مشاهدة النسخة كاملة : لَـكَ وحــــدك...
.
كانت فكرة تجول في خاطري.. أن آوي إلى صفحات لك وحدك!!
كلما لسعتني أسواط الحنين..
واشتد بأس الألم..
وقد آن أوانها.. فلنمسك بالكلمات قبل أن تعود إلى مخابئها..
وتعوث بالجسد هلاكا!!
/
..لك
وحـــدك..
.
لك وحدك.. تتعانق الذكريات في سلاسل أقوى من أن يتسلل إليها النسيان..
لك وحدك... سخرت القلم،، وطوّعت الحرف،، و قوّت ذاكرتها الضعيفه،، وداوت روحها بجرعات من قصصك كل يوم قبل النوم..
لك وحدك... مضى القلم في طريقه ولم يأبه بالظنون... وظل يرسم خطاً مستقيماً غير ذي عوج.. وإن قاطعته الخطوط!
لك وحـــدك.. أسرني الألــم وصـار لا يـعرف ســوى أنه يعــرفنـي..
لك وحــدك.. رفعت شراع الحزن على سفينتي.. وسرعان مــا أسقطته ومزقته
ورفعت شعار الأمل والقوة والنجــاح كما وعــدتك..
لك وحــدك.. تسير سفينتي نحو هذا المرفأ كلما حاصرتها رياح الحنين..
لك وحدك..
كانت وعودي بالفخر والتوفيق..
لك وحــدك...
صــارت فصــولي كلها خريــف.
لك وحدك... كل الذكريات.. والصور.. وتلك القصاصات المتزينة بحروفك..
تعلمت فن الجمود كي لاتهلك الحسرة مــا تبقى مني..
لك وحدك..
لك وحدك.. خير الكلام .. وخير الذكرى على كل لسان.. *
لك وحدك.. بنيت بنيان شاهق.. كان أقوى وأسرع من أن تسبقه العقبات..
لك وحدك.. آمال اللقاء الملحة التي لم تكن لأحد من قبلك!!
لك وحدك.. ندمي على كل لحظة لم أكن فيها بين يديك..
لك وحدك.. قبلة وبسمة رغماً عن الألم الذي يشق صدري
تُرى لو عدت بالزمن إلى الوراء هل سيكون لطلبي قبولاً لديك!!!!!!
لك وحدك...
في كل مرّة أضام فيها يلازمني حضورك وتصرخ أعماقي مستغيثة بك..
وما من مجيب...
سوى جراح تتجدد وآلام لا تنقطع, وأنفاس تحتضر, وروح طال عذابها ببقاءها,
وما من مجيب...
سوى ألم مسيطر..وفقد استحوذ على حياتها.. ونفس ترفض أن تملأ أركانها بأحد سواه..
وما من مجيب..
سوى رب أعلم منها بحالها,, يسمع دعواتها,, ويسقيها صبراً على ما بلاها..
...لك وحــــــــــــــــــــــــدك...
أيقنت أن لا مفر من ذكراك, وأن لا رحيم سواك...
وأيقنت أني أصبت في ظني أنهم لا يستحقون ما أوكل إليهم...
ليت لي شجرة نائية أهرب إليها وأستظل بفيئها,, و أنفث ما بداخلي فيها.. بعيداً عن ضجيجهم..
ليتك تركتها لي!!
لك وحدك
ولأن البــوح لم يكن يومًــا لسواك..
ولأن الحرف أنطقـــه غيـــابك..
كنت هنـــا... لك وحــــــــــدك..
أهديك بوحــي ,, و بقـايا حــروف أنهكها الغيــاب..
و عيــــون ملت دمــوع الاشتيــاق..
أحبك...... دومًــا وأبــدًا...
ولذلك الحب منــي إخلاص ما حييت..
كيف لا وقد كُنت ما كُنت!!
جذور الشـــوق لا تــموت وإن قّلت السقيـــا..
ولأن نمائها يربكني آثرت الشُح وإن تنافى مع طبعي
لكن الطبع يخذلني.. ويغذيها فسرعــان ما تنشط وتــهلكني!!
..
..
مــــا أصــــبَرَني.. وما أقسى نفسي عليّ
تُــــــــرى... هل تــموت ذكرى كل إنســـان!
أم أنه وحــــده عصيّ على النسيــــان..
ومن سواه ستجبر فقده الأيـــــام!
تنهار أمامك كل قوى أزعمها وأتظاهر بوجودها
وأجدني أضعف مما أتصور لمجرد مرور ذكرك على بالي,,
أتعبـــني غيـــابك حقًــا
ولم أعد أقوى التحمل..
سيكون للفرح طعمًا آخر بحضورك لو كنت بيننا..
بغيابك في كل يوم أُضام, وفي ذكرك كل يوم لا أُلام
تفتك بي قسوة الشوق إذا بلغت ذروتها إلى حد الثمل..
فأضل أذكرك وأذكرك حتى أصاب بحرارة الفقد وكأنه في أول أيامه
وتعود المعاناة,, وأعاود إدماني على الذكرى
وأبدأ مشوار العلاج من جديد.. وأحاول التخلص من صورتك التي تلازمني
وما إن يتحسن حالي.. حتى تجذبني ذكراك من جديد ويطيح بي عذاب الضمير خوفًا من أن أنساك..
لا يزال الشوق ينهش أضلعي..
وأجدني فريسة سهلة كلما ظننت قرب الخلاص!
من أجله يغشى حروفي الفقد ويكسوها ألمًا..
من أجله تنهار الحروف وتنسج نفسها كل مرّة في رداء ظاهرة مختلف وباطنه مهترئ..
.
.
من أجله أكتب تـــاره وأختار الصمت تارة أخرى,, وتلجمني ثورة الفقد تـــــــارااات وتُبــكمني إلى أجل يثــور فيه الحرف على الصمت
اخشى تلك اللحظات التي تبتعد فيها صورتك عن مخيلتي أيامًا..
أخشى أن أنســــاك فألجأ إلى جلد الذات وتوجيه الاتهامات إلى نفسي..
اليوم كان حضورك قوي بما يكفي لجعل صورتك تتمثل في وجوه من أحب..
ولا يزال عقلي يرفض غيابك كلما طافت في أرجاءه صورتك..
أعلم أني بذلت أسباب الصد من حيث لا أدري!!
تهت في عالمي وأصبحت أنتظر العطاء منك دون أن أعطيك
نسيت أن حياتي لا تستقيم إلا بحضورك
وأنه لا بد من عودة السفينة إلى مرفأها وإن طال إبحارها..
لطالما راودتني خيالات طفولتي واستثارت دمعي في تلك الأيــام
سرعان ما كنت أنفض خيالي وأستعيذ منه.. وأظن أن الموت سيختارني حالما تتحقق
لكنني أخطأت في تقدير الموت
فلا حياة ولا موت كانت بانتظاري!
بقيت معلقة بين تلك وذاك..
تارة أختار الحياة وتارة يختارني الموت ويستلذ باحتضاري
ثم يزج بي إلى الحياة,, فما إن أنعم بها حتى يشتاق إلي الاحتضار..
قتلت بوحي داخلي عل الألم يهدأ ورياح الحنين تسكن
وسافرت عن كل ما يشقيني لأقضي ما استطعت قبل أن يعيدني القلب إلى دياره!!
أستلذ دومًا بالحديث عنك ..
وأشعر أنك تختبئ داخلي عندها وترسم البسمة على محياي مع كل ذكرى..
كثيرًا ما يفقدني حضورك في بالي السيطرة على ذاتي
فيرتسم ذلك جليًا على ملامحي..
وتسافر كل ذرة يسكنها النبض فيني إليك!!
أحيانًا أشعر بعدم جدوى الحرف
فالأوصاف برمتها تتقلص أمامك
وتعجز عن الوفــاء رغم دَأَبي
ومحاولاتي الرقي بها ..
سأمت تكاليف الحياة دونك.. وطالت غيبتك..
صعبٌ علي أن أقف في وجه الدنيا ولا أجدك بجواري..
كلما جدّ جديد.. أو فاتتك أحداث كانت من أولوياتك
تخيلتني أرويها لك..
في لحظة صفاء
بيني وبين نفسي..
تكثر الحكايات
وتطول الرواية
ولا أزال أرويها بلهفة
وصفاء..
وشيء من ألام الفقد التي لا تنفك عني
وفي كل مرّة
أنتظر الرد!!
.....
بعــــــــــدك...
هجرت تلك الطفلة التي كانت تنعم بقربك..
ونسيت أن أبرّها إكرامًا لك..
ضيعتها
وعندما عدت إليها
وجدتها ميتة!
وقد فات الأوان
وكأنني تركتها بعدك أزمــان
فقد ظلت الأمان
ولم تجد لها في غير قربك شطآن..
ولا تـــزال تلك الأســطورة الفريدة في زمانها..
ولايزال حرفي عاجزًا إلا أمام أوصافك..
أتعلــم .. أن أسباب الغياب قوّمت حرفي من بعد اعوجاج!!
وأسرت هطول القلم في محرابك
وجعلت منه الأجمل حين يكتبك..
والأنقى حين يشتـــاق إليك
لأنه لم يعرف قبلك حب ولن يعرف بعدك
لأنك ببســـــاطة "أبـــــــي" وحبيبي..
ولأنني لا أظهر ضعفي أمام غيري ولا أبالي
إلا حينما يمر ذكرك على لساني..
يقتلني الفضول إلى التسلل إلى درج الذكريات,,
لكنني أخشى ما ينتظرني هناك..
وأخشى على عينيّ من الدموع..
وأؤمن أنني دومًا أسيء التوقيت!
وحدك يستحق الحرف,, وما يتبعه من عناء
أهّم بالكتابة عنهم ثم أحجم عنها حين أدرك أنهم لا يستحقون!
أتمنى لو أن الزمان يعود لأهب من سنين طفولتي التي عشتها معك لرشدي ♥
كان عدوي اللدود الضعف،
وكنت أجاهد في إخفاءه ما استطعت،
والآن لا أملك سوى الرضوخ لوجع الفراق الذي أثقلني حمله سنين!
صرت مستبدة على حرفي،
أغلق أبواب البوح في وجهه،
وأحرمه الحبر ما استطعت،،
لكنه يباغتني وينكب رغمًا عني!
تكالبت علي الآلام وامتزجت ببعضها,,
وأعماني ألم فراقك عن كل ألم..
أيقنت أن الآلام كلها مهما تشعبت,, فإن مردها إلى جذر واحد
غرسته الدنيا في قلبي بكل قسوة.. ولم تأبه بثقله على قلب هش..
ترى هل ستروي قطرات المطر أرض جدباء,, أم أن شقوقها ستبتلع تلك القطرات في لحظات وتعود عطشى لوصالك!
خاب ظني في بقائك ولم يخيل لي أني سأبكيك يومًا..
ليت البياض يكسو قلوبنا إذا شاخت كما يكسو شعورنا إذا شخنا..!
أعدّ نفسي لملء فراغ عظيم سيحتلني...
لست أدري,, هل أملأه بالوقوف على أدق التفاصيل التي جمعتني بك..
أم أملأه فخرًا أن أنجزت وعدي لك,, وبرّأت ذمتي من عهد أثقلني خمسة أعوام..
وحدك يعلم ... أن الفراغ عدوي اللدود..
وأنه آلة تدميري...
كنت في زمانك تعد آلات الحرب عني.. وتخوض معه أشد المعارك وتنال منه قبل أن ينال مني..
والآن أرى عدوي مقبلًا من جديد,, والنصر يبرق في عينيه وقد نالت الدنيا من خصمه,, وبقيت أنا في وجهه,,
عارية من درعِ نجاتي منه..
.......
يا عــــــــدوي:
لا يغرنّك فقدي درعي فقد أُودعت في روحي أسباب النصر على كل عدو لي وله...
تجاهلت أشواقي بما يكفي وتناسيت بعدك.. وأدرت ظهري عن الانكسار لغيابك,,,
وحاولت أن أمضي في طريقي وأن أجبر انكساري,, لتعود بي الحياة كما كانت من قبل..
فوجدتني في دوامة لا حدود لها... تدور بالذكريات من حولي وتستوقفني كل ذكرى,, وتذكرني بأن الحياة لا يمكن لها أن تكون كما كانت من قبل..
تجبرني على الإنكسار الذي تأباه نفسي!! وتذكرني في نعيم زال.. نعيم لطالما سعيت لاستعادته دون أن أدفع ثمنه!!
أرقب الأيام,, بفضول وخوف..
لطالما قوي إيماني بذاتي..
وكانت أحلامي مصدر قوتي وإلهامي..
لكنني وضعتها جانبًا,, ووجدت غيري لي حجة لتركها..
أعلم أن ما صنعت نقيضًا لمبادئك قبل أن يكون نقيضًا لمبادئي..
لأننا لم نكن يومًا مستسلمين لبشر قط!
عايشت شرود ذهني ليال عديدة<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
وكان جل ما أخشاه فيها<o:p></o:p>
أن أستيقظ ذات ليلة وأجدني في ديار بعيدة
وحدي.. أهيم في كل واد..
كان معنى الخوف في قواميسي أن تسافر وحدك<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
وأن أمضي بقية عمري أركض خلف سراب مُضِلّ<o:p></o:p>
ونعيم زائل...<o:p></o:p>
وأن تحتويني وجوه تحاول أن تعيد إلى الأمان الذي غاب معك.. وتفشل
كانت دموعي تسبق شرود ذهني في غيابك<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
وتسبق هذياني في فقدك ,, صحوتي..<o:p></o:p>
فما تلبث أن تطرد ذلك الشرود,, فأفوق على إيمان راسخ أن يوم سفرك سيكون ذاته يوم وفاتي...<o:p></o:p>
أنكرت الوداع حين لوّحت به يديك..<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
واستخفت به روحي حتى مزقها غيابك,, فأدرَكًت حين رأت العذاب أنه حق..<o:p></o:p>
وأن ثمة احتضار –غير احضار الموت- أجله غير مسمى..<o:p></o:p>
سأَلَـتْـنِي إن كنت يومًا تمنيت الموت
وأجبت أني كنت قد تمنيته مرات قبل أن يلقاك..
ولكنني بعدها فقدت شعوري ذاك
فبموتك صرت في عداد الأموات...!
جملة واحدة تختصر الكثير.....غيابك وجعي الوحيد, فكل أوجاعي تلتقي عند فقدك مهما تباعدت وتنكّرت للحاضرين..
حين رفعت يديك لتمسك يدي, وأشاروا إلي بإمساكها حين خشيته,, ذابت حروفك في آلامك واحتضارك,,
وبقيت أنا بين الحروف أحاول تأويلها إلى يومي هذا!
على قدر سنين الغياب التي فاقت تحملي, وعلى قدر الانتظار الذي تآكل منه جسدي,, تعجز حروفي أمام تبريره وتصرخ مشاعري أمامه قتيله...!
دُلّني,,, كيف يملك المرء ما يتجاوز به تقصيره مع من هم تحت الثرى..؟!
كيف أجعل تلك الرائحة تفوح من جسدي..؟!
كيف أجبر ذاكرتي أن تعج بالمواقف معك وأبقي كل تلك التفاصيل الصغيرة؟
كيف تتربع على عرش ذاكرتي وتقلب فصولها بين يديك؟.
كيف تحسن خطاي اللحاق بك, وتدرك طيفك حين يهرب منها, وتخبئه في إحدى حصونها المنيعة؟!
كيف أحلق مع كل تلك الصور التي أفلتت من ذاكرتي وطارت إلى عالم المجهول..؟!
:7:7:7:7:7:7:7:7:7:7
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir