المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظلمات


علي مجدوع آل علي
10-03-14, 03:43 AM
ظلمات.
كانَ يسير في الظلمات، يبحث عن ذلك النور، أينَ هوَ؟ سألَ أحدهم وهوَ في الطريق! أينَ هوَ؟ سأل أحدهن وهو يبتسم لها من بعيد، أينَ هوَ؟ سأل أولئكَ اللاعبين بأوراق التعبير أين هو! فأيُّ شخصٍ سيكون له السؤال فيما بعد يا تُرى؟
يسيرُ في الظلمات، رأى الأنوار تتراقص، ظنَّ أنّه لن يصل، وما أن وصل حتى سيق إليه قالب حلوى، وبعضُ تمراتٍ من آثارِ النخيل، كانت هنا سابقاً، ومن ثمَّ محت آثارها ريح المواسم المتوالية.
بعد أن أوتر بتمرات، أخذته الابتسامة بأن يسأل لمَ هذه الأفراح؟ ولمَ الأنوار تتراقص هنا وهناك، قالت له أعواد الخيزران ألم تعرف من أنت؟ فأجاب ومن منا لا يعرف من هو؟ قالت له الأعواد مرة أخرى؟ ألم تعرف من أنت؟ فامتعض من تكرار السؤال، كادَ أن يولي وجهه تجاه العودة، إلى الظلمات من جديد، لكنه أصرَّ على البقاء، تماثلَ إلى حالة سذاجة عابرة، ثم وجه خطابه إلى أعواد الخيزران: إن كنت تعلمين من أنا فقولي فلازلت جاهلاً!
قالت له أعواد الخيزران: أنتَ العيد! وأيُّ عيد جئت يا عيد! سنواتٌ ننتظركَ وما زلت البعيد، ها أنت أيها العيد قريب بلا ريب.
قال العيد لأعواد الخيزران: يا حاضراتِ المجلس، أنتنَّ الحور العين أليسَ كذلك؟
قالت الأعواد: لسنا كذلك! نحن غرس الأرض، ومهما تبدلت الأراضِي سنتعايش ولن يضرّنا مكروه، لن ينقصنا أمر، ما عداكَ أيها العيد! وها أنتَ أتيت!
قال العيد: ما أروعكن ! وسحقاً لصحبة الظلمات، ما قدمت لي من قبل ومن بعد أيُّ نفعٍ كان، وهنا أرى الجمال وأيُّ جمال أراهُ! إنها الحقول، حقول الزرع، والمياه، مياه الأمطار، إنّي أرى الآن شعاباً خضراء ممتدة، لها رائحة الجنّة، ورؤيا لفاكهة التين والزيتون، والطور الذي تُسافر فيه السنوات، تُسافر وتعود إلى هذه البلدة أمنةً مُطمئنّة، إن كنتُ أنا العيد فالفرحة اكتملت، وما يُنقصنا الآن؟ إنها المتعة بما أنعم الله علينا به من سبل.
بعثت الطبيعة ما في بطنها من ثمر، وأغدقت السماء بمطر منهمر، امتلأت على إثرها بطون الأودية والشعاب، واندلق الفائض إلى مقطورات الحياة، انتشرت في رحاب المعمورة، لُتهدي الخير إليها، مُعلنةً بذلك قدوم الربيع بهذا العيد السعيد.

نسيان
13-03-14, 03:36 PM
النور و الظلمات

من دنا شيئا فشيء و لامست روحه النور ابدا لا يستطيع ان يعيش بالظلام مرة اخرى
اراني اقرا حديث نفس
كانت بالظلمات و سارت تتخبط حتى اهتدت الى بصيص نور
و اهتدت اليه ومن ذلك النور عرف الانسان نفسه و عرف الخير و الفلاح
فمن عرف الخير و الفلاح لا يستطيع الا ان يكون الخير و الخير له و لغيره

استاذي

نص جميل يحملك على الغوص باعماقة لعلك تقف على عمق الكاتب وماذا يريدنا ان نقرا عن النور وو الظلمات

فاهتديت
بان الله نور ونور الله لا يهدى لعاصي

نص بالغ الرمزيه

سلمت و سلم الفكر

علي مجدوع آل علي
15-03-14, 08:00 PM
الفاضلة نسيان
قراءة فريدة من نوعها
ولا غرو فأنت التي تتوغل في النص شعوراً ورؤيا

بارك الله فيك وأكثر من أمثالك