المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة (رجال من مفاصل التاريخ)


الصوت المسموع
17-02-11, 02:53 PM
عندما تقرأ في كتب التاريخ , وتستعرض مسيرة الأمم والدول والممالك , تجد ان هناك شخصيات

محورية ومهمة ــ حتى وأن لم تكن مشهورة ــ هذه الشخصيات لها دور كبير في مسيرة هذه الأمم

أو الدول , سواء كان هذا الدور تأسيسي أو تطويري .

في هذه السلسلة , سألقي الضوء على بعض هذه الشخصيات وما قاموا به بشكل مختصر .

وأدعوكم لمشاركتي في أدراج من ترون أنه من هذه الفئة من خلال قرأتكم في التاريخ مع نبذة بسيطة

عن ماقام به وحقيقة دوره المفصلي في التاريخ .

وأتمنى لكم المتعة والفائدة فيما سيعرض هنا .

الصوت المسموع
17-02-11, 03:22 PM
في صدر الاسلام . وفي بداية تكوين الدولة الأسلامية الناشئة في المدينة , كان لهذا الرجل دور أساسي ومحوري

في بناء هذه الدولة الأسلامية الحديثة , أنه (سعد بن معاذ ) رضي الله عنه ,

ويتبين هذا الدور من خلال موقفين رئيسيين أعرضهما هنا .

الموقف الأول / عند أسلامه على يد مصعب بن عمير ــ موفد الرسول صلى الله عليه وسلم الى يثرب ــ اقسم سعد

وكان امير الأوس حينها أن لا يكلم الأوس رجالا ونساء حتى يسلموا (وكان محبوبا ومعظما فيهم ) فما بقي بيت من بيوت الأوس الا ودخل في الأسلام , أنظر الى أثر هذا الرجل العظيم في نشر الأسلام في المدينة


الموقف الثاني / عندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينةالى غزوة بدر ــ وكان بين الرسول والانصار معاهدة بالدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة فقط , فاستشار الرسول اصحابه ــ وكان يقصد بهذه الأستشارة الانصار بسبب المعاهدة ــ فتكلم المهاجرون فأعاد الرسول المشورة مرة ثانية , ففهم سعد مراد الرسول وقال : كانك تقصدنا يارسول الله , والله لو سرت بنا الى برك الغماد (موضع في اليمن ) ما تخلف منّا رجل واحد , ولو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك وأنك لتعلم اننا صبر عند اللقاء , لا نقول لك كما قالت اليهود لموسى : أذهبا أنت وربك فقاتلا اننا هنا قاعدون . فاستبشر رسول الله بكلمات سعد بن معاذ واطمأن لموقف الأنصار .

هذا الموقف من سعد موقف محوري وقوي جدا في تدعيم الدولة الأسلامية الناشئة حينها .وله مواقف أخرى رائعه أكتفي بهذين الموقفين فقط لأهميتهما.

هذا الرجل هوالذي اهتز عرش الرحمن لموته , (أن الله لا يضيع اجر من احسن عملا ) رضي الله عنه وأرضاه

الــمُــنـــى
17-02-11, 04:32 PM
/
\

متصفح حتما سيكون غنيا ..
بالدررالعظيمة والفوائد الكبيرة ..
ولأن حظي من القراءات التاريخية جدا قليل ..
فسأكون متابعة وبشغف لكل ما سيكتب هنا ..

أخي القدير .. الصوت المسموع
جزاكم رب عنا خير الجزاء
بعدد الحروف التي ستكتب هنا
وليوم الدين ..
ونفعنا والعابرين بما ستثرون به
هذا المتصفح من إضاءات كانت
فارقة في تاريخ الأمم
دمت والخير حليفان لا يفترقان

منى

سالم
17-02-11, 10:43 PM
الحسن البصري

يروى أن رجلاً اغتابه، فما كان منه إلا أنه أرسل له بطبق من الحلوى قائلاً له: بلغني أنك نقلت حسناتك إلى ديواني وهذه مكافأتك!!
إنه (الحسن البصري بن أبي الحسن يسار) وكنيته (أبو سعيد) ولد في المدينة
عام واحد وعشرين من الهجرة، كان أبوه من سبي (ميسان) من بلاد فارس، سكن المدينة وبها أعتق، وتزوج بمولاة أم سلمة -رضي الله عنها- (خيرة) فكانت أم سلمة -رضي الله عنها- تبعث أم الحسن البصري لتقضي لها الحاجة، وتترك (الحسن) فيبكي وهو طفل فترضعه أم سلمة، وتخرجه إلى أصحاب رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وهو صغير فكانوا يدعون له، فأخرجته إلى عمر -رضي الله عنه- فدعا له وقال: (اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس).
تعلم في مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحفظ القرآن في العاشرة من
عمره، وتتلمذ على أيدي كبار الصحابة في مسجد الرسول -صلى الله عليه
وسلم- روى الحديث عن علي وعثمان وعبد الله بن عمرو وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم، ثم رحل إلى البصرة، فكان فقيهها وعالمها، وشيخ القراء فيها، أقبل الناس عليه يتلقون عنه العلم، ويأخذون منه الحكمة، فقد كان موضع إعجاب العلماء والتلاميذ، فقد قال أنس بن مالك: سلوا الحسن، فإنه حفظ ونسينا، وقال عنه أحد تلاميذه: ترددت على مجلس الحسن عشر سنين، فليس من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك.
وكانت حلقته في المسجد يدرس فيها الحديث والفقه وعلوم القرآن واللغة، وكان من تلاميذه من يصحبه للحديث، ومنهم من يصحبه للقرآن، ومنهم من يصحبه للبلاغة واللغة، وكان دائمًا ينصح تلاميذه قائلاً: إذا طلب الرجل العلم فينبغي أن يرى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره.
لقد نذر الحسن البصري حياته لله تبارك وتعالى، فكان همُّه الأول النصح
والإرشاد، فأقبل عليه طلاب العلم إقبالاً عظيمًا، فذاع صيته، واتسعت حلقاته بالمسجد حتى لقِّب بـ(إمام البصرة)..لازمته ظاهرة البكاء والخشية من الله، وعندما سئل عن ذلك قال: (نضحك ولا ندري، لعل الله قد اطلع على أعمالنا، فقال لا أقبل منكم شيئًا) وسجَّل له التاريخ على صفحاته البيضاء موقفه من الحجاج بن
يوسف، وقد كـان الحسـن البصــري من أشد الناس وأشجعهم، وكان (المهلب بن أبي صفرة) إذا قاتـل عدوًّا يجعله في مقدمة الجيش.
وكان الحسن البصري يعتبر أن حياة القلب وسلامته طريق الإيمان الحق، وفي ذلك كان يراسل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز في هذا الشأن فيقول له: (سلام
عليك، أما بعد فكأنك بآخر من كتب عليه الموت قد مات، فأجابه عمر: (سلام عليك كأنك بالدنيا ولم تكن، وكأنك بالآخرة لم تزل).
وجلس الحسن ذات يوم في مسجد البصرة الكبير يفسر قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16] ثم وعظ الناس وعظًا بليغًا حتى أبكاهم، وكان من بينهم شاب يقال له (عتبة) فقام وقال أيها الشيخ: أيقبل الله تعالى الفاسق الفاجر مثلي إذا تاب؟ فقال الحسن: نعم، يقبل توبتك عن فسقك
وفجورك، فلما سمع الشاب ذلك صاح صيحة وخرَّ مغشيًّا عليه، فلما أفاق دنا الحسن البصري منه وقال له:
أيا شاب لرب العرش عاصـــــي
أتدري ما جزاء ذوي المعاصـــي
سعير للعصاة لها زفيـــــــــر
وغيظ يوم يؤخذ بالنواصــــــي
فإن تصبر على النيران فاعصــــه
وإلا كن عن العصيان قاصـــــي
وفيم قد كسبت من الخطايــــا
رهنت النفس فاجـهر في الخـــلاصِ
فخرَّ الشاب مغشيًّا عليه، ثم أفاق، فسأل الحسن: هل يقبل الرب الرحيم توبة لئيم مثلي؟ فقال الحسن: هل يقبل توبة العبد الجافي إلا الرب المعافي؟! ثم رفع رأسه، ودعا له؛ فأصلح الله حال الشاب.
ومن أقواله لتلاميذه: لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا إلا بحسرات ثلاثة: أنه لم يشبع بما جمع، ولم يدرك ما أمل، ولم يحسن الزاد لما قدم عليه، يابن آدم إنما أنت
أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك، الفقيه هو الزاهد في الدنيا، البصير بدينه المداوم على عبادة ربه، تفكر في الله ساعة خير من قيام ليلة، يا عجبًا من ضاحك ومن ورائه النار، ومن مسرور ومن ورائه الموت.
وقال ناصحًا تلميذًا له:
إذا جالستَ العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثه وإن طال حتى يمسك.
وفارق الحسن دنيا الناس سنة 110 هـ عن نحو ثمان وثمانين سنة، وكانت جنازته مشهودة، صلوا عليه عقيب الجمعة، وشيعه خَلْق كثير.

الصوت المسموع

الف شكر لك استاذي على هذا الموضوع الهادف البناء ..

مشاعر انثى
18-02-11, 01:06 AM
فعلاً موضوع يستحق التمييييز

سلمت اخي الصوت المسموع على هذا الموضوع الأكثر من رائع

الصوت المسموع
18-02-11, 02:24 AM
بالرغم من أني لا أنتسب الى أي طائفة أو حزب ديني أو سياسي ألا أنني أجد نفسي منقادة للكتابة عن هذا الرجل .

ومع أن هذه الشخصية ليست من القرون الأولى بل هي شخصية تعتبر معاصرة ألا انها جديرة بالتأمل . لتأثيرها البالغ في خريطة التيار الأسلامي الحديث .

يكفيك أن تعلم أن هذا الحزب الذي غرس جذوره هذا الرجل , أصبح منتشرا في (72)دولة في مايقارب الخمسين سنة فقط.

أنه حسن البنا (مؤسس حزب الأخوان المسلمين في مصر )

شخصية قيادية ساحرة , وعقلية فذة تخطط وترسم , ونظرة الى ما وراء الأفق , الى البعيد مع عدم التعجل في تحصيل النتائج .

حاولت السلطات في عصره التضييق عليه , فأعطوه صلاحيات ضيقه جدا لا تتعدى السماح بحلقات تحفيظ القران فقط

فعرف هذا الرجل كيف يتحرك بامكانياته البسيطه ولم يقف مكتوف الأيدي , فأنجز الكثير بما لديه من القليل.

أدرك خصومه خطورة هذا الرجل عليهم فقتلوه ومنعوا عنه الرعاية الطبية حتى مات بنزيف الدم مع ان أصابته ليست بالخطيرة .

ملاحظة (لا يعني عرضي لسيرة هذا الرجل انني اتفق معه في كل ما يذهب اليه ولكنه يعتبر من العلامات الفارقة في التاريخ , ورجل مؤثر لذا عرضت سيرته هنا )

ماااريا
19-02-11, 09:51 PM
موضوع يستحق الوقوف عنده

لي عودة تليق بقدره

ان شا الله

احترامي

الصوت المسموع
20-02-11, 02:10 PM
أحد الزعماء المعاصرين , أستطاع أن ينتقل ببلاده من بلد ِ زراعي فقير الى بلد ٍ صناعي منتج ذو أقتصاد متين جدا ً

وذلك في فترة قصيره لا تتجاوز العشرين سنة ,انه (مهاتير محمد) الرئيس الماليزي السابق,

من أصول هندية , وصل الى الحكم مع أنه ليس من الطبقات الثرية أو الملكية في بلاده ,وضع نصب عينيه تطوير بلاده , فنجح نجاحا باهرا ,فلا مستحيل مع النية الصادقة والعمل الجاد بعد توفيق الله .

تطورت ماليزيا في قطاعات التعليم والسياحة والصناعة والتعليم , وكانما بعثت بعثا بجهود هذا الرجل .

عرف بعدائه لليهود , ولا يلام في ذلك ,

ماليزيا الأن مركز صناعي ومالي ضخم في جنوب شرق اسيا , وبعد هذه المسيرة الرائعة لهذا الرجل : يخرج على شعبة ليقول لهم : اني قد بلغت الستين سنة وهذا سن التقاعد , فانتخبوا لكم رئيسا , لم يتشبث بكرسي الحكم.

وهو الأن مستشار في احد الشركات الماليزية , فعلا حياة هذا الرجل تستحق التأمل والدراسة خاصة في هذا الوقت

الــمُــنـــى
20-02-11, 03:36 PM
أحد الزعماء المعاصرين , أستطاع أن ينتقل ببلاده من بلد ِ زراعي فقير الى بلد ٍ صناعي منتج ذو أقتصاد متين جدا ً

وذلك في فترة قصيره لا تتجاوز العشرين سنة ,انه (مهاتير محمد) الرئيس الماليزي السابق,

من أصول هندية , وصل الى الحكم مع أنه ليس من الطبقات الثرية أو الملكية في بلاده ,وضع نصب عينيه تطوير بلاده , فنجح نجاحا باهرا ,فلا مستحيل مع النية الصادقة والعمل الجاد بعد توفيق الله .

تطورت ماليزيا في قطاعات التعليم والسياحة والصناعة والتعليم , وكانما بعثت بعثا بجهود هذا الرجل .

عرف بعدائه لليهود , ولا يلام في ذلك ,

ماليزيا الأن مركز صناعي ومالي ضخم في جنوب شرق اسيا , وبعد هذه المسيرة الرائعة لهذا الرجل : يخرج على شعبة ليقول لهم : اني قد بلغت الستين سنة وهذا سن التقاعد , فانتخبوا لكم رئيسا , لم يتشبث بكرسي الحكم.

وهو الأن مستشار في احد الشركات الماليزية , فعلا حياة هذا الرجل تستحق التأمل والدراسة خاصة في هذا الوقت


/
\



راق لي كثيرا بل وجدا ما قرأت عن هذا الشخص ..
الللآفت للنظر أنه طبق قانون التقاعد على شخصه
وهذا دليل قاطع على أنه لم يتأثر بالكرسي ومغرياته
ولم يكن هدفه جني المال والثروات على حساب شعبه
بل الهدف لديه كان جدا واضح وسامي وهذا أصل العمل
ومتى ما علت الهمم وصدقت النيات كانت ثمرته توفيق
من الله .. وأرض ماليزيا وكل منجزاتها دليل على ما حققه
هذا القائد ..
بعكس وللأسف الكثير من قادة الدول العربية هدفهم الأسمى
مضاعفة ثرواتهم على حساب شعوبهم وتطويرها ..
فرق والله بين الهمتين والنيتين ...

القدير .. الصوت المسموع
لا زلنا متعطشين لهكذا مواضيع وهكذا قادة
فالفائدة هنا عظيمة ولا يمكن لعاقل المرور
عليها دونما متابعة أو قراءة ..
دمت بخير

إحساس صادق
20-02-11, 03:47 PM
سيطول بي المكوث هنا

الصوت المسموع مبدع وراائع ومتفرد

تقبل مروري

دمت بألف ألف خير

ماااريا
20-02-11, 11:18 PM
عمرو بن العاص..داهية العرب وفاتح مصر


http://www.moheet.com/image/41/225-300/412940.jpg


عمرو بن العاص بن وائل السهمي قائد إسلامي عظيم تمتع بعقلية قيادية مميزة، بالإضافة لدهاء وذكاء مكنه من اجتياز العديد من المعارك والفوز بها، أعلن إسلامه في العام الثامن للهجرة مع كل من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، وفي الإسلام كان ابن العاص مجاهداً وبطلاً، يرفع سيفه لنصرته، عندما أعلن إسلامه قال عنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم" { أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص }.


لقب "بداهية العرب" لما عرف عنه من حسن تصرف وذكاء، فما كان يتعرض إلى أي مأزق حتى كان يتمكن من الخروج منه، وذلك بأفضل الحلول الممكنة، فكان من أكثر رجال العرب دهاء وحيلة.





حياته

ولد عمرو بن العاص في الجاهلية والده هو العاص بن وائل أحد سادة العرب في الجاهلية، شرح الله صدره للإسلام في العام الثامن من الهجرة، ومنذ ذلك الحين كرس عمرو حياته لخدمة المسلمين فكان قائد فذ تمتع بذكاء ودهاء كبير، قام الرسول "صلى الله عليه وسلم" بتوليته قائداً على الكثير من البعثات والغزوات، فكان احد القادة في فتح الشام ويرجع له الفضل في فتح مصر.





قبل الإسلام

قبل أن يعلن عمرو بن العاص إسلامه كانت له إحدى المواقف مع النجاشي حاكم الحبشة والذي كان قد هاجر إليه عدد من المسلمون فراراً بدينهم من المشركين واضطهادهم لما عرف عن هذا الحاكم من العدل، ولكن قام المشركون بإرسال كل من عمرو بن العاص - كان صديقاً للنجاشي - وعبد الله بن ربيعة بالهدايا العظيمة القيمة إلى النجاشي من أجل أن يسلم لهم المسلمين الذين هاجروا ليحتموا به، فرفض النجاشي أن يسلمهم لهم دون أن يستمع من الطرف الأخر وهم المسلمين ولما استمع لهم رفض أن يسلمهم إلى عمرو وصاحبه.




قال له النجاشي ذات مرة : يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك؟ فوالله إنه لرسول الله حقًا، قال عمرو: أنت تقول ذلك؟ قال: أي والله، فأطعني، فخرج عمرو من الحبشة قاصدًا المدينة، وكان ذلك في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، فقابله في الطريق خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، وكانا في طريقهما إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" فساروا جميعًا إلى المدينة، وأسلموا بين يدي رسول الله، وكان النجاشي قد أعلن إسلامه هو الأخر.





قال عمرو بن العاص عندما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: مالك يا عمرو؟ قلت: أردت أن أشترط، قال: تشترط بماذا؟، قلت: أن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله "ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة".





عمرو قائداً حربياً

كانت أولى المهام التي أسندت له عقب إسلامه، حينما أرسله الرسول "صلى الله عليه وسلم" ليفرق جمعاً لقضاعة يريدون غزو المدينة، فسار عمرو على سرية "ذات السلاسل" في ثلاثمائة مجاهد، ولكن الأعداء كانوا أكثر عدداً، فقام الرسول "صلى الله عليه وسلم" بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة أبي عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر، وأصر عمرو أن يبقى رئيساً على الجميع فقبل أبو عبيدة، وكتب الله النصر لجيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وفر الأعداء ورفض عمرو أن يتبعهم المسلمون، كما رفض حين باتوا ليلتهم هناك أن يوقدوا ناراً للتدفئة، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك للرسول حين سأله انه قال " كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا ناراً فيرى عدوهم قلتهم " فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره.



بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وفي خلافة أبي بكر "رضي الله عنه"، قام بتوليته أميراً على واحداً من الجيوش الأربعة التي اتجهت إلى بلاد الشام لفتحها، فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة ألاف مجاهد، ثم وصله مدد أخر فأصبح عداد جيشه سبعة ألاف، وشارك في معركة اليرموك مع باقي الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس، وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معاً على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوماً من أيام المعركة، وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم في معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم وتم فتح بلاد الشام، انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه في مدن فلسطين ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبني وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح.


كان عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" إذا ذُكر أمامه حصار "بيت المقدس" وما أبدى فيه عمرو بن العاص من براعة يقول: لقد رمينا "أرطبون الروم" "بأرطبون العرب".



فتح مصر


http://www.moheet.com/image/fileimages/2008/file131337/8_63_1332_14.jpg

مسار فتح مصر



بعد أن توالت انتصارات وفتوحات عمرو بن العاص في الشام، توجه نظره إلى مصر، فرغب في فتحها فأرسل إلى الخليفة ليعرض عليه الأمر وكان حينها عمر بن الخطاب متولياً الخلافة، وبعد تفكير وتردد أقتنع عمر بن الخطاب بفكرة عمرو.




وبالفعل قام ابن العاص بإعداد العدد والعتاد من أجل التوجه لفتح مصر فسار على رأس جيش مكون من أربعة ألاف مقاتل فقط، ولكن بعد أن قام الخليفة باستشارة كبار الصحابة في الأمر رأوا ألا يدخل المسلمين في حرب قاسية، وقام عمر بن الخطاب بكتابة رسالة إلى عمرو بن العاص جاء فيها " إذا بلغتك رسالتي قبل دخولك مصر فارجع، و إلا فسر على بركة الله"، وحين وصل البريد إلى عمرو بن العاص وفطن إلى ما في الرسالة، فلم يتسلمها حتى بلغ العريش، فاستلمها وفضها ثم سأل رجاله: انحن في مصر الآن أم في فلسطين؟، فأجابوا : نحن في مصر ، فقال : إذن نسير في سبيلنا كما يأمر أمير المؤمنين".





توالت انتصارات عمرو فدخل بجيشه إلى مدينة الفرما والتي شهدت أول اشتباك بين الروم والمسلمين، ثم فتح بلبيس وقهر قائدها الروماني ارطبون الذي كان قائداً للقدس وفر منها، وبعد أن وصل المدد لجيش عمرو تابع فتوحاته لأم دنين، ثم حاصر حصن بابليون حيث المقوقس حاكم مصر من قبل هرقل، لمدة سبعة أشهر وبعد أن قبل المقوقس دفع الجزية غضب منه هرقل واستدعاه إلى القسطنطينية ونفاه، فأنتهز المسلمون الفرصة وهاجموا حصون بابليون مما اضطر الروم إلى الموافقة على الصلح ودفع الجزية.





توالت فتوحات عمرو بن العاص بعد ذلك في المدن المصرية الواحدة تلو الأخرى حتى بلغ أسوار الإسكندرية فحاصرها وبها أكثر من خمسين ألفاً من الروم، وخلال فترة الحصار هذه مات هرقل وجاء أخوه بعده مقتنعاً بأن لا أمل له في الانتصار على المسلمين، فأستدعى المقوقس من منفاه وكلفه بمفاوضة المسلمين للصلح.



وجاءت عدد من البنود في اتفاقية الصلح هذه منها: أن تدفع الجزية عن كل رجل ديناران ماعدا الشيخ العاجز والصغير، وأن يرحل الروم بأموالهم ومتاعهم عن المدينة، وأن يحترم المسلمون حين يدخلونها كنائس المسيحيين فيها، وان يرسل الروم مئة وخمسين مقاتلاً وخمسين من أمرائهم رهائن لتنفيذ الشروط، وقام عمرو بن العاص بإرسال رسول إلى الخليفة عمر ليبلغه بشارة الفتح، وقد مهد فتح الشام لفتح مصر وذلك بعد ما علمه الروم والأقباط من قوة المسلمين.


عمرو حاكماً لمصر


http://www.moheet.com/image/fileimages/2008/file131337/1_63_1332_13.jpg
جامع عمرو بن العاص


قضى عمرو بن العاص في فتح مصر ثلاث سنوات، وقد استقبله أهلها بالكثير من الفرح والترحيب لما عانوه من قسوة الروم وظلمهم، وقد كانوا خير العون لعمرو بن العاص ضد الروم، وكان عمرو يقول لهم: يا أهل مصر لقد أخبرنا نبينا أن الله سيفتح علينا مصر وأوصانا بأهلها خيرا، حيث قال الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم": ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا، فان لهم ذمة ورحما.


وقد كان عهد ولاية عمرو على مصر عهد رخاء وازدهار فكان يحب شعبها ويحبوه وينعموا في ظل حكمه بالعدل والحرية، وفيها قام بتخطيط مدينة الفسطاط، وأعاد حفر خليج تراجان الموصل إلى البحر الأحمر لنقل الغنائم إلى الحجاز بحراً، وانشأ بها جامع سمي باسمه وما يزال جامع عمرو بن العاص قائماً إلى الآن بمصر، وظل عمرو والياً على مصر حتى جاء عثمان على الخلافة وقام بعزله.





اللقاء الثاني بين الروم والمسلمين

كان الأقباط في فترة حكم الروم يعانون من قسوتهم واضطهادهم، وإجبارهم على ترك مذهبهم واعتناق المذهب الرومي، فجاءت إحدى المواقف الهامة والتي أكدت على مدى احترام المسلمين للديانات الأخرى، فقد كان للأقباط رئيس ديني يدعى بنيامين حين تعرض للقهر من الروم اضطر للفرار، وعندما علم المسلمون بالأمر بعد الفتح أرسلوا إليه ليبلغوه انه في أمان، وعندما عاد أحسنوا استقباله وأكرموه، وولوه رئاسة القبط، وهو الأمر الذي نال استحسان وإعجاب الأقباط بالمسلمين، فأحسنوا التعامل معهم.



جاءت المعركة الثانية بين المسلمين والروم بعد أن علم ملك الروم أن الحامية الإسلامية بالإسكندرية قليلة العدد، فانتهز هذه الفرصة وأرسل بثلاثمائة سفينة محملة بالجنود، وتمكن من اختراق الإسكندرية واحتلالها وعقد العزم على السير إلى الفسطاط، وعندما علم عمرو بن العاص بذلك عاد من الحجاز سريعاً وجمع الجيش من أجل لقاء الروم ودحرهم، وبالفعل تمكن عمرو من قيادة جيشه نحو النصر فكانت الغلبة لجيش المسلمين، ولم يكتفي أبن العاص بهذا بل سارع بملاحقة الروم الهاربين باتجاه الإسكندرية، وفرض عليها حصاراً وفتحها، وكسر شوكة الروم وأخرجهم منها، كما قام بمساعدة أهل الإسكندرية لاسترداد ما فقدوه نتيجة لظلم الروم والفساد الذي قاموا به أثناء فترة احتلالهم للمدينة.


بعد معركة الإسكندرية، وأثناء خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه قام بعزل عمرو عن ولاية مصر وولي عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثم في عهد معاوية بن أبي سفيان عاد إليها عمرو مرة أخرى واستمر والياً عليها حتى وفاته.



الوفاة

كانت أخر الكلمات التي انطلقت من فمه قبل وفاته " اللهم آمرتنا فعصينا .. ونهيتنا فما انتهينا .. ولا يسعنا إلا عفوك يا ارحم الراحمين"، وقد كانت وفاة عمرو بن العاص في مصر هذه البلد التي فتحت على يديه، وشهدت أزهى عصورها عندما كان والياً عليها، فتوفى عام 43هـ

الصوت المسموع
21-04-11, 03:29 AM
ابو بكر الصديق .. رضي الله عنه

عجيب أمر هذا الرجل ...!!

تربطه برسول الله صلات وصداقة قبل الوحي , وما زال كذلك بعد الأسلام .

شأنه عظيم ..

أفضل رجل في هذه الأمة ..

اقول في نفسي احيانا أن هذا الرجل بسبب قربة من الاشراقة النبوية اصبح كالبدر يعكس ضوء الشمس ..

يتضح دوره المفصلي في حروب الردة ..

لن أدخل في تفاصيلها ولكن ..

لك أن تتخيل ماذا يحدث لو نجح هذا العصيان والانتكاس من جمهور عريض في الجزيرة العربية بسبب شبهة شيطانية ..

اعجبني ماقاله ابو بكر الصديق رضي الله عنه لقاتل ابنه (عبد الله ) الحمد لله الذي اكرمه بك ولم يهنك به ..

كلمة تدل على روح هذا الرجل وما تتميز به من تجلي وشفافية ..

لله دره ..

هنا تدرك عظمة هذا الرجل وسموه ..

وكما وصفه بعض الصحابة فقال ( والله ما سبقنا ابو بكر بصلاة ولا صيام ولكنه شئ وقر في نفسه )

نعم أنه شئ وقر في نفسه ..

يالها من روح ....!!

الصوت المسموع
16-08-11, 06:34 PM
الملك فيصل بن عبد العزيز

هذه الشخصية لا يمكن اغفالها في موضوع كهذا لبصماته الواضحة في ملامح الدولة السعودية

فكثير من أسس بناء هذه الدولة رسمها هذا الرجل ,

ويعتبره الكثيرون المؤسس الثاني للملكة العربية السعودية

من أبرز صفاته / الحسم والوفاء والعاطفة المتقده والشجاعة والذكاء

أخواله من اسرة ال الشيخ وقد قام بتربيته خاله وكان له الفضل بعد الله في البعد الديني لشخصية الملك فيصل

سألته احد الصحفيات الاجنبيات في لقاء مترجم هل تسعى الى هدف وتسير على خطط في حكمك؟

فقال نعم / هدفي ان اجعل المملكة مركز أشراق ونور واشعاع لجميع دول العالم ...!!

يتصف بالبساطة في حياته وترى على تقاسيم وجهه الخشوع

الخوض في تفاصيل حياة هذا الرجل ممتعه ولا تمل

لكنها اشارة ولمن أراد الأستزاده عليه بالرجوع الى المصادر

رحمه الله