محمود الفخراني
08-03-14, 09:27 PM
أأغار عليك .. أجل
أجَــلْ إنّي أغَارُ عَليْكِ حَقَّـــا *** وَلَيْسَتْ غَيْرَتِي حُبًّا وَعِشْـقَا
وأعْلَمُ أنَّ أسْــــــوَارًا وَحُجْبًا *** تُبَاعِدُ بَينَنَــا وتَزِيدُ فَرْقَا
فَقَدْ ذَهَبَ الزَّمَانُ بِكُلِّ شَيْءٍ *** وَلَمْ يَتْرُكْ سِوَى الحَسَــرَاتِ طَوْقَا
وَلَكِنْ غَيْرَتِي جَـــــزَعٌ وَخَوْفٌ *** عَلَى مَنْ حُسْـنُهَا فِي الأُفْقِ يَرْقَى
بِعَيْنَيْكِ اسْتَعَدْتُ سِــنِينَ وَلَّتْ *** وَكَانَ الظَّنُّ أنِّي لَنْ أرَاهَــا
بِعَيْنَيْكِ الْتَقَيْتُ بِبُشْـــــرَيَاتٍ *** يِشِعُّ بِخَافَقِي ألَقًا سَـــنَاهَا
بِعَيْنَيْكِ ابْتَعَــــدْتُ عَنِ الدَّنَايَا *** وَعَادَ إليَّ قَلْبٌ كَمْ أبَاهَا
بِعَيْنَيْكِ ارْتَحَلْتُ إلَى حَيَــاةٍ *** يَفِيضُ الحُبُّ طِيبًـــا مِنْ رُؤاهَا
أغَارُ عَلَيْكِ آنِسَـــتِي لِأَنِّي *** أغَارُ عَلَى الوُرُودِ بِكُلِّ غُصْـــنِ
أغَارُ عَلَى الطُيُـورِ إذَا تَغَنَّتْ *** وَمُدَّتْ نَحْوَهَـا أيْدِي التَجَنِّي
أغَارُ عَلَى الجَمَالِ بِكُلِّ شَيْءٍ *** فَكَمْ أخَذَ الجَمَــالُ الغَضُّ مِنِّي
وَيُؤْلِمُــــــنِي تَدَنِّيهِ وَيُدْمِي *** فُؤادًا في الهَــــــوَى يَأْبَى التَّدَنِّي
أخَافُ عَلَيْهِ إنْ هَانَ ابْتِـذَالَا *** وَأنْ يُلْقَـى بِــهِ في كُلِّ دَرْبِ
وَحُسْـنُكِ تَرْتَقِي مِنْهُ نُفُوسٌ *** إلَيـْهِ تَتُوقُ في بُعْـــدٍ وَقُرْبِ
فَصُونِي حُسْـــنَكِ الفَتَّانَ تِبْرًا *** وَإلّا فَهْــوَ تُرْبٌ أوْ كَتُرْبِ
وَكُونِي مِثْلَ لُؤْلُؤَةٍ تَغَــنَّى *** بِـهَا الشّــعَرَاءُ مِنْ شَرْقٍ وَغَرْبِ
فَفِي عَيْنَيْكِ سِـحْــرٌّ قَدْ تَبَـدَّى *** عَرَفْتُ بِأَنَّهُ سِـــرُّ انْشِغَالِي
وَحُزْنُكِ يَا مُنَى قَلْبِي كَحُــــزْنِي *** كِلَانَا لَا تَقِـرُّ بِهِ الليَـــالِي
ولا نَدْرِي إلامَ الدَّهْــــرُ يَـمْضِي *** بِنَا وَمَتَى القَرَارُ فَلا تُبَالِي
وكُونِي نَجْمَـةً فِي الأُفْـقِ تُلْقِي *** إِلى الدُّنْيَا بِآيَاتِ الجَمَـالِ
يَرَاهَا النَّاسُ عَنْ بُعْدٍ ضِيَــاءً *** وَفِيهَا تَنْطَوِي كُلُّ المعَانِي
عَشِــقْتُ الكِبْرَ فِيهَا وَالتَّبَاهِي *** وَأسْبَابَ التَّرَفُّعِ وَالتَّفَانِي
ويَأْخُــذُنِي التَّعَفُّفُ فِي عُلَاهَا *** وَيَحْمِــلُنِي إِلى نَبْعِ الأَمَانِي
فَكُونِي مِثْلَهَا فِي البُعْدِ نُورًا *** وَفَيْضَ مَحَبَّـــةٍ حِينَ التَّدَانِي
د/محمود السيد الفخراني
أجَــلْ إنّي أغَارُ عَليْكِ حَقَّـــا *** وَلَيْسَتْ غَيْرَتِي حُبًّا وَعِشْـقَا
وأعْلَمُ أنَّ أسْــــــوَارًا وَحُجْبًا *** تُبَاعِدُ بَينَنَــا وتَزِيدُ فَرْقَا
فَقَدْ ذَهَبَ الزَّمَانُ بِكُلِّ شَيْءٍ *** وَلَمْ يَتْرُكْ سِوَى الحَسَــرَاتِ طَوْقَا
وَلَكِنْ غَيْرَتِي جَـــــزَعٌ وَخَوْفٌ *** عَلَى مَنْ حُسْـنُهَا فِي الأُفْقِ يَرْقَى
بِعَيْنَيْكِ اسْتَعَدْتُ سِــنِينَ وَلَّتْ *** وَكَانَ الظَّنُّ أنِّي لَنْ أرَاهَــا
بِعَيْنَيْكِ الْتَقَيْتُ بِبُشْـــــرَيَاتٍ *** يِشِعُّ بِخَافَقِي ألَقًا سَـــنَاهَا
بِعَيْنَيْكِ ابْتَعَــــدْتُ عَنِ الدَّنَايَا *** وَعَادَ إليَّ قَلْبٌ كَمْ أبَاهَا
بِعَيْنَيْكِ ارْتَحَلْتُ إلَى حَيَــاةٍ *** يَفِيضُ الحُبُّ طِيبًـــا مِنْ رُؤاهَا
أغَارُ عَلَيْكِ آنِسَـــتِي لِأَنِّي *** أغَارُ عَلَى الوُرُودِ بِكُلِّ غُصْـــنِ
أغَارُ عَلَى الطُيُـورِ إذَا تَغَنَّتْ *** وَمُدَّتْ نَحْوَهَـا أيْدِي التَجَنِّي
أغَارُ عَلَى الجَمَالِ بِكُلِّ شَيْءٍ *** فَكَمْ أخَذَ الجَمَــالُ الغَضُّ مِنِّي
وَيُؤْلِمُــــــنِي تَدَنِّيهِ وَيُدْمِي *** فُؤادًا في الهَــــــوَى يَأْبَى التَّدَنِّي
أخَافُ عَلَيْهِ إنْ هَانَ ابْتِـذَالَا *** وَأنْ يُلْقَـى بِــهِ في كُلِّ دَرْبِ
وَحُسْـنُكِ تَرْتَقِي مِنْهُ نُفُوسٌ *** إلَيـْهِ تَتُوقُ في بُعْـــدٍ وَقُرْبِ
فَصُونِي حُسْـــنَكِ الفَتَّانَ تِبْرًا *** وَإلّا فَهْــوَ تُرْبٌ أوْ كَتُرْبِ
وَكُونِي مِثْلَ لُؤْلُؤَةٍ تَغَــنَّى *** بِـهَا الشّــعَرَاءُ مِنْ شَرْقٍ وَغَرْبِ
فَفِي عَيْنَيْكِ سِـحْــرٌّ قَدْ تَبَـدَّى *** عَرَفْتُ بِأَنَّهُ سِـــرُّ انْشِغَالِي
وَحُزْنُكِ يَا مُنَى قَلْبِي كَحُــــزْنِي *** كِلَانَا لَا تَقِـرُّ بِهِ الليَـــالِي
ولا نَدْرِي إلامَ الدَّهْــــرُ يَـمْضِي *** بِنَا وَمَتَى القَرَارُ فَلا تُبَالِي
وكُونِي نَجْمَـةً فِي الأُفْـقِ تُلْقِي *** إِلى الدُّنْيَا بِآيَاتِ الجَمَـالِ
يَرَاهَا النَّاسُ عَنْ بُعْدٍ ضِيَــاءً *** وَفِيهَا تَنْطَوِي كُلُّ المعَانِي
عَشِــقْتُ الكِبْرَ فِيهَا وَالتَّبَاهِي *** وَأسْبَابَ التَّرَفُّعِ وَالتَّفَانِي
ويَأْخُــذُنِي التَّعَفُّفُ فِي عُلَاهَا *** وَيَحْمِــلُنِي إِلى نَبْعِ الأَمَانِي
فَكُونِي مِثْلَهَا فِي البُعْدِ نُورًا *** وَفَيْضَ مَحَبَّـــةٍ حِينَ التَّدَانِي
د/محمود السيد الفخراني