المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموت الرحيم


امير الادريسي
12-10-13, 01:02 AM
الموت الرحيم

لا زِلتُ اذكرُ من عهدٍ قريبٍ
وانا العبُ مع الصغارِ
اصنعُ العرباتِ من عُلبِ الصّفِيحِ
حافياً
اتسلّقُ الاشجارِ
ثم استريحُ
أُلاحقُ العصافيرَ في الاوكارِ
ثم استريحُ
على الارضِ المُبَلَّلة بالاعشابِ
على ثُغاءِ الخرافِ
وعَوَاءِ الذِّئابِ
على صفيرِ الرّيحِ
وزَهرِ الشّيحِ
على صمْتِ التّلالِ والهِضابِ
***
لا آبَهُ لِشيْءٍ
فلا ابواق تُزعجني
ولا شارة حمراء تُوقِفُني
ولا زُجاج مكسَّرٍ يجرحني

لا نِفاياتٍ
لا صَخَبٍ ولا تفاهاتٍ
فالارضُ بِكْرٌ
ماحوْلها
جمالٌ ودلالٌ
وبحرٌ وعِطرٌ
ما أن يتراكم الغبارُ على خُدودِ الزّهْرِ
حتّى يغسله المطرُ
***
اعْرِفُ كلَّ ما في الكَوْنِ
وما فيهِ يعرفُني

اعرفُ السَّواقي والْينَابيعَ
والنهر والبحر
وما فيه يغسِلُني

اعرف طائِرَ الحِسُّون
وما فيه يُطْربُني

اعرف زَهْرَ الَّلوْزِ والتُّفَّاح
وما فيه يُنعشني
!
!
وما أحْسَبُ ان الموتَ يُمهلُني
حتى أَرَى الارضَ تصرخُ
وتصْفَعُني
!!
ماذا فعلتَ ايها الانسانُ
بماذا تفكّرُ ايها الشّيْطان؟
تنزعُ عُذْرِيّتي
بحِرابك المسمومة
تلوّثُ صدري
بأغْراضك المَعْدومة
تفُضّ بكارتي من كل مكان؟
من القارات الخمْس
من المحيطات
من أعَالي البحارِ
من كل أفْق ومَدَارٍ
سحائبُ أدْرانٍ
وألوانٍ من الدّخَانِ
***
تجوبون الفضاءَ
بسفنِ الفضاءِ
تكسرون صمتَ الْكَوْنِ
بمراكِبكم الآسِنَةِ

لم تَعُدُ الارض مساكنكم الآمِنة
***
فحينَ يصبحَ الكونُ الفسيحِ
عقارات

وحين يُصنعُ الجمالُ
في المختبرات

وحين يُشحنُ لوْنُ العيونِ
في الحاوِيات

وحين يُخْتَزلُ لوْنُ الشِّفَاهِ
في العُبُوات





و تصبحُ العاريات العاهرات
سيّدات

حينها تعود الارض
الى السَّدِيمِ
وتستسلمُ

للْفَنَاءِ
للموْتِ الرّحيمِ


( سبق نشره )

مع تحيات كاتبها / امير الادريسي

كاريزما
18-10-13, 07:05 AM
/

\
أمير الادريسي
تلك أرض زانية تلطخت بدماء عذريتها سفاحا ً
حين قبلت أن يكون مهرها قانون وضعي
ولم يردعها ناموس
انجبت لنا
شياطين
لم تعد بكرية الهوى
لم تعد تستهوي الشرفاء
.
.
.
ممدوح السالمي

عبدالرحمن منصور
19-10-13, 04:37 AM
أمير الإدريسي

لكل شيء ثمنه
فتحضر الإنسان
أو ما يسمى بتحضره
كان ثمنه تخلف الأرض
وكأني اسمع التراب يشكي للثرى
كم افسد الأنسان حين تحضرا

لك التحية ..،،،

متاهة الأحزان
14-08-16, 01:03 AM
وكانت على الدوام

ذكريات الحي القديم تداعب روحي

أذكر الأزقة

حجارة السناسل على طول الطرقات

ابواب البيوت شبه المقفلة

لا تحتاج قرعها مشرعة لك في كل حين

عدت لذا الحي الذي

ماعهدت نفسي وقد شلها النسيان

ماعدت اعرف البيوت

حتى الطرقات تغيرت

ليتها تغيرت قريتي ولم تعكر صفو القلوب فيها

\
\

أمــيـر الادريــســيـ


جميلة هي الحضارة

مريح هو التطور

لكنه كذلك مادام في محيطه المعقول

هو كذلك مالم يعكر صفو القلوب مالم يفرق بين النفوس

باذخ هو الحرف

رغم ما أثاره من شجن