المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سئمت لتخاذله بالسئم ؛


علي مجدوع آل علي
03-02-12, 08:50 PM
سئمت لتخاذله بالسئم ؛


كيف لي أن أصيغ سئمت بقالب فكاهي لكي يتقبلها القارئ خلف جدران الحقيقة، وكيف لي أن أجعلها تخرج من قلمي لا بغرض الإساءة بل بغرض النصح والمحبة.


أجد نفسي متخاذلاً دائماً، أمام الأرواح القاتمة والتي لا يعلم عمقها المتخاذل، حين أجد ردة الفعل " من أنت " أو " ما الذي ترمي إليه يا رجل " وحين علو الصراخ أجد " أنا مجدٌ لا تراه " وكأني أمام المتنبي حينما قال " أنا إبن ثنا وطلاع الثنايا " كغطرسة إبليس حينما على بأنفه قائلا " أو أسجد له وقد خلقته من طين وخلقتني من نار ".


أودعت نفسي هذه الأثناء في بوتقة الفكاهة لكي أضحك قليلا دون أن يسمعني أحد، فلو سمع أحد ضحكتي لقال " مغرور ساخر " يشوب فكره الجهل.


أستبدلت سئمت بعد التفكير الطويل والذي أجهد عقلي بغير المفيد لتكون تفاجئت سهلة فتقبلها يجعل المفاجئ سئما أيضاً، لكي يظهر جليا ما أقول هو ما يطرحه الكاتب منا من أطروحة، فتتزين بما وضعه فيها من عذب الكلام وتلك الألوان وقد تكون صورة ما توضع أيضاً؛ فهذا الدارج هذه الأيام، وبعد الإعتماد وراحة البال يظل يحدق فيها وقتا طويلا ويعيش الأحلام لردة فعل الآخرين وكأنه يضع ثنائهم نصب عينيه، وفجأه فكر آخر يعكس تصوره وأحلامه، ما هذا؟ أهو حقيق ما أرى، هل كانت نظريتي خاطئة ، أو أن بعض الركاكة فيها، فهنا يعلو الغضب ذاته فيبدأ الشتيمة من مكانه لأنه يعلم يقينا بأن المتلقي لا يسمعه، فيقول " والله إني لمؤدبه " من هو حتى يقدح في أفكاري أو يعكس أفكاري، وتأتي فجأه هنا ويا لها من " فجأه" حينما توحي إليه جملاً تتوالى في الرد على من تعالى " في وجهة نظره طبعًا" ويكون عنوان حاله " أخذته العزة بالأثم ".


مالذي يفكر به هؤلاء، قد يكون إعتقادا بأن لديه وحي لا يخطئ أبدا، أو يرى نفسه نبيا دون أن يطلق عليها ذلك اللفظ فيكون كالمتنبي حينا أغتر بشعره ليعتقد أنه نبي فعلا، حال عجيب وأنفس لا تعي حقيقة حالها.


آن لي الآن أن أقول " سئمت " بالفم الممتلئ لتخاذل السئم في نفس الأخر، لأنه أرهق نفسه بالحنقة ونبذ الفرقة التي تعترض طريقه، حتى وإن أشهر سيفه ظلما وبهتانا، فهو حينها لا يرى أحدا أمامه.
فعلا سئمت من رمي الظن جزافا ولا يعلم بأنني حينما أجامله أكون مرائيا كسخرية لا يعلم عنها كذلك، ولا يعتقد بأني حينما أصارحه أكون محبا له "لصديقك من أصدقك القول لا من صدقك".


لنعش زهوا فكريا ولنبتعد عن ما يقدح الشرر في أنفسنا، ولا نرد الإساءة بمثلها فهذا دليل على أنك عالجت الخطأ بالخطأ نفسه.


حينما تخلو الأرواح من محبة ما تجدها كصخرة يصعب أختراقها، فتحتاج إلى ذلك " الدكاك" كي يتوغل إلى ذاتها لنجد الطهر وتلك الفطرة، فلنبحث عن حب يذيب الصخر بدل أن يبعثر هـ أشلاء تترامى.


ملاحظة كمفاجأة :
السؤال الأول والوحيد : يوجد في النص أعلاه بعض الأخطاء النحوية والإملائية وبعض منها نظرية، حدد تلك الأخطاء بعناية كي أقع في فخ " السخرية ربما " ؟
،،،،،،
أحترامي ومحبتي
" علي آل علي "
11. 3. 1433هـ

ماااريا
04-02-12, 05:02 PM
طرح مميز فعلاً

تستحق الثناء والاشادة أستاذي

هنا عمق للفكرة وجمال الطرح

وأشعراني اقف امام نص سهل ممتنع لا أملك الا ان أتأمل ..فلا يوجد هنا شيء يستحق السخرية بل التقدير

السئم .. السم


تحياتي لك ولقلمك الفذ ..

علي مجدوع آل علي
04-02-12, 07:46 PM
القديرة ماريا
بوركتِ يا أنيقة وبورك حضورك
شكرًا رائعة

" علي "

الــمُــنـــى
04-02-12, 10:07 PM
/
\

العاقل من صوب فكره دوماً نحو الأفق
ونْأ بنفسه عن مواضع السخرية ..
وهكذا أنتْ كاتبنا القدير .. علي ..
مقال .. من النوع الدسم المفيد ..
لا فض فوك ولا شُلتْ لك أركان ..

صفحة مشرقة ومميزة وتستحق التميز
حفظك الباري

منى

علي مجدوع آل علي
04-02-12, 11:21 PM
القديرة الفاضلة منى
تتجلى التحايا لشخصكم

بوركت يا فاضلة
وشكرًا راقية لكِ

نـــجـــلاء
07-02-12, 06:50 PM
بصراحه اعجبني مقالك الذي اوضحت فيه كوامن النفس الانسانيه التي بتختلط بين السخريه والفكاهه والجد الذي تجد كثير من الناس يدسون هذا بذاك لتضيع ملامح الحقيقه والحر بالاشاره يفهم يا اخ علي مقالك من العيار الثقيل وراق لي جدا اطيب تحيه لك ياذوق

علي مجدوع آل علي
08-02-12, 03:34 AM
الأخت " نجلاء "

شكرًا لهذا الحضور ودمتِ بخير ؛

عبدالرحمن منصور
08-02-12, 06:11 AM
لا أجد في أن يهتم الكاتب بموضوعه من حيث الشكل أو من حيث المضمون أي إشكال أو حرج
فالنص على هذه الشاكلة يناسب لداخلك بكل سلاسة وعذوبة من دون أن تجد فيه تعقيدا معنويا أو تنسيقا فوضويا
فاهتمام الكاتب في إخراج نصه بالشكل الذي يرضي ذائقة المتلقي يدل على احترام الكاتب لقارئه .

أما من يظن أن الحق معه دوما وان كل ما سوف يقوله أو يكتبه سيعجب الناس جميعا فهذا أمر محال
فالرسول المصطفى والذي لا ينطق عن الهوى لم يجمع الخلق كلهم على محبته وتصديقه
فعلى مدى الأزمنة والعصور كان هناك من يكذبه ويشتمه ويسخر منه إلى يومنا هذا وليس الكاشغري منا ببعيد
فما بالك بنا نحن الذين قد لا يكون الحق إلا في جزء يسير مما نقول .. فلابد أن نكون على استعداد دوما
لتلقي النقد والتوجيه والنصيحة ونؤمن بأن الحق أكبر من أن يشملنا ويقصر عن غيرنا

مع ذلك فللنصيحة طرقها وأساليبها والتي لا يخطئها شخص عاقل
فقد تنقلب النصيحة في يد الجاهل إلا أداة تشهير وتجريح أمام أعين الملأ

وبما أني متعصب جدا للمتنبي فعلى ظني أنه ليس صاحب المقولة "أنا ابن جلا وطلاع الثنايا "
وهو صدر البيت الأول للشاعر سحيم بن وثيل ولكنها أخذت شهرتها حينما قالها الحجاج بن يوسف الثقفي
حين تولى إمارة العراق . وكذا فالمتنبي لم يدعي النبوة ولا كنها فرية حيكت ضده ... لا نستطيع أن نجزم بها كحقيقة
وأعلم أنك تعلم ذلك ... ولكن سياق الحديث في مقالك كان لابد له أن يكون كذلك .

أخي علي مجدوع
أشكرك على مقالك العميق جدا
وكان لي شرف التواجد في صفحتك ومشاركتك فيها
فالعذر إن أخطأ قلمي أو أخطأت
ولك خالص التحية

مــريـــم
08-02-12, 08:43 AM
قد يكون في النفس شيء من الضيق عند توجيه النقد المباشر للنص
أمام الآخرين وإن رضي صاحبه في الظاهر
وحتى مع تأكد صاحب النص أن هذا فعلا خطأ في نصه
وأن قول الحق له قد يساعده مستقبلا وهذا ف كل الأمور حتى الخارجة عن النص
كما هي مساوئ المدح الزائد التي تغر صاحبها وتجعله لا يبحث عن الأفضل
ف إحدى المرات جاءتني رسالة من أحدهم يوجهني إلى أخطاء ف نص كتبته
وفعلا أنا لم أنتبه لها مع أنها كانت واضحة جدا مع أنه علق من قبل ولم ينبهني لأخطائي
فعلا إحترمته وقدرت لفتته ولا أنساها من كان يكتب لأنه يحب الكتابة سيرضى
بالنقد ويسعد به وخاصة إذا كان يمارسها بحب ويريد الأفضل..
وفي النهاية كما قال الأستاذ عبد الرحمن المهم أن يصل النص بطريقة سهلة
ويسيرة للمتلقي .

علي آل علي
جميل طرحك وفكرك الراقي
بأسلوب شيق لا يسعني أن أكتشف فيه أخطاء
لأنه أعجبني
لك كامل امتناني ودمت بكل خير

علي مجدوع آل علي
08-02-12, 12:27 PM
أخي القدير " عبد الرحمن منصور " تحية إجلال لما قرأته هنا، وبعيدًا عن مدى معرفتي في صحة تلك المعلومات من عدمها، لأنني وجدت نفسي أمام تحليل وتعقيب أعتبره الوحيد الذي لامس عقلي وفكري، ولتعصبك للمتنبي دليل على تذوقك الأدبي الراقي ولكي أكون صريحًا فأنا من أشد المعجبين به وبسيرته لأن ما حدث في تاريخه يلامس شيئًا ما في حياتي، كما الفرزدق أيضا وجرير و حندج فهؤلاء صفوة الصفوة من الذين أحتفظ بأبياتهم وأقرأها مليًا، دعنا يا قدير لا نتطرق لمثل هذا فليس هنا مجلسه.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
إن ما دعاني لكتابة مقالي ما حدث من بعض الأخوة في منتدى أخر حينما ناقشنا موضوعا فكريا فلسفيًا، وحينما أبديت وجهة نظري بكل شفافية والتي عارضت ما طرحه بشكلٍ كلي كانت الرد خارجًا عن النص تماما دون ذكر التفاصيل التي تطول، فهو الذي نبهني لوجود الكثير ممن هم على شاكلته نسأل الله السلامة ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين حتى تكون القلوب قاسيةً وتلك العقول متمردة وتعتلي الذوات مرتق الغرور والكبرياء كما حدث للكثير. <o:p></o:p>
أخي الفاضل إن ما يملل كثيرًا في أغلب المنتديات حينما أجد الثناء المبالغ فيه والمدح والتبجيل الذي يضر أكثر من ما ينفع، فلست أنا ومن هم غيري يرتقون إلى مرتبة الكمال مهما بلغ من سحر الحرف وعذوبته، وكنت أتمنى أمنية في جميع الميادين أن ينتقد أي كاتب أو كاتبة شيئًا أكتبه لأني أحتاج فعلًا للتصحيح وهذا ما رأيته هنا من تصحيح قمت به لبعض ما سطرته قد تكون عن قناعة ما أو تعمدًا لرؤية من يهتم أو يبادر لتوجيه النصح لي أو تصحيح ما قد كتبته. <o:p></o:p>
أخي الفاضل " عبد الرحمن المنصور " لله درك يا رجل صدعت بالحق ولم تأخذك في الله لومة لائم. <o:p></o:p>
دمت بخير أخي، وبارك الله في فكرك ورجاحة عقلك ولقد شرفتني حقًا وأعتبره بحد ذاته وسام أفتخر به.

علي مجدوع آل علي
09-02-12, 12:18 PM
النقد البناء بصورة جلية وعن وعي وفهم حينما يكون بطريقة مهذبة خالية من التشهير والتجريح يؤدي دوره بشكل كبير.

القديرة " مريم " إضافة استدلالية دعمت المقال بشكل جيد
بوركتِ يا فاضلة ، ودمتِ بخير ِ.