المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~في رحاب آية متجدد يوميا~


ماااريا
07-08-11, 10:31 PM
ღ๑ஐ◦ في رحاب آية متجدد يوميا.ღ๑ஐ◦

http://www.el7up.net/vb/imgcache/11757.imgcache.jpg


http://www.alsaqr.com/vb/images/bsm.gif.

.ღ๑ஐ◦ في (http://forum.al-wlid.com/t167.html) رحاب (http://forum.al-wlid.com/t167.html) آ يه .ღ๑ஐ◦

فكرة الموضوع// بسيطة وميسرة هدفنا هنا للفائدة وزيادة العلم


كل يوم نحط آية (http://forum.al-wlid.com/t167.html) من إي سورة و مرفق بها شرح خاص بالآية..بشكل مبسط و يروق للجميع

منها نتعرف علي آية جديدة..ومنها نتعرف علي خبايا تحتويها الآية..

الموضوع متجدد (http://forum.al-wlid.com/t167.html) يومياً بآية..مع شرحها..

إن شا الله

ونعتز بمشاركاتكم معنا هنا


.....

ماااريا
07-08-11, 10:39 PM
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة:

((آية الكرسى ))

~~أفضل آية في القرآن ~~


“اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الحي الْقَيومُ لاَ تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لهُ مَا فِي السمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ منْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيهُ السمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِي الْعَظِيمُ”، (الآية 255).


بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآيات السابقة على هذه الآية عن أجر وثواب الإنفاق على وجوه الخير وذكّر عباده المؤمنين بأهوال يوم القيامة أتبع ذلك بآية كريمة اشتملت على تمجيده سبحانه، فبينت كمال سلطانه، وشمول علمه، وسابغ نعمه على خلقه.

قال بعض العلماء: آية الكرسي أفضل آية في القرآن الكريم، ومعنى الفضل أن الثواب على قراءتها أكثر منه على غيرها من الآيات، وإنما كانت أفضل لأنها جمعت من أحكام الألوهية وصفات الإله الثبوتية ما لم تجمعه آية أخرى. جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لكل شيء سنام وإن سنام القرآن البقرة، وفيها آية سيدة القرآن أي أفضله وهى آية الكرسي”.


عشر صفات جليلة

اشتملت هذه الآية على عشر جمل فيها ما فيها من صفات الله الجليلة، ونعوته السامية، أما الجملتان الأولى والثانية فتتمثلان في قوله تعالى: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”. ومعنى “الحي”: أي الباقي الذي له الحياة الدائمة التي لا فناء لها، وسائر الأحياء سواه يعتريهم الموت والفناء.
و”القيوم”: أي الدائم القيام بتدبير أمر الخلق وحفظهم، والمعطي لهم ما به قوامهم.

والمعنى: الله عز وجل هو الإله الحق المتفرد بالألوهية التي لا يشاركه فيها سواه وهو المعبود بحق وكل معبود سواه باطل، وهو ذو الحياة الكاملة، وهو الدائم القيام بتدبير شؤون الخلق وحياتهم ورعايتهم وإحيائهم وإماتتهم.


والجملة الثالثة “لا تأخذه سنة ولا نوم” مؤكدة للوصف السابق ذلك أن قيامه على كل نفس بما كسبت، وعلى تدبير شؤون خلقه يقتضي ألا تعرض له غفلة، ولأن السنة والنوم من صفات الحوادث وهو سبحانه وتعالى مخالف لها.

والسنة: الفتور الذي يكون في أول النوم مع بقاء الشعور والإدراك ويقال له غفوة.
وقوله سبحانه في الجملة الرابعة “له ما في السماوات وما في الأرض” تقرير لانفراده بالألوهية إذ جميع الموجودات مخلوقاته.
والاستفهام في قوله في الجملة الخامسة: “من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه” للنفي والإنكار، أي لا أحد يستطيع أن يشفع عنده سبحانه إلا بإذنه ورضاه.
وقوله سبحانه في الجملة السادسة: “يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم” تأكيد لكمال سلطانه في هذا الوجود، وبيان لشمول علمه كل شيء.
والعلم بما بين أيديهم وما خلفهم كناية عن إحاطة علمه سبحانه بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم. وقوله تعالى في الجملة السابعة: “ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء” معطوف على قوله: “يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم” لأنه مكمل لمعناه، والإحاطة بالشيء معناها العلم الكامل به.


أي لا يعلمون شيئا من معلوماته سبحانه إلا بالقدر الذي أراد أن يعلمهم إياه على ألسنة رسله، فالجملة الكريمة بيان لكمال علم الله تعالى، ولنقصان علم سواه.
ثم قال سبحانه في الجملة الثامنة: “وسع كرسيه السماوات والأرض”، وللعلماء اتجاهان مشهوران في تفسير معنى الكرسي في الجملة الكريمة، فالسلف يقولون: إن لله تعالى كرسيا علينا أن نؤمن بوجوده وإن كنا لا نعرف حقيقته، لأن ذلك ليس في مقدور البشر، والخلف يقولون: الكرسي في الآية كناية عن عظم السلطان، ونفوذ القدرة وسعة العلم وكمال الإحاطة.

ثم ختم سبحانه الآية الكريمة بالصفتين التاسعة والعاشرة فقال تعالى: “ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم”، والمعنى: ولا يثقله ولا يتعبه حفظ السماوات والأرض ورعايتهما، وهو المتعالي عن الأشباه والنظائر، والمسيطر على خلقه، العظيم في ذاته وصفاته.

سالم
08-08-11, 05:46 PM
ماريا

كل الشكر لك على هذا الطرح المتميز والهادف واسال الله ان يكتب لك الاجر .
لا حرمنا الله من عملك وعلمك النافع ,,

سالم
08-08-11, 05:51 PM
قال تعالى: "ويسئلونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي"
الروح والنفس واحد غير أن الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب،
ولما سأل اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم عن الروح،
وروى الأزهري بسنده عن ابن عباس في قوله: "ويسئلونك عن الروح" قال؛
إن الروح قد نزل في القرآن بمنازل،
ولكن قولوا كما قال الله جل وعلا: "قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" (الإسراء 85)
قال ابن الأثير: "وقد تكرر ذكر الروح في الحديث كما تقرر في القرآن، ووردت فيه على معان،
والغالب منها أن المراد بالروح الذي يقوم به الجسد، وتكون به الحياة،
وقد أطلق على القرآن والوحي والرحمة وعلى جبريل.." إلى آخر كلامة رحمة الله.
الاستفادة :
والروح سماوية علوية، والجسد أرضي سفلي، وعند موت الإنسان كل يتجه إلى أصله فالروح إلى السماء،
والجسد إلى الأرض، ومن الناس من همته في الثرى ومنهم من همته في الثريا،
فمنهم من يسعى لحياة الروح ومنهم من يسعى لحياة الجسد،
وحياة الروح باتصالها بالسماء بالخوف والخشية والمراقبة والإخلاص لله جل وعلا،
والروح والجسد لا غنى لأحدهما عن الآخر، إلا إذا أصبح الجسد لا هم له إلا شهوته وهواه،
وفيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم".
ومن الناس من نسي روحه وغفل عنها وعن حقوقها، فعبدها لجسده وشهواته،
فأصبحت حياته هموماً وغموماً و أكداراً وأحزاناً ليس له هم إلا أن يرضي هواه.

ماااريا
08-08-11, 09:31 PM
ماريا

كل الشكر لك على هذا الطرح المتميز والهادف واسال الله ان يكتب لك الاجر .
لا حرمنا الله من عملك وعلمك النافع ,,


عزيزي سالم

كل الشكر لك على حضورك الدائم والمشرق

تحياتي لك

ماااريا
08-08-11, 09:35 PM
آية تحث على عدم ظلم النساء


يقول الحق سبحانه وتعالى:

“يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا” (النساء: 19).

في هذه الآية الكريمة يوجه الحق سبحانه وتعالى نداء عاما إلى المؤمنين ينهاهم فيه عما كان شائعا في الجاهلية من ظلم للنساء، وإهدار لكرامتهن، ويأمرهم بحسن معاشرتهن، وبعدم أخذ شيء من حقوقهن. وقد تعددت الروايات وأقوال المفسرين في سبب نزول هذه الآية الكريمة، حيث روى البخاري عن ابن عباس قوله: كانوا إذا مات الرجل يعتبرون أنفسهم أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها وإن شاؤوا لم يزوجوها، فهم يعتقدون أنهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية.

وقيل: كان من عاداتهم إذا مات الرجل يلقي ابنه من غيرها أو أقرب عصبة ثوبه على المرأة فيصير أحق بها من نفسها ومن أوليائها فإن شاء تزوجها بغير صداق وإن شاء زوجها من غيره وأخذ صداقها ولم يعطها شيئا، فأنزل الله هذه الآية.

وقيل: كان يكون عند الرجل امرأة عجوز ونفسه تتوق إلى شابة فيكره فراق العجوز لمالها فيمسكها ولا يقربها حتى تفتدي منه بمالها أو تموت فيرث مالها فنزلت هذه الآية.


نداء إلى المؤمنين

والمعنى: يا أيها الذين آمنوا وصدقوا بالحق الذي جاءهم من عند الله، لا يحل لكم أن تأخذوا نساء موتاكم بطريق الإرث وهن كارهات لذلك أو مكروهات عليه، لأن هذا الفعل من أفعال الجاهلية التي حرمها الإسلام لما فيها من ظلم للمرأة وإهانة لكرامتها.

وقد وجه سبحانه وتعالى النداء إلى المؤمنين فقال: “يا أيها الذين آمنوا” ليعم الخطاب جميع الأمة، فيأخذ كل مكلف فيها بحظه منه سواء أكان هذا المكلف من أولياء المرأة أم من الأزواج أم من الحكام أم من غيرهم. وفي مخاطبتهم بصفة الإيمان تحريك لحرارة العقيدة في قلوبهم، وتحريض لهم على الاستجابة إلى ما يقتضيه الإيمان من طاعة لشريعة الله تعالى.

وليس النهي في قوله سبحانه: “لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها” منصبا على إرث أموالهن كما هو المعتاد، وإنما النهي منصب على المرأة ذاتها كما كانوا يفعلون في الجاهلية.

وقوله سبحانه: “ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة” نهي آخر عن بعض الأعمال السيئة التي كان أهل الجاهلية يعاملون بها المرأة. أي: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها، ولا يحل لكم أن تعضلوهن، ومعنى العضل: التضييق والحبس والمنع.. والمراد به هنا: منع المرأة من الزواج والتضييق عليها في ذلك، سواء أكان هذا المنع والتضييق من الزوج أم من غيره.

عاشروهن بالمعروف


ثم أمر الله تعالى الرجال وخصوصا الأزواج بحسن معاشرة النساء فقال: “وعاشروهن بالمعروف”.
أي: وصاحبوهن وعاملوهن بالمعروف، أي بما حض عليه الشرع وارتضاه العقل من الأفعال الحميدة، والأقوال الحسنة.

قال الإمام ابن كثير من تفسيره لهذه الآية: قوله تعالى: “وعاشروهن بالمعروف” أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت مثله، كما قال تعالى: “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.

ثم ختم سبحانه الآية الكريمة ببيان أنه لا يصح للرجال أن يسترسلوا في كراهية النساء إن عرضت لهم أسباب الكراهية، بل عليهم أن يغلبوا النظر إلى المحاسن، ويتغاضوا عن المكاره، فقال تعالى: “فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا”. أي: فإن كرهتم صحبتهن وإمساكهن فلا تتعجلوا في مفارقتهن، فإنه عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله لكم في الصبر عليه وعدم إنفاذه خيرا كثيرا في الدنيا والآخرة.

ماااريا
10-08-11, 06:38 PM
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } (سورة المُلك:آية 1.2)


هذه التسبيحة في مطلع السورة توحي بزيادة بركة الله ومضاعفتها، وتمجيد هذه البركة الرابية الفائضة. وذكر الملك بجوارها يوحي بفيض هذه البركة على هذا الملك. وهي ترنيمة تتجاوب بها أرجاء الوجود، ويعمر بها قلب كل موجود. {تبارك الذي بيده الملك}. فهو المالك له، المهيمن عليه، القابض على ناصيته، المتصرف فيه {وهو على كل شيء قدير}.

فلا يعجزه شيء، ولا يفوته شيء، ولا يحول دون إرادته شيء، ولا يحد مشيئته شيء. يخلق ما يشاء، ويفعل ما يريد، وهو قادر على ما يريده غالب على أمره؛ لا تتعلق بإرادته حدود ولا قيود.
ومن آثار تمكنه المطلق من الملك وتصريفه له، وآثار قدرته على كل شيء وطلاقة إرادته. أنه خلق الموت والحياة. وكلها من خلق الله كما تقرر هذه الآية التي تنشئ هذه الحقيقة في التصور الإنساني؛ وتثير إلى جانبها اليقظة لما وراءها من قصد وابتلاء {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}.
واستقرار هذه الحقيقة في الضمير يدعه أبدا يقظا حذرا متلفتا واعيا للصغيرة والكبيرة في النية المستسرة والعمل الظاهر. ومن ثم يجيء التعقيب: {وهو العزيز الغفور} ليسكب الطمأنينة في القلب الذي يرعى الله ويخشاه. فالله عزيز غالب ولكنه غفور مسامح.

ماااريا
10-08-11, 06:39 PM
{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ. أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} {الملك:لآية16}




إنه تحذير من الله للكافرين والعصاة فبينما هم في حديث عن الأرض الذلول والأمان على ظهرها، وفي هذا اليسر الفائض بإذن الله وأمره. الآن يهز هذه الأرض الساكنة من تحت أقدامهم هزا ويرجها رجا فإذا هي تمور. ويثير الجو من حولهم فإذا هو حاصب يضرب الوجوه والصدور. يهز هذه الأرض في حسهم ويثير هذا الحاصب في تصورهم، لينتبهوا من غفلة الأمان والقرار، ويمدوا بأبصارهم إلى السماء وإلى الغيب، ويعلقوا قلوبهم بقدر الله. والبشر الذين يعيشون على ظهر هذه الدابة الذلول. يعرفون كيف تتحول. في بعض الأحيان، عندما يأذن الله بأن تضطرب قليلا فيرتج كل شيء فوق ظهرها أو يتحطم! ويمور كل ما عليها ويضطرب فلا تمسكه قوة ولا حيلة. ذلك عند الزلازل والبراكين. وهي تمور. والبشر لا يملكون من هذا الأمر شيئا ولا يستطيعون.
والبشر كذلك يشهدون العواصف الجامحة الحاصبة التي تدمر وتخرب، وتحرق وتصعق. وهم بإزائها ضعاف عاجزون. والقرآن يذكر البشر. يذكرهم بهذه الجمحات التي لا يملكون من أمرها شيئا. والأرض الثابتة تحت أقدامهم ترتج وتمور، وتقذف بالحمم وتفور. والريح الرخاء من حولهم تتحول إلى إعصار حاصب لا تقف له قوة في الأرض من صنع البشر، ولا تصده عن التدمير. يحذرهم وينذرهم في تهديد يرج الأعصاب. {فستعلمون كيف نذير}!

ماااريا
10-08-11, 06:40 PM
في رحاب آيه

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَب وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَه حُسْنُ الْمَآبِ}

يخبر الله تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ ، لأن حب الإنسان للمشتهيات والملذات سبب لهم أن تتزيّن الدنيا في نفوسهم فيطلبون اللذائذ ولو في المحرّمات ، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد ثم ثنى بحب البنين، فإن حب الأولاد يسبّب إطاعتهم والتحفّظ عليهم ولو بذهاب الدين . ومن الزينة كذلك حب الأموال الكثيرة المجمعة أو المضاعفة البالغة حدا واسعا ،من الذهب والفضة، والخيل الأصيلة المعلمة المميزة ببعض العلامات ، والأنعام من الإبل البقر والغنم والزرع ، فإن هذه كلها محببة للناس ، لكن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة ، لا تنفع في الدار الآخرة إلا إذا بذلت في سبيل الله .ثم يختم عز وجل الآية: بأن المرجع الحسن في الآخرة منوط بالله سبحانه فاللازم أن يتزهّد الإنسان في الملذات ولا يتناول المحرّم منها رجاء ثواب الله ونعيمه المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلال، فلا تسبّب هذه المشتهيات والملذات عدول الإنسان عن الحق إلى الباطل وعن الرشاد إلى الضلال.

ماااريا
10-08-11, 06:41 PM
{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }



تعالج هذه الآية خلقا ذميما في بعض الناس الذين يدعون بالخير فيريدون تعجيل الإجابة، ثم يحملهم أحيانا سوء الخلق على الدعاء بالشر، ولكن الله تبارك وتعالى لسعة رحمته بالناس لا يعاجلهم بالعقوبة كاستعجالهم بطلب الخير؛ لأن الله عز وجل لو فعل ذلك بالناس لقضي إليهم أجلهم؛ يعني بالموت . وقد نزلت هذه الآية _كما قال مجاهد_ : في الرجل يدعو على نفسه أو ماله أو ولده إذا غضب: اللهم أهلكه، اللهم لا تبارك له فيه وَالْعَنْهُ أو نحو هذا؛ فلو استجاب الله ذلك منه، كما يستجيب الخير لقضي إليهم أجلهم . وقد ورد في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار لعن بعيره، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) . فهذا القول من النبي ـ صلى الله عليه وسلم يدل دلالة واضحة على أن الرجل لو دعا على نفسه أو ماله أو ولده بشيء ربما يصادف ساعة إجابة فيستجاب له كما يستجاب له في الخير فيهلك.

ماااريا
11-08-11, 11:49 AM
آية اليوم تتكلم عن طبيعة اليهود وإفترائهم على الله



{بل يداه مبسوطتان وَقَالَتِ الْيهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّت أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسوطتَانِ يُنفِقُ كَيْف يَشاءُ}



هذه هي طبيعة اليهود المريضة : التطاول والتعدي على غيرهم . لا يفرقون في ذلك بين خالق ومخلوق فلقد امتد هذا التطاول إلى رب العزة جل جلاله وتقدست أسماؤه !!! فوصفوا الله تعالى بالفقر فقالوا: (إن الله فقير ونحن أغنياء) ، وافتروا على الله الكذب وحرفوا في كتبه فقال تعالى عنهم: (يحرفون الكلم عن مواضعه). وكذبوا وقاتلوا رسله فقال تعالى موبخًا لهم: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) ؟ . فكانت عاقبتهم قسوة القلب والطبع عليها (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية) ، (بل طبع الله عليها بكفرهم) . وفي هذه الآية يصفون الله تعالى بالبخل والشح وعدم البذل...!!! فكيف ذلك ولم يضيق عليهم إلا بعد كفرهم وعنادهم وردهم لما بُعث به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فعاقبهم الله بما يستحقون، والجزاء من جنس العمل (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) أي أمسكت أيديهم عن الخيرات ، وقيل هو دعاء عليهم بالفقر والحاجة (ولعنوا بما قالوا) فمِنْ لَعْنِهِمْ: أنْ مسخوا قردة وخنازير، ومن لعنهم: أن جعلت قلوبهم قاسية ، ومن لعنهم: أن لهم في الآخرة عذاب النار خالدين مخلدين فيها وبئس المصير . ثم عقب بقوله : (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) فعبر سبحانه بالتثنية مع أنهم عبروا بالإفراد في قوله (يداه) ليكون رد قولهم أبلغ وأدل على إثبات غاية السخاء لله تعالى ونفي البخل عنه ، بل هو ينفق ما يشاء كيف يشاء ، فيضيق على الكافر ، ويوسع على المؤمن بأن يبارك له فيما يعطيه له ويرضيه به ، وذلك من كمال حكمته وقدرته سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيراً.

ماااريا
11-08-11, 11:53 AM
في رحاب آية





{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}



لا أحد أظلم ممن منع عبادة الله في المساجد، وسعى في هدمها، أولئك الآثمون ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا المساجد إلا خائفين من عقاب الله، ولهم في الدنيا ذل وهوان، وفي الآخرة عذاب شديد في النار. قال ابن عباس: نزلت في مشركي أهل مكة، الذين منعوا المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام، ومنعوا النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام. إن إطلاق النص يوحي بأنه حكم عام في منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، والسعي في خرابها. كذلك الحكم الذي يرتبه على هذه الفعلة، ويقرر أنه هو وحده الذي يليق أن يكون جزاء لفاعليها، وهو قوله تعالى: (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) .. أي أنهم يستحقون الدفع والمطاردة والحرمان من الأمن، إلا أن يلجئوا إلى بيوت الله مستجيرين محتمين بحرمتها مستأمنين. أو ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا في خوف من الله، وخشوع لجلالته في بيوته. فهذا هو الأدب اللائق ببيوت الله، المناسب لمهابته وجلاله العظيم.

ماااريا
13-08-11, 02:05 AM
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الحج: “إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور. أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله” (38 40)



بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآيات السابقة على هذه الآيات عن شعائر الحج ومناسكه أذن للمؤمنين بالقتال في سبيله للدفاع عن دينه وشعائره، ووعدهم عز وجل بالنصر متى نصروه وحافظوا على فرائضه فقال: “إن الله يدافع عن”.
قال الفخر الرازي في تفسيره: أعلم أنه سبحانه لما بين ما يلزم في الحج ومناسكه وما فيه من منافع الدنيا والآخرة، وما كان من صد الكفار عنه، أتبع ذلك ببيان ما يزيل الصد، ويؤمن معه التمكن من الحج فقال تعالى: “إن الله يدافع عن الذين آمنوا”.

بشارة للمؤمنين

والمعنى: أن الله عز وجل بفضله وكرمه “يدافع” عن المؤمنين أعداءهم وخصومهم فيرد كيدهم في نحورهم. ويصح أن يكون “يدافع” بمعنى “يدفع” أي أن الله تعالى يدفع السوء عن عباده المؤمنين الصادقين، ويجعل العاقبة لهم على أعدائهم فالجملة الكريمة بشارة للمؤمنين، وتقوية لعزائمهم حتى يقبلوا على ما شرعه الله لهم من جهاد أعدائهم، بثبات لا تردد معه، وبأمل عظيم في نصر الله وتأييده.

وقوله سبحانه: “إن الله لا يحب كل خوان كفور” تعليل لوعده سبحانه للمؤمنين بالدفاع عنهم، وبجعل العاقبة لهم، و”الخوان”: هو الشديد الخيانة. و”الكفور”: هو المبالغ في كفره وجحوده. أي أن الله عز وجل يدافع عن المؤمنين لمحبته لهم، ويبغض هؤلاء الكافرين الذين بلغوا في الخيانة والكفر أقصى الدرجات.

ثم رخص سبحانه وتعالى للمؤمنين بأن يقاتلوا في سبيله فقال: “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا”، أي أن الله أذن للمؤمنين ورخص لهم بأن يقاتلوا أعداءهم الذين ظلموهم وآذوهم واعتدوا عليهم بعد أن صبر هؤلاء المؤمنون على أذى أعدائهم صبرا طويلا.
وقوله سبحانه: “وإن الله على نصرهم لقدير” وعد منه لعباده المؤمنين بالنصر، وحض لهم على الإقدام على الجهاد في سبيله من دون تردد أو وهن.
أي: إن الله تعالى لقادر على أن ينصر عباده المؤمنين، وعلى أن يمكن لهم في الأرض، وعلى أن يجعلهم الوارثين لأعدائهم الكافرين.

وقت مناسب

قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية ما ملخصه: قوله: “وإن الله على نصرهم لقدير” أي هو قادر على نصر عباده المؤمنين من غير قتال، ولكنه يريد من عباده أن يبذلوا كل جهدهم في طاعته كما قال تعالى: “فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناً بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض”.
وقد شرع الله سبحانه وتعالى الجهاد في الوقت المناسب له، لأنهم لما كانوا بمكة كان المشركون أكثر عددا، فلو أمر المسلمون بالقتال لشق ذلك عليهم فلما استقروا بالمدينة، وصارت لهم دار إسلام، ومعقلا يلجأون إليه شرع الله جهاد الأعداء،
فكانت هذه الآية أول ما نزل في تشريع الجهاد.

وقوله سبحانه: “الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله” بيان لبعض الأسباب التي من أجلها شرع الله الجهاد في سبيله، أي: إن الله تعالى لقدير على نصر المؤمنين الذين أخرجهم الكافرون من ديارهم بغير حق، وبغير أي سبب من الأسباب، سوى أنهم كانوا يقولون ربنا الله وحده، ولن نعبد من دونه إلهاً آخر.
أي: ليس هناك ما يوجب إخراجهم في زعم المشركين سوى قولهم ربنا الله.

ماااريا
13-08-11, 02:06 AM
قول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة: “قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم. يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين” (البقرة: 263 264).

في هاتين الآيتين الكريمتين يرشدنا الحق سبحانه وتعالى إلى الآداب والأخلاقيات الفاضلة التي ينبغي أن نلتزم بها ونحن نقدم للفقراء والمحتاجين وأصحاب الحاجات حقوقهم في أموالنا، فهو سبحانه وتعالى يحذرنا من المن والأذى، وينادي كل المؤمنين بأن يجتنبوا في صدقاتهم هاتين الرذيلتين، مبينا أن الكلمة الطيبة للفقير خير من إعطائه مع إيذائه.

الكلمة الطيبة

ومعنى “قول معروف” أن تقول للسائل الفقير كلاما جميلا طيبا تجبر به خاطره، ويحفظ له كرامته، “ومغفرة” لما وقع منه من إلحاف في السؤال، وستر لحاله وصفح عنه “خير من صدقة يتبعها أذى” أي خير من صدقة يتبعها المتصدق أذى للمتصدق عليه، لأن الكلمة الطيبة للسائل، والستر عليه، والعفو عنه في ما صدر منه، كل ذلك يؤدي إلى رفع الدرجات عند الله، وإلى تهذيب النفوس، وتأليف القلوب، وحفظ كرامة أولئك الذين مدوا أيديهم بالسؤال.

أما الصدقة التي يتبعها أذى فإن إيتاءها بتلك الطريقة يؤدي إلى ذهاب ثوابها، وإلى زيادة الآلام عند السائلين، ولاسيما الذين يحرصون على حفظ كرامتهم وعلى صيانة ماء وجوههم.

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “الكلمة الطيبة صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق” وهنا يجب على المسؤول كما يقول الإمام القرطبي في تفسيره للآية الكريمة أن يلتقي السائل بالبشر والترحيب ويقابله بالطلاقة والتقريب ليكون مشكورا إن أعطى ومعذورا إن منع.

ذهاب الأجر

ثم ختم الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة بقوله: “والله غني حليم” أي والله غني عن إنفاق المنفقين وصدقات المتصدقين، وإنما أمرهم بها لمصلحة تعود عليهم، وقيل إن المراد بالعبارة الكريمة أن الله عز وجل غني عن الصدقة المصحوبة بالأذى فلا يقبلها “حليم” فلا يعجل بالعقوبة على مستحقها فهو سبحانه يمهل ولا يهمل.

وقوله عز وجل: “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى” نداء منه سبحانه للمؤمنين يكرر فيه نهيهم عن المن والأذى لأنهما يؤديان إلى ذهاب الأجر من الله تعالى، وإلى عدم الشكر من الناس، ولذا جاء في الحديث الشريف: “إياكم والامتنان بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحق الأجر”.

ثم أكد سبحانه هذا النهي عن المن والأذى بذكر مثلين فقال في أولهما “كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر”.

والمعنى: يا من آمنتم بالله تعالى لا تبطلوا صدقاتكم بأن تحبطوا أجرها، وتمحقوا ثمارها، بسبب المن والأذى، فيكون مثلكم في هذا الإبطال لصدقاتكم، كمثل المنافق الذي ينفق ماله من أجل أن يرى الناس منه ذلك، ولا يبتغي به رضاء الله ولا ثواب الآخرة.

وقوله في المثال الثاني “فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس مثله في انكشاف أمره وعدم انتفاعه بما ينفقه رياء وحبا للظهور كمثل حجر أملس لا ينبت شيئا ولكن عليه قليل من التراب الموهم للناظر إليه أنه منتج فنزل المطر الشديد فأزال ما عليه من تراب، فانكشفت حقيقته وتبين للناظر إليه أنه حجر أملس صلد لا يصلح لإنبات أي شيء عليه.

وقوله تعالى: “لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن الذين يبطلون صدقاتهم بالمن والأذى، والذين يتصدقون رياء ومفاخرة لا يقدرون على تحصيل شيء من ثواب ما عملوا، لأن ما صاحب أعمالهم من رياء ومفاخرة ومن أذى محق بركتها، وأذهب ثمرتها وأزال ثوابها.