المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روائع من شعرشاعر اليمن عبد الله البردوني


الخضيري
02-11-09, 10:52 PM
نبذة مختصر للتعريف بالشاعر


http://www.moheet.com/image/53/225-300/533330.jpg
شاعر ثوري عنيف في ثورته، جريء في مواجهته، يمثل الخصائص التي امتاز بها شعر اليمن المعاصر ،، والمحافظ في الوقت نفسه على كيان القصيدة العربية كما أبدعتها عبقرية السلف، وكانت تجربته الإبداعية أكبر من كل الصيغ والأشكال ...

ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن)

أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م.

ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية.

أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح ,,

شاعر اليمن وشاعر .. منتم الى كوكبة من الشعراء الذين مثلت رؤاهم الجمالية حبل خلاص لا لشعوبهم فقط بل لأمتهم أيضا‚ عاش حياته مناضلا ضد الرجعية والدكتاتورية وكافة اشكال القهر ببصيرة الثوري الذي يريد وطنه والعالم كما ينبغي ان يكونا‚ وبدأب المثقف الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚ رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚ لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى ..

هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني‚ أحب الناس وخص بحبه أهل اليمن‚ وهو صاحب نظرة صوفية في حبهم ومعاشرتهم إذ يحرص على لقائهم بشوشا طاويا ما في قلبه من ألم ومعاناة ويذهب الى عزلته ذاهلا مذعورا قلقا من كل شيء .

تناسى الشاعر نفسه وهمومه وحمل هموم الناس دخل البردوني بفكره المستقل الى الساحة السياسية اليمنية‚ وهو المسجون في بداياته بسبب شعره والمُبعد عن منصب مدير إذاعة صنعاء‚ والمجاهر بآرائه عارفا ما ستسبب له من متاعب ...في عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز‚ ترك البردوني دراسات كثيرة‚ وأعمالا لم تنشر بعد أهمها السيرة الذاتية..‚

له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" .

أما دواوينه فهي على التوالي:

من أرض بلقيس 1961 -
في طريق الفجر 1967 -
مدينة الغد 1970
لعيني أم بلقيس 1973
السفر إلى الأيام الخضر 1974
وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 -
زمان بلا نوعية 1979
ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983
كائنات الشوق الاخر 1986 -
رواغ المصابيح 1989

في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر الى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد ان خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..

الخضيري
02-11-09, 10:53 PM
أهم الأحداث في حياة شاعر اليمن البردوني1933-

أصيب بالجدري الذي أدى إلى فقدان بصره.
1934- التحق بـ(كتاب القرية) وفيها حفظ ثلث القرآن الكريم على يد يحيى حسين القاضي ووالده.
1937- انتقل إلى مدينة "ذمار" ليكمل تعلم القرآن حفظاً وتجويداً.. وفي المدرسة الشمسية درس تجويد القرآن على القراءات السبع.
1948- اعتقل بسبب شعره وسجن تسعة أشهر.
1949-انتقل إلى الجامع الكبير في مدينة صنعاء حيث درس على يد العلامة أحمد الكحلاني، والعلامة أحمد معياد.. ثم انتقل إلى دار العلوم ومنها حصل على إجازة في العلوم الشرعية والتفوق اللغوي.
1953- عين مدرسا للأدب العربي في دار العلوم وواصل قراءاته للشعر في مختلف أطواره إضافة إلى كتب الفقه والمنطق والفلسفة.
1954 إلى 1956- عمل وكيلاً للشريعة "محامٍ" وترافع في قضايا النساء فأطلق عليه "وكيل المطلقات".
1958- وفاة والدته (نخلة بنت أحمد عامر).
1959- اقترن بزوجته الأولى "فاطمة الحمامي".
1961- صدر ديوانه الأول "من أرض بلقيس".
1969- عين مديراً لإذاعة صنعاء.
1970- أبعد عن منصبه كمدير للإذاعة، وواصل إعداد برنامجه الإذاعي "مجلة الفكر والأدب".
1970- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
1971- نال جائزة مهرجان أبي تمام بالموصل في العراق.
1974- توفيت زوجته الأولى "فاطمة الحمامي".
1977- اقترن بزوجته الثانية فتحية الجرافي.
1981- نال جائزة مهرجان جرش الرابع بالأردن.
1981-نال جائزة شوقي وحافظ في القاهرة.
1982- أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورة الأديب البردوني كمعوق تجاوز العجز.
1982-تقلد وسام الأدب والفنون في عدن.
1983- نال جائزة وسام الأدب والفنون في صنعاء.
1984- تقلد وسام الأدب والفنون في صنعاء.
1988- توفي والده صالح بن عبد الله الشحف (البردوني).
1990- شارك في مهرجان الشعر العربي الثامن عشر بتونس.
1992- شارك في مهرجان الشعر العربي التاسع عشر بالأردن.
1997- اختير كأبرز شاعر ضمن استبيان ثقافي.
1998-سافر سفرته الأخيرة إلى الأردن للعلاج.
1999- الحادية عشرة من صباح الاثنين 30 أغسطس توقف قلب الأديب عن الخفقان بعد أن خلد اسمه كواحد من أعظم شعراء العربية في القرن العشرين.
[عدل] قائمة الأعمال
[عدل] دواوين
[[[من أرض بلقيس]][1]]] - القاهرة - 1961
[[[في طريق الفجر]][2]]] - بيروت - 1967
[[[مدينة الغد]][3]]] - بيروت - 1970
[[[لعيني أم بلقيس]][4]]] - بغداد - 1972
[[[السفر إلى الأيام الخضر]][5]]] - دمشق - 1974
[[[وجوه دخانية في مرايا الليل]][6]]] - بيروت - 1977
[[[زمان بلا نوعية]][7]]] - دمشق - 1979
[[[ترجمة رملية لأعراس الغبار]][8]]] - دمشق - 1981
[[[كائنات الشوق الآخر]][9]]] - دمشق - 1987
[[[رواغ المصابيح]][10]]] - دمشق - 1989
[[[جواب العصور]][11]]] - دمشق- 1991
[[[رجعة الحكيم ابن زايد]][12]]] - بيروت - 1994
[عدل] أعمال نقدية
رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه - 1972
قضايا يمنية - 1977
فنون الأدب الشعبي في اليمن - 1982
الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية - 1987
الثقافة والثورة - 1989
من أول قصيدة إلى آخر طلقة: دراسة في شعر الزبيري وحياته - 1993
أشتات - 1994
اليمن الجمهوري - 1997
له العديد من الدواوين والدراسات النقدية ومن أهم قصائده التي إشتهر على إثرها عربياً قصيدة "أبو تمام وعروبة اليوم" التي ألقاها في مهرجان المربد والتي قال فيها:

ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب *** وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب

بيض الصفائح أهـدى حين تحملها *** أيد إذا غـلبت يعلو بها الغلب

وأقبح النصر.. نصر الأقوياء بل *** فهم.. سوى فهم كم باعوا.. وكم كسبوا

أدهى من الجهل علم يطمئن إلى *** أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا

ويختمها قائلاً:

"حبيب" مازال فـي عينيك أسئلة *** تبدو.. وتنسى حكاياها فتنتقب

وما تزال بحلقي ألف مبكية *** من رهبة البوح تستحيي وتضطرب

يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا *** ونحن من دمنا نحسو ونحتلب

سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا *** يومًا ستحبل من إرعادنا السحب؟

ألا ترى يا "أبا تمام" بارقنا *** ( إن السماء ترجى حين تحتجب )

هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية يمنية تحتاج للنمو والتحسين، ساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.

الخضيري
02-11-09, 10:59 PM
نماذج من شعر البردوني

1ـ قصيدة أمي
أمي

للشاعرعبد الله البردوني


تـركـتني هـاهنا بـين الـعذاب ومـضت، ياطول حزني iiواكتئابي

تـركـتني لـلشقا وحـدي iiهـنا واسـتراحت وحـدها بين iiالتراب

حـيـث لاجــور ولا بـغي iiولا ذرة تـنـبي وتـنـبي iiبـالخراب

حـيـث لاسـيـف ولا iiقـنـبلة حـيث لاحـرب ولا لـمع iiحراب

حـيـث لاقـيـد ولا سـوط ولا ظـالم يـطغى ومـظلوم يـحابي

خـلـفتني أذكـر الـصفو iiكـما يـذكر الـشيخ خـيالات الـشباب

ونــأت عـني وشـوقي حـولها يـنشد الماضي وبي-أواه- ما iiبي

ودعـاهـا حـاصد الـعمر iiإلـى حـيث أدعـوها فتعيا عن iiجوابي

حـيـث أدعـوها فـلا iiيـسمعني غـير صـمت القبر والقفر iiاليباب

مـوتـها كــان مـصابي iiكـله وحـياتي بـعدها فـوق iiمـصابي

أيـن مـني ظـلها الـحاني iiوقـد ذهـبت عـني إلـى غـير iiإياب

سـحبت أيـامها الـجرحى iiعـلى لـفحة الـبيد وأشـواك الـهضاب

ومـضت فـي طـرق العمر iiفمن مـسلك صـعب إلـى دنيا iiصعاب

وانـتهت حـيث انتهى الشوط iiبها فـاطمأنت تـحت أسـتار iiالغياب

آه "يـا أمـي" وأشـواك iiالأسـى تـلهب الأوجـاع في قلبي المذاب

فـيك ودعـت شـبابي iiوالـصبا وانـطوت خلفي حلاوات iiالتصابي

كـيـف أنـساك وذكـراك iiعـلى سـفر آيـاتي كـتاب فـي iiكتاب

إن ذكــراك ورائــي iiوعـلى وجـهتي حـيث مـجيئي iiوذهابي

كــم تـذكـرت يـديك iiوهـما فـي يـدي أو في طعامي iiوشرابي

كــان يـضـنيك نـحولي iiوإذا مـسـني الـبرد فـزنداك iiثـيابي

وإذا أبـكـاني الـجـوع iiولــم تـملكي شـيئاً سوى الوعد iiالكذاب

هـدهـدت كـفاك رأسـي مـثلما هـدهد الـفجر ريـاحين الروابي

كـم هـدتني يـدك الـسمرا iiإلى حقلنا في(الغول) في (قاع iiالرحاب)

وإلـى الـوادي إلـى الـظل إلى حـيث يلقى الروض أنفاس الملاب

وسـواقـي الـنهر تـلقي iiلـحنها ذائـباً كـاللطف فـي حلو iiالعتاب

كــم تـمـنينا وكــم iiدلـلتني تحت صمت الليل والشهب الحوابي

كــم بـكت عـيناك لـما iiرأتـا بـصري يطفا ويطوى في iiالحجاب

وتـذكـرت مـصيري والـجوى بـين جـنبيك جـراح في التهاب

هـا أنـا يـا أمـي الـيوم iiفـتى طـائر الـصيت بعيد في iiالشهاب

أمــلأ الـتاريخ لـحناً iiوصـدى وتـغني فـي ربـا الـخلد ربابي

فـاسمعي يـا أم صوتي وارقصي مـن وراء الـقبر كالحور iiالكعاب

هــا أنـا يـا أم أرثـيك iiوفـي شـجو هذا الشعر شجوي iiوانتحابي

الخضيري
02-11-09, 11:04 PM
بشرى النبوءة
عبد الله البردوني
بـشـرى مــن الـغيب ألـقت فـي فـم iiالـغار وحـيـا وأفـضـت إلــى الـدنـيا iiبـأسـرار
بـشـرى الـنـبوة طـافـت كـالـشذا iiسـحـرا وأعـلـنـت فـــي الـربـا مـيـلاد iiأنــوار
وشــقـت الـصـمـت والأنــسـام iiتـحـملها تــحـت الـسـكـينة مـــن دار إلـــى iiدار
وهــدهـدت مــكـة الـوسـنـى أنـامـلـها وهــــزت الـفـجـر إيــذانـا بـإسـفـار
فـاقـبل الـفـجر مــن خـلـف الـتلال iiوفـي عـيـنـيـه أســـرار عــشـاق iiوســمـار
كــأن فـيـض الـنـدى فــي كــل iiرابـية مــوج وفــي كــل سـفـح جــدول جـار
تـدافـع الـفـجر فــي الـدنـيا يــزف iiإلـى تـاريـخـهـا فــجـر أجــيـال وأدهـــار

*************** *********************
واسـتـقـبل الـفـتـح طـفـلا فــي تـبـسمه آيـــات بــشـرى وإيــمـاءات iiإنـــذار
وشــب طـفـل الـهـدى الـمـنشود مـتـزرا بــالـحـق مـتـشـحا بـالـنـور iiوالــنـار
فــي كـفـه شـعـلة تـهـدي وفــي iiفـمـه بـشـرى وفــي عـيـنيه إصــرار iiأقــدار
وفـــي مـلامـحـه و عــد وفــي iiدمــه بــطـولـة تــتـحـدى كــــل iiجــبـار
وفـــاض بـالـنور فـاغـتم الـطـغاة iiبــه والـلـص يـخـشى سـطوع الـكوكب iiالـساري
والـوعـي كـالـنور يـخـزى الـظالمين iiكـما يـخـزي لـصـوص الـدجـى إشـراق iiأقـمار
نــادى الـرسـول نــداء الـحـق iiفـاحتشدت كـتـائـب الــجـود تـنـضي كــل iiبـتـار
كــأنـهـا خــلـفـه نــــار iiمـجـنـحة تــجـري وقــدامـه أفـــواج إعــصـار
فــضـج بـالـحق والـدنـيا بـمـا رحـبـت تــهــوي عـلـيـه بــأشـداق iiوأظــفـار
وســــار والـــدرب أحــقـاد مـسـلـخة كــأن فــي كــل شـبـر ضـيغما iiضـاري
وهـــب فــي دربــه الـمـرسوم iiمـنـدفعا كـالـدهـر يــقـذف أخــطـارا iiبـأخـظار


************** * * ****** ********************
فـأدبـر الـظـلم يـلـقى هــا هـنـا iiأجــلا وهـــا هــنـا يـتـلـقى كـــف iiحـفـار
والـظـلم مـهـما احـتـمت بـالبطش iiعـصبته فـلـن تـطـق وقـفـة فــي وجــه iiتـيـار
رأى الـيـتـيـم أبـــو الأيــتـام iiغـايـتـه قــصـوى فـشـق إلـيـها كــل iiمـضـمار
وامــتـدت الـمـلة الـسـمحا يــرف عـلـى جـبـيـنـها تــــاج إعــظـام iiوإكــبـار


************************
مـضـى إلــى الـفـتح لا بـغـيا ولا طـمـعا لـــكــن حــنـانـا وتـطـهـيـرا iiلأوزار
فــأنـزل الـجـور قـبـرا وابـتـنى زمـنـا عـــدلا 000 تــدبـره أفــكـار iiأحــرار


*************
يــا قـاتـل الـظـلم صـالـت هـاهنا iiوهـنا فـظـايـع أيـــن مـنـها زنــدك الــواري
أرض الـجـنوب ديــاري وهــي مـهد iiأبـي تــئـن مـــا بــيـن سـفـاح iiوسـمـسار
يــشـدهـا قــيــد ســجـان iiويـنـهـشها ســـوط ويـحـدوخـطاها صــوت iiخـمـار
تـعـطـي الـقـياد وزيــرا وهــو iiمـتـجر بـجـوعـها فـهـو فـيـها الـبـايع iiالـشـاري
فـكـيـف لانــت لـجـلاد الـحـمى iiعــدن وكــيـف ســاس حـمـاها غــدر فـجـار
وقـــادهــا زعـــمــاء لا يــبـررهـم فــعــل وأقـواهـلـهم أقـــوال أبـــرار
أشــبـاه نــاس وخـيـرات الـبـلاد iiلـهـم ووزنــهـم لا يــسـاوي ربـــع iiديــنـار
ولا يـصـونـون عــنـد الــغـدر iiأنـفـسهم فـهـل يـصـونون عـهـد الـصـحب iiوالـجار
تـــرى شـخـوصـهم رسـمـيـة iiوتــرى أطـمـاعهم فــي الـحـمى أطـمـاع iiتـجـار


*************
أكـــاد أســخـر مـنـهم ثــم iiتـضـحكني دعــواهــم أنــهـم أصــحـاب iiأفــكـار
يـبـنـون بـالـظـلم دورا كـــي iiنـمـجدهم ومـجـدهـم رجـــس أخــشـاب وأشـجـار
لا تـخـبـر الـشـعـب عـنـهـم إن iiأعـيـنه تـــرى فـظـائعهم مــن خـلـف iiأسـتـار
الآكــلـون جـــراح الـشـعـب iiتـخـبـرنا ثــيـابـهـم أنـــهــم آلات أشـــــرار
ثـيـابـهم رشـــوة تـنـبـي iiمـظـاهـرها بــأنـهـا دمــــع أكــبـاد iiوأبــصـار
يــشــرون بــالـذل ألـقـابـا iiتـسـتـرهم لـكـنـهـم يـسـتـرون الــعـار iiبـالـعـار
تـحـسـهم فــي يــد الـمـستعمرين iiكـمـا تــحـس مـسـبـحة فــي كــف iiسـحـار


************
ويــــل وويـــل لأعـــداء iiالــبـلادإذا ضــج الـسـكون وهـبـت غـضـبة iiالـثـار
فـلـيـغنم الــجـور إقـبـال الـزمـان لــه فــــإن إقــبـالـه إنــــذار iiإدبــــار
والــنــاس شـــر وأخــيـار وشــرهـم مــنــافـق يــتــزيـا زي iiأخـــيــار
وأضـيـع الـنـاس شـعـب بــات iiيـحـرسه لــــص تــسـتـره أثـــواب iiأحــبـار
فـــي ثــغـره لــغـة الـحـاني iiبـأمـته وفـــي يــديـه لــهـا سـكـين iiجــزار
حــقـد الـشـعـوب بـراكـيـن iiمـسـمـمة وقــودهــا كــــل خـــوان iiوغـــدار
مـــن كــل مـحـتقر لـلـشعب iiصـورتـه رســـم الـخـيـانات أو تـمـثـال iiأقـــذار
وجــثـة شـــوش الـتـعـطير iiجـيـفـتها كـأنـهـا مـيـتـة فـــي ثــوب iiعـطـار
بــيـن الـجـنـوب وبـيـن الـعـابثين iiبــه يـــوم يــحـن إلــيـه يــوم" ذي iiقــار"


**********
يـاخـاتـم الـرسـل هــذا يـومـك iiانـبـعثت ذكــراه كـالـفجر فــي أحـضـان iiأنـهـار
يــا صـاحب الـمبدأ الأعـلى ، وهـل iiحـملت رســالــة الــحــق إلا روح مــخـتـار؟
أعـلـى الـمـبادئ مــا صـاغـت لـحـاملها مــن الـهـدى والـضـحايا نـصـب تـذكـار
فـكـيـف نــذكـر أشـخـاصـا iiمـبـادئـهم مـبـادئ الـذئـب فــي إقـدامـه الـضاري ii؟!
يــبــدون لـلـشـعب أحـيـانـا iiوبـيـنـهم والـشـعب مــا بـيـن طـبـع الـهر iiوالـفار
مــا أغـنـيك يــا" طــه " وفــي iiنـغمي دمـــع وفــي خـاطـري أحـقـاد ثــوار ؟
تـمـلـملت كـبـريـاء الــجـرح iiفـانـتزفت حـقـدي عـلـى الـجور مـن أغـوار iiأغـواري


**********
يــا" أحـمـد الـنـور" عـقوا إن ثـأرت iiفـفي صــدري جـحـيم تـشـظت بـيـن أشـعاري
" طـــه " إذا ثــار إنـشـادي فــإن iiأبــي " حـسـان " أخـبـاره فــي الـشعر iiأخـباري
أن ابــن أنـصـارك الـغـر الألــى iiقـذفـوا جــيـش الـطـغاة بـجـيش مـنـك iiجــرار
تـظـافرت فــي الـفـدى حـولـيك iiأنـفـسهم كــأنـهـم قــــلاع خــلـف iiأســـوار
نـحـن الـيـمانين يــا" طــه " تـطـير بـنا إلـــى روابـــي الــعـلا أرواح iiأنـصـار
إذا تــذكــرتَ " عــمــارا " وســيـرتـه فـافـخـر بــنـا إنـنـا أحـفـاد " عـمـار"
"طــه " إلـيـك صــلاة الـشـعر iiتـرفـعها روحـــي وتـعـزفـها أوتـــار iiقـيـثـار

الخضيري
02-11-09, 11:06 PM
[color="darkslateblue"]عبدالله البردوني
ليالي الجائعين

هذي البيـوت الجاثمـات إزائـي=ليـل مـن الحرمـان والإدجـاء
مـن للبيـوت الهادمـات كأنهـا=فـوق الحيـاة مقابـر الأحـيـاء
تغفوعلى حلم الرغيف ولـم تجـد=إلا خيـالاً منـه فـي الإغـفـاء
وتضـم أشبـاح الجيـاع كأنهـا=سجـن يضـم جوانـح السجنـاء
وتغيب في الصمت الكئيب كأنهـا=كهـف وراء الكـون والأضـواء
خلـف الطبيعـة والحيـاة كأنهـا=شـيء وراء طبائـع الأشـيـاء
ترنو إلى الأمـل المولـي مثلمـا=يرنو الغريق إلى المغيـث النائـي
وتلملم الأحلام من صـدر الدجـا=سوداً كأشبـاح الدجـا السـوداء
هذي البيوت النائمات على الطوى=نوم العليل علـى انتفـاض الـداء
نامت ونام الليـل فـوق سكونهـا=وتغلفـت بالصمـت والظلـمـاء
وغفت بأحضان السكوت وفوقهـا=جثـث الدجـا منثـورة الأشـلاء
وتململـت تحـت الظـلام كأنهـا=شيـخ ينـوء بأثقـل الأعـبـاء
أصغى إليها الليل لم يسمـع بهـا=إلا أنيـن الجـوع فـي الأحشـاء
وبكـا البنيـن الجائعيـن مـردداً=فـي الأمهـات ومسمـع الآبـاء
ودجت ليالـي الجائعيـن وتحتهـا=مهـج الجيـاع قتيلـة الأهـواء
يا ليل، من جيران كوخي؟ من همو=مرعـى الشقـا وفريسـة الأرزاء
الجائعون الصابرون على الطـوى=صبـر الربـا للريـح والأنـواء
الآكلـون قلوبهـم حقـداً عـلـى=ترف القصـور وثـروة البخـلاء
الصامتون وفي معانـي صمتهـم=دنيا مـن الضجـات والضوضـاء
ويلي على جيـران كوخـي إنهـم=ألعوبـة الإفــلاس والإعـيـاء
ويلي لهم من بؤس محياهـم ويـا=ويلـي مـن الإشفـاق بالبؤسـاء
وأنـوح للمستضعفيـن وإنـنـي=أشقـى مـن الأيتـام والضعفـاء
وأحسهم في سد روحي في دمـي=في نبض أعصابي وفي أعضائـي
فكـأن جيرانـي جـراح تحتسـي=ريّ الأسى من أدمعـي ودمائـي
ناموا على البلوى وأغفى عنهمـو=عطف القريب ورحمـة الرحمـاء
ما كان أشقاهـم وأشقانـي بهـم=وأحسنـي بشقائهـم وشقـائـي

الخضيري
02-11-09, 11:22 PM
رائعة الشاعر عبدالله البردوني

"عتاب ووعيد"


وجهها الى المحتل لبلادنا

والى كل من تكاتف معه في سرقة الوطن ونهب واذلال ابناء الوطن

* * * * * * * * * *




لماذا لي الجوع والقصف لك؟

يناشدني الجوع أن أسألك

وأغرس حقلي فتجنيه أنت

وتسكر من عروقي منجلك

لماذا؟ وفي قبضتيك الكنوز

تمد إلى لقمتي أنملك

تقتات جوعي وتدعى النزيه

وهل أصبح اللص يوماً ملك؟

لماذا تسود على شقوتي؟

أجب عن سؤالي وإن أخجلك

ولو لم تجب فسكوت الجواب

ضجيجٌ... يردد ما أنذلك!

لماذا تدوس حشاي الجريح

وفيه الحنان الذي دللك

ودمعي، ودمعي سقاك الرحيق

أتذكر «يا نذل» كم أثملك؟!

فما كان أجهلني بالمصير

وأنت لك الويل ما أجهلك!

غداً سوف تعرفني من أنا

ويسلبك النبل من نبلك

* * *

ففي أضلعي.. في دمي غضبة

إذا عصفت أطفات مشعلك

غداً سوف تلعنك الذكريات

ويلعن ماضيك مستقبلك

ويرتد آخرك المستكين

بآثامه يزدري أولك

ويستفسر الإثم: أين الأثيم؟

وكيف انتهى؟ أي درب سلك؟

* * *

غداً لاتقل تبت: لا تعتذر

تحسر وكفن هنا مأملك

ولا: "لاتقل" أين مني غدٌ؟

فلا لم تسمر يداك الفلك

غداً لم أصفق لركب الظلام

سأهتف: يا فجر: ما أجملك!

الخضيري
03-11-09, 04:40 AM
حـيـث أدعـوها فـلا iiيـسمعني غـير صـمت القبر والقفر iiاليباب

مـوتـها كــان مـصابي iiكـله وحـياتي بـعدها فـوق iiمـصابي

أيـن مـني ظـلها الـحاني iiوقـد ذهـبت عـني إلـى غـير iiإياب

سـحبت أيـامها الـجرحى iiعـلى لـفحة الـبيد وأشـواك الـهضاب

ومـضت فـي طـرق العمر iiفمن مـسلك صـعب إلـى دنيا iiصعاب

وانـتهت حـيث انتهى الشوط iiبها فـاطمأنت تـحت أسـتار iiالغياب

/
\

ياسلام عليك .. أختيار جدا موفق
وأبيات وكلمات أعجبني منها الكثير
فيها من المعاني الراقيه التي تستشف منها فن الشاعر
وذاقئتك بالاختيار ونقلك له لنــــــا ..

/
\

تابع وسنتابع معك .. (( ولكن كبر حجم الخط شوي ماعليك امر .. ))
بالتوفيق .. ولك شكري

شكرا جزيلا لك رونق

على المرور والمتابعة وتذوق النص

وسوف اتابع الروائع كوني بالقرب

الخضيري
03-11-09, 04:52 AM
في المساء


أمـشـفقٌ حـولـي ولا iiإشـفاق
إلا الـمـنى والـكوخ iiوالإخـفاقُ

الـبردُ والـكوخُ الـمسجى iiوالهوا
حـولي وقـلبي والـجراح iiرفاقُ

وهنا الدجى يسطو على كوخي كما
يـسطو على المستضعف iiالعملاق

فلمن هنا أصغي ؟ وكيف ؟ وما هنا
إلا أنـا ، والـصمت ، iiوالإطراق

أغـفى الـوجود ونام سُمارُ iiالدجى
إلا أنــا والـشـعرُ iiوالأشـواقُ

وحدي هنا في الليل ترتجف iiالمنى
حـولي ويـرتعش الجوى iiالخفاقُ

وهـنا وراء الـكوخ بستان iiذوتْ
أغـصـانـه وتـهـاوت الأوراق

فـكـأنه نـعشٌ يـموج iiبـصمته
حـلم الـقبور ويـعصف iiالإزهاق

نـسي الـربيع مـكانه iiوتشاغلت
عـنه الـحياة وأجـفل iiالإشـراق

عُـريان يـلتحف الـسكينة iiوالدجا
وتـئن تـحت جـذوعه iiالأعراق

والـليل يـرتجل الـهموم iiفتشتكي
فـيه الـجراح وتـصرخ iiالأعماق

والـذكريات تـكر فـيه وتـنثني
ويـتـيه فـيه الـحب iiوالـعشاق

تـتغازل الأشـواق فـيه iiوتـلتقي
ويـظم أعـطاف الـغرام عِـناقُ

والـناس تـحت الـليل : هذا iiليلهُ
وصــلٌ وهـذا لـوعةٌ iiوفـراق

والـحب مـثل العيش : هذا iiعيشهُ
تـرفٌ وهـذا الـجوع iiوالإمـلاقُ

فـي الـناس من أرزاقه الآلاف iiأو
أعـلـى وقــومٌ مـالهم iiأرزاقُ

الخضيري
03-11-09, 04:53 AM
نار وقلب
يا ابنة الحسن والجمال iiالمدللْ أنت أحلى من الجمال iiوأجملْ
وكأن الحياة فيك iiابتسام وكأن الخلود فيك iiممثل
كل حرف من لفظك الحلو iiفردو س ندي وسلسبيل iiمسلسل
كلما قلت رف من فمك iiالفج روغنى الربيع بالعطر iiواخضل
أنت فجر معطر iiوربيع وأنا البلبل الكئيب iiالمبلبل
أنت في كل نابض من iiعروقي وترٌ عاشق ولحنٌ iiمرتل
كلما استنطَقَتْ معانيك iiشعري أرعد القلب بالنشيد iiوجلجل
وانتزفْتُ اللحون من غور iiأغوا ري كأني أذوب من كل iiمفصل
وأغنيك والصبابات حولي زمر تحتسي قصيدي iiوتنهل
وأناجي هواك في معرض iiالأو هام في شاطئ الظلام iiالمسربل
وفؤادي يحنّ في صدريَ iiالدا مي كما حن في القيود iiالمكبل
وهواك الغضوب نار بلا iiنا ر وقلبي هو اللهيب iiالمذلل
أنت دنيا الجمال نمنمها iiالسحر فأغرى بها الجمال وأذهل
فتنة أي فتنة هز قيثا ري صباها ففاض بالسحر وانهل
تسكر الكأس حين تسكرها iiالكأ س وتسقي الرحيق أحلى iiوأفضل
وفتون يهز شعري كما iiهزَّ النسيم البليل زهراً iiمبلل
وألاقيك في ضميري كما iiلا قى الفم المستهام أشهى iiمقبل
في دمي من هواك حمى iiالبراك ين العواتي وألف دنيا تزلزل
وبقلبي إليك ألف iiعتاب وحوار وحين ألقاك iiأخجل
أنا أهواك للجمال وللإل هام للفن للحوار iiالمعسل
والغرامُ الطهورُ أزكى معاني iiال حب أسمى ما في الوجود iiوأنبل
فانفحيني تحيّةً iiوتَلَقَّيْ نغماً من جوانح الحب مرسل

الخضيري
03-11-09, 04:54 AM
ليالي الجائعين


هـذي الـبيوت الجاثمات iiإزائي لـيل مـن الـحرمان iiوالإدجـاء

مـن لـلبيوت الـهادمات iiكـأنها فـوق الـحياة مـقابر iiالأحـياء

تـغفو على حلم الرغيف ولم iiتجد إلا خـيالاً مـنه فـي iiالإغـفاء

وتـضم أشـباح الـجياع iiكـأنها سـجن يـضم جـوانح iiالسجناء

وتـغيب في الصمت الكئيب كأنها كـهف وراء الـكون iiوالأضواء

خـلف الـطبيعة والـحياة iiكأنها شــيء وراء طـبائع iiالأشـياء

تـرنو إلـى الأمـل المولي مثلما يـرنو الغريق إلى المغيث النائي

وتـلملم الأحـلام من صدر iiالدجا سـوداً كـأشباح الـدجا iiالسوداء

هذي البيوت النائمات على الطوى نـوم الـعليل على انتفاض الداء

نـامت ونـام الليل فوق iiسكونها وتـغلفت بـالصمت iiوالـظلماء

وغـفت بأحضان السكوت iiوفوقها جـثث الـدجا مـنثورة iiالأشلاء

وتـململت تـحت الـظلام iiكأنها شـيـخ يـنوء بـأثقل iiالأعـباء

أصـغى إلـيها الليل لم يسمع iiبها إلا أنـين الـجوع فـي الأحشاء

وبـكا الـبنين الـجائعين iiمردداً فـي الأمـهات ومـسمع iiالآبـاء

ودجـت لـيالي الجائعين وتحتها مـهج الـجياع قـتيلة الأهـواء

يا ليل، من جيران كوخي؟ من iiهم مـرعى الـشقا وفريسة iiالأرزاء

الجائعون الصابرون على iiالطوى صـبر الـربا لـلريح iiوالأنـواء

الآكـلون قـلوبهم حـقداً iiعـلى تـرف الـقصور وثروة iiالبخلاء

الـصامتون وفـي معاني iiصمتهم دنـيا مـن الضجات iiوالضوضاء

ويـلي عـلى جيران كوخي iiإنهم ألـعـوبة الإفــلاس والإعـياء

ويـلي لهم من بؤس محياهم iiويا ويـلي مـن الإشـفاق iiبالبؤساء

وأنــوح لـلمستضعفين وإنـني أشـقى مـن الأيـتام iiوالضعفاء

وأحـسهم في سد روحي في iiدمي في نبض أعصابي وفي iiأعضائي

فـكأن جـيراني جـراح iiتحتسي ري الأسـى مـن أدمعي iiودمائي

نـاموا على البلوى وأغفى iiعنهمو عـطف القريب ورحمة iiالرحماء

مـا كـان أشـقاهم وأشقاني iiبهم وأحـسـني بـشقائهم iiوشـقائي

الخضيري
03-11-09, 04:55 AM
خير ما في القلوب
أقـولُ مـاذا يا ضُحَى يا غُرُوب؟
في القلبِ شَوْقٌ غيرُ ما في iiالقُلُوب
في القلب غيرُ البُغْضِ، غيرُ iiالهوى
فـكيف أحـكِي يا ضجيجَ iiالدروب
ويــا ثـيـاباً مـاشـياتٍ عـلى
مَـشَـاجِبٍ تَـفتَرُّ فـيها iiالـنُّدوب
ويا رصيفاً يحفرُ الصبرُ في iiلَوْحَيْهِ
تـواريـخَ الأســى iiوالـشُّحوب
ويـا قُـصُوراً يـرتديها iiالـخَنَى
وتـرتدي وجـهَ الـنبيِّ iiالـكذوب
ويــا جُـذوعـاً لا يُـنادي iiبـها
إلاّ ثُـقُـوبٌ طَـالـباتٍ iiثُـقُـوب
يـا بـاعةَ الـتجميلِ هذي iiالحُلَى
تَـهْدِي إلـى مـا تحتِها من عُيوب
* * ii*
أقـولُ مـاذا يـا نَـسِيمَ iiالـصَّبَا
أقـولُ مـاذا يـا ريـاحَ iiالجَنوب
الـحرفُ يَـحسو قَـيئَهُ فـي iiفَمِي
والصمتُ أقسى من حسابِ iiالذُّنوب
وهــذه الأحــلامُ تُـغْوِي iiكـما
تُـراوغُ الأعـمى عـجوزٌ iiلَعُوب
فـعَـلِّمِيني الـحَرْقَ يـا iiكَـهْرُبَا
أو عَـلِّمِيني يـا ريـاحَ iiالـهُبوب
أو مُـدَّ لـي يـا بَـرْقُ أفقاً iiسوى
هـذا وبـحراً غير ذاك iiالغَضُوب
أو حـاولي يـا سُـحْبُ أن iiتُطفئي
قـلبي عَـسَى عَـنْ قلبِهِ أنْ iiيَتُوب
* * ii*
مـن أغـسقَ الأيـامَ يـا ريحُ هل
تـدري الـثريا أيَّ مَسْرَىً iiتَجُوب
كُــلُّ الـمَـدَى أيْــدٍ ذُبـابـيةٌ
صـفـائحٌ مَـكْـسُوَّةٌ iiبـالقُطُوب
حـوائـطٌ تَـغدو وتَـسري iiكـما
تـأتي عـلى ريحِ الجفافِ السُّهوب
وقُــبُّـراتٌ حُــوَّمٌ iiتَـجـتبي
سـنابلاً يَـحْوِينَ غـيرَ iiالـحُبوب
يـا كُـلَّ مِـنْقارٍ تَـنَاسى iiالطَّوى
لا تُـزْعجِ القَحْطَ الأَكُولَ iiالشَّروب
* * ii*
أقـول ماذا علّ قلبَ الثرى iiأظمى
إلـى غـيرِ الـسحابِ iiالـسَّكوب
هل في الربى يا شمسُ غيرُ iiالربى
هـل لـلكُوَى معنىً خَبِيءُ الجيوب
والـسفحُ هـل فـيهِ سـواهُ iiوهل
في الورد غير اللون غير iiالطيوب
والـشمسُ هـل فـي طَيِّها iiغيرُها
سـترحلُ الأولـى وأخرى iiتَؤوب
يا شمسُ هل يدري الدُّجى والضُّحَى
مَـنْ عـلَّمَ الـمنشودَ فَنَّ iiالهروب
كـــلٌّ لــهُ مـأسـاتُهُ لا iiأرى
فَـرْقَاً ولـكنَّ الـمآسي ضُـرُوب
هـل يَـسْمعِ الإسـفلتُ iiأوجـاعَهُ
أو هـل يَـرَى سِرَّ الزحامِ الدؤوب
وهل يحس المُرْسِدِيس الذي iiيُزْجِي
لأَضْـنَى الـلحم أقـوى الـنيوب
هــل لـلمواني أمـنياتٌ تَـرَى
تـلك الـوجوه الـباديات iiاللغوب
هـل تـنطوي الشطآن تسعى iiإلى
مـراكبِ الـعانين وقـتَ iiالركوب
لـكـلِّ طَــافٍ بَـاطِنٌ iiرَاسِـبٌ
سـيرسب الطافي ويطفو iiالرسوب
* * ii*
يــا كُــلَّ آتٍ مـا أَتَـى مَـرّةً
خُـذْني وأرضِـعني جديدَ iiالوثوب
وأحـفـرْ طـريقاً مـا رآه iiالـذي
عـن كُـلِّ مَـدْعُوٍّ وداعٍ iiيَـنوب
فـي الـقلبِ شـيءٌ مـا لهُ iiسابقٌ
وفـيهِ أخـفى مـن نوايا iiالغيوب
فـيه أمـانٍ غـيرُ كُـلّ ا iiلـمُنَى
فـيه شُـعُوبٌ غير هذي iiالشُّعُوب
لِـمْ لاَ يـذوب الـقلبُ مـما iiبـهِ
كـم ذابَ لـكنْ فـيه ما لا iiيَذُوب
رَصَـاصَـةٌ تُـعْـنَى iiبـإسـكاتِهِ
مـا أسـكتتْ ما فيه حَتَّى iiالحُروب
يَـهْـتَـزُّ لـلـنيرانِ iiتَـجْـتاحه
مُــرَدِّداً : كُـلَّ كَـريمٍ iiطَـرُوب

الخضيري
03-11-09, 04:58 AM
كلمات الشاعر في رثاء أخيه نثرا

رحمك الله

يامن سكنت القلب

يا من سكنت الروح

يا من كنت لعيني بهجة وسرورا

يا من كنت لروحي سلوة

أخي بخروجك ورحيلك ومغادرتك خرجت روحي وغارت أن الحياة

كم كنت أخي وحبيبي وتور عيني .. نعم الصديق أنت ونعم الصاحب ونعم المعين

كم كنت أدعوك في ظلمة الليل فأجدك

كم كنت أدعوك فتقول لبيك

لك تتأخر عني ساعة ولم تغب عن ناظري لحظة

في الشدائد أراك

وعند الأفراح القاك

عند المصائب أجدك

إذا ضاقت بي الأرض أجدك وإذا تكالبت علي الهموم أجدك

إذا اعتراني الهم أو طاف بي طائف من الغم أو إذا أدلهمت الخطوب أجدك

إذا قلاني الأصحاب وإذا تفرق عني الأحبتاب أجدك

كم كنت قريبا وكم كنت لي حبيبا

اجدك في سواد الليل البهيم وفي ظلمته الحالكة

نعم أجدك وجودا إيجابيا

تكفكف دمعي وتمسحة بمنديلك الحاني

كم رأيتك وأنت تزرع البسمة وكم رأيتك وأنت توزعها على أعدائك قبل أحبابك

يا من كنت للصلاة محفا ظا ويامن كنت للصيام صائما

أسائل عنك الحرم المكي الشريف وأسألك عنك المقام وأسأل عنك الحجر الأسود

وأسأل عنك أبواب الحرم فتجيبني أنها رأتك وأستمتعت بك في شهر رمضان

يا من كنت لوالديك نعم المعين بعد الله

يا من كنت تعد طاعة أمك عبادة

كم كنت ألقاك ليليا وأنت تسعى وتبادر بأمك الى حلقات القرآن حتى حفظت من القرآن الكثير


كم من فقير واسيت

وكم من يتيم أفتقدك الآن وأنت في عالم البرزخ

دموع الأيتام تبكيك

ودموع المسكين تودعك وتحبك وتغليك

يا دواء لكل داء، ويا حبيبا لكل محب

يا من تسهر لينام والديك

يا من تسقى ليسعد الآخرون

يامن تحترق لتضيء للناس الدروب

يامن عرفت الله رغم حداثة سنك

يامن هجرت الملذات رغم تيسرها لك

أخي وحبيبي ونور عيوني

صورتك ماثلة أمام عيوني وأنت مسجى بذلك الرداء الأبيض

صورتك لاتفارقني في ليل أو نهار او صبح أو عشية

صورتك تطاردني وصوت لايفارقني

كم سمعتك وأنت تدعوني بقولك يا خالي

أقارن بين ضحكاتك قبل سويعات من رحيلك فيعسرني الألم

كم أحزنني رحيلك

كم أثر في نفسي وأنا اقلبك اغسلك

كم صعب على نفسي وأنا أنتزلك قبرك وأنا أوريك التراب

صورتك لاتفارقني هي في عيني أينما ذهبت وحينما أدخل غرفتك بعد رحيلك

وأرى أشياءك وأغرضك الشخصية

أتصورك وأنت تقف معي في الصلاة

وأقارن بين حياتك المكللة بالخير
ورحيلك الذي جاء سريعا

كم أعتصر قلبي وأنا أوريك التراب

وانا ألحد في اللحد

وأنا اقبلك القبلة الأخيره

حبيبي أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه

الى اللقاء في الجنة إن شاء الله

يامن يعز علينا أن نفارقهم *** وجداننا كل شيء بعدكم عدم

الخضيري
03-11-09, 05:01 AM
اعتيادان

حـان لي أن أطيق عنك iiابتعادا والـتـهابي سـيستحيل iiرمـادا

وتـجـيئين تـسـألين iiكـلهفى عـن غـيابي، وتدعين iiالسهادا

وتـقولين: أيـن أنـت؟ أتنسى؟ وتـعـيدين لـي زمـاناً iiمـبادا

أومـا كـنتُ أغـتلي iiوأرجـي قـطـرات، فـتـبذلين اتـقادا؟

تزرعين الوعود في جدب عمري وتـدسين فـي الـبذور iiالجرادا

كـان لابـد أن أقـول: iiوداعـاً وبـرغمي لا أسـتطيع ارتـدادا

غـيـر أنـي أود أن لا تـظني إنـني خـنت أو أسـأت اعتقادا

ربـمـا تـزعمين أن iiابـتعادي عـنك أدنى (رضية) أو ii(سعادا)

أو تـقولين: إن جـوع iiاحتراقي عـند أخرى لاقى جنى iiوابترادا

أطـمئني... لـدي غير iiالتسلي مـا أعـادي مـن أجله iiوأعادى

قـد أنـادي نـداء (قيسٍ) iiولكن كـل (قيس) وكل (لبنى) iiالمنادى

لـي نصيبي من التفاهات، iiلكن لـن تريني... أريد منها iiازديادا

لـم أكـن (شهريار) لكن iiتمادت عـشرة صورتك لي ii(شهرزادا)

كـان حـبي لـك اعتياداً iiوإلفاً وسـأنـساك إلـفـة واعـتيادا
مـــــــــارس 1970م

الخضيري
03-11-09, 05:03 AM
قصيدة رائعة جدااااا
لاتسألي
لا تـسألي يـا أخت أين iiمجالي؟ أنا في التراب وفي السماء iiخيالي
لا تـسأليني أيـن أغـلالي iiسلي صـمتي وإطراقي عن iiالأغلال؟
أشـواق روحي في السماء iiوإنما قـدماي فـي الأصفاد iiوالأوحال
وتـوهمي فـي كـل أفـقٍ iiسابحٌ وأنـا هـنا في الصمت iiكالتمثال
أشـكو جـراحاتي إلى ظلي iiكما يـشكو الحزين إلى الخليّ iiالسّالي
***
والـليل من حولي يضج iiوينطوي فـي صـمته كـالظالمِ iiالمتعالي
يـسري وفـي طـفراته iiووقاره كـسل الـشيوخ وخـفة iiالأطفال
وتـخـاله يـنساقُ وهـو iiمـقيدٌ فـتحسه فـي الـدرب iiكالزلزال
وأنـا هنا أصغي وأسمع من iiهنا خـفقات أشـباحٍ مـن iiالأهـوال
ورؤىً كـألسنةِ الأفـاعي حـوّما ومـخـاوفا كـعـداوة iiالأنـذال
وأحـسُ قـدّامي ضـجيج مراقدٍ وتــثـاؤبَ الآبـــادِ iiوالآزال
وتـنـهّدا قـلـقا كــأن iiوراءه صـخب الـحياة وضجة iiالأجيال
والـطيف يـصغي لـلفراغ iiكأنه لـصٌ يـصيخُ إلى المكان iiالخالي
وكـأنه (الأعـشى) يناجي ii(ميّةً) ويـلملم الـذكرى مـن iiالأطلال
والـشهب أغـنية يرقرقها iiالدجى فـي أفـقه كـالجدول iiالـسلسال
والـوهم يـحدو الذكريات iiكمدلجٍ يـحدو الـقوافل في بساطِ iiرمال
والـرعب يهوي مثلما تهوي iiعلى سـاح الـقتال جـماجمُ iiالأبطال
***
وهـنا تـرقبت انـهياريَ iiمـثلما يـترقب الـهدم الـجدار iiالـبالي
وسألت جرحي هل ينام iiضجيجه؟ وأمـرّ مـن ردّ الجواب iiسؤالي!
وأشـدّ مـما خـفت منه iiتخوّفي وأشـقّ من وعر الطريق iiكلالي!
وأخسّ من ضعفي غروري بالمنى واليأس يضحك كالعجوز iiحيالي!
وأمـضّ من يأسي شعوري iiأنني حــيّ الـشهية مـيّت iiالآمـال
أسـري كـقافلة الظنون iiوأجتدي شـبح الـظلام وأهتدي iiبضلالي
وأسـير في الدرب الملفّح iiبالدجى وكـأنـني أجـتاز سـاحَ iiقـتال
وأتـيه والـحمّى تولول في iiدمي وتـرتل الـرعشات في أوصالي
***
لا تسأليني عن مجالي في iiالثرى جسدي وروحي في الفضاء iiالعالي
وسـألتها ما الأرض؟ قالت: iiإنها فـلوات أوحـاشٍ وروض iiصلال
إن كـنت مـحتالا قطفت iiثمارها أو لا فـإنـك فـرصة iiالـمحتال
وأنـا هـنا أشقى وأجهل iiشقوتي وأبـيع فـي سوق الفجور iiجمالي
***
والـعمر مـشكلة ونـحن iiنزيدها بـالـحل إشـكالا إلـى iiإشـكال
لا حر في الدنيا فذو السلطان iiفي دنـياه عـبد الـمجد iiوالأشـغال
والـكادح الـمحروم عـبد iiحنينه فـيها وربّ الـمال عـبد الـمال
والـفارغ الـمكسال عـبد iiفراغه والـسفر عـبد الـحل والترحال
والـلص عـبد الليل والدّجال iiفي دنـيـاه عـبـد نـفاقه iiالـدّجال
لا حـر فـي الـدنيا ولا iiحـريةٌ إن الـتـحرر خـدعة iiالأقـوال
الـناس فـي الـدنيا عبيد iiحياتهم أبـدا عـبيد الـموت iiوالآجـال
***
وسـألتها: مـا الموت؟ قالت: iiإنه شـطّ الـخِضِمِّ الـهائج iiالصّوّال
وسـكونه الحاني مصير iiمصائرٍ وهـدوؤه دعـةٌ وعـمق iiجـلال
مـالي أحـاذره وأخـشى iiقـوله وأنــا أجـرّ وراءه iiأذيـالي؟!
أنـساق فـي عـمري إليه iiمثلما تـنساق أيّـامي إلـى iiالآصـال
***
وسـألتها، فرنت وقالت: لا iiتسل دعـني من المفضول iiوالمفضال!
اُسـكت! فليس الموت سوقا عنده عـمر بـلا ثـمنٍ وعمر iiغالي!!