المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُصارةُ أفكارٍ وخواطر ( ربيعية )


ربيع بن المدني
02-09-11, 08:14 PM
عُصارةُ أفكارٍ وخواطر ( ربيعية )
بقلم / ربيع بن المدني السملالي

كثيراً ما تطفو على سطح فؤادي خواطر وهواجس وأفكار تارة سعيدة وتارة غير ذلك .. تكونُ نتيجةَ حادث أو واقعة أو مشهد من المشاهد ، فأغفل عنها ولا أسجّلها فتذهب منّي في غير رجعة فأتأسّف وأتحسّرُ وأندم على ذلك أشدّ النّدم ( حيث لا ينفع النّدم) ، لأنّ الفكرة والخاطرة ابنةُ لحظتها فيما أعتقد إذا لم تقيّد في إبّانها تضيعُ حتمًا ...
وأنا في هذه الصّفحات سأحاول إدراكَ والتقاطَ وصيدَ كلّ الخواطر والهواجس التي تهجم عليّ في لحظاتي وسكناتي وأوقاتي...
ولا أخفيكم أنّ القلم والقرطاس ملاذي الآمن ومتنفّسي الدّائم ..

الخميس 3 شوال 1432 هـ

ربيع بن المدني
02-09-11, 08:14 PM
هناك أناس (فقراء المبادئ) يحاولون امتلاك القلوب بالكذب والغدر والخيانة ، ويحاولون عبثا اقناعَ أنفسهم أنهم يسيرون في الاتجاه الصّحيح ، لو اطّلعت على أفئدتهم السّوداء لولّيت منهم فرارًا ولملّئت منهم رعبًا ...

ربيع بن المدني
02-09-11, 08:23 PM
أحسّ بالألم يعتصر قلبي وبالضّيق يجثم على صدري وأكره الدنيا ومن عليها عندما أرى أسماء لا تتناسب مع أصحابها ، كالذي اسمه ( عبد الله ) وهو عبد للشيطان ، وكالتي اسمها ( هدى ) وهي تطفح بالضّلال . وهلمّ شرّا ! ...

ربيع بن المدني
02-09-11, 08:25 PM
تجتَاحُني موجة عارمة من الحزن عندمَا أرى إعلامنا قدْ استولى عليه شرّابُ الخمور والزّناة وأهل العَفن ، بينما قارئُ القُرآن ومُرَتِّلهُ قابع في زاوية من زوايا الإهمال ليختموا ببعض ترتيلاته إذاعتنا الوطنية !!!

ربيع بن المدني
02-09-11, 08:25 PM
سبرتُ أحوالَ وأغوارَ البشريةِ في هذه الفترة القصيرة التي قضيتها بينهم في هذا العالم ، فوجدتُ أن الظّلمَ والبغيَ والاعتداءَ على حقوق المستضعفين من العباد هو عنوان هذه البشرية المنحطّة التي ابتعدت عن منهج الله فارتكست في الحمأة الوبيئة التي لا قرار لها ، وفي الدّرك الهابط والظّلام البهيم ..

ربيع بن المدني
02-09-11, 08:27 PM
أبغض وأكره كأشدّ ما تكون الكراهية والبغضاء ذلك الانسانَ المغرورَ الذي يعيش في بيداء وهمه وصحراء تكبّره و يحسب نفسه على شيء وهو ليس على شيء ، يرى النّاس صغارًا ويرى نفسه كبيرًا ، ويعتقد في قرارة نفسه ( الأمّارة بالسّوء ) أنّهُ صاحب الحقّ المطلق الذي لا ينبغي الإنصراف عنه ...

ربيع بن المدني
02-09-11, 08:27 PM
هَممت بتسطير ما يختلج في صدري تجاه الموسوعة اللّغوية ( تاج العروس من جواهر القاموس ) بعدما أرخى الليل سدوله علي بأنواع من الهموم ليبتليني فاعترضني بيت لمجنون بني عامر فكفاني المؤونة فلله درّه :
وإنّي لتعروني لِذكراك هِزّة ...كما انتفض العصفور بلّله القطْرُ
وشتّان بين اهتزازه واهتزازي !!

ربيع بن المدني
02-09-11, 08:28 PM
عجبا لأولئك اللّئام الأوغاد الذين يضحكون ويسخرون ويستهزؤون من أسيادهم كلما واتتهم الفرصة اهتبلوها لإخراج قيح صدورهم و أمراض قلوبهم ، نصائحهم شتائم وانتقام ، وعتابهم حسد وحقد وإحن .
وهناك أسلحة فتّاكة تُزعزع كيانَهم ويضيقون ذرعا إذا رأوك من أربابها ألا وهي (( الصّمت والسّكوت والتّجاهل )) ...
إن أنت كلّمته فرّجت عنه ...... و إن خلّيـته كمدا يموتُ

ربيع بن المدني
03-09-11, 03:37 AM
كم هو قبيح ذلك الإنسان الذي يكذب على النّاس ويتحرّى الكذب حتى يصلَ لدرجة أن يصدّقَ هو الآخر أكاذيبه ، ولسوء طويّته دائمًا يسيءُ الظنّ بكل من لقيه ويتوجّسُ منه خيفة .. وهو دائما يترقبُ الشّر في كل أفعال الآدميين ، ولله درّ المتنبي حين قال في أمثال هذا الضّرب من المخلوقات :
إذا ساء فعلُ المرء ساءَت ظنونُه ... وصدّقَ ما يعتادُه من توهم

ربيع بن المدني
03-09-11, 02:02 PM
تنطق شواهدُ كثيرة في عالم المحبّين والعشّاق من أرباب الإثم والخطيئة أنّهم يكونون عميانا ( بصرا وبصيرة ) إبّان عشقهم وهُيامهم ، كالذي يعشق امرأة وتعشقه ، فتكذب عليه ويكذب عليها ، فيقول لها مثلا : لم أر مثلك قطّ ، أنت أنبل إنسانة عرفت في حياتي ، إنّ في قلبك رصيداً زاخراً من النبل والرّفعة والإنسانية ... وتقول له : أنت أخلاقك الفاضلة لم أر مثلها قط ، شملتني بسمو أدبك ، عواطفك الجيّاشة تجعلني أموت من أجلك يا أطيب رجل في الكون ...
ولو كانوا صادقين : لقال لها سامحيني يا امرأة فأنت ( ساقطة ) ..ولقالت له : صدّقني يا رجل فأنتَ ( فاسق ) ...

ربيع بن المدني
04-09-11, 03:13 AM
كم أرثي لحال تلك البيوت والمنازل التي أدخلها ((منازل العائلة أو الأصدقاء)) ، فأجد كل ضروريات الحياة وكمالياتها ، من ثلاجة ، وفرن ، وأواني فاخرة ، وتلفاز ضخم ، وأفرشة رائعة ، وصور على الحائط ثمينة ... ثمّ لا أجد ( صحيح البخاري ) أو ( صحيح مسلم ) أو ( تفسير القرآن الكريم ) أو أي كتاب من كتب العلم ....ولعلّ هذا من أكبر تخلّفنا والله المستعان .

ربيع بن المدني
04-09-11, 03:14 AM
أَطَلْتُ النّظرَ في ديوان ( إليا أبو ماضي) وديوان ( أبو القاسم الشّابي ) و ديوان ( أبو نواس) ، و ديوان ( أبو العتاهية ) ، فهالتني التناقضات السّافرة بين هذه النّفوس الشاعرية ...فهتف بي هاتف : كُلّ مُيسّرٌ لما خُلِقَ له ...

ربيع بن المدني
05-09-11, 01:57 PM
كم هي جميلة تلك الأيّام الذّاهبة التي كنّا فيها صغارًا .. لا أدري لِمَ تَذَكَّرْتُ الآن ذلك العجوزَ الطّاعنَ في السّن ( السّي المعطي ) الذي كان يجاورُ بيتنا وكان يكثر من الشّتم والسّب واللّعن لأننا كنّا نحولُ بينه وبين هدوئه ونومه وراحته بسبب ضجيجنا ولعبنا المستميت الدّائم ، وكنا نمعن في كرهه لأنّه هو الآخر كان يحولُ بيننا وبين متعتنا في اللعب بالقرب من بيوتنا وأمهاتنا ، وقد مزّق كُرَتي البلاستيكية أكثر من مرة التي كنت أجمع لها ثلاثة دراهم بمشقة الأنفس ... والآن أنا أتمنى لو أنظر إليه وأُقَبِّل رأسَه وأطلب منه السّماح والعفو ( تغمده الله برحمته ) ...