المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شكرا أيها الأعداء ..


الــمُــنـــى
02-12-09, 04:30 PM
.
.

ولأن فيه من الدرر ما فيه
ولأن فيه من الحقائق والحكم والنصائح والخير الشيء الكثير
وضعته بين أيديكم هنا
راجية أن يكون كل حرف منه في ميزان
كاتبه ( سليمان عودة )
جزاه الله عنا وعن الأسلام خيرا
وأن تعم الفائدة منه على الجميع

/
\


أسوأ صِناعة في الحياة هي صِناعة الأعداء!
وهي لا تتطلّب أكثر من الحمق وسوء التدبير وقلّة المبالاة؛ لتحشد من حولك جموعًا من المغاضبين والمناوِئين والخُصوم.
وقد علمتني التجارب أنّ من الحكمة الصّبرَ على المُخالِفين وطول النّفَس معهم واستعمال العلاج الربانيّ بالّدفع بالتي هي أحسن (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

يا مَنْ تُضايقُه الفِعال
مِنَ الّتي ومِنَ الّذي

ادفعْ فديتُك "بالّتي"
حتى ترى "فإذا الّذي"
وعلمتني التّجارِب ألا آسى على أولئك الذين يأبَوْن إلا أنْ يكونوا أعداءً ومناوِئين؛ فهم جزء من السُّنَّة الرّبانيّة في الحياة، وهم ضريبة العمل الجادّ المُثمر.
.
.
شكرًا أيها الأعداء!
فأنتم من علّمني كيف أستمع إلى النّقد والنّقد الجارح دون ارتباك وكيف أمضي في طريقي دون تردّد، ولو سمعت من القول ما لا يَجْمُل ولا يليق..
وهذا درس عظيم لا يمكن تلقّيه نظريًّا مهما حاول المرء، حتى يُقيّض الله له مَن يُدرّبه عليه، ويجرّعه مرارته أوّل الأمر؛ ليكون شيئًا معتادًا بعد ذلك.
.
.
شكرًا أيها الأعداء!
فأنتم مَن كان السّبب في انضباط النّفس وعدم انسياقها مع مدح المادحين، لقد قيّضكم الله -تعالى- لتعدِلوا الكِفّة؛ لئلا يغترّ المرء بمدح مفرط أو ثناء مسرف أو إعجاب في غير محله ممن ينظرون نظرة لا ترى إلا الحسنات، نَقِيض ما تفعلونه حين لا ترَوْن إلا الوجه الآخر، أو ترَوْن الحسن فتجعلونه قبيحًا.
.
.
شكرًا أيها الأعداء!
فأنتم سخّرتم ألسنة تدافع عن الحق وتنحو إليه ويستثيرها غمطكم؛ فتنبري مدافعة مرافعة..
لولا اشتعالُ النار فيما جاورت
ما كان يُعْرَفُ طِيب عَرْف العودِ
.
.

شكراً.. شكرًا أيها الأعداء!
فأنتم ذوو الفضل -ولو لم تشاؤوا- في صناعة قدر من الاتزان والعدل في الفكرة.
ولربما أعطى الإنسان بعض الحق فوق قدره؛ فكنتم السّبب في إحكام التوازن، ودقّة التّصويب والمراجعة.
ولا يأخُذَنّكُم الغضب من الإعراض؛ فإنّ المرء إذا دخل في المرادّة حرم نفسه فائدة النّظر والتأمّل, وانهمك في غمرة الردّ والصدّ؛ فلم يبق في نفسه موضع للهدوء والتّأني.. والتّدقيق في قول المخالف؛ فلعلّ فيه محلاً للصّواب ولو قلّ..
.
.

شكرًا أيها الأعداء!
فأنتم من شحذ الهمّة, وصنع التّحدي, وفتح المضمار, وشرع السّباق؛ ليصبح المرء شديدَ الشُّح بنفسه, كثيرَ الحَدْب عليها, حريصًا على ترقّيها, وتحرّيها لمقامات الرفعة والفضل.. والتنافس سنة شرعية, وقدر رباني (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ).
وشرف المنافسة هو بشرف الأسلوب ونقاء الغَرَض, وصِدق الوسيلة, وطهارة الجيْب!
.
.
شكرًا أيها الأعداء.
فأنتم مَن درّبنا على الصّبر والاحتمال ومقابلة السّيئة بالحسنة والإعراض.
شكرًا أيُّها ا لأعداء !!
فلعلّ في الميزان من الحسنات ما لم تنشط النّفس لتحصيله من الخير والعمل الصّالح، لكن بالصّبر والتجمّل والرّضا والمسامحة والعفو..
.
.

شكرا أيها الأعداء !
أعلم أن بعض القول يسوؤُكم, ولا والله ما قصدت به أن أسوءَكم، ولكنّي أقول حقًّا: أنتم الأصدقاء الحقيقيّون..
وأنتم إخوة في الله، مهما يكن الخلاف، ولو نظرنا إلى نقاط الاتّفاق لوجدناها كبيرة وكثيرة!
فنحن متفقون على أصول الإيمان، وأركان الإسلام، ولُباب الاعتقاد، فما بالنا نتكلّف استخراج وتوليد معانٍ جديدة؛ لنفاصل حولها ونصنع الخلاف ثم نتحمس له؟!
لِيكُن.. لِيكُن هذا صدر مني... أو لِيكُن صدر منك, عفا الله عما سلف, ولنصرفْ وجوهنا عن الماضي, ونلتفت إلى المستقبل، تفاؤلاً بخيره، وصناعة لمجده، وتعاونًا على البرّ والتّقوى، وتواصيًا بالحقّ والصّبر, واستعادة لمعاني الحبّ والإخاء في الله، التي هي أعظم السّعادة, ومن حُرِم خيرَها فقد حُرِم.
إنني لا أصفكم بالأعداء؛ لأنّني أظنّكم كذلك, كلا..؛ بل لأنّني أظنّ أنّ ثمّة من يريد أن نكون كذلك، ويسعى فيه جهده... وإلا فنحن الإخوة الأصدقاء شئتم أم أبيتم.
سامحكم الله, وغفر لكم, وهدانا وإيّاكم إلى سواء السّبيل, وأعاننا على تدارك النّقص والخلل في نفوسنا, ومعرفة مواطن الضّعف والهوى فيها, ولا وكلنا إليها طرفة عين..
أنتهى
.
.

همسة ..
جميل ان نتعلم من أعداءنا كل تك الدروس
والأجمل منه أن ندعو لهم ..
والأجمل أن لا نحمل لهم في قلوبنا إلا
كل الحب والتقدير فهم سبب من أسباب
ما نحن فيه من علم وما نحن فيه من أجر
فلكل من أساء إلينا أقول
جزاكم الله خيرا
وسامحكم الله من الأعماق

اللميـــاء
06-12-09, 01:39 AM
المنى

موضوع غاية في الرقي و الإفادة
أحيانا غاليتي
يستعصى على الكثير منّا فهم ماهية التعامل مع الأعداء
فطبيعة النفس البشرية تبني سدوداً بينها و بين الأعداء
و لا تفكر في هدمها أو محاولة تسلقها لـ فهم وجهة نظر الآخر

و أتى لذاكرتي و أنا أقرأ موضوعك
موضوع قد قرأته من فترة
موضوع بسيط لكنه غاية في الحكمة
جميعنا يعرف قصة ليلى و الذئب
تلك الفتاة الصغيرة التي هاجمها الذئب
و كان عنوان الموضوع قصة ليلى و الذئب بقلم حفيد الذئب
و تقول القصة " بوجهة نظر الآخر - العدو ":


كان جدي ذئبا لطيفا طيبا, وكان جدي لا يحب الافتراس وأكل اللحوم ولذا قرر أن يكون نباتيا ويقتات على أكل الخضار والأعشاب فقط ويترك أكل اللحوم

وكانت تعيش في الغابة فتاة شريرة تسكن مع جدتها تدعى ليلى
ليلى هذه كانت تخرج كل يوم إلى الغابة وتعيث فسادا في الغابة
وتقتلع الزهور وتدمر الحشائش التي كان جدي يقتات عليها ويتغذى منها,
و تخرب المظهر الجميل للغابة, وكان جدي يحاول أن يكلمها مرار وتكرارا
لكي لا تعود لهذا الفعل مجددا, ولكن ليلى الشريرة لم تكن تستمع اليه وبقيت تدوس
الحشائش وتقتلع الزهور من الغابة كل يوم, وبعد أن يأس جدي من اقناع ليلى
بعدم فعل ذلك مرة أخرى قرر أن يزور
جدتها في منزلها لكي يكلمها ويخبرها بما تفعله ليلى الشريرة.
وعندما ذهب إلى منزل الجدة وطرق الباب, فتحت الجدة الباب, فرأت جدي الذئب,
وكانت جدة ليلى ايضا شريرة, فبادرت إلى عصا لديها في المنزل وهجمت على جدي
دون ان يتفوه بأي كلمة, او يفعل لها اي شيء, وعندما هجمت الجدة العجوز
على جدي الذئب الطيب من هول الخوف والرعب الذي انتابه ودفاعا عن نفسه
دفعها بعيداً عنه, فسقطت الجدة على الأرض وارتطم رأسها بالسرير,
وماتت جدة ليلى الشريرة.
عندما شاهد ذلك جدي الذئب الطيب, حزن حزنا شديدا وتأثر وبكى وحار بما يفعل,
وصار يفكر بالطفلة ليلى كيف ستعيش بدون جدتها وكم ستحزن وكم ستبكي
وصار قلبه يتقطع حزنا والما لما حدث
ففكر بالأخير أن يخفي جثة الجدة العجوز, ويأخذ ملابسها ويتنكر بزي جدة ليلى
لكي يوهم ليلى بأنه جدتها, ويحاول ان يطبطب عليها ويعوض لها حنان جدتها
الذي فقدته نتيجة وفاة جدتها بالخطأ, وعندما عادت ليلى من الغابة ووصلت للمنزل,
ذهب جدي واستلقى على السرير متنكرا بزي الجدة العجوز.
ولكن ليلى الشريرة لاحظت أن أنف جدتها واذناها كبيرتان على غير العادة
وعيناها كعيني جدي الذئب, فاكتشفت تنكر جدي, وفتحت الباب وخرجت ليلى الشريرة
منذ ذلك الحين وإلى الآن وهي تشيع في الغابة وبين الناس ان جدي الطيب
هو شرير وقد اكل جدتها وحاول ان يأكلها ايضا.!!!!!!

يا تُرى يا منى ، هل لو قررنا مناقشة العدو ، هل سيصبح حينها عدو ؟

منى أنتهي ردي بمقولة لأوسكار وايلد

سامح دائماً أعدائك... فلا شئ يضايقهم اكثر من ذلك.


مودتي


اللميـــاء!

الــمُــنـــى
07-12-09, 11:41 PM
المنى

موضوع غاية في الرقي و الإفادة
أحيانا غاليتي
يستعصى على الكثير منّا فهم ماهية التعامل مع الأعداء
فطبيعة النفس البشرية تبني سدوداً بينها و بين الأعداء
و لا تفكر في هدمها أو محاولة تسلقها لـ فهم وجهة نظر الآخر

و أتى لذاكرتي و أنا أقرأ موضوعك
موضوع قد قرأته من فترة
موضوع بسيط لكنه غاية في الحكمة
جميعنا يعرف قصة ليلى و الذئب
تلك الفتاة الصغيرة التي هاجمها الذئب
و كان عنوان الموضوع قصة ليلى و الذئب بقلم حفيد الذئب
و تقول القصة " بوجهة نظر الآخر - العدو ":


كان جدي ذئبا لطيفا طيبا, وكان جدي لا يحب الافتراس وأكل اللحوم ولذا قرر أن يكون نباتيا ويقتات على أكل الخضار والأعشاب فقط ويترك أكل اللحوم

وكانت تعيش في الغابة فتاة شريرة تسكن مع جدتها تدعى ليلى
ليلى هذه كانت تخرج كل يوم إلى الغابة وتعيث فسادا في الغابة
وتقتلع الزهور وتدمر الحشائش التي كان جدي يقتات عليها ويتغذى منها,
و تخرب المظهر الجميل للغابة, وكان جدي يحاول أن يكلمها مرار وتكرارا
لكي لا تعود لهذا الفعل مجددا, ولكن ليلى الشريرة لم تكن تستمع اليه وبقيت تدوس
الحشائش وتقتلع الزهور من الغابة كل يوم, وبعد أن يأس جدي من اقناع ليلى
بعدم فعل ذلك مرة أخرى قرر أن يزور
جدتها في منزلها لكي يكلمها ويخبرها بما تفعله ليلى الشريرة.
وعندما ذهب إلى منزل الجدة وطرق الباب, فتحت الجدة الباب, فرأت جدي الذئب,
وكانت جدة ليلى ايضا شريرة, فبادرت إلى عصا لديها في المنزل وهجمت على جدي
دون ان يتفوه بأي كلمة, او يفعل لها اي شيء, وعندما هجمت الجدة العجوز
على جدي الذئب الطيب من هول الخوف والرعب الذي انتابه ودفاعا عن نفسه
دفعها بعيداً عنه, فسقطت الجدة على الأرض وارتطم رأسها بالسرير,
وماتت جدة ليلى الشريرة.
عندما شاهد ذلك جدي الذئب الطيب, حزن حزنا شديدا وتأثر وبكى وحار بما يفعل,
وصار يفكر بالطفلة ليلى كيف ستعيش بدون جدتها وكم ستحزن وكم ستبكي
وصار قلبه يتقطع حزنا والما لما حدث
ففكر بالأخير أن يخفي جثة الجدة العجوز, ويأخذ ملابسها ويتنكر بزي جدة ليلى
لكي يوهم ليلى بأنه جدتها, ويحاول ان يطبطب عليها ويعوض لها حنان جدتها
الذي فقدته نتيجة وفاة جدتها بالخطأ, وعندما عادت ليلى من الغابة ووصلت للمنزل,
ذهب جدي واستلقى على السرير متنكرا بزي الجدة العجوز.
ولكن ليلى الشريرة لاحظت أن أنف جدتها واذناها كبيرتان على غير العادة
وعيناها كعيني جدي الذئب, فاكتشفت تنكر جدي, وفتحت الباب وخرجت ليلى الشريرة
منذ ذلك الحين وإلى الآن وهي تشيع في الغابة وبين الناس ان جدي الطيب
هو شرير وقد اكل جدتها وحاول ان يأكلها ايضا.!!!!!!

يا تُرى يا منى ، هل لو قررنا مناقشة العدو ، هل سيصبح حينها عدو ؟

منى أنتهي ردي بمقولة لأوسكار وايلد

سامح دائماً أعدائك... فلا شئ يضايقهم اكثر من ذلك.


مودتي


اللميـــاء!










.
.

صدقا ما ذكرتي يا أُخية
فلكل أمر وجهان / وجه نعرفه وآخر نجهله
ولو حاول كل منا وبطريقته كسر تلك الحواجز
والسدود المنيعه التي بنيت بيننا وبين الطرف الآخر
لربما أتضحت الرؤية وتوضحت الحقائق وزال
اللبس وانتهت الكثير من المشكلات والخلافات التي
لربما بطريقة وبأخرى تؤدي إلي حدوث النفور
وبالتالي تولد العدوات والمشاكل التي لا أول لها ولا آخر ..
.
.
أن لمشكلة الكبرى تكمن في أن كل من الطرفين يرى
ومن وجهة نظره الخاصه أنه هو على الصواب والطرف الآخر على خطأ ..
والطامة الكبرى عندما لا توجد تلك القلوب التي
تقرب وجهات النظر بين الطرفين ..
التي تتبنى الأصلاح بين الطرفين ..
التي تعمل على تصفيه الجو وإزالة الرواسب العالقه ..
وإن وجدت فشلت وللأسف فشلا ذريعا في التقريب
بين وجهات النظر وفي تصفية الأجواء ..
/
\

عزيزتي
لكوننا غير ملائكة فإننا ننجذب إلي التركيز
على سلوك الاخرين الذي يبدو لنا غير عقلاني سواء
في أقوالهم أو أفعالهم أو في سلوكهم المفرط في الأنانية
وذلك يؤدي إلي إصابتنا بالأحباط بطريقة أو بأخرى ومن ثم
يؤدي إلي النفور ولربما تكون تلك العداوات كما أ..سلفت
.
.
عزيزتي
صدقا ومن وجهة نظر شخصية أرى
ان القلوب العطوفة ليس من الصعب عليها أن تحول تلك
الأحباطات وتلك السلوكيات غير الجميله إلي واقع عذب تتعايش معه
من خلال مبدا كريم أقره لنا ديننا ألا وهو " التسامح "
وما أجمل ان يكون هذا التسامح متبوعا " بالعفو " ..
قلة قليلة منا من تستطيع أن تعفو وتصفح وقلة قليه جدا
من تمتلك قلوبا بيضاء كبياض الثلج بل أشد
.
.

الغاليه / اللمياء
شاكرة لكم مداخلتكم الرائعة
وتلك الأضافة الرائعه والقصة العذبة
التي أوردتموها هنا ..
نفعنا الله وإياكم بما نقلنا وبما أضفتم
وجعل لنا قلوبا شفافة ناصعة البياض
اللهم آآآآآآآمين