
قـسـوا عـليه ، وهـم iiأهـله فـي مـحن الدهر وفي iiخطبه
قـد شـاركوا الطاعم من لحمه وسـاعدوا الغاصب في iiغصبه
يـرتزق الـخائن مـن iiبـيعه يـسعى مـع الساعي إلى صلبه
ألـسـنة تـهـذي iiلـتـضليله وأنـمـل تـمـتد فـي iiسـلبه
يـعطونه فـي خـطبه iiأدمـعا تـزيد فـي الخطب وفي iiجلبه
مـا فـعل الإسـلام في iiشرقه مـن أجل كشمير ، وفي iiغربه
يـستنجد الـجرح بـنا iiصارخا فـنمسك الأيـدي عـن iiرأيـه
فـما هـو الإسـلام مـا iiشأنه ومـا انـسياق الناس في ركب
إن كـان لـفظا خـاويا iiزائـفا فـلنجمع الأمـر عـلى iiشطبه
أو كــان شـرا فـلنندد iiبـه ولـنطلع الـدنيا عـلى iiثـلبه
أو كـان جـبنا أن يرانا iiالورى مـن ذادة الـدين ومـن iiحزبه
فـها هـي الـيابان مـا بـالها لـم تـقتف الـغرب ولم iiتشبه
ألـيس يرضي الغرب منا iiسوى أن نـنزع الأرواح فـي iiحـبه
ألـيس يـكفيه ، بـأنا iiنُـرى فـي قـيده العاتي ، وفي iiثوبه
عـزام ، هـذي زفـرة iiأطلقت مـن لـهب الـروح ومن iiذوبه
ثارت على صمتي ، وضاقت به وفـجرت دمـعي ، مـن غربه
فـي مـوكب اللقيا يذيع iiالهوى ويـخرج الـمستور من iiحُجبه
ويـذهل الـعاشق عـن iiعـقله ويـكشف الـهيمان عـن iiقلبه

الخضيري
03-11-09, 06:15 AM
صرع الضمير

محمد محمود الزبيري . اليمن

حينما قدمت إلى اليمن من مصر حوالي عام 1941م انهالت علي نصائح الأصدقاء والأقرباء بأن ألزم الصمت والخمول وأغض الطرف عن كل ما أراه من شررو وأعكف في عقر داري 000 ولا أتحرك منها الا إلى المقام الشريف أو أنصار المقام الشريف وقيل لي : إذا أردت أن تعيش سعيدا مع أهلك وأن تنال المرتب والوظيفة فلا بد ان تتبع هذه التعاليم أما إذا رفضت هذه التعاليم فلا تنتظر غير بلايا ورزايا ومحنا متلاحقة وقد حذروني أشد التحذير من أن ألقي خطبة أو محاضرة أو أجتمع بأي فرد مستنير وفي هذا الجو المكفهر جاشت نفسي بهذه القصيدة 0

مــت فــي ظـلـوعك يــا iiضـمير وادفـــن حـيـاتـك فــي iiالـقـبور

إيــــــــاك والاحـــساس فـالد دنـــــــيا الـــعريضة للصخور

لا تـطـمـئـن الــــى iiالـعـدالـة فــــهـــي بــهــتــان وزور
لا تـنـسـبـن إلــــى iiالـثـقـافـة فـــهــي داعــيــة iiالــثـبـور
حـــطــم دمـــاغــك iiإنــــه شــــر بــرأســك iiمـسـتـطـير
مـــــزق فـــــؤادك iiإنــــه يــــؤذي الـخـلـيـفة iiوالأمــيـر
لا تــنـطـقـن الــحــق iiفــــهـ و خــرافــة الـعـصـر iiالـغـريـر
لا تــنــتـصـر لــلـشـعـب iiإن ن الــشـعـب مـخـلـوق حـقـيـر
لا تــطـمـحـن 0 فــلــسـت iiأكـ ـثــر فــي الـحـياة مــن الـحـمير
لـــن تــرتـدي غــيـر iiالـلـجا م ولـــن تــذوق ســوى iiالـشـعير
واحـــذر تـصـدق رؤيــة الـعـي نــيــن أو نــبــض iiالـشـعـور
فـــإذا نــظـرت دجـــى iiفــأع لـــن أنـــه الـصـبـح iiالـمـنير
وإذا تـــرى الـشـيـطان iiعــربـيـ ـدا فـــقــل مــلــك iiطــهــور
لا تــنــه عــمـا قـــد تـــراه مــــن الـفـظـائـع iiوالــشـرور
فـالـنـصح مــن شــؤم iiالـفـضول ومــــن أضــالـيـل iiالــغـرور
آه لـــمــصــرع iiأمـــــــة دفــنـت ومـــا بـرحـت iiتـسـير
دانــــت أســــود الــغـاب iiوهـ ـي الــيــوم دود فـــي iiالـقـبـور
لــم تـسـترح مــن رعــب iiديـجو ر ولا مــــن عــــبء iiنــيـر
يـخـشـى الـتـنـفس فــي iiهــواه والــتـحـرك وســــط iiنــــور
فــخـذوه مـــن ســجـن iiالـبـغاة فـــإنــه شـــــؤم iiخــطـيـر
واعــنـوا بــه قـبـل iiالـلـصوص وقــبــل أربــــاب iiالــفـجـور
أيــقـوم يـنـهـى الــنـاس iiعــنـ ـد خــلــيــفـة الله iiالــكــبـيـر
إن الإمــــامـــة iiعــصــمــة عـظـمـى تــجـل عــن الـنـكير
والأمــــر بـالـمـعروف iiكـــفـ ـر بــالـمـلـيـك وبــالــوزيــر
لا تــتـركـوا قــلـمـا iiيـسـطـر أو دمــــاغـــا يــســتـنـيـر
لاتــأمـنـوا الــعـقـل iiالـمـفـكر فـــهــو خـــــوان iiكــفــور
لا تــنــشــروا الــعــرفـان إلا فــــي الــمـبـادئ والــقـشـور
فـالـعـلـم يـكـتـشـف iiالــــزوا يــــا والـخـبـايـا iiوالــسـتـور
ودعـــوا لــنـا شــعـب iiنـحـنـ ـنــطــه بــأوهــام iiالـعـصـور
ونــذيــقـه نــومــا iiيــغــط ـط بـــه إلـــى يـــوم iiالـنـشور

الخضيري
03-11-09, 06:16 AM
رثاء شعب

محمد محمود الزبيري . اليمن



بدأت المرثاة على إثر مصرع الثورة اليمنية الدستورية عام

1948م وأنا مطارد في الهند ، هارب من البشر محظور علي أن أمشي

على ظهر الأرض ، اسمي مسجل في القائمة السوداء بمصر في عهد

فاروق ، فلما سقط الطاغية ، وحررتنا ثورة 23 يوليو أتممت المرثاة

الضارية في حدائق قصر المنتزة بالإسكندرية بعد أن أصبح ملكا للشعب

وبذلك تحول القصر الباذخ وجنانه الفيحاء بفضل الثورة المجيدة من

محراب تعبد فيه سلالة الملوك وتتولد عناصر الفساد وتلعب وترتع ،

إلى ساحات يجلد فيها الطغاة وتسحبهم فيها لعنات الشعب على وجوههم

مـا كـنت أحسب أني سوف iiأبكيه وأن شِـعري إلـى الـدنيا سـينعيه
وأنـني سـوف أبـقى بـعد iiنكبته حـيا أمـزق روحـي فـي iiمراثيه
وأن مـن كـنت أرجـوهم iiلنجدته يـوم الـكريهة كـانوا مـن iiأعاديه
ألـقى بـأبطاله فـي شـر iiمـهلكة لأنـهـم حـقـقوا أغـلى iiأمـانيه
قـد عـاش دهراً طويلا في iiدياجره حـتى انـمحى كـل نور في مآقيه
فـصار لا الـليل يـؤذيه iiبـظلمته ولا الـصـباح إذا مـا لاح iiيـهديه
فـإن سـلمت فـإني قـد وهبت iiله خـلاصة الـعمر مـاضيه ، iiوآتيه
وكـنت أحـرص لو أني أموت iiله وحـدي فـداء ويـبقى كـل iiأهليه
لـكـنه أجــل يـأتـي iiلـموعده مــا كـل مـن يـتمناه iiمـلاقيه
ولـيس لـي بعده عمر و إن iiبقيت أنـفاس روحـي تـفديه ، iiوتـرثيه
فـلـست أسـكن إلا فـي iiمـقابره ولـسـت أقـتات إلا مـن iiمـآسيه
ومـا أنـا فـيه إلا زفـرة iiبـقيت تـهيم بـين رفـات مـن iiبـواقيه
إذا وقـفـت جـثا دهـري iiبـكلكه فـوقي وجـرَّت بـيافوخي iiدواهيه
وإن مـشيت بـه ألـقت iiغـياهبه عـلى طـريقي شـباكا من iiأفاعيه
تـكـتلت قــوة الـدنيا iiبـأجمعها فـي طـعنة مزقت صدري وما iiفيه
أنـكبة مـا أعـاني أم رؤى iiحـلم سـهت فـأبقته فـي روحي iiدواهيه
أعـوامنا فـي الـنضال المرّ iiجاثية تبكي النضال ، وتبكي خطب iiأهليه
بـالأمس كانت على الطغيان iiشامخة تـجلوه عـاراً عـلى الدنيا iiوتخزيه
وارتـاع مـنها طـغاة ما لها iiصلة بـهم ، ولا كـان فـيهم من iiتناويه
لـكـنهم أنـسوها شـعلة iiكـشفت مـن كـان عريان منهم في iiمخازيه
فـأجمعوا أمـرهم للغدر ، iiوانتدبوا لـكيدنا كـل مـأجور ، iiومـشبوه
واسـتـكلبت ضـدنا آلاف iiألـسنة تـسومنا كـل تـجريح ، iiوتـشويه
مـن كـل مـرتزق لو نال iiرشوتنا أنـا لـنا كـل تـبجيل ، وتـنويه
وكـل طـاغية لـو تـرتضي iiمعه خـيـانة الـشعب جـاءتنا iiتـهانيه
وكـل أعـمى أردنـا أن نـرد iiله عـينيه ، فـانفجرت فـينا iiلـياليه
وكـل بـوق أصم الحس لو iiنبحت فـيـه الـكلاب لـزكاهتا مـزكيه
وألَّـبوا الشعب ضد الشعب iiواندرأوا عـليه مـن كـل تـضليل وتمويه
يـا شـعبنا نصف قرن في iiعبادتهم لـم يـقبلوا مـنك قـربانا iiتـؤديه
رضـيتهم أنـت أربابا وعشت iiلهم تـنـيلهم كـل تـقديس ، iiوتـأليه
لـم ترتفع من حضيض الرق iiمرتبة ولـم تـذق راحـة مـما iiتـقاسيه
ولا اسـتطاعت دمـوع منك iiطائلة تـطهير طـاغية مـن سكرة iiالتيه
ولا أصـخت إلـينا مـعشراً iiوقفوا حـياتهم لـك فـي نـصح iiوتوجيه
نـبني لـك الـشرف العالي iiفتهدمه ونـسحق الـصنم الـطاغي iiفتبنيه
نـقضي على خصمك الأفعى iiفتبعثه حـيا ونـشعل مـصباحا iiفـتطفيه
قـضيت عـمرك مـلدوغا ، وهأنذا أرى بـحـضنك ثـعـبانا iiتـربيه
تـشكو لـه مـا تلاقي وهو iiمنبعث الـشكوى وأصـل البلا فيما iiتلاقيه
أحـلى أمـانيه في الدنيا دموعك iiتج ريـها ورأسـك تـحت النير iiتحنيه
وجـرحك الـفاغر الـملسوع iiيحقنه سـماً .. ، ويـعطيه طبا لا iiيداويه
فـلا تـضع عُمُر الأجيال في iiضعة الـشكوى فـيكفيك ماضيه ، iiويكفيه
فـما صـراخك في الأبواب iiيعطفه ولا سـجودك فـي الأعتاب iiيرضيه
لا عـنقك الـراكع الـمذبوح iiيشبعه بـطشا ، ولا دمـك المسفوح iiيرويه
فـامدد يـديك إلـى الأحرار متخذا مـنـهم مـلاذك مـن رق iiتـعانيه
مـاتوا لأجـلك ثـم انبتَّ من iiدمهم جـيل تـؤججه الـذكرى ، iiوتذكيه
يـعيش فـي النكبة الكبرى iiويجعلها درسـا إلـى مـقبل الأجـيال يمليه
لا يـقبل الأرض لـو تعطى له iiثمنا عـن نـهجه في نضال ، أو مباديه
قـدكـان يـخلبه لـفظ يـفوه iiبـه طـاغ ، وبـخدعه و عد ، iiويغويه
وكـان يـعجبه لـص يـجود لـه بـلقمة سـلها بـالأمس مـن iiفـيه
وكـان يـحتسب الـتمساح راهـبه الـقديس من طول دمع كان iiيجريه
وكــان يـبـذل دنـياه iiلـحاكمه لأنــه كــان بـالأخرى يـمنيه
وكـان يـرتاع مـن سوط يلوح iiله ظـنا بـأن سـلام ألـرق iiيـنجيه
واليوم قد شب عن طوق ، وأنضجه دم ، وهـزته فـي عـنف iiمـعانيه
رأى الـطغاة بـأن الـخوف يـقتله وفـاتهم أن عـنف الـحقد يـحييه
قـالوا انتهى الشعب إنا سوف نقذفه لــى جـهـنم تـمحوه ، iiوتـلغيه
فـلينطفىء كـل ومض من iiمشاعره ولـينسحق كـل نـبض من iiأمانيه
ولـيختنق صـوته في ضجة iiاللهب الأعـمى وتـحترق الأنفاس في iiفيه
لـنشرب الـماء دمـا مـن iiمذابحه ولـنحتسي الـخمر دمـعاً من iiمآقيه
و لـنفرح الـفرحة الـكبرى iiبمأتمه ولـنضحك الـيوم هزءاً من بواكيه
ولـنمتلك كـل مـا قـد كان يملكه فـنحن أولـى بـه مـن كل iiأهليه
ولـينسه الـناس حـتى لا يقول iiفم فـي الأرض ذلك شعب مات iiنرثيه
ويح الخيانات من خانت ، ومن قتلت عـربيدها الـفظ يـرديها iiوتـرديه
الـشعب أعـظم بطشا يوم iiصحوته مـن قـاتليه ، وأدهـى من iiدواهيه
يـغفو لـكي تـخدع الطغيان غفوته وكـي يـجن جـنونا مـن iiمخازيه
وكـي يسير حثيثا صوب iiمصرعه وكـي يـخرَّ وشـيكا فـي iiمهاويه
علت بروحي هموم الشعب iiوارتفعت بـها إلـى فـوق ما قد كنت iiأبغيه
وخـولتني الـملايين الـتي iiقـتلت حـق القصاص على الجلاد iiأمضيه
عـندي لـشر طغاة الأرض iiمحكمة شِـعري بـها شر قاض في iiتقاضيه
أدعـو لـها كـل جـبار ، iiوأسحبه مـن عرشه تحت عبء من iiمساويه
يـحني لـي الـصنم المعبود iiهامته إذا رفـعـت لـه صـوتي iiأنـاديه
أقـصى أمـانيه مـني أن iiأجـنبه حـكمي ، وأدفـنه فـي قبر iiماضيه
و شـر هـول يـلاقيه ، iiويـسمعه صـوت الملايين في شعري iiتناجيه
وأن يـرى فـي يدي التاريخ iiأنقله بـكـل مـا فـيه لـلدنيا iiوأرويـه
يـرى الـذي قـد تـوفي حلم iiقافة مـني فـيمعن رعـبا فـي iiتـوفيه
ولـيس يـعرف أنـي سوف ألحقه فـي قـبره ازداد موتا ، أو iiمرائيه
أذيـقه الـموت مـن شـعر iiأسجره أشـد مـن مـوت عـزريل iiقوافيه
مـوت تجمع من حقد الشعوب على الـطغيان فـازداد هـولا في iiمعانيه
يـؤزه فـي اللظى غمزي ii،ويذهله عـن الـجحيم ، وما فيه ، ومن iiفيه
سـأنبش الآه من تحت الثرى iiحُمما قـد أنـضجته قـرون مـن iiتلظيه
وأجـمع الـدمع طـوفانا أزيـل iiبه حـكم الـشرور مـن الـدنيا وأنفيه
أحـارب الـظلم مهما كان طابعه ال بـرَّاق أو كـيفما كـانت iiأسـاميه
جـبين جـنكيز تحت السوط iiأجلده ولـحم نـيرون بـالسفود iiأشـويه
سـيان من جاء باسم الشعب iiيظلمه أو جـاء مـن " لندن " بالبغي iiيبغيه
" حجاج حجة " باسم الشعب iiأطرده وعـنق "جنبول" باسم الشعب iiألويه

اللميـــاء
03-11-09, 12:00 PM
الخضيري

ما أوردته بالأعلى ليست مجرد قصائد
لكنها بعض من جماليات الشعر
تحمل بصمة رحيق مختوم

إستعذبت ما أثريت به القسم
و إن كنت للأمانة لم أقرأ جميع ما أوردته
لكني سأعود ما بين فينةٍ و أخرى للتلذذ به


مودتي


اللميـــاء!

الخضيري
03-11-09, 12:05 PM
الخضيري

ما أوردته بالأعلى ليست مجرد قصائد
لكنها بعض من جماليات الشعر
تحمل بصمة رحيق مختوم

إستعذبت ما أثريت به القسم
و إن كنت للأمانة لم أقرأ جميع ما أوردته
لكني سأعود ما بين فينةٍ و أخرى للتلذذ به


مودتي


اللميـــاء!






اللميـــاء

اشكر للك المرور والمتابعة والاهتمام

ومرحبا بك في اي وقت وحين

حتما سوف يزدهر متصفحي باطلالتك

لك كل الشكر والتقدير