المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تفرحوا للطير ان جا بلادكم ...


ايوب صابر
24-12-16, 05:33 PM
لا تفرحوا للطير ان جا بلادكم ...

بفرح عارم تلقى العرب موقف أمريكا الأخير في مجلس الامن الذي سمح بتمرير قرار يعارض الاستيطان، وربما ان الدراما التي صاحبت تمرير القرار من حيث عرضه أولا من قلب مصر العربية ثم سحبه تحت الضغوط، ثم إعادة طرحه على مجلس الامن، لكن هذه المرة من قبل أربعة دول أخرى غير عربية، وبإيحاء وتوجيه واضح من امريكا جعل الفرحة مضاعفة وعارمة.

وعلى الرغم من هذه الهيصة التي صاحبت تمرير القرار، والفرحة العارمة التي ما تزال تترد اصداؤها في ارجاء واسعة، وهي حتما فرحة مبررة كون ان هذا القرار يمثل سابقة غير معهودة، وربما يكون له تبعات مستقبلية مهمة...على الرغم من كل ذلك من حق الانسان طبعا ان يستغرب هذا الموقف الأمريكي غير المألوف، ويتساءل لماذا؟ ولماذا الان؟

لقد كان امام الرئيس أوباما وادارته ثمانية سنوات كاملة لاتخاذ موقف شجاع من هذا النوع وفي سبيل دفع دفة السلام، لكنه لم يتخذه طوال كل تلك المدة، بل لقد وضعت ادارته قضية الشرق الأوسط، على أهميتها، طوال فترة حكمه في الثلاجة، وعبرت ادارته أكثر من مرة عن عجزها وتراخيها امام ما اعتبرته قضية مستعصية.

فلماذا الان وكيف نفهم هذا القرار المفاجئ والمغاير؟

أحيانا يشعر الانسان بأن السياسيين الغربين تحديدا يحكمهم ما دامو يزاولون مهامهم كودات وتوجيهات ربما تكون مكتوبة وربما تكون غير مكتوبة، تمنعهم من اتخاذ موقف منصف من القضايا الدولية، وعلى راسها قضية العرب الأولى، لكنهم ما ان يخرجوا من حدود المسؤولية وقيودها وكوداتها حتى تتبدل الاحول ويتبنون مواقف مناقضة لما كانوا يمارسوا اثناء وجودهم في مهامهم الدبلوماسية...

وأحيانا تتكشف لمثل هؤلاء الحقائق اثناء ممارستهم لعملهم فيتبدل حالهم وتتغير مواقفهم من خلال النضوج والمعرفة المتحصلة ميدانيا فيتبنون فور خروجهم من وظيفتهم مواقف تتناقض مع تلك التي كانوا يحاربوا من اجلها...ربما يكون هذا سبب آخر يبرر هذا الموقف الأمريكي المفاجئ في مجلس الامن.

وقد يكون السبب ان الإدارة الامريكية أصبحت على وشك تسليم مهام الحكم الي الرئيس المنتخب وحاشيته، ولذلك أرادوا تسجيل موقف من منطلق " يا رايح اعمل ملايح" كما يقول المثل والحكمة العربية...

الصحيح انه في ظل ارث مواقف إدارة أوباما المناهض للعرب يجد الانسان انه من الصعب هضم هذا الموقف على انه صحوة ضمير جاءت متأخرة وقبل اقل من شهر من الخروج من كرسي الرئاسة... فما هي الاحتمالات إذا؟؟؟!!

اظن ان التاريخ سيسجل بأن الرئيس الأمريكي أوباما واحد من اذكى الرؤساء الأمريكيين على الاطلاق...وهو يفكر بأبعاد متعددة كونه يتيم على الاغلب، وليس كمثل العقول العادية التي ترى الأمور من زوايا ضيقة...ولذلك وصل الي الرئاسة أصلا في مجتمع ما تزال العنصرية مستشريه فيه. كما انه حقق إنجازات كثيرة وعلى رأسها جائزة نوبل للسلام رغم انه لم يضع حربته طوال سنوات حمكه ابدا...

بذكاء شديد سوق نفسه على انه رئيس وداعية للسلام لكنه عمليا كان رئيس للحرب بامتياز...فكيف إذا نفهم موقفه هذا الأخير؟

كل الخشية ان يكون هذا القرار ذرا للرماد في عيون العرب...وهو مقدمة للأسوأ القادم في حربه على الموصل...التي يريد ان يحقق فيها نصره الأخير قبل خروجه من الرئاسة..

لقد رفعت مذابح حلب سقف التوقعات المقبولة لأعداد الضحايا الممكن للحروب ان تقدمهم على مذبح الانتصار الذي تسعى له الجيوش...وربما وفي ظل فشل الحملة ضد الموصل حتى الان يخطط التحالف بقيادة هذا العبقري وخلال الأيام القادمة لحملة شرسة وعلى شاكلة ما جرى في حلب...يعني بالخط العريض حرب إبادة وارض محروقة...يذهب ضحيتها الكثير من المدنيين...نساء وأطفال.

وقد جاء هذا القرار الذي يبدو ظاهريا اصطفاف الي جانب العرب لبرر ما هو قادم من حرب طاحنة يكون ضحيتها الكثير من الأطفال العرب...

وان لم يكن هذا هو السبب فعلا...فلا بد ان هناك سبب آخر غامض وهو لغرض في نفس الرئيس أوباما لا يعرفه الا هو...واشك بعد كل ذلك الأرث من العداء والتراخي والتجاهل ان يكون هدفه الاصطفاف الي جانب العرب...

ولذلك أقول وكما انشد ذلك الحكيم لأهل قريته عندما جاءوه فرحين بقدوم الطير ناحية قريتهم كما ورد في تغريبه بني هلال... حيث انشد:

لا تفرحوا للطير ان جا بلادكم ....ما جاب هالطير الا أمور عجايبه

في اليوم التالي اكتشف اهل تلك القرية ان الطير جاء لأنه فر من جيش عرمرم يزحف تجاه قريتهم وقضى على القرية كما تقول القصة...

وان غداً لناظره قريب ...

الحمداني
25-12-16, 08:50 PM
تحيه إجلال
أخي الكريم
أي طرح تطرحه لابد لي من الوقوف عليه
ويكفيني التمعن في طرحك
وعسى أن تكون لي عودة
فلك خالص التحايا

ايوب صابر
26-12-16, 07:55 AM
شكرًا
الاستاذ عبد الرحمن
الاستاذ الحمداني على المرور

ايوب صابر
26-12-16, 10:52 AM
ورد في الاخبار :

"وفي سياق متصل، قال المقدم في فرقة المدفعية بالجيش العراقي بهاء الزبيدي لوكالة الأناضول إن القوات الأميركية المتمركزة في منطقة الشلالات شمالي الموصل قصفت الأحد مواقع في مناطق بعويزة والسكر والصديق والحدباء والكندي شمالي المدينة.
وأشار إلى أن هذه تعد المرة الأولى التي تقصف فيها القوات الأميركية بالمدفعية أهدافا بعد أن اقتصرت عملياتها سابقا على التدخل الجوي والدعم اللوجستي للقوات العراقية، ولفت إلى أن ذلك جاء بطلب من حكومة بغداد لحماية القوات العراقية من الاستنزاف، مؤكدا أن الإسناد الأميركي سوف يشهد تصاعدا خلال الأيام القليلة المقبلة."

ايوب صابر
08-01-17, 12:51 PM
الاخبار تشير الى البدء بتطبيق سياسة الارض المحروقة في الموصل لعجز القوات المهاجمة على تحقيق اي تقدم ملموس يأتي هذا في ظل رغبة الرئيس رئيس التحالف الاستعماري الحامل لنوبل للسلام ان يخرج من البيت الابيض وهو منتصر في الحرب..

رحم الله أطفال الموصل ضحية هذه الحرب