المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثورة والتغيير


كاريزما
25-05-11, 01:16 AM
مقال منقول ... من الفيس بك لصديق لي ..


الكل يثور والكل يريد التغيير ولكن أى ثورة وأى تغيير؟ يجب أن نتعقل هذا السؤال قبل أن نجيب عليه او نمارسه في سلوكياتنا الاجتماعية ,لان الكل يظن أن الثورة تسعى الى التغيير نحو الافضل وهذه اكبر مشاكل الانسان في علاقته مع المفردتين السابقتين ,ان اعتقاد الافراد بأن الثورة هى تغيير نحو الافضل اعتقاد خاطيء ومضلل ويعود في كثير من الاحيان بنتائج عكسية على الجيل الممارسة للثورة ,هذا الجيل الذي خرج وثار من أجل تغيير وضع قائم يتصف بالجور والتخلف والجهل ليحل محلة وضع آخر يتلائم مع احلامه وتطلعاته للحرية والعدالة والرفاهية,هذا الوضع هو مايتوقعه كل من يثور على ظرفه التاريخي ووضعه الاجتماعي ولكن الذي يحدث في الغالب الاعم عكس هذا على الاطلاق فالثورة اعق أم لأبنائها فما أن يتحول الوضع وتتجاوز الثورة أصعب عقباتها على الاطلاق بتجاوز الطاغية حتى تنقلب على أبنائها فتأكلهم واحدا تلو الاخر فتبدأ بالابر فالبر حتى تلتهمهم جميعا والاسباب كثيرة جدا فهناك الخلافات والانقسامات الداخلية والمتربصين بها وأعدائها وسماسرتها ومنافقيها وفي النهاية تصل الثورة لابعد الناس منها ليقطف ثمارها فيسيء اليها والى أصحابها الذين أرادوا لها الحياة بموتهم . ولكن كل هذا لايساوى شيء في مقابل الاهداف التى تثور من اجلها الثورة والتى تكون في كثير من الاحيان خاطئة وغير ناضجة بل ربما كانت اهداف لاتستحق ان يثور من اجلها البشر فمثلا يخرج الناس من اجل سوء الحال ومن اجل السلطة ومن اجل امور اخرى تسمى بمسميات سامية وبراقة ولكنها واجهات لاغراض بشرية تافهة ومقززة فتجد الثوار يتحدثون عن الحرية والعدالة والمساواة ويقدسون هذه الاشياء ويتحدثون عنها ويرغبون فيها بشكل يجعلك تعجب من ايمانهم بها واصرارهم عليها فإذا فتشت خلف هذه القيم التى خرجوا من أجلها وجدتهم ابعد الناس عنها سواء من حيث السعي اليها او الايمان بها لان كل هذه القيم في النهاية تترجم الى أرقام في ارصدت البنوك او الى مراكز متقدمة في السلطة والدليل على هذا أن الثورات كلها تقع في ذات الخطأ التاريخي عبر العصور ,أقصد أنها تتحول الى التصنيف مباشرة فيصبح للثورة اتباع و اعداء ومؤيدين ومناهضين ويبدأ يوم الحساب فتوزع التركة فينالها أناس ويحرم منها أخرون ويحيا بها بشر ويموت أخرون ,وتنهار كل القيم السابقة فيتناسى الناس الحرية والمساوة والعدالة وتظهر التصنيفات ومعها الظلم والجور والعبودية ويقسم الناس الى سادة وعبيد فتحتاج الثورة الى ثورة أخرى تصحح أخطاء السابقة وربما قلت تواصل أخطائها
والثورات التى نشاهدها اليوم في كل الوطن العربي لاتخرج عن هذا القانون يبحث فيها الانسان العربي عن قطعه من الكعكة كى يلتهمها . الانسان العربي لايعرف من معنى التغيير سوى معناه المادى النفعى فقط ,يريد حفنة من المال ووظيفة مرموقة وتتلخص كل طموحاته في رصيد ومنزل وسيارة وزوجة جميلة ,هذا كل معنى التغيير عند العربي لذلك دائما تأتى ثوراته ذات طابع مجنون بمعنى أن لها نسق ثقافي لا معقول ابتداءا من مطالب التغيير المزيفة ومفهوم التغيير الغامض الى تحول الثورة الى وضع يجب أن يثار عليه مرورا بتسمية الاشياء بغير مسمياتها وهذا نسق مجنون لانه لامنطقي ولا معقول .إذ كيف يتحول التغيير الى تدوير فظالم مكان ظالم وطبقة مكان طبقة وفرد مكان فرد والثروة من ثائر الى ثائر ,وكيف يتحول الابطال الى جبناء والجبناء الى ابطال ,فمثلا كيف يكون بطل الثورات المندلعة اليوم هو شاب بلغ من اليأس والضعف وعدم التجرؤ على رفض وضعه بالكلام الى الغاية التى افضت به الى الاعتداء على نفسه بإزهاقها واحراقها امام الناس بدلا من احراق ظالمه, كيف يصبح من بلغ به الضعف هذا المبلغ أن يكون بطلا للثورات المتتالية ويصنع له تمثال. إن هذا الفعل من صنع النسق اللامعقول للثورات العربية المعاصرة .واخيرا اود أن اقول كلمة ربما تفهمها أجيال قادمة من أبنائنا أكثر نضج منا ,إن الثورة الحقيقية هى ثورة الانسان على نفسه والتغيير الحقيقي يبدأ من عقله , الثورة التى تنطلق من اى مبدأ غير مبدأ الثورة على الجهل ثورة لاتستحق أن يلتفت اليها لانها تكرار لاخطاء السابقين لكن بوجوه جديدة ,اما الثورة الحقيقية ثورة ضد العقل وهدفها هو التغيير لكن تغييرها ليس لوضع آنى سواءا كان سياسي او اجتماعى او اقتصادى بل تغييرها يطال اهم مايملك الانسان يطال عقله واذا تغيير العقل تغيير التفكير واذا تغير الاخير يتغير الانسان فردا وجماعة .إنه التغيير الوحيد الجذري والسلمي في آن .




الموضوع للقراءة والإطلاع فقط

الــمُــنـــى
25-05-11, 04:22 PM
رغم أن الموضوع للقراءة والإطلاع
لكن من باب :
( من لم يشكر الناس لم يشكر الله ) ..
كان لا بد من وقفة شكر لكم لهذا النقل المفيد
وجزاكم الله وصاحبكم خير الجزاء ..
وجعل ما نكتب وتكتبون حجة لنا لا علينا
تحيتي وتقديري
.
.