المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص من الادب الصيني


ماااريا
02-04-11, 07:16 PM
تمساح صغير سيء الحظ .
هوانغ رويينغ _ الصين

اصطاد طائر ماء تمساحا صغيرا خرج لتوه من البيضة ، فصاح التمساح في وجه الطائر :
- أتجرؤ على أكلي ؟ ألا تعلم عنف أهلي وملتي الذين لا ترهبهم سطوة الفيل ؟
فرد عليه الطائر ساخرا :
- لا تحاول إخافتي أيها الصغير . فقط ، أهل ملتك قادرون على ذلك ، أما أنت ، فهذه السطوة لا تعنيك .
- أنا أيضا سأكون في يوم من الأيام في مثل قوتهم وعنفهم .
هكذا دافع المولود الجديد على نفسه .
- أنت تعول كثيرا على المستقبل . لكن هذه الإمكانية لن تتحقق لك بما أنني سألتهمك الآن .
ستكون غدائي هذا اليوم .
لم يكن أمام التمساح الصغير من حيلة للإفلات من الموت ، فأذعن لقدره المحتوم
قال طائر الماء بعد أن انتهى من غدائه وهو يمسح منقاره على الرمل :
- لن ينفع المرء في شيء تعداد مزايا الأجداد وجدارتهم ، أو الإعجاب بالنفس والهذر بما سيكون عليه في المستقبل .
ما يهم هو ما نحن قادرون على فعله الآن .
الآن فقط .

ماااريا
02-04-11, 07:17 PM
قصة أخرى من الادب الصيني المترجم

حوار بين دوارة الرياح وعشبة على قمة حائط .

قالت العشبة :
كثيرا ما عيرني الناس بأنني أنحني للريح كلما مر بقربي . وأنت تدورين معه بسرعة عجيبة كلما هبت نسمة من نسماته .
فلماذا لم يلمك أحد على ذلك ؟
ليس هذا من العدل في شيء .
فردت عليها دوارة الرياح :
أنا أدل الناس على جهة الريح . وهذا دوري في الحياة . أما أنت ، فأنك تهتزين لأتفه نفخة .
أما إذا عصفت الرياح فإنك تنحنين لمشيئتها تطوح بك حيثما شاءت .
فلا تنسي الفرق بيننا :
أنا أقف في وجه الريح ، وأنت تنحنين له .
فهل هذا سواء ؟

ماااريا
02-04-11, 07:18 PM
ما العمل برفاة الملك الأسد ؟

مات الملك / الأسد ، فارتفعت في الغابة أصوات اللوعة والأسى . وانقسمت الخلائق بين حزين ومرتاح . ثم اجتمع الشعب للتشاور حول المكان الذي ستدفن فيه رفاة الأسد .
أخد الثعلب الكلمة ، فقال :
أقترح عليكم سادتي الكرام أن نضع رفاة الملك فوق عرشه حتى نعبر لفقيدنا الغالي عن مدى احترامنا وتقديرنا له حيا وميتا ، ونمكن الرعية من تقديم واجب الإخلاص له كل يوم .
فوقعت الموافقة على هذا المقترح في اللحظة والآن .
إلا أن عقعقا جاثما فوق شجرة لاحظ للجمع الكريم :
أظن أنه من الأجدى لنا دفن هذه الجثة في أقرب وقت ، لأن الأسد مهما كانت قوته وسطوته حين كان حيا ما هو الآن سوى جيفة ستمتلئ بالقيح والدود مثلها مثل بقية الجيف الأخرى .
أغضب كلام العقعق الحيوانات ، فارتفعت أصوات السخط ضد هذا اللغو . وأقروا من جديد مقترح الثعلب .
في الحقيقة ، كان لكل واحد من هذه الحيوانات خلفيته التي تكلم من خلالها .فالأرانب والغزالات المنغولية وافقت على مقترح الثعلب لأن مجرد ذكر الأسد جعل فرائصها ترتعد .
أما الفهود والنمور ، فهمها مراودة لحم الأسد الأشهى وألذ من لحم الكلاب . فما أن انفض الاجتماع حتى انقضت هذه الوحوش المفترسة على جثة الأسد ، فبقرت بطنه وأنشبت فيه المخالب والأنياب ومتعت النفس بلحمه وشحمه .
وظلت الذئاب والثعالب المحتالة تترقب شبع الوحوش اللاحمة الكبيرة حتى تنال نصيبها من فضلات الوليمة .
هكذا ، فأمام وضعية أو حدث تختلف الآراء وتتنافر لأن لكل واحد حساباته التي ينطلق منها لتحقيق مصلحته الخاصة .

ماااريا
02-04-11, 07:19 PM
حين يصير الثعلب راعي أمن الخلائق .

ذات يوم ، استولى ثعلب على صوص دجاج من داخل مدجنة واختبأ وراء شجرة عناب ليمتع نفسه بلحم الصوص الطري . لكن العقعق الحكيم اكتشف مخبأ الثعلب ، فعاتبه على فعله الشنيع :
- لماذا تقطف أرواح الخلائق بدون وجه حق ؟
فأجابه الثعلب مدافعا عن نفسه :
- أنا أقوم بواجبي . لقد عاقبت هذا المارق الذي أزعج الأمن العام .
إن هذه الحيوانات تتخبط داخل مياه البرك في فصل الصيف ، فتكدرها حتى أنه لم يعد في المستطاع شرب المياه الصافية .
لكن ليس الفراريج من يكدر مياه البرك فالغلطة – إن كانت هناك غلطة - يعود وزرها على الإوز لا على الدجاج يا ثعلب . وإن كان من حقك أن تعاقب ، فعاقب الإوز .
- هذه الفراخ أشنع من الإوز . فما أن ينبلج نور الفجر ، حتى يبدأ الديك في الصياح وفي تكدير هدوء الصباح .
أنا لن أتسامح أبدا مع هذا الإزعاج .
- إذا أزعج نومك صياح الديكة ، فمن حقك أن تنتقم منها هي لا من هذا الصوص البريء الذي تخنقه الآن بمخالبك .
- أنا أمقت الدجاج أكثر من الديكة . أليست هي من وضع البيض ومن حضنه حتى خرج للعالم هذا الطوفان من الطيور الصغيرة التي يعيث فسادا في حقول القمح .
- أنت مسخرة سيدي الثعلب ، فما عاد يعنيك استتباب الأمن العام فقط ، بل صرت تهتم أيضا بمصير قمح الحقول .
- إن هذا الصوص الصغير غير قادر على البيض ، أليس كذلك ؟
- اصمت |أيها العقعق . فهذا الصوص عاجز الآن عن البيض والحضانة ، لكنه سيصبح في قادم الأيام قادرا على الإتيان بمثل هذه الأفعال . فلا تكثر من الثرثرة فوق الشجرة وتعال هنا قريبا مني إن كنت حقا جسورا حتى تسمعني انتقاداتك هذه .
إلا أن العقعق الحكيم الذي فهم نية الثعلب فضل أن يترك بينهما مسافة أمان .
وعاش من عرف قدر نفسه .